أخفق شباب بلوزداد في كسب تإشيرة التأهل إلى دور المجموعات من كأس “الكاف“ عقب التعادل الذي فرضه عليه “جوليبا باماكو” المالي سهرة أول أمس، وهو ما جعل كل الآمال التي علقتها الإدارة والأنصار على الفريق تذهب أدراج الرياح، كيف لا وبلوزداد قد ضيعت تأهلا تاريخيا في مشوارها الكروي رهنت به الدعم الذي كان يأمله قرباج من المموّلين، لكن مسؤولية الإقصاء لا يتحملها اللاعبون فقط بل حتى الطاقم الفني له جزء منها لأن حساباته لم تكن موفقة لعدة أسباب. الحرارة كانت حاضرة لكنها دفاعية أكثر منها هجومية وإذا كان المدرب ڤاموندي ينتظر دخول لاعبيه بحرارة ورغبة أقوى في الفوز وتجسد ذلك مع البداية بهدف سليماني، لكن بعد ذلك الأمور انقلبت على الفريق حيث أن حرارة اللعب الهجومي إنقلبت إلى دفاعية أكثر حيث أن محور الدفاع المكون من معمري وأكساس قدم أحسن مباراة له، بينما الحرارة التي انتظرناها من الهجوم غابت كلية خاصة أن المباراة كانت تنتظر من رفقاء مكحوت فرضا ضغط رهيب على مرمى “جوليبا”. حتى الكرات الثابتة لم تستفد منها بلوزداد ورغم عدد المخالفات التي استفاد منها الشباب بالقرب من منطقة العمليات طيلة 90 دقيقة إلا أن رفقاء صايبي لم يستفيدوا من أي واحدة، بينما في لقطة واحدة استفاد المنافس من ركنية حولها إلى هدف التعادل، لكن في مقابل ذلك بدل أن يركز مكحوت على التسديد مباشرة إلى المرمى لم يحاول ولا مرة بل كل مخالفاته كانت نحو رؤوس المدافعين وهذا ما يؤكد أن التمارين التي يبرمجها ڤاموندي في التدريبات لم تطبق على أرض الواقع. الإعتماد على الدفاع فقط خطأ فادح ورغم الشجاعة التي لعبت بها تشكيلة بلوزداد في محور الدفاع ومغامرة كل من أكساس ومعمري بصحتهما من أجل المشاركة في الهجوم، إلا أن تلك الرغبة في منح الفريق الإضافة المرجوة لم تكن كافية لاسيما لما نعرف أن هذين اللاعبين كانا خائفين في بعض المناسبات وزاد على ذلك الجناح الأيمن معزيز الذي كان دوره في المباراة دفاعيا أكثر منه هجوميا. خطة ڤاموندي محيّرة وبالعودة إلى الرسم التكتيكي الذي اعتمد عليه ڤاموندي يتضح أنه دخل المباراة بخطة دفاعية أكثر منها هجومية، كيف لا وقد اعتمد على لاعبين اثنين في المحور الدفاعي، جناحين نزعتهما كانت دفاعية بالإضافة لثلاثة مسترجعين بينما دفع ب عواد إلى الهجوم كلية خلف صايبي وسليماني ولم يشكل أي خطورة على مرمى “جوليبا”، وهذا ما يعني أن الخطة كانت (4-4-2)، فكيف لهذه الخطة أن تنجح مع فريق اعتمد على خطة دفاعية بالدرجة الأولى مثلما أكد على ذلك مدرب “جوليبا” الذي قال في حديث سابق معه إنه سيعتمد على خطة دفاعية يوقف بها خطورة بلوزداد وكرس كلامه فوق أرضية الميدان، بينما ڤاموندي لم يتفطن للأمر إلا في اللحظات الأخيرة من المباراة حينما دفع ب بوسحابة وأشرك إلى جانبه باي. جوليبا أغلق منطقته بإحكام وما لاحظناه على طريقة لعب “جوليبا” أنها اعتمدت على دفاع حصين وأقوى من خط الوسط لشل حركة مهاجمي بلوزداد مع ترك لاعب واحد في الهجوم وهو “كوليبالي”، لكن بدل أن