بعدما أجرت التشكيلة البجاوية حصة تدريبية خفيفة من أجل إزالة التعب بمركب “رادس“ عشية أول أمس بمجرد وصولها إلى فندق الزهرة، خاصة أن السفرية بين بجاية وحمام الأنف كانت شاقة ومتعبة واستغرقت 16 ساعة كاملة، دخل أشبال المدرب جمال مناد مرحلة الجد ابتداء من يوم أمس.. حيث شرع في تطبيق برنامجه التحضيري الذي حضره بالتنسيق مع مساعديه والمحضر البدني دحمان سايح الذي يؤكد على ضرورة بلوغ اللاعبين نسبة عالية من الجاهزية فيما يتعلق بالجانب البدني. وحسب البرنامج الذي تحصلت “الهدّاف“ على نسخة منه، فإن الشبيبة ستتدرب بمعدل حصتين في اليوم، وتخوض 5 مباريات ودية وهو البرنامج الذي تعرف عليه اللاعبون الذين بدأوا يحضرون أنفسهم من الآن ل “الخدمة الصحيحة”. ٍ مناد ينوّع بين الجانبين البدني والتكتيكي وفي قراءة بسيطة للبرنامج التحضيري الذي أعده المدرب جمال مناد، فإنه تخلى عن طريقة التحضير التقليدية التي كان يفضّل خلالها التقنيون تخصيص مدة أسبوع أو عشرة أيام كاملة للجانب البدني دون أن يلمس اللاعبون الكرة، لكن هذه الطريقة أثبتت فشلها بشهادة اللاعبين الذين أكدوا أنهم “يكرهو حياتهم” بهذا البرنامج. ويحاول مناد التنويع بين الجانبين البدني والتكتيكي، حيث تخصص الحصة الصباحية للعمل البدني ويخضع زملاء الوافد الجديد تواتي إلى برنامج شاق تحت إشراف المحضر دحمان سايح، فيما تكون الحصة الثانية خفيفة نوعا ما ويقتصر خلالها العمل على لمس الكرة والتحضير منذ الآن للخطط التكتيكية التي قد ينتهجها الطاقم الفني للشبيبة حسب مفاتيح اللعب التي هي بحوزته. اللاعبون لمسوا الكرة أمس لأول مرة ولأن مناد لا يريد أن يضيع المزيد من الوقت، فقد دخل منذ أمس في صلب الموضوع ودون أي مقدمات، حيث شرع في تطبيق البرنامج بعد أن خصص الحصة الصباحية لتمارين الركض وقياس درجة تحمّل اللاعبين التي بدت متفاوتة منذ البداية نظرا للفوارق الموجودة في تشكيلة الشبيبة فيما حقق زملاء القائد زافور رغبتهم في لمس الكرة عشية أمس بعدما برمج الطاقم الفني الحصة الثانية لتمارين الكرة التي من شأنها أن تبعث الحيوية إلى نفوس اللاعبين وتجعلهم لا يشعرون بالملل، خاصة أن طبيعة الجزائري ونوعية التحضيرات التي يخضع لها في الفئات الشبانية تجعله غير قادر على التأقلم بسرعة مع وتيرة التحضيرات بالسرعة الرابعة أو الثالثة على الأقل. سايح يؤكد على ضرورة بلوغ أكثر من 40 من المائة في الأسبوع الأول وفي إطار الحديث عن طبيعة البرنامج التحضيري الذي حضره الطاقم الفني للشبيبة تحسبا لهذا التربص الذي سيدوم 19 يوما كان لنا حديث سريع مع المحضر البدني دحمان سايح صبيحة أمس الذي قدّم لنا شروحات وافية عن البرنامج وعن أهمية كل تمرين، ولما سألناه عن ما يسعى لتحقيقه خلال الأسبوع العمل من برنامجه، قال إن الأسبوع الأول هو المنعرج الحاسم وأهم مكسب يسعى إلى تحقيقه هو ضرورة استجابة أجساد اللاعبين للعمل الشاق الذي سيخضعون إليه وبعدها كل شيء سيكون سهلا ويصبح هدف الطاقم الفني له بعدا آخر وهو الوصول إلى نسبة 40 إلى 50 من المائة من الجانب البدني لأن الأمور ستكون مختلفة إذا لم تجر الأمور كما يشتهيه مناد وبقية أعضاء طاقمه ويضطر إلى برمجة ثلاث