صرح رئيس شباب قسنطينة، نور الدين أونيس، في لقاء له مع “الهدّاف” أنه قرّر الإستقالة من رئاسة النادي، بعد التفكير مليا في الأمر ، وإنه من بين الأسباب التي جعلته يُقرر الإبتعاد هي الضغوطات الشديدة التي يتعرض لها من طرف الجميع، خاصة في الأيام القليلة الماضية، ما جعله يقرر الإبتعاد نهائيا. “لم أجد من يساعدني وكنت أعمل وحدي طوال الوقت“ وقال أونيس إنه طيلة المدة السابقة التي رأس فيها النادي عمل وحده دون أن يساعده أحد، حيث قام بالإستقدامات لوحده، بالإضافة إلى التحضيرات التي قام بها النادي في تونس وكل ما يخص الإيواء والإطعام، كما تحمّل عبء النادي وضغط الأنصار وكل ما تحمله كرة القدم من مشاكل. “إتفقنا على أن يضع كل واحد 300 مليون ثم خفضناه إلى 160 بطلب منهم“ وواصل أونيس كلامه قائلا إنه وأعضاء الشركة إتفقوا على أن يضع كل واحد منهم مبلغ 300 مليون سنتيم، بالإضافة إلى تشكيل مجلس الإدارة. وقد ذهبوا جميعا إلى الموثق الذي قام بتوثيق العقد، إلا أن الأعضاء اقترحوا أن يُخفض المبلغ وقد رفض أونيس ذلك، مقترحا عليهم أن يُقسم على ثلاثة أجزاء يتم دفعها من جوان إلى غاية أوت، قبل أن يرسو العطاء على مبلغ 160 مليون. وقد تم وضعها كرأس مال للشركة عند الموثق، وقال أونيس إنها لا تزال موجودة إلى يومنا هذا عنده. “إذا لم يدفع أحد المال قبل الآجال المحددة يتم إبعاده تلقائيا من الشركة“ من جهة أخرى أكد أونيس أنهم اتفقوا على عدة أشياء لم يتم الكشف عنها إلى الآن، حيث قال: “اتفقنا عند تشكيل الشركة أن يضع كل عضو مبلغ 160 مليون وأن العضو الذي لا يعطي الشركة هذا المبلغ يبعد بشكل تلقائي من مجلس الإدارة، ورغم ذلك لم يدفع أحد المبلغ وبقيت الأمور على حالها كما أني لمست أن هناك رغبة في الانسحاب من طرفهم، لذا قررت أنا أيضا العمل بمفردي لكن الأمور لم تسر كما أردت واضطررت للابتعاد نهائيا الآن من النادي وذلك لترك الفرصة لمن يريد أن يرأسه. “لا يُوجد رأي ثابت في النادي” وأضاف أونيس أنه من بين الأسباب الكثيرة التي جعلته يقرر الإستقالة هو التغير المفاجئ للكثير من القرارات والمواقف لأعضاء مجلس الإدارة، حيث يريدون من جهة العمل في النادي ثم يُقررون التراجع، وهو ما حدث من قبل حين قرر أونيس أن يعمل بمفرده وأن يساعده الأعضاء المكوّنون لمجلس الإدارة إلا أنهم رفضوا وقالوا إنه من الأفضل أن يقوموا بأنفسهم بالإستقدامات وغيرها من الأمور المتعلقة بالنادي، ومن جهة أخرى يُريدون التوقف عن العمل وأن يتركوا الفريق بين يدي -يقول أونيس- لأقوم بكل ما يلزم ومن ثم يُبعدونني من منصبي كرئيس للمجلس والنادي. “أنا من وافق على رئاسة بن الشيخ للمجلس ومن وضع سوسو على رأس الفريق“ بخصوص تعيين الرئيس السابق عبد الكريم ين الشيخ لفقون رئيسا لمجلس الإدارة قال أونيس: “لفڤون من بين أقدم الشخصيات الكروية في المدينة خاصة أنه كان على رأس النادي من قبل وأوصله إلى مراكز متقدمة في البطولة، وهو الشيء الذي جعلني أعينه بصفتي رئيسا لنادي شباب قسنطينة على رأس الشركة التي كوناها بالإضافة إلى