عاد أشبال المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة صبيحة أمس إلى أرض الوطن، بعد أن اختتموا مشاركتهم في كأس شمال إفريقيا لفئتهم، بفوز عريض على المنتخب البحريني ضيف شرف هذه الدورة، بثلاثية نظيفة عشية أول أمس بملعب سكرة، تداول على تسجيلها خيثر (حاسي الرمل)، بلخير (إ. العاصمة) وبوذراع (و. سطيف).. ورفع هذا الفوز معنويات اللاعبين كثيرا قبل المباراة الهامة والمصيرية، التي تنتظرهم يوم 26 أوت الجاري بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، لحساب التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للأشبال التي ستحتضنهما رواندا سنة 2011. أنهوا كأس شمال إفريقيا في المركز ما قبل الأخير وجاء الفوز العريض والمستحق لأشبال “الخضر“ أمام البحرين، في مباراة حماسية وكادت تخرج عن إطارها الرياضي بسبب التدخلات العنيفة للبحرينيين، ليجنب زملاء الحارس سحنون القادم من مدرسة بلوزداد المرتبة الأخيرة، حيث احتلوا الصف الخامس في دورة عرفت تتويج المنتخب المالي بلقبها بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب التونسي، بهدف يتيم وترك المرتبة الثانية للبلد المنظم، بينهما انتهت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين المغرب وغينيا بفوز هذا الأخير ب (4 -1). وجسدت هذه الدورة سيطرة منتخبات إفريقيا السوداء على المنتخبات المغاربية، بفضل تزوير اللاعبين من جهة والبنية القوية لهؤلاء مقارنة بالجزائريين، التوانسة والمغاربة. مرتبة لا تعكس المردود وخروف خرج راضيا أكد كل المرافقين لوفد منتخب الأشبال إلى تونس خلال هذه الدورة، أن “الخضر“ كانوا يستحقون مرتبة أفضل من التي احتلوها في النهاية، نظرا للأداء الذي قدموه طيلة الدورة وخاصة أمام مالي بطل الدورة. إذ نجح زملاء القائد الطيب في إسالة العرق البارد للماليين، وهو الأمر الذي جعل المدرب عبد العزيز خروف يغادر تونس وعلامات الرضا بادية على وجهه، وأكد لنا أنه دوّن العديد من الإيجابيات وبعض النقائص، التي سيحاول تصحيحها خلال التربص الذي سيسبق مباراة الغابون. للإشارة فإن المنتخب الوطني كان قادرا على احتلال المرتبة الثانية في مجموعته، واللعب على المركز الثالث لولا عملية القرعة بينه وبين المنتخب المغربي، التي ابتسمت لأسود الأطلس في النهاية بعد أن تساووا مع “الخضر“ في كل شيء. التفكير في الغابون بدأ من تونس وقد لاحظنا من خلال تواجدنا مع المنتخب الوطني للأشبال هنا في تونس، أن اللاعبين لم يعطوا أهمية كبيرة لكأس شمال إفريقيا التي لم يبق منها إلا الاسم، بعد انسحاب المنتخبين الشقيقين الليبي والمصري اللذين ترتقب عودتهما السنة القادمة. وكان تفكير أشبال “الخضر” منصبا منذ البداية وفق ما برمجه المدرب خروف على سفرية الغابون والمباراة المصيرية، التي تنتظرهم منتصف شهر رمضان المبارك. ويرى زملاء الهداف خيثر الذي سجل ثنائية في هذه الدورة، أن مستقبلهم كله مع “الخضر“ مرهون بقدرتهم على تجاوز العقبة الغابونية ،والتأهل إلى نهائيات رواندا من عدمها، لأن الإقصاء يعني مغادرة منتخب الأشبال دون أي إنجاز يذكر ويترتب عنه الاستغناء عن الكثيرين، وبالمقابل سيحتفظ ببعض الأسماء في أكاديمية “الفاف“ وتتم ترقيتهم إلى منتخب الأواسط. خروف يضبط برنامجه التحضيري والتربص بين المغرب والسنغال وكان المدرب عبد العزيز خروف قد رسم معالم برنامجه التحضيري، تحسبا لمباراة الغابون حتى قبل السفر إلى تونس، وهو البرنامج الذي كشف لنا عنه في دردشة خفيفة سهرة أول أمس. حيث أكد لنا أنه سيمنح لاعبيه يومين راحة لزيارة عائلاتهم مباشرة بعد العودة أمس إلى أرض الوطن، على أن يدخل زملاء مزيان في تربص أول بمركب سيدي موسى للمنتخبات الشبانية ابتداء من 3 أوت، ويمتد لأسبوع كامل قبل الدخول في تربص ثان في الفترة الممتدة بين 13 و22 أوت، لكن مكان التربص لم يضبط لحد الآن بعد أن وصل الخضر مقترحين الأول من المغرب، الذي وجه الدعوة لأشبالنا من أجل التحضير هناك والتباري وديا والثاني من السنغال. وقد أكد لنا المدرب خروف في هذا السياق، أنه وجد نفسه أمام خيارين جيدين ومن الصعب الفصل بينهما، فالتربص في المغرب سيكون مفيدا من الناحية النفسية على خلفية أن اللاعبين سيعيشون نفس الأجواء الرمضانية الموجودة في الجزائر، في ظل وجود أوجه التشابه بينها وبين أجواء الجزائر. أما خيار السنغال فسيكون مفيدا من الناحية الفنية، لأن “الخضر“ سيضمنون مواجهة ودية ثقيلة أمام المنتخب السنغالي الأقوى فنيا وبدنيا من المغرب، واحتكاك أشبالنا بلاعبي السنغال سيكون مفيدا جدا لهم قبل مباراة الغابون المصيرية. المغتربان بهولي وساحل قد يُدعمان المنتخب قريبا أسر لنا المدرب الوطني للأشبال عبد العزيز خروف، أنه يريد تدعيم تشكيلته قبل مباراة الغابون بلاعبين مغتربين، أعجب بهما كثيرا لدى معاينتهما في فرنسا ويتعلق الأمر بمحمد بهولي قلب هجوم فريق نيوع بويس السويسري، ووسط ميدان إيستر الفرنسي ساحل بلال. لكن خروف لم يتحصل بعد على الضوء الأخضر من الاتحادية، التي أصبحت تتعامل مع قضية اللاعبين المغتربين في المنتخبات الشبانية بنوع من التحفظ، بعد حادثة بن دحمان مع منتخب الأشبال السابق الذي شارك في المونديال. وأكد خروف أنه لن يوافق على انتداب هذين اللاعبين إلا إذا رخص لهما فريقيهما حضور تربصات المنتخب بانتظام.