بعدما انتهت فعاليات كأس العالم بجنوب إفريقيا، كل اللاعبين الجزائريين توقّعوا أن تصلهم عروض مغرية من أندية كبيرة تطلب خدماتهم، لكن الواقع أثبت عكس ذلك تماما، فأحسن لاعبينا في المونديال فاجأ الجميع وأمضى على عقد في بطولة صنّفت الخامسة على المستوى العربي... حالة بقية اللاعبين لا تختلف كثيرا عنه، فكان حال أفضلهم البقاء في ناديه السابق رغم بعض المشاكل التي تلاحقهم في النوادي التي يلعبون لها، والبعض الآخر مصيره بقي غامضا ولم يحدد وجهته المقبلة بعد، أما الآخرين فقد سمعنا كثيرا عن عروض تأتيهم من هنا وهناك لكن لا شيء رسمي لحد الآن. زياني أجبر على البقاء في فولفسبورغ ومن بين هؤلاء اللاعبين نجد كريم زياني القلب النابض للفريق الوطني الذي أجبر على البقاء في ناديه السابق رغم تفضيله مغادرة الفريق من البداية، لكن ذلك لم يحدث لعدة أسباب، فكريم كان يأمل أن يعود إلى البطولة الفرنسية من بوابة سانت إتيان لكن عرض هذا الأخير لم يقنع مسيّري نادي فولفسبورغ الذين طالبوا بمبلغ 5 ملاين أورو لمن يريد الحصول على خدماته، وهذا ما لم يقدر عليه النادي الأخضر الفرنسي حيث عجز عن دفع هذا المبلغ الكبير وفضّل أن يتحصل على خدمات اللاعب الجزائري على شكل إعارة، لكن فريق الذئاب الألماني رفض ذلك وأراد أن يعوّض مبلغ 7 ملاين أورو التي دفعها الموسم الماضي لفريق مرسيليا الفرنسي من أجل الحصول على خدمات اللاعب الجزائري، ما شكّل عائقا لانتقال زياني واستسلم في الأخير لرغبة المسيرين وشرع في التدريبات مع فريقه بحر هذا الأسبوع. حالة جبور لا تختلف كثيرًا عن زياني أما جبور مهاجم نادي أيك أثينا اليوناني فحالته تشبه كثيرا حالة كريم زياني، رغم أن جبور عاد إلى فريقه في نهاية الموسم بعد خلاف حاد مع مدربه باجفيتش، إلا أن ذلك لم يعقه في البحث عن ناد آخر من أجل اللعب في صفوفه هذا الموسم، ما استدعى تدخل رئيس النادي اليوناني شخصيا لحل أزمته مع المدرب وهو ما تم بالفعل وعاد إلى تشكيلة الفريق في دورة اللقب، لكن ذلك لم يشفع لمسيّري النادي عند جبور وأصر على الرحيل بعد نهاية الموسم، لكنه اصطدم في الأخير بواقع مر خاصة بعد مردوده الهزيل في كأس العالم السابقة ولم يتلق أي عرض جيد، ما دفع ناديه إلى استغلال هذا الوضع، وسارعت الإدارة إلى اقتراح تجديد العقد الذي ينتهي في جوان المقبل، وهو ما قد يضطر اللاعب إلى الموافقة عليه في ظل أزمة غياب العروض. بودبوز فضّل التريث، وبقي مع سوشو اللاعب الشاب جمال بودبوز، حاله اختلف نوعا ما عن سابقيه، وفكر منذ البداية أن يبقى موسما آخر مع ناديه سوشو وعدم التسرع في تحديد مستقبله ما دام صغيرا في السن (20 سنة)، وأمامه مستقبل كبير يمكّنه من اللعب لأفضل الأندية الأوروبية، ورغم اهتمام نادي باليرمو الإيطالي به إلا أن المبلغ الذي قدّمه مسيّرو باليرمو لنادي سوشو لم يكن مغريا، وهذا ما دفع إدارة النادي الفرنسي إلى رفض العرض الإيطالي خاصة أن اللاعب لم يُبد رغبة في الانتقال إليه، مفضّلا مواصلة مشوار التألق الذي بدأه مع سوشو لموسم أو موسمين آخرين، لتحقيق الاستقرار الذي يرغب بودبوز في تحقيقه قبل التنقل لنادٍ طموح يساعده على تطوير مستواه. حليش يرفض الإعارة وفريقه لم تجد كيف تبيعه أما في ما يخص رفيق حليش الذي يربطه عقد مع نادي بنفيكا البرتغالي فمصيره يبقى مجهولا، خاصة أن إدارة الفريق الأحمر لا تريد الاحتفاظ به، وهو ما يشكل عائقا أمامه من أجل العودة إلى تدريبات الفريق، والأمرّ من ذلك فإن بنفيكا كانت تريد بيع عقده عوض إعارته مرة أخرى، وهو ما وافق عليه اللاعب فرفيق حليش كان قد صرح سابقا بأن العروض التي وصلت النادي لإعارته لم يقبلها