حصص في اليوم خلال الأسبوع الثاني. عاين قاعة تقوية العضلات في العاصمة وبعد نهاية الحصة التدريبية الصباحية التي دامت حوالي ساعتين، عاد أعضاء الوفد البجاوي إلى فندق “الزهرة“ إلا المحضر البدني دحمان سايح الذي فضّل أن يتوجه رفقة مدير الوكالة الذي كان وراء تنظيم التربص إلى إحدى ضواحي العاصمة تونس من أجل معاينة بعض قاعات تقوية العضلات لاختيار القاعة الأحسن قبل الاتفاق مع مالكها لإجراء عدد معيّن من الحصص خلال فترة إقامة الشبيبة هنا في تونس. وحسب المعايير التي يبحث عنها سايح فلا بد أن تكون القاعة مجهزة بأحدث وأهم الوسائل التي تتطلبها نوعية التمارين الموجودة ضمن برنامجه، ومن المنتظر أن تكون أول حصة تدريبية لتقوية العضلات في منتصف الأسبوع الجاري. لا مباريات ودية خلال الأسبوع الأول ومن بين جملة القرارات التي اتخذها الطاقم الفني للشبيبة خلال ضبط البرنامج التحضيري لمعسكر “الزهرة“ هو عدم إجراء أي مباراة ودية خلال الأسبوع الأول من التربص لسبب بسيط وهو أن اللاعبين لم يتجاوبوا بعد مع الكرة بعد راحة طويلة، ويحتاجون لعمل مكثف ومنظم من أجل استعادة قواهم وإجراء مباراة ودية أمام الفرق التونسية التي بلغت درجة عالية ومتقدمة جدا من التحضيرات. والأكيد أن مناد سيعوّض المباريات الودية بمباريات تطبيقية بين لاعبيه من أجل بعث روح المنافسة بينهم ودخولهم أجواء المباريات بصفة تدريجية. حديث عن خمس مباريات خلال أسبوعين يأمل الطاقمان الفني والإداري لشبيبة بجاية أن ينجح مدير الوكالة السياحية الذي كان وراء تنظيم التربص عمار خليفاتي، الذي يتكفّل بكل شيء، بإيجاد خمسة منافسين على الأقل للتباري معهم وديا خلال الأسبوعين القادمين وذلك حتى يلعب زملاء الحارس سيدريك بمعدل مباراة ودية في كل ثلاث أيام حتى يجرب العديد من الخطط ويمنح الفرصة لكل اللاعبين بمن في ذلك الأواسط.. ويشترط مناد أن تكون مباراة أو مباراتين من الحجم الثقيل أمام أحد قطبي العاصمة الترجي أو الإفريقي حتى يقف على مدى جاهزية لاعبيه والنقائص التي يكون مطالبا بتصحيحها بعد العودة إلى الجزائر. البطولة التونسية تنطلق الأسبوع القادم أخلطت الجامعة التونسية لكرة القدم حسابات المدرب جمال مناد تماما بعدما حددت الأحد القادم 23 جويلية موعدا لانطلاق الموسم الكروي الجديد في تونس، وهو ما يعني أن أندية القسم الأول 12 قد مرت كلها إلى مرحلة الجد ولن توافق على التباري مع الشبيبة وديا إلا بالفريق الاحتياطي أو فريق الآمال، وهو ما من شأنه أن يقلق اللاعبين الذين يتخوّفون على صحتهم خاصة أن التجارب السابقة للأندية الجزائرية تؤكد أن الشبان أو أندية الأقسام السفلي تلعب باندفاع قوي وتتعامل مع المباريات وكأنها رسمية، ما يجعل المباريات تتوقف أو تخرج عن إطارها الرياضي في العديد من المرات. دراڤان يقيم في “الزهرة“ وفرح بالبجاوية كثيرا يتذكر الكثيرون من أنصار شبيبة بجاية المدرب الصربي دراڤان هاليلوزيتش الذي أشرف على العارضة الفنية لفريقهم مطلع الموسم الكروي 2005 -2006 ولكنه غادر الفريق بعد أربعة أشهر فقط بعد أن النتائج السلبية المسجلة.. هذا المدرب تعاقد هذا الموسم مع فريق “حمام الأنف“ ويقيم مؤقتا في فندق “الزهرة“ الذي عاد إليه أول أمس من حمام بورڤيبة، أين أجرى فريقه الجديد تربصا تحضيريا وكم كانت فرحته عارمة لما وصل ووجد لاعبي الشبيبة إلى جانبه في الجناح نفسه، حيث كانت الفرصة مواتية جدا لاسترجاع الذكريات الجميلة التي ما زال يحتفظ بها من تجربته القصيرة في مدينة الحماديين. لم يتعرفّ عليه إلا طبيب الفريق، مڤاتلي وبوسكين ورغم أن المدرب الصربي دراڤان انتظر بشغف عودة وفد الشبيبة إلى فندق “الزهرة“ على خلفية أن زملاء زافور كانوا يجرون حصة تدريبية بمركب “رادس“ لحظة وصوله، إلا أنه وجد مفاجأة في انتظاره وهي أن الفريق البجاوي تغيّر كثيرا مقارنة بما كان عليه في موسم 2005 – 2006، حيث لم يتعرّف عليه سوى طبيب الفريق خالد إسطمبولي ومدلك الفريق حكيم اللذان يبقيان نقطة الثبات الوحيدة في الشبيبة، وكذلك المدرب المساعد سامي بوسكين الذي عمل معه في تلك الفترة والتقاه أول أمس بالأحضان، وكذلك المدافع أمين مڤاتلي الذي أصبح أقدم لاعب في التشكيلة حاليا. دراڤان: “كنت أدرك أن مڤاتلي لديه مستقبل واعد وانتظرته في المنتخب” وفي دردشة خفيفة مع المدرب دراڤان سهرة أول أمس في بهو فندق “الزهرة“، أكد لنا أنه كان يتمنى أن تكون تجربته أطول في الشبيبة وفي الجزائر التي انبهر بجمالها لكن النتائج كانت ضده ودفعته إلى الرحيل. كما أثنى دراڤان كثيرا على مڤاتلي وصرح بشأنه: “لما التحقت بالشبيبة وجدت أن مڤاتلي لا زال ينتمي إلى صنف الأواسط، لكنه كان يتدرب معنا بانتظام. كنت واثقا أنه هو مستقبل الكرة في بجاية وفي الجزائر لأنه يملك إمكانات فنية وبدنية معتبرة ولديه أخلاق عالية. بصراحة لم أفهم ما الذي يحدث له حتى لا يستدعى للمنتخب، خاصة أنني سمعت منذ قليل أنه غير موجود حتى في قائمة منتخب اللاعبين المحليين”. “كرة القدم علاقات، وقد أعود يوما إلى بجاية” أكد المدرب الصربي دراڤان أن أهم ما استفاد منه خلال تجربته التدريبية مع شبيبة بجاية هو معرفة الرجال وتعزيز علاقاته في هذا البلد، مثلما فعل أيضا في الإمارات أين درّب فريق “كلباء“ الذي ينشط في بطولة القسم الثاني... وصرح في هذا السياق: “صحيح أنني خسرت رهاني الرياضي مع بجاية، لكنني لم أخسر علاقاتي أبدا بدليل أنني التقيت منذ سنتين الرئيس طياب في إمارات موناكو وتحدثنا طويلا، كما التقيت مؤخرا فريقا إماراتيا في حمام بورڤيبة وفرحت كثيرا بملاقاة كركار الذي سبق لي أن درّبته... لذلك، فإنني أؤمن أن كرة القدم علاقات ولا يمكن إلا أن تكون كذلك. لدي ذكريات جميلة في بلدكم خاصة في بجاية ولا يمكنني أن أعرف ما يخفيه لي المستقبل فقد أعود يوما إلى العمل هناك”. “أعتذر لمناد لأنه يستحيل أن نواجه الشبيبة وديا” وفي سؤال آخر لدراڤان حول إمكانية برمجة مباراة ودية بين شبيبة بجاية وفريقه الحالي حمام الأنف الذي ينشط في بطولة الدرجة الأولى التونسية، رد المدرب الصربي: “بصراحة يستحيل الآن أن نلعب مباراة ودية أمام شبيبة بجاية لأنه لم يبق أمامي سوى أسبوع فقط قبل انطلاق البطولة التونسية وسنواجه فريق القيروان الأسبوع القادم. كما أنني برمجت مباراة ودية هذا الأحد (يقصد اليوم) أمام رأس الخيمة الإماراتي، لذلك أعتذر كثيرا لمناد ولمسؤولي الشبيبة وأتمنى أن يجدوا