تعيين فرصادو مديرا عاما للنادي ومحمد بولحبيب “سوسو” مسؤولا عن اللجنة التنفيذية لكرة القدم في الفريق، وهي التغييرات التي أردت من خلالها بعث النادي من جديد إلا أنهم رفضوا العمل بحجة أن لا شرعية لهم وقد كانوا خائفين من أن أغير رأيي في أي وقت كما رفضوا تسليمي الأموال اللازمة من أجل بدء العمل“. “أرفض أن أصرف وحدي على النادي ثم يتم إبعادي بعدها“ من جهة أخرى أكد أونيس أنه يرفض رفضا قاطعا أن يقوم بتحضير الفريق الجديد للعب في الموسم الإحترافي الجديد بعد أن يستقدم اللاعبين ويُجدد للقدامى الذين قال عنهم إنهم أخذوا كل أموالهم التي يدينون بها، وأضاف أنه كان متخوفا من أن يقوم بكل هذه العمليات ويتم إبعاده بعدها من طرف أعضاء مجلس إدارة شركة شباب قسنطينة لأنه يعلم أن أغلب الأعضاء ضد وجوده بعد الخلافات التي حصلت من قبل، وهو الأمر الذي جعله يتوقف عن العمل ويقرر الابتعاد نهائيا عن الفريق ويتركه في أيدي مجلس الإدارة الذي سيدخل السباق من دون شك للفوز بالرئاسة المطلقة للنادي. “تعرضت إلى الكثير من الضغوط وقرّرت بيع نصيبي في شركة المساهمة“ وقال أونيس إنه تعرض إلى الكثير من الضغوطات في الفترة الأخيرة، وهي الضغوطات التي أثرت كثيرا على حالته الصحية، كما قال إنه لا يتمنى لأي أحد أن يكون مكانه الآن لأن رئاسة فريق بحجم شباب قسنطينة أمر في غاية الصعوبة بعد أن وجد الكثير من العراقيل، حيث قرر بيع نصيبه في الشركة والذي يقدر ب160 مليون لأي شخص يريده دون فوائد ولا أي شيء آخر، كما أنه يريد أن يبتعد عن عالم كرة القدم لأن الوقت قد حان لذلك. “سأطلب من الديجياس عقد جمعية إنتخابية وأنسحب بعدها من النادي“ كما أضاف أونيس أنه سيقوم بخطوة كان عليه القيام بها منذ مدة، وهي طلب عقد جمعية عامة من طرف “الديجياس“، وأضاف أنه يريد من خلال هذه الخطوة تأكيد نيته في الاستقالة والابتعاد عن رئاسة النادي نهائيا، وأصر على أن يؤكد أن الجمعية العامة ستكون انتخابية حيث يتم فيها اختيار الرئيس الجديد لشباب قسنطينة والذي بإمكانه تسيير النادي مكانه، كما أكد على أن مكتبه المسير سيذهب بذهابه لأنه هو من اختاره إلى جانبه، وعليه فان كل من جاءوا من قبل عليهم الرحيل وخاصة أن النادي فشل في العودة كرويا إلى القسم الوطني الأول وبقي يصارع في الدرجة الثانية التي لم يغادرها إلى الآن. “كل القدامى أخذوا مستحقاتهم” من جهة أخرى قال نور الدين أونيس إنه ولأول مرة ينهي شباب قسنطينة موسمه دون أن يدين له لاعب واحد أو مسير أو مدرب بفلس واحد، لأن الكل أخذ حقه وزيادة وعلى الذين لا يصدقونه أن يسألوا اللاعبين أنفسهم وسيلقون الإجابة الشافية لأنه رجل وإن أخطأ في حق النادي وهذا أمر وارد إلا أنه لا يستطيع أن يأخذ حق أي شخص وخاصة أولئك الذين تعبوا من أجل أن يصعد النادي إلى القسم الأول إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام وفقدت الإدارة السيطرة فيما بعد على كل شيء. “حتى الذين يُدينون من عهدة مازار حاولت مساعدتهم أمام لجنة النزاعات“ وأضاف أونيس أن اللاعبين الذين