يدرك ڤاموندي أن تراجع عناصر جوليبا إلى الدفاع فيه سلبياته طالما أنّ الكرة تصل كثيرا لهذه المنطقة والأخطاء تكثر إذا مارس لاعبوه ضغطا على المنافس، فإنه (ڤاموندي) راح يعتمد على الخطة ذاتها. لو ركزت بلوزداد على الكرات القصيرة لكانت فيها فائدة وأتيحت للشباب ما يزيد عن ست مخالفات بالقرب من منطقة عمليات “جوليبا” لكنه لم يستفد منها ولم يعتمد حتى على الكرات القصيرة لزعزعة دفاع جوليبا، مثلما فعل سليماني على مناسبتين كاد على إثرها أن يقلب الموازين، الأولى في (د64) صدها الحارس بصعوبة والثانية في (د68) مرت جانبية بقليل عن المرمى وكلها جاءت عن طريق التوغل والتسديد، لكن لاعبي بلوزداد تمادوا في التركيز على الكرات الطويلة ولم يكن تركيزهم كبيرا على المخالفات. التسرع لم يجد نفعا رغم توصيات ڤاموندي كما ساهم تسرع عناصر بلوزداد مع إقتراب نهاية المباراة بدرجة كبيرة في تضييع تأشيرة التأهل، حيث شاهد كل من حضر المباراة إشارة ڤاموندي لعناصره بعدم التسرع ووضع الكرة على الأرض بدل الإعتماد على الكرات العالية التي كانت كلها تصطدم بدفاع قوي ملتف بطريقة جيدة حول مرماه، لكن عدم تركيز اللاعبين بالقرب من منطقة دفاع جوليبا سهل كثيرا مهمة المنافس في الحفاظ على النتيجة التي كانت تعني له التأهل إلى دور المجموعات، واللوم هنا يوجه إلى رفقاء مكحوت. الإعتماد على الكرات العرضية لم يخدم بلوزداد ورغم التوصيات التي قدمها ڤاموندي لأشباله في التدريبات وحتى في المباراة بضرورة التركيز على الكرات القصيرة للتقدم إلى الأمام والإعتماد أيضا على المراوغات التي إن لم تخلق مشاكل وسط دفاع “جوليبا” فإنها تجلب مخالفات، إلا أن رفقاء بوكرية بقوا يعتمدون على الكرات العرضية التي أعطت الثقة للمنافس وجعلته يركز أكثر على الدفاع. صايبي أهدر العديد من الفرص إضافة إلى ذلك فإن المهاجم يوسف صايبي الذي بدا على طول الخط منعزلا في الهجوم ضيع عدة فرص سهلة للتهديف، لكن اللوم لا يقع عليه بل على ڤاموندي طالما أنه تأخر كثيرا في تدعيمه بلاعب يساعده، وحتى لما عوضه قام بإشراك باي الذي لم فشل هو الآخر في هز شباك “جوليبا” --------------------------- أنصار بلوزداد غزو 20 أوت لكن خيبتهم كانت شديد بعد الإقصاء لقيت النداءات التي وجهها اللاعبون والإدارة للأنصار بالتنقل بقوة إلى الملعب سهرة أول أمس صدى وسط أنصار بلوزداد الذين كان حضورهم كبيرا إلى الملعب وصنعوا الفرجة في المدرجات أكثر مما قام به اللاعبون في الملعب، حيث تذكر الأنصار الأيام الزاهية التي كانت فيها بلوزداد تضرب بقوة أمام كل من يحل ضيفا عليها، لكن هذه المرة لا يمكن لأي لاعب أو مسير أن يلصق الخسارة بسكوت الأنصار أو غياب مساندتهم بل عليهم أن يعيدوا حساباتهم لأن الأنصار أكدوا للمرة الألف أنهم يعرفون كرة القدم، لكن اللاعبين لم يفهموا بعد أن من ورائهم جمهور من ذهب. إلتفوا حول الفريق بطريقة جميلة غصت مدرجات 20 أوت بالآلاف من الأنصار الذين قدموا وهدفهم واحد وهو تشجيع اللاعبين ومساندتهم إلى آخر