حضر حسين خرجة اللاعب الجديد لفريق “جنوة” الإيطالي تربص منتخب بلاده في الرباط، رغم أنه لم يكن معنيا بالمباراة الودية التي لعبها المغاربة أمام منتخب غينيا الإستوائية بسبب الإصابة التي يعاني منها. اقتربنا منه بعد نهاية اللقاء وتحدّثنا معه، أين أجابنا عن أسئلتنا بكل صراحة، وتحدّث عن منتخب بلاده وكذا زميله السابق في فريق “سينا“ الدولي الجزائري عبد القادر غزال... حسين لم تشارك في مباراة غينيا الاستوائية بسبب الإصابة، أليس كذلك؟ هذا صحيح، لم أكن معنيا بالمشاركة في هذا اللقاء لأني أعاني إصابة في الركبة حرمتني من التواجد رفقة زملائي في اللقاء، لكني لم أضيّع الفرصة وحضرت من أجل تشجيعهم ودفعهم إلى تحقيق نتيجة إيجابية في هذا اللقاء التحضيري الهامّ. سمعنا أن إصابتك معقدة نوعا ما، هل هذا صحيح؟ هذا صحيح، أعاني إصابة في الأربطة المعاكسة، ويمكن القول إنها الأصعب التي يمكن أن تلحق لاعب كرة قدم، لكن الحمد الله الأمور بدأت تعود إلى مجراها وأنا أتعافى تدريجيا من هذه الإصابة، وأتمنى أن ينتهي هذا “الكابوس“ في أقرب وقت ممكن وأعود إلى المنافسة بشكل عادٍ. ماذا عن لقاء المنتخب المغربي اليوم؟ وكيف ترى مردود المجموعة؟ (الحوار أجري بعد اللقاء) المردود كان إيجابيا بغض النظر عن الفرص الكثيرة الضائعة، وعن تلقينا هدف في الشوط الأول. اللاعبون أعطوا أفضل ما عندهم وتمكنوا من فرض نسقهم ومنطقهم في هذا اللقاء، وعرفوا كيف يتحكمون في الكرة، ويسيرون اللعب كما يشاءون. ورغم تلقينا هدفا قاسيا في نهاية الشوط الأول من أول لقطة أتيحت للمنافس، إلا أن ذلك لم يؤثر فينا بل دفعنا للضغط أكثر على المنافس وتسجيل هدفي الفوز، وهو ما يؤكد أن المنتخب يملك شخصية قوية، وأن الروح بدأت تعود للمجموعة. أنت تقول إن الروح بدأت تعود للمجموعة، هل نفهم من كلامك أن المشكل في السابق كان في غياب هذا العنصر؟ لا، لم أقصد هذا، لكن لا يخفى أن النتائج السلبية تُذهب الثقة في النفس، وتؤثر في الروح الجماعية، وعلى الرغبة في الفوز، وأمور نفسية أخرى. لكن لقاء اليوم كان الهدف منه إعادة كلّ هذه الأمور، وهو ما حدث فعلا. ما الأمر الذي جعل المنتخب المغربي يغيب عن كأسي إفريقيا والعالم الأخيرتين؟ لا يمكنني تشخيص الوضع بكل سهولة، يمكن القول إن عدة عوامل ساهمت في تلك النتائج السلبية، لكن المهم بالنسبة لي هو أن نأخذ الدروس والعبرة من كل ما حدث لنا، حتى لا نقع في هذا الفخّ مجدّدا، ويجب علينا أن نمسح كل تلك النتائج المخيّبة بتحقيق التأهل أولا إلى كأس إفريقيا 2012، وهو الهدف الذي لن نفرّط فيه. لكن مهمتكم لن تكون سهلة بوجود المنتخب الجزائري المشارك في كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا في مجموعتكم، أليس كذلك؟ حتى دون تواجد المنتخب الجزائري الأمور كانت ستكون صعبة، لأن الأمر يتعلق بالتأهل إلى كأس إفريقيا في وقت أصبحت كل المنتخبات الإفريقية تقريبا تملك المستوى نفسه، ورغم هذا فإننا عازمون على تحقيق هذا الهدف. صحيح أن وجود المنتخب الجزائري سيشكّل عقبة أخرى في وجهنا، لكن هذه هي كرة القدم، ويجب أن تتغلب على جميع العقبات من أجل الوصول إلى القمة. ما رأيك في مستوى المنتخب الجزائري؟ إنه منتخب قوي، وما مشاركته في كأس العالم الأخيرة إلا دليل على ذلك. طريقة لعب “الخضر” تشبه طريقة لبعنا، وحتى التشكيلة مكوّنة معظمها من لاعبين محترفين على غرار منتخبنا، وهو ما يعني أننا سنحضر إلى “داربي“ ساخن. المنتخب الجزائري غني عن كلّ تعريف، وكل مواجهاتنا معه كانت دائما شيّقة ومليئة بالحماس. هل تعتقد أنه سيكون منافسكم الوحيد على تأشيرة المرور إلى كأس إفريقيا 2012؟ قد يكون الأمر كذلك، لكن لا يجب أن نستصغر الفرق التي توجد معنا، لأنها كلها تملك حظوظا متساوية مادام أنه لم يلعب أيّ شيء لحدّ الآن، أضف إلى ذلك أننا لا نعرف مستوى المنتخبين الآخرين. هل تابعت مشوار المنتخب الجزائري في كأس العالم؟ بطبيعة الحال، الجزائر كانت تمثل كلّ العرب، وكنت أتابع مبارياتها باهتمام، وقد تأسفت كثيرا لخروجها من الدور الأول، رغم أن الفرصة كانت أمامها لتحقيق انجاز جيّد. لكن في كرة القدم لا يجب النظر للخلف، بل يجب أن ننظر للأمام فقط. ماذا عن زميلك السابق في “سيينا“ عبد القادر غزال الذي عانى أزمة حادة في كأس العالم؟ غزال لاعب ممتاز ومهاجم قوي، لكن للأسف الأمور لم تسر معه كما ينبغي في جنوب إفريقيا، حيث أن خروجه بالبطاقة الحمراء أفسد عليه كل شيء، لكن أعرف أنه إنسان يملك شخصية قوية، فهو قادم من بعيد وتمكن من النجاح في السيري “أ” الإيطالية، وبالتالي سيتغلب على هذه الأزمة. كنت تشكل ثنائيا ممتاز معه الموسم الماضي في “سيينا“، ألا تفتقده قليلا؟ لقد شكلنا ثنائيا جيّدا في “سيينا“، ومن الطبيعي أن أفتقده، لكن هذه هي كرة القدم فقد انتقلت أنا إلى “جنوة“ وهو إلى “باري“، وأتمنى له النجاح من كلّ قلبي في فريقه الجديد، لأنه إنسان جيّد. على كل حال لازلت في اتصال دائم معه، وقد التقيت به الأسبوع الماضي في إيطاليا وتحدثنا كثيرا، وسألتقيه بعد العودة إلى إيطاليا.