كيف هي الأحوال ياسين؟ كل شيء على ما يرام، وأنا بصدد التحضير للموسم القادم بعد فترة صعبة مررت بها. التحضيرات للموسم الجديد كانت مع نادي “تروا“، أليس كذلك؟ نعم هذا صحيح، لقد انطلقت في التحضيرات مع هذا النادي، وخضت معهم التربص التحضيري في منطقة “جيرار دو مار”، رغم أني عائد من إصابة. أعتقد أني عملت جيدا، وكان هذا التربص مفيدا جدا بالنسبة إليّ، حيث أني شعرت بتحسن، وهو ما يؤكد أن عودتي تسير في الطريق الصحيح. انطلاقك في التحضيرات مع “تروا” يعني أنك مع هذا الفريق رسميا؟ لا، ليس بعد. صحيح أني سألعب في “تروا“، لكني لا زلت لم أوقع على العقد وبالتالي لا يمكن القول إني مع هذا الفريق رسميا، فقد فضّل مسيرو النادي أن أنطلق معهم في التحضيرات حتى يقفون على حالتي الصحية بما أني عدت من إصابة، وقد وفقت في الأخير في التأكيد على أني بحالة جيدة، وبالتالي لن يكون هناك أي مشكل في الالتحاق بهذا النادي. سمعنا أنك ستخضع لفحص طبي وبدني حتى يتأكد تعاقدك مع “تروا“، هل هذا صحيح؟ لا، هذا ليس صحيحا، كل ما في الأمر هو أني قمت بفحوص بالأشعة (IRM) حتى أتأكد من أن إصابتي شفيت بصفة نهائية، وهو إجراء طبيعي في كل الفرق. ومتى ستوقع على العقد مع فريقك الجديد؟ سأكون صريحا معك، لدي موعد غدا (يقصد اليوم، الحوار أجري أمس) مع مسيري نادي “تروا“ ومن المنتظر أن نحسم في أمر الصفقة وأوقع بصفة رسمية، لأننا اتفقنا على كل شيء ولم يبق سوى الإمضاء. لماذا اخترت “تروا” ياسين؟ اخترت “تروا“ لأسباب عديدة. يجب أن نكون صرحاء، من الصعب أن أظفر باتصالات من القسم الأول وأنا عائد من إصابة. لو كنت في حالة عادية كانت ستكون لدي عروض عديدة، لذا من الطبيعي أن أوقع في فريق من القسم الثاني، لكن وقع اختياري على نادي “تروا“ لأنه فريق يملك إمكانات عالية تساعدك على العمل، فهو بمثابة فريق من الدرجة الأولى، وسيكون هذا الأمر في صالحي دون شك من أجل العودة إلى الواجهة، لذا اخترت “تروا“، هذا دون أن أنسى سبب مهم للغاية. ما هو هذا السبب؟ المدرب جون مارك فورلان، هو السبب الرئيسي وراء التحاقي ب “تروا“، فقد سبق له أن درّبني في ستراسبورغ وهو يثق كثيرا في إمكاناتي، وقد طلب مني أن أكون إلى جانبه في “تروا“، وأساعده في مهمته لأنه يثق في قدراتي، وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لي. فمن الضروري أن ألعب عند مدرب يعرفني جيدا ويثق في، لذا قررت الالتحاق به في “تروا“ وأنا الآن سعيد بالتواجد مع هذا النادي الذي أتمنى أن يكون محطة بالنسبة لي للعودة إلى الواجهة والمنتخب الوطني. إذن أنت تفكّر في العودة إلى “الخضر“؟ نعم، بطبيعة الحال، لماذا لا أفكر في ذلك، المنتخب الوطني كان دائما هدفي وسيبقى كذلك، يجب أن لا يعتقد البعض أن بزاز انتهى أو شيء من هذا القبيل، لا زلت قادرا على إعطاء الإضافة إلى المنتخب الوطني، ولن أتخاذل في القيام بذلك ما دمت ألعب كرة القدم. لكن، ألا تعتقد أن إمضاءك في فريق من القسم الثاني في فرنسا قد يبعدك عن المنتخب؟ لا أعتقد أن الأمر سيسبب لي أي مشكلة، فمستواي لن يتغيّر بتغيير النادي أو اللعب في القسم الثاني الفرنسي، فأنا دائما ألعب بالمستوى نفسه خاصة مع الفريق الوطني، ولا أخشى أن ينقص مستواي بسبب لعبي في الدرجة الثانية الفرنسية، وهو ما سيتأكد مع مرور الوقت. وما رأيك في المستوى الذي وصل إليه المنتخب الوطني؟ صراحة، لقد وصلنا إلى مستوى محترم للغاية، ويمكن القول إننا بدأنا نعود إلى الواجهة الافريقية والعالمية، وأتمنى أن نواصل على هذا المنوال ونحقق تقدما أكثر حتى تعود الكرة الجزائرية إلى مكانتها الحقيقية. ما رأيك في مشاركة “الخضر” في المونديال الأخير؟ المشاركة لم تكن ايجابية بنسبة مائة ب المائة، فقد كان فيها ايجابيات وسلبيات، من بين السلبيات أننا لم نتمكن من التسجيل ولم نحقق سوى نقطة واحدة، لكننا بالمقابل خرجنا بشرف وقدمنا مباريات قوية، وأهم شيء هو أن هذا الجيل اكتسب خبرة جيدة بلعبه المونديال، وما دام أن منتخبنا لا زال شابا فمن المؤكد أنه سيستفيد كثيرا من هذه التجربة وستكون له كلمته في المستقبل. المهم كل النقائص التي كانت موجودة في المونديال يجب أن نصححها ونستغل الأمور لتحسين مستوانا والتقدم أكثر فأكثر. لكن الجماهير الجزائرية ليست راضية على ما نتائج “الخضر“ في المونديال، ما رأيك؟ هذا أمر طبيعي، فالكل كان يتمنى أن يتأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثاني، أو على الأقل يحققوا فوزا واحدا وهو ما لم يحدث، لكن يجب أن نرى الأمور من زاوية أخرى، فمنتخبنا تجدد بنسبة كبيرة قبل المونديال، حيث تواجد عدد كبير من اللاعبين الجدد في التشكيلة، إضافة إلى وجود العديد من اللاعبين المصابين أو العائدين من إصابات، إلى جانب عدد معتبر من اللاعبين كانوا ناقصين منافسة... كل هذه المعطيات كانت ضد المنتخب الوطني، وكان من المنتظر أن يظهر بذلك الوجه في المونديال. رغم هذا من الصعب عليك مشاهدة المونديال عبر الشاشة؟ هذا صحيح، صعب للغاية أن تبقى تتفرج على المونديال وأنت شاركت تقريبا في معظم لقاءات التصفيات، وساهمت في تأهيل المنتخب، لكن الدنيا مكاتيب ومن قدري أني تعرضت لإصابة أبعدتني عن الميادين وحرمتني من المشاركة في المونديال. يجب أن نبقى نؤمن بالقضاء والقدر ونرضى بما يحدث لنا، يجب أن أطوي هذه الصفحة الآن وأفكر في المستقبل وأمنح كل ما لدي للمنتخب الوطني، وأساعد الشبان الموجودين حاليا في النخبة. وهل يمكنك أن تكون حاضرا في تربص أوت القادم تحسبا للقاء الودي أمام الغابون؟ يمكن أن أكون حاضرا، لكن لا أعتقد أني سأكون جاهزا بكل إمكاناتي لأني أكون عدت قبلها بأيام قليلة إلى أجواء المنافسة، لكن رغم هذا أتمنى أن أحضر هذا التربص حتى أكون مع المجموعة حتى وإن لم أشارك في اللقاء، وإذا لم يستدعني المدرب سعدان فلن أقلق لأنه لا زالت هناك العديد من المواعيد الأخرى التي يمكنني أن ألتحق فيها بالمنتخب. سؤال أخير، نذير بلحاج وقع في نادي السد القطري، ألا تعتقد أنه أخطأ في اختياره؟ لا أعتقد ذلك، فمستوى بلحاج لن يتأثر بلعبه في مستوى أقل من البطولة الانجليزية، خاصة أني أعرف بلحاج جيدا، فهو لاعب جاد للغاية ويعمل كثيرا، لذا لا أعتقد أن مستواه سيتأثر... بلحاج لاعب ناضج ويعرف جيدا ما الذي يقوم به.