يدينون بالأموال منذ عهدة الرئيس مازار أتوا في بداية الموسم إلى النادي وطالبوا بها، إلا أننا -يقول أونيس- لم نستطع أن نساعدهم فنحن كنا مسؤولين عن الاستقدامات التي تستلزم الكثير من الأموال، لكن ورغم ذلك ساعدت الكثير منهم ماليا وأعطيت موافقتي لكي أذهب معهم إلى لجنة المنازعات والمحكمة الرياضية الجزائرية ودفعت حقوق ملفاتهم من مالي الخاص وكل ذلك من أجل أن يستردوا حقوقهم لأني رجل يخشى الله ولا يأخذ حق احد. خوجة علاوة: “رغم خلافاتي مع أونيس إلاّ أني أشهد أنه ملتزم ماليا“ من جهة أخرى أكد نائب رئيس شباب قسنطينة، علاوة خوجة، أن رئيس النادي نور الدين أونيس وإن كثر منتقدوه فإن كلمة الحق تقال فهو رجل ملتزم ماليا حيث يعيد كل الأموال التي يستلفها في وقتها المحدد حتى وإن بلغت 10 ملايير، وهي خصلة حميدة في الرجل لابد من عدم إنكارها كما أنه قام بتقديم الأموال لجميع اللاعبين دون استثناء ولا يوجد أي لاعب الآن “يسال” الفريق ولو دينارا واحدا أضاف خوجة. “الباب مفتوح أما الشركة الآن وعليها تحمّل مسؤوليتها“ وأنهى أونيس كلامه بالحديث عن مستقبل النادي، وقال بالحرف الواحد: “أنا الآن مستقيل وأحضر لعقد جمعية عامة انتخابية من أجل أن يكون لشباب قسنطينة رئيس جديد وهو أفضل لي وللجميع إلا أني أطالب من يأتي بعدي بأن يكون على قدر المسؤولية ويتحمل مسؤوليته تجاه أنصار النادي“. --------------------------- رؤساء بالجملة يتنافسون من أجل العودة إلى “سي.س.سي” يعد شباب قسنطينة من بين الأندية الجزائرية الأكثر والأوفر حظا هذا الموسم لسبب واحد وهو كثرة الأشخاص والمقربين من النادي الذين يريدون رئاسته، خاصة بعد الوضعية الكارثية التي وصل إليها في المواسم الأخيرة حين عانى كثيرا من تواجده في القسم الوطني الثاني وبدأ يفقد كل ممتلكاته إلى أن فقد الآن ميزته الوحيدة والتي لا توجد في أي ناد آخر وهي جمهوره الكبير الذي سئم من تدهور حالة النادي. الشباب يبحث في كل موسم عن رئيس له “الموضة” التي كان يتميز بها شباب قسنطينة قبل انطلاق كل موسم، هي غياب المترشحين لرئاسته نظرا للمشاكل الكبيرة التي كان يعاني منها وخاصة مشكلة الديون التي عصفت بالنادي قبل عشرة مواسم مضت حين كان الشباب يحمل على كاهله الملايير التي كانت بدورها تمثل حقوق الدائنين، منهم من رأس النادي ومنهم من أقرضه لكن دون أن يسترد أحد أمواله أو يقوم هؤلاء بتوقيف حساب النادي عن طريق إيداع الصكوك والانتظار إلى غاية دخول الإعانات التي تذهب مباشرة إليهم بدلا من أن يستفيد منها الفريق، وكلنا يذكر كيف عانى شباب قسنطينة في موسم 2003-2004 قبل أن يحقق الصعود من مال الرئيس السابق للنادي خطابي علي الذي واجه المستحيل إلى جانب أعضاء مكتبه إلى غاية تحقيقه الهدف المسطر قبل انطلاق الموسم وعانى من بعده بوحلاسة وغوالمي والبقية من نفس المشاكل بالإضافة إلى “التخلاط“ الذي طال النادي في الأعوام القليلة الماضية. الظروف الآن صارت أحسن والجميع متشجّع للإحتراف لكن مع مرور الوقت تحسنت الأوضاع على مستوى النادي، خاصة بعد