“عندما أصبت أول شيء تمنيته أن لا تكون على مستوى الأربطة المعاكسة، لكنها كانت كذلك” “لم يكن من الممكن أن أتحدث مع أحد لأني كنت متأثرًا كثيرًا” “مدربي ساندني ويتحدث معي كل يوم عبر الهاتف” ما الذي يمكن أن تقوله لنا عن الإصابة التي تعاني منها؟ إنها إصابة على مستوى الأربطة المعاكسة، وهي إصابة تعرضت لها خلال اللقاء الودي أمام نادي مرسيليا، وأنا أنتظر بعض الوقت ربما إلى غاية الأسبوع القادم حتى أرى جراحًا آخر، وأخضع للعملية الجراحية. لماذا ستنتظر أسبوعًا كاملا؟ لأن ركبتي لازالت منتفخة، ومن الأفضل أن أخضع للجراحة بعد أن ينزل النفخ، وهذا يسهل العمل على الجراح الذي سيقوم لي بالعملية. هل إصابتك لحقت بكل الأربطة المعاكسة؟ لا ليست كلها بل واحد فقط تمزق، تعرضت للإصابة على مستوى اثنين منهما الأول في حالة عادية الآن، والثاني تمزق. هل لنا أن نعرف ردة فعل مدربك فيليب مونتانيه وإدارة الفريق بعد تعرضك للإصابة؟ صراحة لقد ساندني الجميع، على رأسهم المدرب الذي يتحدث معي تقريبا كل يوم عبر الهاتف، نفس الشيء بالنسبة لإدارة النادي وزملائي اللاعبين حيث ألقى الكثير من المساندة في الوقت الراهن، فالجميع يعرف أنه من أسوأ الأشياء أن يتعرض لاعب كرة القدم إلى إصابة خطيرة، وأنا سعيد أني وجدت الجميع ليقف معي في محنتي هذه. وكم سيدوم غيابك عن الميادين؟ أعتقد أني سأغيب 5 إلى 6 أشهر، وهذا يعني أن عودتي قد تكون في شهر فيفري القادم. ستغيب عن لقاءين للمنتخب الوطني أمام كل من تانزانيا وإفريقيا الوسطى، إذن عودتك ستكون أمام المغرب، أليس كذلك؟ لا أعرف بالضبط إن كنت سأكون جاهزًا لهذا اللقاء لأني أولا لا أعرف تاريخه. سيلعب في بداية مارس؟ لا أعرف إن كنت سأكون جاهزًا، لكني أتمنى ذلك، فأنا أتمنى أن أعود للمنافسة في شهر جانفي أو فيفري حتى أسترجع لياقتي مع فريقي فالنسيان قبل العودة مجدّدًا الى الفريق الوطني، لأني أنتظر عودتي للتشكيلة الوطنية بفارغ الصبر. ما الذي شعرت به فور تعرضك للإصابة خلال اللقاء؟ صراحة لم أكن أعتقد أن إصابتي خطيرة، صحيح أني شعرت ببعض الآلام، لكني لم أكن أتوقع أن تكون إصابتي على مستوى الأربطة المعاكسة، لأني لم أتلق ضربة خطيرة، أو شيئا من هذا القبيل، كنت أعتقد أن الأمر يتعلق بالتواء على مستوى الركبة، لكن بعد نهاية اللقاء بدأت الآلام تزيد، واتضحت الأمور أكثر. عندما كنت تهم بمغادرة الملعب رفقة المسعفين، ما الذي كنت تفكر فيه؟ كن أتمنى أن لا تكون إصابة على مستوى الأربطة المعاكسة لأني أعرف أنها من بين أخطر الإصابات، فعندما سقطت فوق الميدان أمسكت بركبتي وقلت في قرارة نفسي: أرجو ألا تكون الأربطة المعاكسة، لكن للأسف كانت هي الإصابة التي أعاني منها. حسب ما قاله لنا والدك، كنت تريد لعب لقاء مرسيليا بأي ثمن، ما سبب ذلك؟ هذا صحيح، كنت أريد لعب مباراة مرسيليا برغبة كبيرة، لأنه لم يسبق لي مواجهة هذا النادي من قبل، ففي الموسم الماضي كنت في دكة الاحتياط خلال لقاءي الذهاب والإياب، وأردت أن أغتنم هذه الفرصة، وتكون أول مواجهة بالنسبة لي أمام فريقي المفضل الذي كنت أناصره منذ الصغر، خاصة أني من نواحي مرسيليا واللقاء كان مهمًا بالنسبة لي، لكن للأسف الأمور لم تسر معي بالشكل الصحيح. هل تحدّثت مع رابح سعدان ورئيس الفدرالية الجزائرية محمد روراوة بعد تعرضك للإصابة؟ نعم، لقد اتصل بي المدرب الوطني وتحدث معي مطوّلا، وأكد لي أنه يساندني، وأنه سيسأل عني من حين لآخر، وهو أمر أسعدني كثيرا، ورفع معنوياتي، أما رئيس الاتحادية فقد ترك لي رسالة بعد أن عجز عن التحدث معي، وهو الأمر الذي أسعدني كثيرًا. ماذا عن زملائك اللاعبين في المنتخب، هل اتصلوا بك؟ بطبيعة الحال، لقد اتصل بي العديد من اللاعبين، وأكدوا لي دعمهم، ومساندتهم لي، وهو أمر أفرحني كثيرا، حيث تلقيت العديد من الاتصالات من معظم زملائي، على غرار يبدة، بودبوز، لحسن... ولا يمكن أن أذكرهم جميعا الآن، وأنا أشكرهم بهذه المناسبة على وقوفهم معي، ومساندتي في محنتي. بعد تعرضك للإصابة لم تُرد الرد على الاتصالات التي كانت تصلك، هل هذا بسبب تأثرك النفسي؟ من الطبيعي أن أجد صعوبة في التواصل مع الناس بعد تعرضي لإصابة خطيرة، وأي لاعب كرة قدم يتعرض لمثل هذه الإصابة يشعر بالذي شعرت به، وتكون ردة فعله مماثلة، فكرة القدم تمشي في عروقي، ومجرد ابتعادي عنها يومين أو ثلاثة أصبح في حالة سيئة، فتصور كيف أشعر عندما أعرف أني سأغيب فترة 5 أو 6 أشهر، لهذا لم أكن أجيب عن الاتصالات، وأردت البقاء وحدي. وهل وجدت في محيطك من يساندك في محنتك؟ بالطبع، العديد وقف معي، فهذه الأوقات التي نجد فيها مساندة المقربين لنا، فقد وقفت معي كل عائلتي سواء والدي، والدتي، إخوتي، وكل المقربين مني، وهو ما ساعدني كثيرا. لنتحدث قليلا عن المنتخب الوطني، تلقيتم خسارة قاسية أمام الغابون، خلال أول لقاء تلعبه في ملعب 5 جويلية، ما هو شعورك وأنت تدخل الملعب؟ كنت قد سمعت الكثير عن هذا الملعب، وهو ما حمّسني كثيرا لاكتشاف أجواء 5 جويلية، لذا كنت سعيدًا بلعب هذا اللقاء وخوض أول تجربة لي في 5 جويلية، بالمقابل لعبنا أمام منافس قوي للغاية، ضيّع تأشيرة المرور إلى كأس العالم في آخر لحظة أمام الكامرون، وهو ما يؤكّد مستواه الجيد، يضاف إليه أن منتخبنا جرب العديد من اللاعبين الجدد، وفي مناصب جديدة، وبالتالي يمكن القول أن اللقاء كان جيدًا ولم يكن كارثيًا. ما تعليقك على الطريقة التي قوبل بها المنتخب في 5 جويلية، وثورة الأنصار على المدرب وعلى اللاعبين، وهي أمور لم يتعوّد عليها لاعبو المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة خلال التصفيات المؤهلة الى كأس العالم، وخلال المباريات التي لعبت في البليدة؟ أنا لا أعرف الأجواء التي كانت سائدة في التصفيات في ملعب البليدة لأني لم أكن حاضرًا، وبالتالي لا يمكنني الحديث عنها، من جهة أخرى نحن اللاعبون نحاول قدر الإمكان ألاّ نلتفت لما يحدث في المدرجات بقدر التفكير في تقديم أداء جيد، ونحن نعرف أن الفوز سيجعل الجماهير تصفق والخسارة تجعله يغضب، ونحن متعوّدون على مثل هذه الأجواء في أوروبا، لأن الأمر متشابه في كل بلدان العالم، والأمر ليس مزعجا بالنسبة لي. ما رأيك في قرار سعدان في تغيير مكان استقبال المنتخب الى ملعب البليدة؟ مثلما قلت لك، لم ألعب من قبل في البليدة ولا يمكنني أن أعلق على الأمر، لكن إذا رأى المدرب أن الجماهير في البليدة ستكون خلف المنتخب وتدعمه فقد قام بالخيار الصائب، وفيما يخص أرضية الميدان لا يمكنني الحكم لأني لم ألعب فيها من قبل. خلال لقاء الغابون تم تجريبك في منصبين مختلفين، على الرواق الأيمن وفي وسط الميدان، أين وجدت راحتك؟ منصبي الحقيقي في وسط الميدان، ومن الطبيعي أن أجد راحتي فيه، لكني لعبت على الرواق الأيمن في العديد من المرات من أجل خدمة المنتخب الوطني، وقد أكدت للمدرب سعدان أني مستعد لتقديم المساعدة لمنتخب بلادي في أي منصب يريدني فيه، المهم أن نتقدم للأمام ونتمكن من تحقيق هدفنا في التأهل الى كأس إفريقيا 2012. غزال لعب في الشوط الثاني على الرواق الأيمن وظهر بوجه مقبول، ما تعليقك؟ غزال قدم وجهًا طيبًا للغاية عندما لعب في ذلك المنصب، فرغم أنه يلعب في الهجوم، إلا أنه عرف كيف يسيّر الوضع في المنصب الذي أوكله إليه سعدان، وأنا أعرف ما الذي يعنيه أن تكون تلعب في الأمام وتحوّل للخلف مثل ما حدث لي في كأس العالم، لذا أعتبر أداء غزال ممتازًا، وقد يكون حلا مستقبليا في تلك الجهة. على ذكر كأس العالم، لقد لعبت في منصب غير منصبك تماما، هل وجدت صعوبات بالنظر لتغيير منصبك؟ لا تماما، صحيح أنه من الصعب أن تغيّر منصبك بين عشية وضحاها، لكن لو تشاهد لقاءات المنتخب الوطني تعرف أني قدمت ما علي في كأس العالم، وتأقلمت مع المنصب الذي أوكل إلي، وأنا دائما أقول أن لاعب كرة القدم عليه أن يتأقلم مع أي منصب يوكل إليه. بدليل أنك قدّمت أداءً متميزًا أمام إنجلترا أدهش الجميع، حتى أن البعض اعتقد أن منصبك الحقيقي هو مدافع أيمن؟ هذا صحيح، لقد قيل لي هذا الكلام كثيرا، حتى أني عندما عدت الى فريقي فالنسيان قيل لي أننا وجدنا المدافع الأيمن لفالنسيان، لكن كل ما في الأمر هو أني كنت أقوم بخدمة لمنتخب بلادي، وعندما تحمل الألوان الوطنية يجب أن تعطي كل ما لديك، ولو يتحتم الأمر أن ألعب حارس مرمى فلن يزعجني ذلك. أنت من بين اللاعبين القلائل في المنتخب الوطني الذين التحقوا مؤخرا وفرضوا أنفسهم في التشكيلة الأساسية، ما السر في ذلك؟ لا يوجد أي سر، كل ما في الأمر أني تأقلمت مع المنتخب، ومع أجواء المجموعة وهذا لأننا نملك مدربا ممتازا ولاعبين ممتازين سهّلوا علينا المهمة، وكان لي الحظ أن المدرب وضع في ثقته واستغللت ذلك لفرض نفسي، هذا كل ما في الأمر. مشكل كبير يعاني منه المنتخب الوطني على مستوى الفعالية في الهجوم، بصفتك لاعب وسط ميدان، ما الذي يمكن أن تقوله لنا بهذا الخصوص؟ صحيح أن الهجوم لا يسجّل كثيرًا، حيث خرجنا من كأس العالم بصفر هدف، وهو الأمر الذي يحتم على الجميع العمل أكثر حتى نسترجع فعاليتنا، والكل يعمل في فريقه حتى يطوّر مستواه، ويحسّن أداءه ويحل هذا المشكل الذي يعني الجميع، وحتى المدرب يحاول إيجاد الحلول اللازمة. أمام الغابون تمكنا من التسجيل وهو أمر مهم، وخلقنا العديد من الفرص، وبقي الآن شيء بسيط فقط، سنعمل على تحقيقه في المواعيد القادمة. بالعودة لمباراة الغابون ما الذي حدث في هذا اللقاء حتى نخسر؟ كانت هناك بعض الظروف التي لم تساعدنا، على غرار الغيابات الكثيرة التي شهدتها التشكيلة، وهو ما يعني أنه كان يوجد العديد من اللاعبين الجدد فوق الميدان، والمدرب جرب لاعبين في غير مناصبهم، وهو الأمر الذي صعب من مأموريتنا قليلا، من جهة أخرى رغم النتيجة إلا أني أجد أن الأداء كان جيدًا. وبالنظر لهذه النتيجة والأداء هل تعتقد أنه يمكن للخضر تحقيق التأهل الى كأس إفريقيا في مجموعة يوجد فيها المنتخب المغربي؟ بطبيعة الحال، لدينا الإمكانات اللازمة من أجل تحقيق التأهل، يجب أن نضمن أكبر قدر ممكن من النقاط أمام منتخبي تانزانيا وإفريقيا الوسطى، وهذا من أجل لعب الكل في الكل أمام المغرب الذي أعتقد أن اللقاء أمامه سيكون بمثابة نهائي المجموعة، وبالتالي يجب أن نكسب المنتخبين الأولين اللذين يشكلان الحلقة الضعيفة بين قوسين في مجموعتنا. ألا تعقد أن لعب لقاء العودة في المغرب يشكّل عائقًا بالنسبة لكم؟ لا تماما، يجب أن نفوز بأكبر قدر من النقاط قبل هذا اللقاء، ومن المهم أيضا أن نفوز باللقاء الذي سنلعبه أمام المغرب في الجزائر، وبعدها كل شيء سيكون في متناولنا. ماذا عن فريقك فالنسيان، هل ستمدد عقدك، مع فريقك؟ لا أعرف بالضبط، في الوقت الحالي أنا أركز على إصابتي والتعافي منها، عقدي ينتهي في 30 جوان القادم، وبالتالي لن أفكّر في الأمر قبل أوانه، لكن تبقى إمكانية تمديد عقدي مع فريقي واردة.