رغم التشاؤم الكبير بعد نهاية الموسم عند غالبية المتتبعين والأنصار الذين تخوفوا من عجز الرئيس مدوار عن ضمان خليفة للمدرب الراحل سليماني يكون في مستوى تطلعاتهم أو حتى حارس مرمى ينسي الجميع نكسات الموسم المنقضي.. تسارعت الأحداث بشكل لافت للنظر خلال الأيام الأخيرة في بيت الجمعية في خضم المساعي الحثيثة التي يبذلها مدوار قصد الإعداد الجيد للموسم المقبل وتفادي الوقوع في نفس الأخطاء التي جعلت الفريق يكتفي الموسم الماضي بضمان البقاء وإنهاء الموسم بتسجيل نتائج متواضعة جدا. حيث قام الرئيس مدوار بانتداب جملة من اللاعبين المعروفين على الساحة الوطنية كلهم يملكون من الخبرة ما يؤهلهم لقيادة الجمعية إلى الظهور بوجه مشرف الموسم المقبل، والأكيد أن إقناع هؤلاء العناصر لم يكن بالسهولة التي يعتقدها البعض إنما كان بعد مفاوضات ماراطونية خصوصا في ظل الأزمة المالية التي يعانيها الفريق، كما لم يمهل اللاعبين المنتهية عقودهم، حيث اتفق مع الحارس قوادري، كل هذا إضافة إلى قضية المدرب التي تعتبر أم القضايا باعتبارها كانت تمثل الشغل الشاغل عند الجميع ليصل إلى الاتفاق النهائي مع المدرب الكبير مزيان إيغيل الذي كان قريبا من الالتحاق بفريق النصرية. إقناع مسعود بتمديد عقده لموسم إضافي العملية الأولى التي نجح في القيام بها الرئيس مدوار والتي كانت تبدو صعبة التحقيق تتمثل في إقناع صانع الألعاب وهداف الفريق الدولي محمد مسعود بتمديد عقده وإضافة موسم آخر، وهذا بعد حصوله على كامل ديونه السابقة العالقة منذ مدة رغم الأزمة الخانقة التي عاناها الفريق قبل نهاية الموسم وتأخر دخول إعانات الولاية وكذا البلدية، إلا أن حنكة مدوار وإدراكه للقيمة الكبيرة ووزن مسعود في التشكيلة جعلته يعمل المستحيل لأجل إقناعه بالبقاء في الشلف لموسم آخر على الأقل. جلب مدرب وطني سابق يحسب له رغم الأسماء المعروفة للمدربين الذين سبق للرئيس مدوار أن أقنعهم بتولي الإشراف على تدريب الجمعية المواسم السابقة في صورة الفلسطيني حاج منصور أو الدولي السابق موسى صايب وحتى القدير أحمد سليماني، إلا أن التعاقد مع المدرب الوطني السابق مزيان إيغيل هذه المرة يعد صفقة من أبرز الصفقات التي تمكن مدوار من تحقيقها خصوصا أن هذا المدرب كان قد أعطى موافقته المبدئية لإدارة النصرية لتدريب فريقها، لكن حسب المدرب نفسه فإن طموحات مدوار ورغبته في لعب الأدوار الأولى والعودة إلى الواجهة جعلته يفضل الجمعية على بقية الأندية الأخرى التي طلبت خدماته في تلك الفترة. الحفاظ على التعداد وجلب سبعة جدد قبل أسبوع واحد فقط من بداية التحضيرات، تم التعرف ولو نسبيا على أكثر من عشرين لاعبا سيحملون قميص الجمعية الموسم القادم، ويتعلق الأمر بالحارس قوادري والهداف محمد مسعود، الثنائي الذي جدد عقده لموسم إضافي من التعداد القديم، إضافة إلى ترقية لاعبين من فريق الأواسط ونعني بهما صانع اللعب الشريف ناصري والمهاجم منصور بلهاني، كما أمضى كذلك بصفة مؤكدة الظهيران زازو وسنوسي إضافة إلى مدافع ميطال الذرعان عمروني وكذلك ضمان صفقة حارس اتحاد البليدة غالم محمد الذي أمضى للجمعية موسما قابلا للتجديد، كما عرف خط الوسط التدعيم بعبد السلام، بن طوشة وسوكار وهو الثلاثي الذي أمضى لموسمين مع الجمعية، لينجح مدوار في خطف عناصر بارزة إضافة إلى الحفاظ على ركائز الفريق الذين كانوا محل أطماع العديد من الأندية خاصة عندما نذكر لاعبي الوسط زاوش، محمد رابح، غربي ومسعود إضافة إلى سوداني، والذين وصلتهم العديد من العروض المغرية. بن هني، بوخاري، بوسعيد، حمادو وسلامي ينتظرون مصيرهم وإذا كانت الأمور واضحة جدا بالنسبة لأزيد من عشرين لاعبا