أوقعت قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 كلا من الجزائر والمغرب في مجموعة واحدة، وليست هذه أول مرة يلتقي فيها المنتخبان الشقيقان وليست آخر مرة كذلك، حيث سيتنافسان على احتلال المركز الأول من أجل المرور إلى نهائيات كان 2012 مباشرة دون انتظار الفصل النهائي بالنسبة لأصحاب المركز الثاني. وقد تأسف الكثير من أنصار المنتخبين لوقوعهما وجه لوجه في مجموعة واحدة خاصة بعدما أعاد الصراع الجزائري-المصري تقوية اللحمة بين المنتخبات المغاربية، ورغم ذلك يطالب الجميع بضرورة سيادة الروح الرياضية بين أنصار البلدين وتخصيص أحسن استقبال لهما سواء في المغرب أو في الجزائر. وبالعودة إلى تاريخ المواجهات بين المنتخبين ، فقد التقيا في 23 مواجهة ما بين لقاءات ودية، تصفيات مؤهلة إلى كأس العالم وحتى خلال دورات كأس إفريقيا للأمم، فالبنسبة للمباريات الودية، فقد التقى الفريقان في 12 مقابلة، فازت الجزائر في مقابلتين وفازت المغرب في ثلاث ، فيما افترقا على نتيجة التعادل في سبع لقاءات، سجلت الجزائر 07 أهداف وسجلت المغرب ثمانية 08 أهداف بينما تقابل المنتخبان أربع مرات في التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا للأمم ، حيث فازت الجزائر في مقابلتين وسجلت خمس أهداف وفازت المغرب في مقابلتين أيضا وسجلت نفس العدد من الأهداف. أما في نهائيات كأس إفريقيا فقد التقى الفريقان في مقابلات، فازت الجزائر في مقابلة واحدة، وفازت المغرب في أربع مقابلات، وتعادلا مرة واحدة، وسجلت الجزائر ثلاثة أهداف و المغرب خمسة أهداف. والتقى الفريقان في مواجهتين ضمن تصفيات كأس العالم، حيث فازت فيهما المغرب كلها بنفس النتيجة 2/1. وسوف يتأهل لنهائيات 2012 بالإضافة إلى 11منتخب من أصل 44 مشارك و ثلاثة أحسن منتخبات المحتلة للمركز الثاني والبلدين المنظمان لهذا العرس الإفريقي الغابون وغينيا الاستوائية . يذكر أن الجزائرلم تحقق أي فوز ضد المغرب منذ 1980 بمدينة إيبادن بنيجيريا ويعود آخر لقاء بين الفريقين إلى الدور ربع النهائي بسوسة التونسية خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 وانتهت بفوز المغاربة بثلاث أهداف مقابل هدف .وسوف يستضيف الخضر أسود الأطلس مابين 25 و 26 و 27 مارس 2011 في مباراة الجولة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا في حين سيجري لقاء العودة مابين 3 و 5 جوان من نفس السنة. و بالنسبة لاحتمال التأهل المزدوج لكأس إفريقيا للأمم 2012 فيمكن ذلك في حالة الفوز على كل من تنزانيا وإفريقيا الوسطى ذهابا وإيابا على أن تفوز الجزائر في الجزائر وتفوز المغرب في المغرب، وبالتالي سيملك كل فريق في رصيده 15 نقطة، سيتأهل أول فريق طبعا ويتأهل الثاني عن طريق أحسن فريق ثاني في كل المجموعات، وهذا ممكن بالنظر إلى طبيعة المنافسين الآخرين. اعترف المدرب الوطني رابح سعدان بصعوبة مهمة فريقه في كسب تأشيرة التأهل إلى الدورة 28 من نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 المقرر أن تحتضنها الغابون وغيينا مناصفة، حيث قال "الجزائر لم تعد منتخبا صغيرا، بل كل الأنظار متجهة صوبنا، لأننا من جهة منتخب سيلعب بنهائيات كأس العالم وكل أوراقنا واضحة لكل منافسينا، وعليه فإن الجزائر في نظري أصبحت مكشوفة من حيث طريقة لعبها وأوراقها، في حين أن أوراق منافسينا تبقى مجهولة، مثل تنزانيا وإفريقيا