تتجه الأزمة التي يعيشها نادي شباب قسنطينة منذ فترة إلى الانفراج بعد أن اتضحت الأمور وقدم أونيس استقالته إلى “الديجياس“ والتي رغم رفضها من طرف هذه الأخيرة إلا أنها دليل على أن أكبر عائق لمجلس الإدارة سيبعد وهو غياب واحد من أعضائها على مستوى رئاسة النادي القسنطيني... “الديجياس“ تؤكد إمكانية عقد جمعية عامة غدا وجاء على لسان المدير العام للشبيبة والرياضة في قسنطينة أنه مستعد أن يساعد النادي في حل مشاكله وأولها عقد جمعية عامة استثنائية غدا الأحد إن توفرت الشروط القانونية لذلك لأنه لا يستطيع أن يخالف القوانين، حيث طلب أن يتوفر أحد الشرطين وهما طلب صريح من طرف الرئيس الشرعي للنادي الهاوي نور الدين أونيس والذي وضعته هذه الجمعية وإلا هناك حل آخر وهو جمع توقيعات ثلثي أعضاء الجمعية العامة أو المكتب المسير وذلك من أجل عقدها بطريقة قانونية ومن ثم إقالة رئيس النادي وإقامة جمعية أخرى انتخابية بعد مرور 24 ساعة من تاريخ عقد الجمعية الاستثنائية. أعضاء الجمعية العامة والمكتب المسير لازالوا يجمعون التوقيعات من جهة أخرى أكدت بعض المصادر المقربة من النادي أن أعضاء الجمعية العامة يجمعون التوقيعات منذ أيام قليلة من أجل عقد الجمعية العامة التي يرى فيها الجميع الخلاص الوحيد لشباب قسنطينة الذي يريده الجميع أن ينطلق في تحضيراته، بالإضافة إلى ذلك أبدى أعضاء المكتب المسير استعدادهم للدخول على الخط فيما يتعلق بعقد الجمعية العامة، حيث أكد لنا أحدهم أن هذه القضية بالنسبة له ولزملائه مفروغ من أمرها وينتظرون الضوء الأخضر من أجل وضع التوقيعات في مقر “الديجياس“ ومن ثم طلب عقد الجمعية العامة بطريقة قانونية كما يريده الجميع. أعضاء مجلس الإدارة ينتظرون تحرك أونيس من جهتهم قرر أعضاء مجلس إدارة شركة نادي شباب قسنطينة التي يرأسها عبد الكريم بن الشيخ لفقون أن ينتظروا القرار الأخير لأونيس، حيث رفضوا أن يقوموا بالاعتماد على مثل هذه الأساليب على الرغم من أنها قانونية لأنها تعتبر خارجة عن الأعراف الأخلاقية التي تربطهم ببعض والتي رفضوا كلهم أن يتعدوها إلا أن الضرورة قد تحتم عليهم أن يتدخلوا ويضعوا كل خلافاتهم جانبا لأن مصلحة النادي فوق كل اعتبار خاصة أنهم اليوم مسؤولون أمام جماهير النادي التي تنتظر أن يصبح فريقها مثل بقية الفرق التي تحظى بالاستقرار وتلعب كل موسم على الأدوار الأولى، وهو ما يحاول بولحبيب وبقية الأعضاء الوصول إليه. السنافر يترقبون جديد النادي هذا ويترقب السنافر جديد الشباب، حيث تتلقى “الهداف” عشرات المكالمات يوميا من أجل التعرف على كل ما يدور داخل أسوار نادي شباب قسنطينة، ورغم أننا نبذل كل ما في وسعنا في نشر أخباره على صفحات جريدتنا إلا أن لهف وعشق السنافر للفريق يجعلهم يتابعون أي شيء عن النادي وهو مؤشر جيد لعودتهم المرتقبة إلى المدرجات التي غابوا عنها لموسم كامل فقد خلاله الفريق هيبته التي كان يعرف بها، ويأمل القائمون على شباب قسنطينة أن يعود هؤلاء فعلا إلى المدرجات لأن النادي في حاجة إليهم. إعانات الدولة تسحب من رصيد النادي أكدت لنا مصادر لا يرقى إليها الشك أن إعانة الدولة المقدرة ب 1.4 