على الرغم من الوضع المؤلم الذي تمرّ به الكرة المغربية على الصعيد القاري بفشل “أسود الأطلس“ في التأهل إلى كأس إفريقيا بطريقة مخيبة للغاية، وخروجهم مبكرا من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم في مجموعة الكامرون، الطوغو والغابون، وضع الكرة المغربية مُخيف وتُقابله تطلعات بالوصول إلى ربع نهائي كأس إفريقيا 2012! إلا أن هذا لا يمنع أن المنتخب المغربي الذي سيواجه الجزائر في تصفيات التأهل إلى كأس إفريقيا عام 2012 يبقى كبيرا باعتباره أول منتخب إفريقي يتجاوز الدور الثاني في كأس العالم في “مونديال“ 1986، وباعتباره يحوز على كأس إفريقيا 1976، وما عدا هذه الإنجازات وتتويجات الأندية المغربية، فإن تشكيلة “أسود الأطلس“ تملك ترسانة من اللاعبين في أوربا، التي تدعو إلى أخذ الحيطة من الآن لأن هذا المنتخب بالتأكيد لن يكون لقمة سائغة ل “الخضر”، وما يمرّ به من غير المستبعد أن يكون أزمة عابرة. مباراة الغابون فجّرت الجامعة وأعلنت التقهقر ولا يختلف اثنان أن فشل المغرب في التأهل إلى كأس إفريقيا الأخيرة باحتلاله المركز الأخير في مجموعته شكل مفاجأة كبيرة للأوساط الرياضية المحايدة، بعد أن ألف المغاربة التواجد في مثل هذه التظاهرات، بدليل أنه قبل 8 سنوات فقط شارك “أسود الأطلس“ في كأس العالم، وهو ما أعطى الانطباع أن الكرة المغربية تعيش أزمة حقيقية، وهي الأزمة التي كانت أقل حدّة عند فشل المغرب في التأهل إلى كأس العالم في آخر دورتين من كأس العالم، مع خروجه من الدور الأول في كأسي إفريقيا سنتي 2006 و2008، قبل أن تبدأ أخطر الأزمات وأصعبها على الإطلاق مع انطلاقة التصفيات المزدوجة والخسارة التي لم يهضمها أحد أمام الغابون في الرباط ( 2- 1) التي فجرت غضب الجماهير وأدّت إلى عقد جمعية طارئة للجامعة المغربية وانتخاب على الفاسي الفهري خلفا للجنرال بن سليمان. وعلى الرغم من العودة بالتعادل أمام الكاميرون، إلا أن التعثر المخيب أمام الطوغو في المغرب بنتيجة التعادل عجّل بإبعاد المدرب الفرنسي “روجي لومار“، مع تعيين طاقم محلي رباعي لإكمال بقية التصفيات، ويتعلق الأمر بكل من: مومن، الناصري، السلامي وعموتا، وهو الطاقم الذي فشل في مهمته بما أن المنتخب المغربي جنى نقطة واحدة في المباريات الثلاث المتبقية من التصفيات، وعجز عن المشاركة في كأس إفريقيا تاركا الفرصة لمنتخب الطوغو. تطاحنات، صراعات و“لوبيات”منذ الإقصاء المخيّب وقد بلغ التسيّب حدا كبيرا بانقسامات كبيرة وسط الطاقم الفني، وداخل اللاعبين، وتشكلت “لوبيات” وصراعات إدارية، أفقدت المنتخب المغربي الإحترام الواجب وأدّت باللاعب أبو شروان إلى أن يرفض في مقابلة الكامرون أن يقوم لإحماء عضلاته، فيما قرّرت الجماهير المغربية مقاطعة المنتخب احتجاجا على النتائج، واشتعلت نيران الفتنة والتطاحنات داخل المنتخب وهياكله، بشكل أوحى أن المغرب مريض فعلا. كما تميّزت فترة ما بعد الإقصاء