أن قرر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن يقوم بإنشاء بطولة محترفة رسميا هذا الموسم أو الموسم الذي بعده وذلك بطلب من أعلى الهيئات الكروية في العالم وبدعم من الدولة الجزائرية التي قررت أن تساعد الأندية المحترفة، وهو ما شجع الكثير من رجال الأعمال في قسنطينة لخوض هذه التجربة الجيدة خاصة أن وزارة الشبيبة والرياضة وعدت بتقديم مبلغ 10 ملايير من أجل إنشاء الهياكل القاعدية كمركز التكوين ومركز التحضير وميادين التدريب وغيرها، بالإضافة إلى تدعيم تذاكر السفر وإهداء كل ناد حافلة سفر كبيرة، وهي الامتيازات التي جعل الجميع يجري اليوم وراء كرسي الرئاسة الذي يحلم به أي شخص الآن، وهو ما تجسد في طلب الكثير من رجال الأعمال والرؤساء السابقين العمل على رأس النادي، ووعد كل واحد منهم أن يكون عند حسن ظن الجميع وخاصة الجمهور العريض الذي فقد الثقة في مسيري ناديه. رؤساء بالجملة يُريدون الشباب، لكن الأمور صعبة و كما سبق أن قلنا، فإن النادي اليوم أصبح مطلوبا من طرف الكثير من الأشخاص الذين كانوا خائفين من الاقتراب سابقا من الرئاسة للأسباب سالفة الذكر، وأكثر ما جعلهم يسرعون إلى ذلك هو فكرة الاحتراف التي ستكون بمثابة المشروع الذي سيخرج النادي من عنق الزجاجة، إلا أن هناك أمورا أخرى خارجة عن نطاق الاحتراف والتحضير للموسم القادم، وهي الصراعات الداخلية التي طفت على السطح في المدة الأخيرة بين رئيس النادي نور الدين أونيس وأعضاء مجلس الإدارة برئاسة عبد الكريم بن الشيخ لفقون، حيث قررت هذه الأطراف العمل من أجل مصلحة النادي إلا أن سوء تفاهم حصل بينها منذ أيام، حيث صرح أونيس أنه المسئول الأول عن النادي لأنه رئيس الفريق أمام القانون والجمعية العامة وهو من سيقوم بالاستقدامات، وهو الأمر الذي لم يفهمه أعضاء شركة المساهمة الذين تم تعيينهم من قبل نفس الشخص للعمل معه في النادي رغم أنهم لا يملكون الشرعية، وقد تراجعوا عن ذلك بعد أن سمعوا تلك التصريحات إلا أن الجميع يؤكد أن هذه الخلافات لن تؤثر على النادي بأي شكل من الأشكال. الإحتراف كان الحل لمعضلة النادي من جهة أخرى اتصل بنا الكثير من الأعضاء والرؤساء السابقون مؤكدين لنا ارتياحهم الشديد لوضع النادي ملفه الاحترافي لدى الفيديرالية الجزائرية والرابطة الوطنية لكرة القدم، وينتظر أن يقبل هذا الملف قريبا ويتم اختيار النادي ضمن قائمة الفرق المشاركة في أول بطولة احترافية بالإضافة إلى أن الفريق يملك كل المؤهلات اللازمة من أجل التألق خاصة أن كبار المسيرين الرياضيين في قسنطينة عادوا من جديد وعلى رأسهم الرئيس السابق للفريق محمد بولحبيب “سوسو” الذي عاد مرة أخرى للعمل على رأس النادي بعد أن تم تنصيبه على رأس اللجنة التنفيذية لكرة القدم ليكون المسؤول الأول عن نادي كرة القدم الآن بالإضافة إلى تنصيب عبد الكريم بن الشيخ لفقون على رأس مجلس الإدارة الذي يتكون من عدة شخصيات ووجوه معروفة في المدينة، وينتظر أن ينطلق الفريق في عمله فور الإعلان الرسمي عن انطلاق البطولة الاحترافية هذا الموسم