منافسين محترمين خلال تربصهم هنا في تونس”. كراوش وبولعينصر أجريا حصة خفيفة في الغابة رغم أن الثنائي كراوش - بولعينصر وصل إلى فندق “الزهرة“ متأخرا بأربع ساعات كاملة عن بقية الوفد بسبب المشكلة التي واجهته في الحدود، وكانت علامات التعب بادية على وجهه (الثنائي) إلا أن المدرب جمال مناد أصر عليه مباشرة بعد عودته من “رادس“ على إجراء حصة خفيفة لإزالة التعب تماما مثل بقية اللاعبين. وقد فضّل كراوش وبولعينصر الركض لقرابة نصف ساعة فقط بالغابة المحاذية للفندق قبل تناول وجبة العشاء. اللاعبون تهافتوا على شرائح “تونيزيانا“ إذا كان كل لاعبي الشبيبة قد خلدو للنوم لحظة وصولهم إلى فندق “الزهرة“ ظهيرة أول أمس وأجروا بعدها حصة تدريبية خفيفة بمركب “رادس“ في حدود الساعة السادسة، فإن كل اهتمامهم تحول بعد تناول وجبة العشاء إلى نقطة بيع شرائح “تونيزيانا“ (تابعة لشركة أوراسكوم المصرية التي تبيع شرائح جيزي عندنا) حيث تهافت زملاء زرداب على بطاقات التعبئة للاتصال بذويهم وأصدقائهم، وهو ما جعل مدير نقطة البيع الوحيدة في حي “الزهرة” يعتذر بسبب نفاذ بطاقات التعبئة وهناك عدد معتبر من اللاعبين الذين إضطروا إلى اشتراء البطاقات من الفندق ودفع 300 مليم إضافية (أي ما يعادل 25 دج جزائرية). سيدريك اتصل ب”مسعود” يبدو أن الأيام التي قضاها حارس شبيبة بجاية سيدريك سي محمد مع هداف جمعية الشلف محمد مسعود في المنتخب الوطني للاعبين المحليين كانت كفيلة بتوطيد العلاقة أكثر بين اللاعبين اللذين أصبحا أكثر من صديقين، حيث لم ينس سيدريك صديقه حتى وهو في تونس إذ اتصل به مباشرة بعد وصول الفريق إلى تونس ليطمئن عليه ويترك له رقم هاتفه هنا في عروس البحر الأبيض المتوسط. طياب ويحياوي منتظران الأسبوع القادم ينتظر أن يحل الرئيس بوعلام طياب بتونس الأسبوع القادم برفقة المكلف بالأعلام ناصر يحياوي، حيث طلب من المدرب جمال مناد أن يعلمه بموعد أول مباراة ودية حتى يكون في الموعد ويكتشف الوجه الجديد لفريقه بعد الثورة التي أحدثها هذه الصائفة، كما يتابع طياب أخبار فريقه بالهاتف حيث يتصل بصفة يومية بالمدرب مناد ورئيس الوفد ليطمئن عليهما ويسألهما إن كانا بحاجة لأي شيء. مناد اجتمع برئيس الطباخين أول أمس اجتمع مدرب شبيبة بجاية جمال مناد مع رئيس الطباخين في فندق “الزهرة“ مباشرة بعد وجبة العشاء من أجل وضع البرنامج الغذائي الذي يتبعه اللاعبون طيلة أيام التربص. ويكون الطرفان قد اتفقا على كل كبيرة وصغيرة وكان شرط مناد الوحيد أن تكون الوجبات غنية بالفيتامينات وتساعدهم على الاسترجاع بعد حصص تدريبية شاقة وتمارين تتطلب الكثير من الجهد. اللاعبون تحصلوا على 100 أورو تحصل لاعبو شبيبة بجاية قبل مغادرتهم أرض الوطن على 100 أورو لكل واحد منهم، تمثل تكاليف المهمة التي تنتظرهم هنا في تونس. ورغم أن المبلغ ضئيل ولا يكفي اللاعبين حتى لاشتراء بطاقات التعبئة للاتصال بذويهم، إلا أن هذا الأمر لا يقلقهم تماما لأنهم واثقون أن الرئيس بوعلام طياب سيمنحهم مبلغا مماثلا عند وصوله إلى تونس الأسبوع القادم، تماما كما حدث خلال التربص الذي أجراه الفريق في “الميركاتو“ الشتوي الفارط وفي هذا الفندق. عمال الفندق