لم يعد يخفى على أحد أن المدرب عبد الحق بن شيخة هو المرشح الأول والأبرز لتولي العارضة الفنية للمنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة خلفا للمدرب المستقيل رابح سعدان... وهذا بعد أن عرض عليه رئيس الاتحادية محمد روراوة تولي هذه المهمة بصفة “مؤقتة“ تمتد إلى 9 أكتوبر المقبل تاريخ المواجهة الثانية للنخبة الوطنية في تصفيات أمم إفريقيا 2012 أمام منتخب إفريقيا الوسطى وصفة “المؤقتة” التي تتميز بها المهمة المعروضة على “الجنرال” هي محور خلاف بينه وبين رئيس “الفاف“، حيث يشترط بطل الجزائر مع بلوزداد سابقا أن يكون المدرب الأول بعقد جديد ومهمة محددة لا تنحصر في مباراة واحدة مع اشتراطه العمل مع طاقمه الخاص به دون أن يفرض عليه أي مساعد. يريد من روراوة تجسيد وعده له والمعلوم أن روراوة كان وراء عودة بن شيخة إلى أرض الوطن بعد تجربة أكثر من رائعة مع النادي الإفريقي توّج خلالها معه بلقب الدوري المحلي في موسمه الأول، وكان قريبا من التتويج مرة أخرى في الموسم الموالي. وقد أقنعه رئيس “الفاف“ بالتخلي عن كل العروض المغرية التي وصلته من دول الخليج لتحضيره خليفة للمدرب سعدان الذي كان من المقرر أن يتوقف مباشرة بعد نهاية كأس العالم ليتولى المديرية الفنية للمنتخب، وفي انتظار ذلك سلّمه مهمة الإشراف على المنتخبين المحلي والأولمبي ورفع أجره بشكل أرضى “الجنرال” الذي انتظر نهاية المونديال ليحل محل سعدان وهو ما لم يحدث بعد أن فضّل روراوة الإبقاء على سعدان وهو القرار الذي اتضح أنه كان من أكبر أخطاء رئيس “الفاف“ منذ عودته إلى رئاسة الفيدرالية. وأمام تسارع الأحداث، لم يجد روراوة سوى الوفاء بوعده وإسناد المهمة لبن شيخة لكنه لم يحترم الوعد كاملا بعد أن اقترح إشراف “الجنرال” على المهمة مؤقتا وهو ما لا يرضي طموح بن شيخة. يريد طاقمه الخاص معه ولا يريد أي مساعد وبالإضافة إلى تحفظه من نوعية المهمة المسندة له مع المنتخب الأول ورفضه العمل بصفة مؤقتة، يضع بن شيخة شرطا آخر وهو العمل مع طاقمه الخاص والذي يشتغل معه منذ مدة في منتخبي المحليين والأولمبي مع مساعده الأول ومدرب الحراس في الوقت نفسه عبد النور كاوة والطاقم الطبي والاداري، في حين لن يتردد في ترك مساعده محمد شعيب ليتكفّل بمهمة خلافته في منتخبي الآمال والمحليين إلى غاية تعيين مدرب آخر يضطلع بهذه المهمة التي لا تقل شأنا خاصة أمام الرهانات الكثيرة التي تنتظرهما. وحسب المقربين من المدرب الجديد، فإنه سيرفض العمل مع أي مساعد آخر خارج إطار الأشخاص الذين عملوا معه في السابق ممن يثق فيهم. روراوة سيمتحنه أمام إفريقيا الوسطى وقد يمدّد معه في حال الفوز وتشير المعطيات المتوفرة لدينا إلى أن رئيس “الفاف“ يفضّل وضع مدرب المحليين تحت الاختبار خلال المباراة المقبلة أمام إفريقيا الوسطى في 9 من الشهر الجاري قبل أن يتخذ قراره النهائي بشأن استمرار بن شيخة مع المنتخب أو تعويضه بمدرب أجنبي، خاصة أن الوقت سيكون كافيا لذلك ما دام أن المباراة المقبلة أمام منتخب المغرب ستكون في شهر مارس من العام المقبل، وسيدرس تأقلم بن شيخة مع عمله الجديد وتكيّفه مع اللاعبين المغتربين وطريقة تقبّلهم لطريقة عمله خاصة أن صدامات بينه وبين العناصر التي تعوّدت على فرض منطقها في عهد المدرب المستقيل واردة جدا. طريقة تعايش بن شيخة مع اللاعبين والأهم نتيجة مباراة إفريقيا الوسطى ستحكم على بطل تونس مع النادي الإفريقي في المنتخب إذا كان سيواصل المشوار أم يضع حدا له. المحليون أكبر المستفيدين من تعيين بن شيخة ولعل المستفيد الأكبر من تعيين بن شيخة مدربا للمنتخب الأول سيكون اللاعبون المحليون الذين كانوا خارج حسابات المدرب السابق، فإذا كان من المستبعد جدا أن تعرف تركيبة المنتخب تغييرات كثيرة في الفترة المقبلة إلا أن توجيه الدعوة لأسماء محلية خلال التربصات المقبلة قبل مباراة إفريقيا الوسطى وارد جدا على غرار مفتاح، تجّار، جابو وحسين مترف وهي العناصر التي تحظى بثقة “الجنرال” وتعد ركائز المنتخب المحلي. وقد تكون تجربة بن شيخة مع المنتخب الأول أشبه بما عاشه المنتخب المصري مع المدرب حسن شحاتة الذي كان مدربا لمنتخب الآمال في مصر واستنجد به اتحاد الكرة المصري بعد إقالته للايطالي تارديلي بعد تعثر منتخب الفراعنة في تصفيات كأس العالم 2006. شحاتة جلب معه لاعبيه في منتخب الآمال متعب وفتحي وعبد ربه وغيرهم وأكمل المشوار بتميز بعد أن أقصى منتخب الكامرون على أرضه لتجدد فيه الثقة بعد ذلك ويواصل المسيرة بنتائج فاقت كل التوقعات من التتويجات الثلاث بالكؤوس الإفريقية ومن يدري قد يحقق بن شيخة نتائج مضاهية وهو الذي يملك مميزات المدرب الناجح، شهادات عليا، كاريزما وقوة في التواصل.