كانت زيارة فؤاد قادير، لاعب المنتخب الوطني، إلى مدينة سطيف حدثا كبيرا، لأن اللاعب الذي خاض 3 مباريات بألوان المنتخب الوطني في كأس العالم غائب عن “الهضاب العليا” منذ 9 سنوات قطع عطلته مع مبولحي وغزال في تركيا والتحق بالجزائر... حيث سمحت له الفرصة باستعادة الذكريات وسط ترحاب كبير وتهافت من الناس عليه، بدأ من قسنطينة لما حطت الرحلة القادمة من باريس في حدود الساعة الحادية عشر وربع من يوم أمس على أرضية مطار محمد بوضياف. والده انتظره أكثر من ساعتين في المطار وكان فؤاد قد أكد لوالده، عمي لحسن، أنه سيصل في حدود الساعة التاسعة صباحا عبر رحلة مارسيليا، وكان عمي لحسن في الموعد وانتظره لكن لا جديد إلى أن سأل مصلحة الإرشادات، حيث اتضح أن الرحلة لن تصل إلى غاية الساعة الخامسة إلا ربع، قبل أن يسأل من جديد ليتأكد أن هناك رحلة من باريس ستصل في لحظات، حيث بقي محتفظا بالأمل أن فؤاد سيكون على متنها، وهو ما حصل حين حطت الطائرة في حدود الساعة العاشرة ونصف، ليكون والده قد انتظر أكثر من ساعتين إلى غاية خروج فؤاد بعد تأخر كبير دام نصف ساعة إضافية. أكد لنا إهتمام 3 أندية إسبانية بخدماته إبنه وفي حديث مع والده قبل أن تصل الطائرة، كشف لنا أن إبنه لم يقرر بعد بشأن مستقبله الموسم المقبل، وما إذا كان سيجدد في فالنسيان الفرنسي أم لا، حيث سيتوجه إلى التدريبات وفق ما أشار إليه يوم الإثنين على أن يدرس العروض التي وصلته مع مسيري فريقه، ولم يتردد في التأكيد أنه يعلم أن 3 أندية إسبانية طلبت خدماته، لم يتذكر منها سوى نادي مالاڤا. فؤاد يحتفظ بقميص لمبارد بعد مقابلة إنجلترا ومعروف أن عمي لحسن كان في جنوب إفريقيا رفقة عائلات اللاعبين، وأشار لنا إلى أنه قضى لحظات رائعة جدا إلى جانب والدي عنتر يحي وبلحاج، كما أشار لنا إلى إن ابنه يحتفظ من مباراة إنجلترا، أفضل لقاء لعبه “الخضر” في كأس العالم، بقميص لاعب تشيلزي الإنجليزي لمبارد الذي كان هو من طلب منه تبادل القمصان عند نهاية اللقاء، في وقت كان فؤاد يريد أن يفعل ذلك مع جيرارد الذي يحبه. كان يصوم وعمره 8 سنوات ومسؤولو مارتيغ خافوا عليه وفي حديثه عن إبنه، أشار عمي لحسن إلى أن فؤاد مواظب على آداء الشعائر الدينية من صلاة وصيام، منذ أن كان صغيرا، مستعرضا ما وقع له في الفئات الصغرى لنادي مارتينغ حين استدعاه (الوالد) مسؤولو النادي على جناح السرعة خلال شهر رمضان، واشتكوا له من ابنه الذي كان يصوم رغم أنه يبلغ من العمر 8 سنوات فقط، وهو ما يعرض صحته إلى الخطر، لكن عمي لحسن كشف لنا أنه رد عليهم بالقول: “أين هو المشكل، عندما يفقد الوعي صبوا عليه القليل من الماء، سيستفيق”. يعتبر جينياك لاعب منتخب فرنسا فردا من عائلة قادير كما أكد عمي لحسن أن إبنه يملك صديقا مميزا في منتخب فرنسا وهو أندري بيار جينياك، بحكم أنه تربى معه في مدينة مارتينغ ولعبا كرة القدم جنبا إلى جنب (رغم أن فؤاد أكبر منه بعامين)، كما أشار إلى أن علاقتهما طيبة جدا لأنها شبه علاقة عائلية بما أن والد جيناك صديقه الحميم، وسبق أن لعب معه كرة القدم في بعض الفرق الفرنسية، ما أبقى علاقتهما جيدة إلى اليوم. كان آخر من يخرج من ركاب طائرة باريس بسبب الإلحاح عليه وبمجرد أن بدأ ركاب طائرة باريس