مليار سنتيم قد تم سحبها من رصيد النادي وهي الأموال التي تكون قد دخلت من طرف بلدية وولاية قسنطينة، وللإشارة فإن هذه الأموال تعد إعانات مقدمة إلى النادي بخصوص التحضير للموسم الجديد والبدء في عملية الاستقدامات، وهو ما لم يعجب بعض المسيرين الذي أبدوا استغرابهم عن سبب سحب هذا المبلغ في الوقت الذي يحتاجه النادي من أجل الانطلاق في مرحلة التحضيرات. وإعانة “الديجياس“ كذلك من جهة أخرى أكدت مدير الشبيبة والرياضة على لسان نائبه “غربي” أن النادي قد استفاد من مبلغ 750 مليون سنتيم التي تقدم للأندية القسنطينية في إطار دعم الدولة للأندية الجزائرية، وقد تم إيداع هذا المبلغ في رصيد النادي وذلك قبل مدة، وهو المبلغ الموجه أيضا للموسم الجديد كسابقه إلا أن رئيس النادي فضل سحبه من رصيد شباب قسنطينة في انتظار إعطاء التبريرات اللازمة التي تخص هذه العملية. أونيس أكد انه ما عدى مزياني لا أحد يسال من جهة أخرى أكد نور الدين أونيس رئيس النادي الرياضي القسنطيني أن كل اللاعبين الذي امضوا للفريق اخذوا أموالهم عن آخر فلس رغم أن الكثير منهم قام باستلامها بعد انتهاء الموسم وكان آخرهم فيصل بولمدايس الذي استلم أمواله كلها بعد انتهاء الموسم في خطوة يجب التنويه بها و على الجميع الاقتداء بها إلا أن ما لم يفهمه أعضاء الإدارة هو سبب سحب هذا المبلغ الكبير من حساب النادي دون أي مبررات. من جهة أخرى أكد أعضاء مجلس الإدارة أن لا أحد تجرأ أو سيتجرأ على الشك في رئيس النادي نور الدين أونيس لأنه واحد من بين أعضاء الشركة كما أنه خسر من جيبه الخاص مبالغ تجاوزت المليار ولم يقل لأحد أن يساعده ولا أحد له الحق اليوم أن يحاسبه لأن لا أحد مد له يد العون من قبل، لذا على الجميع أن ينسوا هذا الأمر وشباب قسنطينة له أبناؤه الذين بإمكانهم توفير الأموال له في أي وقت يريده. محمد بولحبيب: “طبقت الاحترافية في 93 ومستعد لتكرار الإنجاز“ صرح محمد بولحبيب مجددا لجريدة “الهداف“ أنه لازال يأمل أن تستقر أوضاع شباب قسنطينة ليتمكن من العمل رفقة الأعضاء الذين كونوا مجلس إدارة النادي وأكد أنهم قادرون على إعادة الشباب إلى مكانه الأصلي وذلك من خلال الأموال التي سيضخونها في رصيده بعد أن تراوح الأمور مكانها وتهدأ الأوضاع في بيت النادي القسنطيني. “شباب قسنطينة احترف في 93 ولا أحد كان يستطيع مجاراتنا آنذاك“ وقال محمد بولحبيب إنه بدأ العمل في النادي الرياضي القسنطيني في 1993 وكان جديدا حينها وكان أصغر رئيس ناد في الجزائر، حيث أتى ببرنامج ثري الهدف منه إحراز اللقب الوطني الأول في تاريخ النادي ومن ثم التحول إلى كأس إفريقيا التي أراد أن تحضر إلى قسنطينة هي الأخرى لأول مرة وبدأ برنامجه من خلال الاحتراف، حيث قرر أن يكون جميع اللاعبين عمالا في النادي، كما أن شباب قسنطينة كان يسير نفسه بنفسه من خلال الأموال التي يحصلها من الملعب الذي كان يمتلئ بأكثر من 50 ألف مناصر في كل لقاء، بالإضافة إلى أموال الإعانات التي كانت تدخل من طرف الشركات الخاصة “وطبقنا الاحتراف في وقت كانت الجزائر كلها تجري وراء أموال الدولة“ أضاف بولحبيب. “حققنا اللقب في موسم 96-97 وكنا