سيكون لهم شرف اللعب للجمعية الموسم المقبل، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لبن هني - بوسعيد - بوخاري - سلامي وحتى حمادو الذين مازالوا ينتظرون مصيرهم حتى الآن أمام تحفظ الرئيس مدوار الذي لا يريد التسرع في إصدار أي قرار بشأنهم قبل اتضاح الرؤى أكثر بخصوص المستقدمين الجدد، حيث لا نستبعد بقاء حمادو لموسم آخر بعد استعادته لكامل إمكاناته ورحيل المدرب سليماني الذي لم يمنحه أي فرصة للعب مع التشكيلة الأساسية، الأمر الذي يجعل التفريط فيه صعبا عكس عدد آخر من اللاعبين الذين أصبح رحيلهم عن الشلف قريبا من الواقع. مهاجم حقيقي ومدافع لغلق باب الاستقدامات من بين القضايا التي مازالت تنتظر الفصل بالنسبة للرئيس مدوار قضية المراكز التي ينوي تدعيمها رغم أن مدوار أكد في الكثير من المناسبات أنه أغلق ملف الانتدابات بصفة نهائية، مدوار يفكر في جلب مهاجم قناص أو جلب مدافع محوري متمكن يكون خليفة لزيان شريف، وحتى وإن لم يتمكن الرئيس من الوصول إلى هذا المبتغى فإن الحفاظ على العناصر التي تحويها التشكيلة قد يكون كافيا للظهور بوجه لائق الموسم المقبل لأن وجود زازو إلى جانب الحارس غالم والقائد زاوي سمير قد يكون كافيا لتشكيل دفاع قوي، أما في الهجوم فإن الاعتماد على مسعود لصناعة اللعب وتقدم سوكار إلى الهجوم إلى جانب سوداني قد يمنح الحلول ويعطي النجاعة للخط الأمامي. دفع ملف الاحتراف في آجاله المحددة رغم أن الرئيس مدوار كان صريحا إلى أبعد الحدود عندما أكد أن إعداد ملف الاحتراف أتعبه كثيرا، إلا أنه نجح في إتمام هذا الملف لأجل مشاركة الجمعية في أول بطولة وطنية محترفة، حيث تحول النادي بموجب هذه الإجراءات إلى مؤسسة ذات أسهم في خطوة ارتاح لها كثيرا عديد الصناعيين ورجال الأعمال بالمنطقة، ومن منطلق أن جمعية الشلف تملك ملعبا خاصا (تسيره إدارة الفريق يوم إجراء اللقاءات) يحوي كافة الوسائل والمنشآت البيداغوجية الملحقة، إضافة إلى مركز تحضير من أفضل المراكز في الوطن، فإن الجمعية بهذه الأفضلية محظوظة جدا عكس العديد من الأندية الأخرى أين ستساهم مداخيل الملعب في سد نفقات وحاجيات الفريق دون انتظار أموال السلطات المحلية خصوصا في حال تحقيق الفريق لنتائج طيبة. التفرغ لتسديد مستحقات اللاعبين والأكيد أن ابتعاد الرئيس مدوار عن كواليس الإدارة وما يخص الفريق والتفرغ ولو نسبيا إلى الراحة لن يتم قبل الغلق النهائي لملف الاستقدامات وتسديد مستحقات اللاعبين التي يدينون بها عن الموسم المنقضي، خصوصا وأن هناك عددا من اللاعبين لم يتقاضوا حتى منحة الشطر الأول من الإمضاء إضافة إلى عدد من العلاوات، وهي المهمة التي سيشرع فيها الرئيس مع بداية الأسبوع الداخل واستئناف التشكيلة للتدريبات الأولى، تأخر الرئيس في دفع مستحقات اللاعبين إلى هذا الوقت ليس معناه تماطلا إنما هو سياسة الرئيس في ترتيب الأمور وتقديم الأولويات لأن الدخول في سوق التحويلات يتطلب أموالا كبيرة في ظل مطالبة اللاعبين بمبالغ خيالية، وحصول اللاعبين على كامل مستحقاتهم العالقة قبل بداية التحضير هو تحفيز على تسجيل انطلاقة جيدة في بطولة الموسم الجديد. محمد رابح ينفي تفاوضه مع أي فريق في اتصال هاتفي جمعنا بلاعب الوسط محمد رابح المتواجد بمسقط رأسه مستغانم، نفى جملة وتفصيلا دخوله في مفاوضات مع مولودية وهران في الأيام الأخيرة، حيث أكد تلقيه عدة عروض من أندية معروفة لكنه لم يرد عليها من منطلق احترامه لفريقه جمعية الشلف والذي يربطه به عقد لموسم آخر. محمد رابح: “أنا في عطلة ولم أفكر في الدخول في أي مفاوضات“ صرح محمد رابح قائلا: “صراحة، لم أفهم كيف يفكر البعض ويؤكدون دخولي في مفاوضات