الأول من التأهل إلى كأس إفريقيا منذ 12 سنة بالكثير من التصريحات والمؤاخذات التي تحمّل طرفا على حساب آخر المسؤولية. وقد فتحت نيران التصريحات قبل مدة قصيرة بعد أن تم تعليق منافسة “كأس السوبر” لأول مرّة دون تفسيرات من الجامعة، على الرغم من اجتهاد هذه الأخيرة عن طريقة رئيسها الفهري في محاولة “لملمة الأمور” بالإستنجاد بمدرب كبير من الطراز العالمي، إلا أن لا شيء حدث منذ 3 أشهر أين تستمرّ الأسماء بالتهاطل على طاولة الجامعة، كان آخرها اسم المدرب الوطني رابح سعدان دون أن يرى المغاربة شيئا. المغاربة ملّوا سماع أسماء مدربين عالميين دون أن يروا شيئا وعلى الرغم من كثرة الأسماء إلا أن المغاربة بقوا ينتظرون الخبر اليقين والمدرب الذي سيقود منتخب بلادهم في الفترة المقبلة بعد أن تم الحديث عن أسماء مثل: مانشيني، غريتس، فرنانديز وحتى أسماء أخرى كبيرة تردّد حديث على كونها قد تقود المنتخب المغربي مثل: ترباتوني، زاكيروني، أرتير جورج، هيرفي رونار، أراغونيس، رونالد كومان، وأخيرا مدرب منتخب مصر حسن شحاتة. وقبل يومين صرّح مصطفى مديح مدرب الوكرة القطري أنه تلقى عرضا من منتخب بلاده للإشراف عليه، في انتظار الحسم في هذه المسألة التي تعتبر من بين الإهتمامات العاجلة بعد أن تعرّف المغرب على منافسيه في تصفيات كأس إفريقيا المقبلة، وما عدا صنف الأكابر، فإن بقية المنتخبات الأخرى مثل المحلي، الأولمبي، النسوي، أقل من 19 سنة، أقل من 17 سنة دون مدربين، حسب ما نقلته قبل أسبوعين صحيفة “المنتخب” التي أشارت إلى أنه لم يتم الفصل في هذه المسائل، قبل أن يتم تعيين الحداوي في الساعات الماضية على رأس فريق المحليين. عقد الأهداف ينصّ على الوصول إلى نصف نهائي كأس إفريقيا 2012 وعلى الرغم من الوضع المخيف الذي تعيشه الكرة المغربية إلا أن الرغبة في الخروج من النفق المظلم متوفرة من خلال العقد الذي أبرمته الجامعة مؤخرا مع وزارة الشبيبة والرياضة، ويسمّى “عقد الأهداف” الذي يراهن على إخراج الكرة المغربية من أزمتها. حيث يبقى اللافت للإنتباه أنه من بين الأهداف المسطرة على مسودّة العقد التأهل إلى الدور ربع نهائي كأس إفريقيا للأمام 2012 المقرّرة في الغابون وغينيا الإستوائية، فضلا عن المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014، وهو المشروع الذي سيرصد لتحقيقه مبلغ مليون درهم سنويا وعلى مدار 4 سنوات، كما ستتكفل الوزارة سنويا ببناء 6 ملاعب عشب اصطناعي بالمواصفات المتعارف عليها (الجيل الخامس) ما يعني 24 ملعبا إلى غاية سنة 2014، وفضلا عن هذا وفي إطار الرغبة دائما في إنقاذ الكرة المغربية سيتم بناء مراكز تكوين ليصل عددها في 2013 إلى 8 مراكز، مع 4 جهوية، كما سبق أن طرح المغرب خطة تسمى”طوارئ” بقيمة 400 مليون أورو لرفع مستوى الرياضة في المملكة ستنفذ بين 2010 و2016، وتطمح لاستعادة المغرب مكانتها الرياضية المرموقة التي اعتادت الجماهير عليها.