الوسطى، وبدرجة أقل المغرب، ولهذا فإن المهمة أكيد لن تكون سهلة أمام هذه المنتخبات." وتأتي تصريحات سعدان عقب تعرف الجزائر السبت على منافسيها في عملية القرعة التي جرت في مدينة "لوماباشي"، بالكونغو الديمقراطية، وأوقعت الخضر في مجموعة تضم كل من: المغرب، تنزانيا وإفريقيا الوسطى. وأكد سعدان أنه بإمكان الجزائر التأهل إلى النهائيات طالما أن التحديات المنتظرة للخضر كبيرة، وبالتالي يجب التحضير لكل بطولة بصورة منفصلة، "فالبداية، كانت مع نهائيات كأس إفريقيا في أنغولا، وبعدها ستأتي نهائيات كأس العالم، ونختتم العام بإجراء عدد من المباريات النارية، تحسبا لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، وهي كلها لقاءات صعبة وكبيرة." وشدد على أن الجزائر مرشحة على الورق للمرور كمتصدر للمجموعة، كونها متأهلة إلى المونديال، ولعبت نصف نهائي كأس إفريقيا الأخيرة، إلا أن سعدان بدا متخوفا للغاية من تسلل الغرور إلى نفسية لاعبيه، وأكد على أنه لا يوجد تكهن في كرة القدم على الورق، وإنما ال90 دقيقة والملعب هو الفاصل، وقال: "بحكم التجربة وما وجدناه في طريقنا لحد الآن أقول إنه يتعين علينا التحضير بجدية كبيرة، كما يتعين علينا ألا نتهاون مهما حصل." وبخصوص تأهل منتخب واحد إلى النهائيات، أضاف سعدان: "إذا ما نظرنا إلى أنفسنا والتحديات الكبيرة التي تنتظرنا في نهائيات كأس العالم، علينا أن نقول إننا وقعنا في مجموعة عادية، سنحاول قبل مواجهة كل منتخب أن نسير أمورنا في نهائيات كأس العالم، نبحث حينها على تماسك المنتخب، وتحقيق الانسجام اللازم، قبل أن ندخل إلى معترك التصفيات، وهنا يجب علينا أن نأخذ الأمور بجدية، ولا نقول أن المجموعة سهلة، لاسيما عندما نعلم أن المتأهل سيكون منتخبا واحدا." أما عن لقاء الجزائر- المغرب المقرر في شهر مارس من العام المقبل، قال سعدان: "المنتخب المغربي قوي وكبير، وهذا لا ينكره أي أحد، واللقاء في حد ذاته يعتبر داربي مغاربي من العيار الثقيل، وفوق هذا سيكون عربياورياضيا." وأضاف: "بكل صراحة لم أكن أتمنى أن ألاقي المغرب في التصفيات، خاصة وأن منتخبا واحدا فقط سيتأهل للنهائيات، وعلى كل حال سنعمل جاهدين على تأكيد التمثيل المتواصل للجزائر في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، وأتمنى مرة أخرى أن تكون مباراتنا أمام الأشقاء المغاربة فرصة لتأكيد العلاقة الطيبة التي تجمعنا ببعض." ومن جهته، صرح المدير التقني للمنتخب الوطني المغربي جون بيار مورلان أن الفريق الوطني الجزائري سوف يكون منافسا قويا للمغرب باعتبارهما وقعا في نفس المجموعة الرابعة خلال التصفيات القادمة المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012 ، وعن باقي المنافسين في نفس المجموعة، أضاف جون بيار قائلا : " يعتبر المنتخب الجزائري منتخب قوي لكننا نعرفه جيدا ، في المقابل نحن ليس لدينا أي معرفة مسبقة بمنتخبي تانزانيا و إفريقيا الوسطى وهذا ماأجده صعب في المجموعة الرابعة" ، وعن توقعاته لمجريات المنافسة في المجموعة الرابعة قال : " باعتبار الجزائر ممثل القارة السمراء في كأس العالم2010 فإنها الخصم الوحيد للمغرب خلال هذه التصفيات لكن ينبغي أن نكون حذرين من المجهول ولكي نتجنب أي مفاجئات، يجب أن نلعب بكل حيطة وحذر خاصة وأنه سوف يتأهل لنهائيات كان 2012 المنتخب الذي يحتل المركز الأول في المجموعة " ..