ويريد أن يحسم مستقبله بالانتقال لنادٍ آخر بصفة نهائية، لكن اللاعب قد يضطر في الأخير إلى الموافقة في حال إصرار إدارة بنفيكا على إعارته لنادي غيماريش، وفي المقابل عرضت بنفيكا الرفع من أجرته الشهرية لتجديد العقد معها. مصير يبدة يبقى غامضًا حسان يبدة هو الآخر فضّل مغادرة نادي بنفيكا ووافقت الإدارة على طلب اللاعب، والسبب في ذلك أنها تمر بأزمة مالية خانقة ولن تستطيع أن تسدد أجرته الشهرية، حيث كشفت مؤخرا أن أجر يبدة يكلف خزينة النادي ما يقارب 75 ألف يورو شهريا، وهو مبلغ تعجز الإدارة عن تسديده حاليا، ولذلك قررت الاستغناء عنه لنادٍ آخر، وفي نفس الوقت ظهر أن العرض المقدم للاعب من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لا أساس له من الصحة بعدما صرّح المدير الرياضي لنادي العاصمة الفرنسية أن باريس سان جيرمان لم يطلب من بنفيكا الاستفادة من خدمات اللاعب الجزائري، وقد قمنا بنشر تصريحاته على صفحات جريدتنا أول أمس، وهو ما جعل مصير حسان يبدة يبقى غامضا إلى أن يجتمع مع مسيّري ناديه للفصل في مستقبله خلال الأيام القليلة القادمة. مطمور يلمّح إلى البقاء، لكن... كريم مطمور بعد الأداء المقبول الذي أبداه خلال كأس العالم الأخيرة كان ينتظر وصول عروض جيدة من أندية إيطالية كفيورنتينا وأندية انجليزية كتوتنهام، وهي العروض التي سمعنا عنها قبل رحيل المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا، لكن الحقيقة أظهرت العكس ولم يتلق أي عرض من تلك الأندية، زيادة إلى أن إدارة نادي مونشنڤلادباخ تريد أن تحتفظ بلاعبها لعام إضافي، وهو ما وافق عليه مطمور بعدما غابت عنه العروض، لكن يبقى أن اللاعب لم يلتحق بعد بتدريبات فريقه رغم انطلاق تحضيرات النادي الألماني للموسم الجديد، وهذا ما سيشكّل عقبة أمام اللاعب من أجل اللعب أساسيا الموسم المقبل. وفي نفس الوقت أوضحت بعض التقارير أن اللاعب تلقى عرضا من نادي سوشو الفرنسي، حيث يصرّ مدربه فرانسيس جيلو على استقدامه لتدعيم خط هجومه الموسم المقبل، لكن من الواضح أن النادي الفرنسي لا يملك الإمكانات المادية التي تسمح لهم بجلب مطمور، لذا فضّلوا استقدام اللاعب على شكل إعارة وهو ما رفضته كذلك إدارة مونشنڤلادباخ. بوڤرة ومبولحي قيل كلام كثير بشأن مستقبلهما أما الثنائي الذي أبهر الجميع بجنوب إفريقيا وهما مجيد بوڤرة والحارس رايس وهاب مبولحي فقيل عن مستقبلهما الكثير، وسمعنا عن عروض كثيرة من أندية كبيرة فبين مانشستر يونايتد وليفربول وبين وضعية اللاعبين حاليا فرق كبير. مجيد بوڤرة كان محل اهتمام نوادٍ كبيرة من البطولة الانجليزية على غرار ليفربول وأرسنال لكن لا شيء رسمي لحد الآن، ثم سمعنا عن إلحاح نادي هامبورغ الألماني لضمه حيث خصص مبلغ 6,5 مليون أورو لشراء عقده من نادي غلاسجو رينجرز الاسكتلندي، هذا الأخير كشف عن طريق مديره الرياضي أن نادي رينجرز يريد الاحتفاظ باللاعب لأن عقده لم ينته بعد، وهو ما وافق عليه اللاعب ما دام لم يتلقى أي اتصال رسمي من أجل تغيير وجهته إلى ناد آخر، أما الحارس مبولحي فقد وصل مع إدارة ناديه سلافيا صوفيا البلغاري إلى طريق مسدود بعدما رفض الموافقة على عرض اقترحته عليه إدارة النادي وأراد الذهاب إلى اللعب في البطولة التركية، وهو ما رفضته إدارة سلافيا صوفيا ولم يظهر أي جديد بخصوص مستقبله، عدا ما قيل عن عرض ويستهام الانجليزي الذي يبقى مجرد كلام فقط. كل ما يحدث الآن، يعني أن الأندية الأوروبية لا تهتم بلقب اللاعب “المونديالي” لكن الأهم بالنسبة لها يبقى مردود اللاعب وعطاؤه للفريق فوق الميدان، فهل ما يحدث الآن للاعبينا كفيل بتغيير عقلياتهم في المستقبل؟