سألوا عن مسالي، بولمدايس و الهادي عادل تفاجأ عمال فندق “الزهرة“ للتغييرات الكثيرة التي شهدها تعداد شبيبة بجاية هذا الموسم مقارنة بما كان عليه خلال التربص السابق منذ حوالي ستة أشهر تقريبا، لكن ما تفاجأنا له هو أن بعض عمال الفندق خاصة الذين يشتغلون في الاستقبال يعرفون جيدا أسماء بعض اللاعبين الذين غادروا وسألونا عن مسالي، بولمدايس والهادي عادل الذي ما زال لم يمض لأي فريق إلى حد الآن. مڤاتلي أصبح أقدم لاعب في التشكيلة بعد الثورة التي شهدتها شبيبة بجاية وتغيّر نصف التعداد تقريبا، أصبح الظهير الأيمن أمين مڤاتلي أقدم لاعب في التعداد الحالي للشبيبة حيث يقضي موسمه الخامس مع أبناء مدينة “يمّا ڤورايا”، وهو ما يعني أن اللاعب قد يكون هو القائد المستقبلي للفريق. ولما تحدثنا سهرة أول أمس مع ابن المدية كان في قمة التواضع وقال لنا إن شارة القائد لا تهمه وأنه يفضّل اللاعبين أكثر خبرة منه في صورة صديقه المخضرم إبراهيم زافور. البجاوية تفاجأوا لخسارة الوفاق أمام الترجي تفاجأ أعضاء الوفد البجاوي هنا في تونس كثيرا لما سمعوا أن ممثل الجزائر الأول في دوري أبطال إفريقيا وفاق سطيف قد انهزم فوق ميدانه أمام الترجي التونسي بهدف وجدي بوعزي برسم الجولة الأولى، حيث لم يصدق البعض الخبر وسارعوا للاتصال بذويهم في الجزائر للتأكد من صحة ذلك، كما كان كل الاهتمام موجها حول ما إذا كان الوفاق قد دخل المباراة بلاعبيه الجدد أم أن زكري فضّل أن يجدد ثقته في القدامى. للإشارة، فإن اللاعبين لم يشاهدوا المباراة بسبب عدم وجود قنوات الجزيرة الرياضية المشفرة في الفندق خاصة أنها تبث كل المباريات بصفة حصرية. الشبيبة منعزلة عن العالم الخارجي والإنترنيت متنفس اللاعبين الوحيد عكس مدينة “قمرت“ الساحلية التي قضى خلالها لاعبو شبيبة بجاية تربصهم السنوي الصائفة الماضية وكأنهم في عطلة نظرا للحركة الكثيفة التي كان يشهدها فندق “المرادي“ حينها والذي كان يعج بالسوّاح، فإن الأمور مختلفة تماما هنا في فندق “الزهرة“ بمدينة حمام الأنف التي لا تستقطب السواح كثيرا رغم وقوعها على الساحل نظرا لغياب الفنادق الفخمة بها مثل المناطق الأخرى، وهذا ما أسعد الطاقم الفني الذي تيقن أن كل الظروف متوفرة في هذه المدينة الصغيرة وفي هذا الفندق الهادئ الذي يساعد محيطه على التحضير الجيد. الجدد يكتشفونه لأول مرة وإذا كان لاعبو الشبيبة الذين يدافعون عن ألوان الفريق منذ عدة مواسم أو الموسم الفارط فقط يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن المدينة والفندق وذلك على خلفية أنهم عسكروا مع المدرب جمال مناد هنا في فترة التحضيرات الشتوية شهر جانفي الفارط، فإن كل اللاعبين الجدد الذين تم استقدامهم هذه الصائفة لم يسبق لهم وأن زاروا هذا الفندق الذي لا تقصده الأندية الجزائرية بكثرة. وقد اكتشفنا أن المغتربين خياري، العرفي وبودراجي بالإضافة إلى ڤاسمي، بودار، معيزة، مفتاح، تواتي، شويح، بورابة ومعروسي لم يسبق لهم وأن قصدوا هذا الفندق من نواديهم ويكتشفون المنطقة لأول مرة في مشوارهم الكروي. رحيل السوّاح الفرنسيين أعاد الهدوء إلى الفندق وعكس الليلة الأولى التي سبقت وصول الوفد البجاوي إلى مدينة “الزهرة” والتي شهدت حركة كثيرة وغير مسبوقة بسبب وجود ما يزيد عن 30 سائحا فرنسيا استقدمتهم إحدى الوكالات الأجنبية ليقيموا ليلة واحدة في “الزهرة”، فإن الأمور عادت إلى مجراها بعد مغادرتهم في الصبيحة واستعاد الفندق هدوءه، وحتى في ظل وجود عدد من السوّاح والمواطنين التوانسة الذين يستهويهم مسبح الفندق في ظل درجة الحرارة المرتفعة التي تميز هذه المدينة هذه الأيام إلا أن الأجواء لا تبعث على القلق وكل الظروف مهيأة لإقامة تربص ناجح بكل المقاييس. وسائل الترفيه غائبة واللاعبون لا يخشون إلا الملل وتبقى النقطة السوداء الوحيدة في فندق “الزهرة“ والتي تبعث القلق في نفوس اللاعبين هي عدم وجود أي وسيلة من وسائل الترفيه التي من المفترض أن توفرها لهم إدارة الفندق لتكسير الروتين و تمضية الوقت مثل “البيار“، “بابي فوت“ أو حتى الألعاب الإلكترونية وهو ما يجعل البعض يتخوّف من أن يؤثر هذا الفراغ الرهيب فيهم ويجعل التربص يفقد نكهته منذ الأيام الأولى خاصة إذا علمنا أن المدينة هادئة جدا، والخروج للعاصمة تونس من أجل التنزه لن يكون في متناولهم إلا في أيام الراحة التي يمنحها المدرب جمال مناد لأشباله. أجهزة الكمبيوتر ب “الشبعة“ والإنترنت متنفسهم الوحيد والملاحظ هو أن أغلبية لاعبي الشبيبة وضعوا هذا الأمر في حسبانهم وجلبوا معهم أجهزة كمبيوتر صغيرة من أجل مشاهدة الأفلام والاستمتاع بالأغاني، وكانت فرحتهم أكبر لما وجدوا أن الانترنيت مجاني في الفندق (ويفي) ويمكنهم أن يتصلوا بذويهم وأقاربهم عبر “السكايب“ حتى من غرفهم. كما يستغل بعض اللاعبين وجود الإنترنت لمطالعة الصحف الوطنية والأجنبية، خاصة يومية “الهدّاف“ والزميلة“ لوبيتور“ اللتان لا يقدرون الاستغناء عنهما كما أكده لنا عدة لاعبين. معيزة:“جئت لأدخل التاريخ مع الشبيبة، ومن حق أنصارنا أن يطمعوا في اللقب” رحلة شاقة ومتعبة تلك التي خضتموها من بجاية إلى حمام الأنف مرورا بعنابة، أليس كذلك؟ كما تعلمون أنا لم أتنقل مع الوفد من عنابة، بل انتظرتهم في مدينة عنابة ولذلك فالرحلة لم تكن متعبة لي كثيرا مقارنة ببقية زملائي، لكن هذه هي السفريات وعلينا أن نتحمّل كل شيء لأننا قدمنا إلى تونس من أجل التحضير والعمل بكل جدية ولسنا في نزهة. كما أن الرحلة من الجزائر إلى تونس أريح وأفضل بكثير من الرحلات إلى أدغال إفريقيا مثلا. كيف وجدت الأجواء داخل بيت الشبيبة وأنت الذي لم يمض سوى أقل من أسبوع على التحاقك بالفريق؟ في الحقيقة ما لاحظته بأم عيني في بجاية وأعيشه الآن هو الكلام الذي كنت أسمعه على هذا الفريق بخصوص التنظيم المحكم والاحترافية الموجودة داخل هذا الفريق. يمكن القول إن الأجواء رائعة وكل واحد في الفريق يعرف عمله جيدا، لذلك أنا مرتاح جدا ولست نادما إلى حد الآن على خياري. هل يمكن القول إنك تأقلمت بسرعة داخل الفريق؟ من هذه الناحية لا توجد أي مشكلة، فبفضل خبرتي المتواضعة مع الفرق التي لعبت لها لا أجد أي صعوبة في التأقلم كما أنني أعرف أغلبية اللاعبين سواء من الذين كانوا معي في المنتخب أو في عنابة أو حتى الذين أواجههم في مباريات البطولة... بصراحة لقد تأقلمت مع الشبيبة ولا أشعر أنني انضممت إليها هذه الصائفة فقط. وما هي الأسباب التي جعلتك تختار عرض الشبيبة عن بقية العروض الأخرى؟ كانت لديّ عدة عروض لذلك لم أود أن أقلق وقلت في قرارة نفسي أنه يجب أن لا أفكر في الجانب المادي فقط ولا أكذب عليك إذا قلت إن استقدامات الشبيبة هي التي جعلتني أختار هذا الفريق، فالأسماء التي استقدمها الرئيس طياب كلها برزت في البطولة الوطنية وقادرة على تقديم الكثير للشبيبة، ولما ترى التعداد الثري الذي نملكه الآن يمكن القول إن الشبيبة ستقول كلمتها هذا الموسم. كنت على وشك العودة إلى وفاق سطيف، فما الذي حدث بالضبط؟ صحيح أن مسؤولي الوفاق اتصلوا بي مباشرة بعد نهاية البطولة وعرضوا عليّ العودة إلى الوفاق وقد تنقلت إلى مقر الفريق وتحدثت مطولا مع المسيرين ويومها طلبوا مني أن أعود إلى بيتي وأنتظر إتصالا جديدا منهم، لكن ذلك لم يحدث، وعليه قرّرت أن لا أنتظرهم طويلا وأمضيت في شبيبة بجاية، ورغم أنني لم أغضب من المسيرين وقلت في قرارة نفسي أن كل شيء “مكتوب” إلا أن ما أثر فيّ كثيرا هو الكلام الذي قالوه للأنصار بأنني أنا من رفضت العودة وكأنهم يريدون إفساد صورة معيزة عند أنصار الوفاق. سمعنا أنك كنت على وشك العودة إلى خوض تجربة أخرى في السعودية، فهل هذا صحيح؟ نعم، لقد فكرت بذلك وكنت متحمسا لأنني أصبحت أعرف الأجواء هناك جيدا وقد تحدث وكيل أعمالي مع أكثر من فريق لكن العروض لم تصل إلى درجة الرسمية وبقيت تراوح مكانها، لذلك قرّرت أن أختصر المسافة وفضّلت أن أبقى في الجزائر وأوقع لشبيبة بجاية. الإستقدامات التي قامت بها الإدارة البجاوية هذا الموسم جعلت الجميع يرشحكم للتنافس على اللقب، فهل ترى أنكم قادرون على ذلك؟ كما قلت لك منذ قليل لما ترى تعدادا ثريا مثل تعداد الشبيبة فيه مزيج بين اللاعبين القدامى والجدد الذين لديهم إمكانات معتبرة، يمكن القول إن الفرق الأخرى ليست أحسن منا، ولو نؤمن بقدراتنا ونقوم بتحضيرات في المستوى فسنكون إن شاء الله الأقرب إلى اللقب... أنا هنا في بجاية لأضع خبرتي تحت تصرف الفريق ولم لا الفوز بلقب البطولة مع هذا الفريق وأدخل معهم التاريخ. لكن، ألا تعتقد أن الحديث عن اللقب منذ الآن من شأنه أن يفرض عليكم بعض الضغوط الإضافية قبل أزيد من شهرين عن انطلاق الموسم الكروي الجديد؟ من هذه الناحية لا أظن أنه ستكون مشكلة، لأن أزيد من 90 من المائة من اللاعبين لديهم من الخبرة ما يكفيهم للتعامل مع مثل هذه المعطيات، فالأغلبية لعبت مباراة أو مباراتين في كأس إفريقيا للأندية، ومن حق أنصارنا أن يطمعوا باللقب لما يشاهدون تعدادا بهذا الثراء ويدركون أن مستوى البطولة ليس مرتفعا وأي فريق قادر على إحداث المفاجأة والفوز بلقب البطولة. ما هي الأهداف الشخصية التي تسعى إلى تحقيقها من خلال تجربتك الجديدة مع شبيبة بجاية؟ أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بالعمل الجماعي، وأفضّل أن أتوّج باللقب مع فريقي وتفرح ولاية بأكملها على أن أتوج بلقب أحسن مدافع في الجزائر ونخرج خاليي الوفاض في النهاية. أهدافي التي سطرتها واضحة جدا فأتمنى أن أدخل التاريخ مع الشبيبة وأضمن مكانتي مع منتخب المحليين خلال نهائيات كأس إفريقيا التي ستجرى شهر جانفي من العام القادم في السودان.