يخرجون من البوابة الخارجية للمطار، حتى اقترب والده من شرطة الحدود للسؤال عما إذا كان ابنه فؤاد موجودا أم لا، وهو ما أكدوه، حيث طلبوا منه أن ينتظر قليلا حتى يقوم أعوان الشرطة والجمارك بالتقاط صور معه، الأمر الذي استغرق مدة طويلة، لكن فؤاد لم يتضايق تماما وكان سعيدا بتلبية طلبات الجميع، بدليل أنه خرج من المطار ضاحكا. بشرته اسمرت بعد أن قضى عطلة في شواطئ تركيا رفقة مبولحي وغزال وبمجرد خروجه من المطار حتى ظهر أن قادير الذي كان مرفوقا بابن خالته جلال سفيان، أصبحت بشرته سمراء داكنة بسبب شمس تركيا، أين كان هناك في شواطئها لقضاء العطلة رفقة زميليه في المنتخب الوطني مبولحي وغزال، حيث استمتعوا بالأجواء الرائعة هناك، علما أنه قبل كأس العالم لم يكن يعرف هذين اللاعبين، وبعد فترة من الإقامة مع بعض قبل وأثناء المونديال صاروا أصدقاء إلى درجة أنهم ذهبوا في عطلة ما يكشف حميمية الأجواء حسبه داخل أسرة المنتخب الوطني. غيابه 9 سنوات جعله لا يتعرّف على إبن عمه ولم يتنقل الوالد لحسن قادير وحده إلى مطار قسنطينة بل كان مرفوقا بابن أخيه خير الدين، ورغم أن قادير يعرفه ولعب معه كثيرا عندما كانا صغيرين إلا أنه لم يتعرف عليه، حيث صافحه بشكل عادي قبل أن يقدمه له والده ويؤكد له أنه ابن عمه، وهو ما جعله يضحك ويعتذر في الوقت نفسه لأنه لم يتعرف على ملامحه في البداية بحكم أنه لم يره منذ 9 سنوات. إلتفاف كبير حوله وأكد لنا أنه صار يحسّ نفسه “بطلا” وبمجرد أن غادر المطار حتى التف من حوله العشرات من الذي تعرفوا عليه، وتهافتوا على طلب صور معه، ورغم أن الأمر استغرق وقتا إلا أن اللاعب الدولي لم يبد أي نوع من الإنزعاج، بل بالعكس تقبل كل الطلبات بتواضع شديد، ما أعجب الجميع خاصة عمال الشرطة الذين لحق بعضهم به في الخارج، ما جعل اللاعب يهمس لنا قائلا أنه شعر بنفسه مثل البطل في قسنطينة. جلس في مقهى والتقط صورا مع طفلين بقميصه رقم 21 وقد توجه اللاعب مباشرة إلى مقهى في المطار من أجل التنفس قليلا وتناول عصير جزائري (مثلما طلب)، واستغللناه الفرصة للحديث معه قليلا، وهنا التحق به عدد معتبر من المحبين، منهم طفلان (10 سنوات و15 سنة) كان يلبسان قميصه رقم 21، حيث أصرا على التقاط صور معه للذكرى، حيث أكد لنا أحدهما أنه فضل أن يقتني قميص قادير لأن آداءه أعجبه كثيرا في المونديال، مفضلا إياه عن كل اللاعبين الآخرين. انتقل بصعوبة في سيارة إلى سطيف ومنها مباشرة إلى “عين الفوّارة” وقد وجد قادير صعوبة كبيرة للمغادرة بسبب تهافت الجميع عليه، حتى من الجنس اللطيف، قبل أن يمتطي السيارة التي قدم بها والده ليغادر على متنها مباشرة إلى سطيف، حيث كانت الوجهه مباشرة عند الوصول، إلى “عين الفوارة” رمز المنطقة، للشرب منها، وسط التفاف كبير من الحاضرين هناك الذين كانوا محظوظين لأنهم التقطوا صورا للذكرى. إندهش لوجود صينيين في الجزائر... وأعجب بالطريق السيار شرق– غرب وقبل ذلك، في الطريق فإن قادير لم يتكلم كثيرا لأنه كان متعبا نوعا ما بسبب استيقاظه في ساعة مبكرة من يوم أمس الخميس، وقد شاهد الصينيين يقومون بأعمال البناء والحفر في الجزائر، وسأل عن سبب تواجدهم هنا، ولما عرف أن الأمر يتعلق بمشروع عملاق للطريق السيار شرق – غرب، أكد أنه أمر رائع، واستفسر عن تاريخ نهاية الأشغال، قبل أن يعبر عن اعجابه كثيرا بنوعية الطريق التي افتتح منها مؤخرا شطر قسنطينة – سطيف. اعتبر شربه من “عين الفوارة” مؤشرا على عودته وبما أن قادير غاب 9 سنوات كاملة، فهو السبب الذي جعله يعتبر أن عودته وشربه من عين الفوارة مؤشر على أنه لن يطيل الغياب مستقبلا وسيزور سطيف كلما تسنح له الفرصة لأن القاعدة المعروفة تقول إن من يشرب من عين الفوارة لابد أن يعود لها، كما أن والده أكد لنا أنه سيترك ابنه يستمع بزيارته إلى المدينة التي ينتمي إليها، حتى يعود إليها في أقرب فرصة ولا يبقى 9 سنوات كاملة كما حصل مؤخرا. جلس في مقهى رفقة أصدقاء والده في وسط المدينة وقد سار فؤاد قادير مشيا على الأقدام مع والده (وابن عمه وابن خالته) على مسافة قريبة إلى مقهى “محساس” التي تبعد ببعضة أمتار فقط وتقع قرب فندق “الربيع” في قلب المدينة، حيث التقى هناك الكثير من أصدقاء والده الذين تجاذبوا معه أطراف الحديث وسألوه عن مستقبله، وسط أجواء رائعة، حيث “تهولت” المقهى واستخرج الجميع هواتفهم للتصوير والذكرى. تعرف على أنصار الترجي في شارع قسنطينة وفي طريقه إلى البيت العائلي لأخذ قسط من الراحة، صادف فؤاد قادير في طريقه مجموعة من أنصار الترجي التونسي تعبر شارع قسنطينة كانت تحمل أعلامها الصفراء والحمراء، وبمجرد أن شاهدهم حتى أكد أنهم أنصار الترجي وجاؤا لأجل تشجيع فريقهم، مشيرا إلى أن الفوز رغم ذلك سيكون حليف الوفاق. علما أنه من المرتقب أن يحضر سهرة اليوم الجمعة ضيف شرف في أول مقابلة ل “الكحلة” في دوري المجموعات من كأس رابطة أبطال إفريقيا. طلب الراحة في البيت العائلي ب “الحشامة” وقد أحس قادير بالتعب، حيث طلب التوجه إلى البيت العائلي ب “الحشامة” (الهضاب)، ليلتقي والدته التي لم يرها منذ 3 أشهر، بالإضافة إلى أخذ قسط من الراحة، بما أنه يقضي الأيام الأخيرة من عطلته، حيث استلقى للنوم إلى غاية مساء أمس. ... والذهاب إلى حمام شعبي في المساء كما فاجأ فؤاد الجميع لما طلب التوجه إلى حمام شعبي في المساء، ولما سئل عن السبب، أكد أنه اشتاق إلى كل ما فيه رائحة البلاد، وأنه خلال تواجده في فرنسا كان أول شيء بقي يفكر فيه عند الوصول إلى الجزائر هو أن يأخذ حماما شعبيا، وقد وعده والده بتمكينه من قضاء وقت في الحمام، رغم أنه استغرب طلبه بما أن درجة الحرارة بلغت 38 أمس في سطيف. الوالي إلتقاه مساء أمس وبمجرد أن علمت السلطات الولائية بوجود إبن المدينة، قادير، في سطيف حتى طلب الوالي لقاءه، وتلقى والده اتصالا لترسيم الأمور، وقد التقى الوالي نور الدين بدوي، قادير على السابعة يوم أمس، ويكون قد هنأه على ما قدمه ل “الخضر” في المونديال، وأكد له أن مدينة سطيف سلطة وشعبا تعتز به. عشاء عائلي جماعي في “مشاوي حلب” سهرة أمس ومن المنتظر أن يكون فؤاد قد تناول، حسب ما أكده لنا والده، وجبة العشاء في مطعم “مشاوي حلب” المعروف بالمأكولات السورية الدمشقية، أين كان من المرتقب أن تكون الجلسة عائلية وهو ما يبحث عنه اللاعب الذي أكد لنا أن مشواره كلاعب محترف جعله يُقصّر كثيرا في واجباته العائلية، وقال إنه جاء إلى سطيف ليحس بالجو العائلي وجو “البلاد” التي أكد أنه اشتاق إليها كثيرا.