لحظة، وكان دليلهم واضحا في المدرجات حيث بمجرد أن أعلن الحكم الغامبي عن بداية المباراة حتى أعلن أنصار بلوزداد بداية العرس وراحوا يساندون رفقاء مكحوت بالهتافات والأغاني. الفرجة انتقلت من الملعب إلى المدرجات كان كل من حضر مباراة أول أمس يأمل أن تتواصل الفرجة في الملعب خاصة بعد نجاح سليماني في فتح باب التسجيل منذ الدقيقة الثانية، لكن نجاح الزوار في معادلة النتيجة جعل القلق يتسرب إلى نفوس الأنصار، لكن بعد فترة قصيرة عادت الثقة لكل من كانوا في المدرجات ليعيدوا الإلتفاف حول فريقهم لكن صيام اللاعبين عن التسجيل جعل الفرجة تنتقل من المستطيل الأخضر إلى المدرجات حيث صنع الأنصار أجواء منقطعة النظير من هتافات وأغان. “أبناء العقيبة” أدركوا أن اللاعبين أدّوا ما عليهم وأجمل ما عشناه ورأيناه في ملعب 20 أوت أول أمس كان في اللحظات الأخيرة من اللقاء عندما وقف الأنصار يصفقون لفريقهم معترفين لرفقاء أكساس بأنهم أدّوا ما عليهم، حيث كان الأنصار رياضيين لدرجة لم يتصورها اللاعبون. خيبة اللاعبين كانت شديد بالإقصاء وتخييب الأنصار كانت خيبة اللاعبين أشد بكثير من خيبة الأنصار بالإقصاء، حيث لم يقدر أي لاعب على تبرير الإقصاء بل قدم الجميع إعتذاراتهم للأنصار وأكدوا على أنهم سيبذلون قصارى جهدهم في التحضير للموسم الجديد من أجل العودة إلى الواجهة وتقديم مشوار طيب مع المدرب الأرجنتيني ڤاموندي. أكساس: “أعترف بمساندة الأنصار لكن للأسف لم نفرحهم” اعترف أكساس بالمساندة القوية التي لقيها الفريق من الأنصار ليلة أول أمس وقال: “لقد أثبت أنصارنا أنهم يعرفون كرة القدم ومتى يقفون إلى جانب الفريق ويضغطون على المنافس، لكن للأسف الشديد لم ننجح في تشريف ثقتهم ونحرز التأهل، لذلك فإنني نيابة عن رفقائي أتقدم باعتذاراتي لهم”. “علينا التركيز على البطولة ونسيان إقصاء جوليبا” وواصل المدافع حديثه لنا أمس قائلا: “ندرك جيدا أن الفريق يمر بمرحلة صعبة من سوء في التحضيرات وقلة الدعم ورحيل اللاعبين، لكن علينا أن نكون رجالا ونثبت للجميع أن الإقصاء من كأس الكاف لن يؤثر علينا، وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل محوه، وهذا لن يكون إلا بالتحضير بشكل جيد للبطولة ولم لا نفرح أنصارنا مرة أخرى بوجه مشرف وجيد طيلة الموسم”. مكحوت: “خيّبنا أنصارنا لكننا قدمنا مستوى جيدا“ ومن جهته قال أحمد مكحوت: “أنصارنا كانوا يعرفون جيدا أننا بذلنا كل ما في وسعنا من أجل الفوز بالمباراة وكسب تاشيرة التأهل، لكن للأسف الشديد لم نوفق والحظ خاننا، لكن على الجميع أن يعرف بأن الإقصاء لن يؤثر علينا ولن نفقد الثقة في إمكاناتنا .. حقيقة خيبنا أنصارنا لكننا أظهرنا مستوى جيدا ولمسة المدرب ڤاموندي كانت واضحة على أداء الفريق، أتمنى فقط أن يدرك الأنصار أن منافسنا جوليبا يعلب الجولة 23 من البطولة ويحتل ريادة الترتيب فضلا عن هذا فهو محضر كما ينبغي على العكس منا حيث نعاني من عدة أمور لكننا تحدينا ما نعيشه وقدمنا ما علينا”. --------------------------------- ڤاموندي: “ربحنا أمورا كثيرة وعلينا ألاّ نأسف على الإقصاء” أكد المدرب “ڤاموندي” أن فريقه قدّم مباراة قوية وكبيرة أمام “جوليبا” رغم إقصائه، معتبرا أن المشاركة في كأس “الكاف” تعتبر في حدّ ذاتها تجربة مفيدة وتساعد اللاعبين على كسب الخبرة. وقال “ڤاموندي”: “إذا ما عدنا إلى المباراة نرى أن اللاعبين قدموا ما عليهم وكشفوا مهارات فنية وبدنية كبيرة رغم نقص المنافسة وقلة التحضيرات. ولكن كلّ هذا كشف لنا كطاقم فني أننا ربحنا أمورا كثيرة في التشكيلة وعلينا ألا نأسف على الإقصاء في مثل الظروف التي حضّرنا فيها ونوع المنافس الذي واجهناه”. “ينتظرنا مشوار طويل والدّعم مطلوب” وأضاف المدرب الأرجنتيني للشباب عن أداء ومستقبل فريقه قائلا: “بالنظر إلى أداء الفريق يمكنني الاعتراف أننا نملك تشكيلة ثرية تنقصها بعض اللمسات، وهذا الأمر يمكن تجاوزه بالتحضيرات. وعلى هذا الأساس أقول إنه ينتظرنا موسم طويل وشاقّ نحتاج فيه إلى دعم الأنصار ووقفتهم المستمرة مع اللاعبين، حتى نقدّم مستوى جيدا في البطولة”. قرباج: “على الأنصار الافتخار بما قدّمه الفريق وليس الضغط على اللاعبين” من جهته، اعترف الرئيس محفوظ قرباج بعدم تقصير اللاعبين في واجبهم أمام “جوليبا”، وقال: “اللاعبون لم يقصّروا في واجبهم، بل قدّموا مباراة قوية وكبيرة كانت تعكس رغبتهم الشديدة لكسب تأشيرة التأهل. والشيء الوحيد الذي لم أفهمه هو في تهجّم الأنصار على اللاعبين، رغم أنهم يدركون جيدا أننا لعبنا أمام بطل مالي وهو الذي لعب إلى اليوم 23 مباراة من البطولة، ما يعني أنه لا يعاني قلة المنافسة، كما أن إقصائنا لم يكن بخسارة بل بتعادل، وهذا في نظري يكفي ليعرف الأنصار أن اللاعبين قدّموا ما عليهم”. “جميع اللاعبين نالوا مستحقاتهم ولا أفهم سبب البلبلة” كما استغرب الرئيس البلوزدادي ردّ فعل اللاعبين ومطالبتهم بمستحقاتهم قبل التوقيع على طلب الإجازة، حيث شدّد قائلا: “اللاعبون جميعهم استلموا مستحقاتهم، ماعدا البعض الذين انتهت عقودهم ورغم ذلك لم يبقى لهم سوى القليل. على الناس أن تعرف أنه وفي أي نادٍ إذا ما لم تصل إلى الأهداف التي تسطرها الإدارة في بداية الموسم فلا يحق لأيّ لاعب المطالبة بالأموال، لأننا لا ننسى أننا العام الماضي تفادينا السقوط بصعوبة. ولهذا لم أفهم سبب البلبلة القائمة”. ------------------------- الاستئناف أمس استأنف الشباب تدريباته أمس ابتداء من الساعة السادسة مساء في ملعب 20 أوت، حيث برمج ڤاموندي مباراة ودية أمام وداد بن طلحة شاركت فيه العناصر التي لم تكن حاضرة في لقاء كأس “الكاف” واللاعبين الذين جاؤوا إلى بلوزداد لتجريب حظهم. قرباج خرج متأثرا جدا بالإقصاء خرج الرجل الأول في الشباب محفوظ قرباج متأثرا جدا بإقصاء الفريق من كأس “الكاف” أول أمس “جوليبا باماكو”، حيث بدا عليه تأثر شديد إلى درجة أنه لم يدل بأي تصريح عقب اللقاء، وهذا ما يؤكد درجة غضب الرئيس بسبب إقصاء الفريق خاصة أنه كان يأمل في بلوغ فريقه دور المجموعات لأول مرة في فترة رئاسته للفريق.