يفتح كريم زياني كعادته قلبه ل”الهدّاف“ في هذا الحوار ويتحدث عن أمور كثيرة تتعلق بمشواره الكروي، تربص المنتخب الوطني الذي ينطلق اليوم، الانتقادات التي طالته بعد أن جدد سعدان الثقة فيه إضافة إلى العديد من المواضيع الأخرى التي يتطرق إليها لاعب فولفسبورغ الألماني في هذا الحوار الشيّق. بداية، كيف هي أحوال كريم زياني بعد نهاية البطولة الألمانية خاصة أن نهاية الموسم كانت صعبة كثيرا بالنسبة إليك؟ الحمد لله أنا حاليا بين أفراد عائلتي في باريس بعد أن انتهى الموسم مع فريقي، رغم أن الموسم الكروي بالنسبة لي انتهى منذ أسابيع بعد أن تأكدت أن المدرب لا يثق فيّ ولا يريدني في الفريق ما جعلني أواصل التدرّب بكل قوة لأحضر نفسي للمونديال وصدقني أنني كنت أبذل مجهودات مضاعفة خلال التدريبات حتى لا أكون ناقصا من الناحية البدنية. لكن الجميع يؤكد أن لا شيء يعوّض المنافسة، أليس كذلك؟ نعم، أنا مع هذا الطرح. فعندما لا تلعب لا يمكنك أن تكون بمستوى الذي يلعب بصفة منتظمة، لكن عدم مشاركتي مع فريقي يعلم الجميع أن لا علاقة لها بالجانب الرياضي وأن إبعادي عن المجموعة أصبح آليا لأنني زياني وليس لأني لا أملك مستوى، وهذا ما حزّ في نفسي كثيرا وجعلني متأثرا للغاية، فقد تم منعي من تقديم ما باستطاعتي تقديمه وتم تهميشي بطريقة جعلتني أفهم أمورا كثيرة، لذا في الأشهر الأخيرة لم أركز إلا على التدريبات لأن حدث عالمي ينتظرني وأعلم جيدا أن الجميع ينتظرني ويريد أن يرى المستوى الذي سيكون عليه زياني في المونديال وبكل صراحة هذا يحفزني كثيرا على أن تقديم كل ما عندي حتى لا أخيّب. بصراحة، ألم تندم على تجربتك في ألمانيا؟ لا، أبدا. أنا إنسان أتحمّل دائما مسؤولياتي ولا أندم على قرار أتخذه في مسيرتي الكروية. الأمر الذي لم أتقبّله هو أن الفرصة لم تمنح لي للحكم عليّ، من هذا الجانب أكذب لو أقول لك إنني لست متأثرا خاصة أنني مقبل على منافسة بحجم كأس العالم وكنت بحاجة إلى المنافسة لكن من ناحية الندم على خياراتي فلا أعتقد أنني سأندم يوما ما على قرار اتخذته. والمستقبل الآن كيف تراه خاصة أنك تلقيت في المدة الأخيرة العديد من العروض لا سيما من فرنسا وتركيا؟ (يتنهد)... والله لا أريد حاليا أن أفكر في أمر آخر غير المونديال وأنا بهذا الكلام لا أتهرّب من سؤالك، أنت تعرفني جيدا بأنني لست بصدد الكذب ولو كان هناك جديد بخصوص وجهتي القادمة ستكون أول من يعلم لكنني بصراحة الآن أريد أن أنسى تماما ما حدث لي هذا الموسم في البطولة الألمانية والتركيز على المنتخب الوطني الذي عشت معه هذا العام أحلى ذكريات حياتي بالتأهل إلى المونديال والوصول إلى الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا للأمم ولا أريد أن تتوقف المغامرة معه عند هذا الحد، بل أمنيتي أن نذهب في كأس العالم إلى أبعد دور ممكن. نفهم من كلامك أنك ستغادر البطولة الألمانية؟ ليس بالضرورة... سنرى ما ستسفر عنه الاتصالات التي تتم مع وكيل أعمالي، فأنا لا أريد الآن التفكير في أمر آخر غير التحضير للمونديال القادم. إدارة فولفسبورغ جلبت مدربا جديدا هو مدرب المنتخب الإنجليزي السابق، هل هذا التغيير قد يجعلك تغيّر رأيك فيما يخص مغادرة هذا النادي؟ صدقني عندما أقول لك إنني أريد نسيان ما حدث لي في فولفسبورغ، وما يهمني حاليا هو المونديال وكيفية التحضير له لتشريف الألوان الجزائرية... أمر آخر سأفكّر فيه في وقته. التربص تفصلنا عنه ساعات فقط، كيف ترى تربص “كرانس مونتانا“ وهل سيكون الوقت كافيا لاستدراك ما فاتك إلى حد الآن؟ أظن أن التحضير لمدة شهر مع مباراتين وديتين سيكون كافيا لأننا سننطلق يوم 13 ماي في التحضير والمباراة الأولى ل”الخضر“ ستكون يوم 13 جوان أمام سلوفينيا، لذا أنا متفائل جدا بأن الوقت سيكون كافيا لنا لنكون في الموعد مع أول مباراة في المونديال. لكن الجمهور يجب أن لا يحكم علينا في المباريات الودية باعتبار أننا في مباراة يوم 28 ماي لن نكون في مستوانا الحقيقي لكن باقتراب المنافسة الرسمية أنا متأكد أن اللاعبين سيكونون جاهزين. ومتى ستلتحق بالتربص؟ سأكون أول الملتحقين لأنني سأسافر صبيحة الخميس (يقصد اليوم) من باريس إلى سويسرا عبر القطار وهذا حتى لا أضيع أي يوم من التربص. الجمهور الجزائري قلق على الحالة البدنية لكريم زياني الذي لم يشاهده مع ناديه منذ مدة طويلة، كيف هي الأمور؟ يجب أن يعرف الجميع أنني لست متوقفا عن التدريبات أو أنني ماكث في البيت، بل بقيت أتدرب بصفة منتظمة طيلة بقائي بعيدا عن المنافسة، وحتى إن كان ليس باستطاعتي القول إنني بكامل إمكاناتي إلا أن بعدي عن المنافسة لا يعني تماما أنني أصبحت ضعيفا من الناحية البدنية بل أنا متأكد أنه بعد المباراتين الوديتتين أمام إيرلندا والإمارات ستشاهدون زياني بمستواه المعهود هذا وعد مني. العديد من التقنيين في الجزائر انتقدوا استدعاء سعدان لك لأنك بعيد عن المنافسة منذ مدة، ماذا تقول لهؤلاء؟ (يصمت قليلا )... تريد أن تعرف إجابتي، سأكون معك واضحا إلى أبعد حد وأقول للذين انتقدوا استدعائي للمنتخب الوطني أن جوابي سيكون فوق الميدان وليس على صفحات الجرائد. أظن أن ذلك هو أحسن رد لأن كل واحد حرّ في آرائه وهذا الكلام لن يزيد إلا من عزيمتي للعودة بقوة لأنه في السابق مررت أيضا بفترات فراغ ولم أكن ألعب لكن مع المنتخب الوطني الأمر يختلف وأكون دائما في المستوى المطلوب في كل مرة. على كل، هناك الكثير الذين اعتبروا أن زياني لا يمكن الاستغناء عنه لأنه قطعة أساسية في المنتخب الوطني وكان دائما يلبي نداء الجزائر حتى عندما لم يكن أحدا يسمع بالمنتخب الجزائري؟ أنا لست هنا للتحدث عن نفسي أو للتأكيد على وطنيتي لأن الشعب الجزائري يعلم الكثير عن مشواري مع الجزائر وكيف كنت أحضر في كل مرة ل”الخضر“ بفرحة لا توصف وهذا مرتبط بتربيتي ودون أي تصنّع لأنه عندما يتعلق الأمر بالجزائر أنسى كل شيء، والذين يقفون إلى جانبي أقول لهم إن شاء الله لن أخيّبكم فوق الميدان. أسماء جديدة ستكون حاضرة في تربص سويسرا من بينها رياض بودبوز الذي كنت دائما تؤكد أنه سيختار الجزائر، ما يجعلك مسرورا جدا بقراره اللعب ل”الخضر“ بالتأكيد... نعم، لكنني كنت متأكدا منذ البداية أن رياض سيختار الجزائر وهو ما حدث فعلا، وطبعا أنا مسرور أن الجزائر ستستفيد من خدمات هذا اللاعب مثله مثل باقي اللاعبين الجدد الذين أتمنى لهم النجاح معنا. على ذكر هذه الأسماء الجديدة، هل تعرف البعض منهم ما عدا بودبوز؟ بطبيعة الحال، فلقد سبق لي اللعب في موسمي الأول مع لوريون رفقة “كارل مجاني“ كما لعبت أيضا في الفريق نفسه مع جمال مصباح الذي لم يسعفه الحظ في لوريون بسبب كثرة الإصابات، لكنني أعتبر أن المدرب الوطني لم يخطئ التقدير بما أنه استعان بهذه الأسماء رفقة قادير أيضا وبلعيد... أظن أن سعدان يعرف ما يفعل واستنجاده بهذه الأسماء لم يكن هكذا فقط. وهل تحدث معك سعدان مؤخرا؟ لا، لم نتحدث مع بعض مؤخرا لكن ستكون لنا الفرصة لنتحدث مطوّلا في بداية التربص وأعتقد أنني يجب أن أركز الآن على العمل فقط بعد أن أخذت قسطا من الراحة مع عائلتي هنا في فرنسا. كريم، أسماء كثيرة تم إبعادها من التشكيلة يعرفها زياني جيدا على غرار زاوي ورحو، ماذا تقول في إبعاد بعض الأسماء عن المنتخب الوطني؟ بالتأكيد أنني تأثرت لذلك، لأن هؤلاء اللاعبين ألعب معهم في المنتخب الوطني منذ 8 سنوات وتعوّدت دائما على ملاقاتهم في كل تربصات “الخضر“، لذا سأبقى أتذكر زاوي، رحو والبقية في كل مرة خاصة أننا كنا نشكل عائلة واحدة ويبقى التاريخ يشهد أنهم ساهموا فيما وصلنا إليه اليوم، كما أن إبعادهم عن المنتخب الوطني لا بد أن لا يفهم بطريقة سلبية بل المدرب قام بخيارات وكان عليه طبعا أن يقصي بعض الأسماء من التعداد. هل من كلمة للجمهور الجزائري الذي يخشى على “الخضر“ في المونديال بسبب نقص المنافسة لدى بعض اللاعبين والإصابات لدى البعض الآخر؟ أقول لهم إن الأمر يتعلق بمنافسة من المستوى العالي ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نخيّب الجزائريين فيها... يجب أن يثق الجزائريون فينا والمشاكل التي يعاني منها اللاعبون لن تؤثر في نتائجنا لأن التألق في المونديال سيكون لمنتخبنا لأن الجزائر تبرز في المواعيد الكبرى في كل مرة بفضل إرادة لاعبيها الذين يتحدون الصعاب عندما يتعلق الأمر بالألوان الوطنية. إذن أنت تعد بمونديال ناجح وتخطي الدور الأول؟ نعم سنذهب إلى جنوب إفريقيا للذهاب بعيدا في المنافسة ولن يخيفنا أي منتخب لأننا نستحق التواجد في كأس العالم ولم لا نفعل مثل الكامرون أو السنغال عندما تأهلا إلى أدوار متقدمة في المونديال. ------------------------------------------------- مبعوث “الهداف” إلى إيطاليا: أحمد العكروت “كورييري ديللو سبورت” : “نسبة بقاء مغني مع لازيو لاتتجاوز 20 من المائة” جاء في تقرير مفصل نشرته صحيفة “كورييري ديللو سبورت”(Corriere dello sport) الإيطالية أن حظوظ الدولي الجزائري مراد مغني في البقاء مع لازيو أضحت ضئيلة جدا، وأشارت الصحيفة الصادرة في روما إلى أن نسبة مواصلة مغني مشواره الاحترافي مع ناديه الحالي لا تتجاوز 20 من المائة، وأضافت أنه يتعين على الدولي الجزائري أن يبحث عن وجهة أخرى قد تتيح له فرصة استرجاع الثقة في نفسه وربما البروز مجددا. وأكد كاتب المقال أن ما يؤسف له في موضوع مراد مغني، وخلافا لزملائه الآخرين الذين ستوضع أسماؤهم في قائمة المعروضين في سوق انتقال اللاعبين، فإن سبب عدم الاعتماد عليه في الموسم المقبل لم يأت بسبب قلة إمكاناته وإنما نتيجة للإصابات التي طالته عدة مرات منذ الصيف الماضي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن مراد مغني الذي احتفل في 16 أفريل الماضي بعيد ميلاده السادس والعشرين، لم يشارك مع لازيو منذ بداية الموسم إلا في 3 مباريات أساسيا و4 احتياطيا، ليصل بذلك الوقت الذي لعبه إلى 275 دقيقة، أما في منافسة الدوري الأوروبي (أوروبا ليغ) فقد شارك في 4 مقابلات وسجل هدفا واحدا، وكان ذلك في المباراة أمام سياسكا صوفيا البلغاري التي تألق فيها بشكل ملحوظ، أما في الموسم الماضي فقد لعب مراد مغني 22 مقابلة وسجل هدفين.