نمتلك أحسن فريق في الجزائر“ وأضاف “سوسو” أنه كان يتابع النادي يوما بعد يوم إلى أن استطاع أن يلعب على البطولة التي كانت الشيء الوحيد الذي لم يستطع أي رئيس من قبلي ومن بعدي أن يفوز بها -يقول بولحبيب- إلى أن جاء الموعد الذي حان فيه الوقت لأن يسجل شباب قسنطينة اسمه في تاريخ الأندية الحائزة على البطولة، وهو ما حصل فعلا حين فزنا بها سنة 1997 بعد أن فزنا على اتحاد العاصمة في آخر لقاء بملعب بولوغين ولعبنا بعدها رابطة أبطال إفريقيا. “جلبت سعدان مدربا للفريق وكنا أول ناد يلعب رابطة الأبطال الإفريقية“ وقال محمد أيضا إنه بعد أن فاز بالبطولة الوطنية قام بكل ما في وسعه من أجل انتزاع المدرب الوطني رابح سعدان من الرجاء البيضاوي الذي كان سيفرط في أي شيء عدى سعدان إلا أننا استطعنا -يقول محدثنا- أن نستقدمه إلى النادي ولعبنا بعدها رابطة أبطال إفريقيا التي كنا أول فريق جزائري يشارك فيها وكنت أريد أن أفوز بها في السنوات التي أتت بعدها إلا أن الأوضاع لم تسمح بذلك. “على الأنصار الالتفاف حول الفريق لأنه الآن بخير“ واختتم “سوسو” كلامه بأنه الآن متأكد من أن النادي سيعود إلى سابق عهده بعد أن عاد هو وأبناؤه إليه، بالإضافة إلى أن لديهم برنامجا ثريا سيعيدون من خلاله الأمور إلى ما كانت عليه، منوهين بالدور الكبير الذي تلعبه الدولة من أجل توفير كل الإمكانات للأندية الجزائرية وهذا من أجل نشر الفكر الاحترافي، كما أكد على أن النادي الآن بخير وعلى الأنصار الالتفاف حوله لأن “السنافر“ وحدهم بإمكانهم أن يمدوا شباب قسنطينة بالقوة اللازمة التي تسمح له بالظهور بأكثر قوة أمام الفرق المنافسة مهما كان حجمها. “شباب قسنطينة فريق كبير ولابد عليه أن يعود إلى الواجهة في أسرع وقت” قال السيد دعماش عبد الحميد المدير الجديد للشبيبة والرياضة على مستوى ولاية قسنطينة إنه يتشرف بالعمل في مدينة تضم ناديين من أكبر الأندية في الجزائر ويقصد بذلك شباب ومولودية قسنطينة، حيث قال إنه لابد على رئيسي الناديين العمل بأقصى جهد من أجل إعادة الفريقين إلى مصاف الكبار وخاصة الشباب الذي لا يستحق جمهوره الكبير كل ما يحصل له. “سنساعد الفريق لكن إعانات الدولة لوحدها غير كافية“ من جهة أخرى أكد مدير الشبيبة والرياضة أنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل مساعدة الفريق وذلك بالإسراع في ضبط تواريخ الإعانات بالإضافة إلى التنسيق مع بقية السلطات في الولاية وذلك من أجل جلب أكبر عدد من المساهمين في النادي وهو ما طالب به أيضا أعضاء مجلس الإدارة، مؤكدا أن إعانات الدولة لوحدها غير كافية من أجل تسيير النادي. “تقييم النادي أمر ضروري ومليار سنتيم لا يمثل قيمة شباب قسنطينة“ وأضاف دعماش أن عملية تقييم النادي غير كافية بعدما أقر بمليار سنتيم كرأس مال ثابت للنادي لأن شباب قسنطينة بتاريخه وعراقته وكل ما يمتلكه يستطيع أن يقيم بأكثر من ذلك كما حدث مع وفاق سطيف الذي قيم بمبلغ 200 مليار سنتيم، لذا على الجميع إعادة النظر في القيمة المحددة من طرف المختص كما أن النادي اليوم بحاجة إلى من يموله من أجل الصعود تدريجيا نحو أفضل مرتبة يمكن احتلالها.