وأنا لست حرا وعقدي يمتد إلى غاية الصائفة المقبلة مع جمعية الشلف، صراحة في فترة راحة ورغم العروض العديدة التي وصلتني خصوصا من فريقي السابق البرج، وبلوزداد وأخيرا مولودية وهران، إلا أنني لم أدخل في مفاوضات مع أي فريق، لأؤكد أنني شلفي بنسبة كاملة وأنتظر اتصال الإدارة لإبلاغي بموعد الشروع في التدريبات التي أعتقد أنها ستكون الأسبوع القادم. -------- مداح: “مدوار جلب خيرة الأسماء وسندخل بطولة الموسم المقبل بقوة“ قبل أيام قليلة فقط تستأنفون التدريبات استعدادا للموسم المقبل، بعد قضائكم لعطلة تبدو للكثيرين طويلة صحيح، لقد قضينا عكس المواسم السابقة عطلة صيفية طويلة كادت تدخلنا في الروتين والملل، رغم هذا وبعد شهرين تقريبا من الراحة أصبحنا متشوقين للعودة مجددا إلى جو التحضيرات والتدريبات استعدادا للموسم القادم. كيف تنظر إلى التدعيمات التي قام بها الرئيس مدوار هذه الصائفة؟ لا أحد بإمكانه التقليل من قيمة العناصر التي تمكن الرئيس مدوار من إقناعها باللعب للجمعية الموسم المقبل، كما أن التدعيمات خصت جميع الخطوط ولم تقتصر على منطقة معينة فقط مثلما كان عليه الحال المواسم السابقة. بعد جلب الحارس غالم وتجديد قوادري لعقده، والحديث عن إمكانية ترقية حارس الأواسط حمزاوي، تحدثت بعض الجهات عن تفكير الإدارة في تسريحك؟ يا أخي أنا لاعب في الجمعية تدرجت في كامل أصنافها، والحمد لله رغم التحاقي الربيع الأخير بالمنتخب الوطني العسكري وجدت نفسي الحارس الأول فيه، وبما أنني في عطلة لم يكلمني أحد عن التسريح بل أنا أنتظر حلول الأسبوع الداخل لمباشرة التدريبات رفقة المجموعة. هل أنت مستعد لحجز مكانة أساسية هذا الموسم؟ صدقني، لست قلقا من هذا الجانب على الإطلاق بما أنني لازالت في بداية مسيرتي الكروية، ما يهمني أكثر هو المواضبة على العمل لأجل تطوير قدراتي أكثر، كما أؤكد أنني سأعمل على انتهاز أي فرصة يمنحها لي المدرب لأكون في مستوى تطلعات من يضعون ثقتهم في إمكاناتي. لو نعد إلى تعداد الفريق نجد أنه مقابل التدعيمات التي حققها الرئيس عرف الفريق رحيل الحارس الدولي الوناس ڤاواوي والمحوري زيان شريف، ألا ترى أن الأمر يعد خسارة بالنسبة إلى تشكيلتكم؟ صحيح، قيمة الثنائي ڤاواوي - زيان ثابتة في التشكيلة الأساسية للجمعية لكن هذه هي كرة القدم مثلما رحل هذا الثنائي سيكون معنا الحارس غالم الغني عن كل تعريف، كما ستكون هناك عناصر أخرى لا تقل قيمتها عن قيمة زيان شريف في الخط الخلفي خصوصا عندما نتكلم عن الظهيرين زازو وسنوسي. هل كنتم تتوقعون هذا النجاح الكبير للرئيس مدوار خصوصا بعد جلب المدرب إيغيل وتدعيم الفريق بعدد قياسي من اللاعبين إضافة إلى دفع ملف الاحتراف في آجاله المحددة؟ أعتقد أن خبرة مدوار وحنكته سمحتا له بتخطي جميع الصعاب، حيث يبقى همه الوحيد هو إعادة الجمعية إلى مصاف الأندية القوية، لهذا نجد أنفسنا اليوم مطالبين أكثر من أي وقت مضى بضرورة الدفاع على ألوان الفريق بكل قوة من البداية وتسجيل انطلاقة قوية في بطولة الموسم الداخل. ستتربصون هذه المرة بالمغرب لكن في شهر رمضان، هل تتوقع نجاح التربص في هذا الشهر؟ أولا ،عندما نتحدث عن مكان إقامة التربص فإننا نحكم على نجاحه من البداية بالنظر الى ظروف العمل في الدارالبيضاء عكس عين الدراهم التونسية، أما عن العمل في شهر رمضان فإننا متعودون على ذلك في المواسم السابقة حين واصلنا التدرب طيلة شهر بأكمله. في الأخير، ماذا تريد أن تضيف؟ أطلب من الأنصار الوقوف إلى جانبنا ودفعنا إلى تحقيق الانطلاقة الجيدة التي أخفقنا في تسجيلها الموسم الماضي، خصوصا وأن التدعيمات التي قام بها الرئيس تنبئ بمستقبل واعد للفريق.