تنفس مدرب اتحاد العاصمة نور الدين سعدي الصعداء بعد تأهل فريقه إلى الدور ثمن النهائي من الكأس على حساب اتحاد الشاوية فوق ميدان هذا الأخير، على الرغم من صعوبة المهمة، لكنه اعتبره مفيدا جدا، خاصة للمباراة المقبلة أمام مولودية العلمة لحساب الجولة ال 23 من بطولة هذا الموسم. وقال سعدي في هذا الصدد: “لقد حققنا التأهل الذي جئنا من أجله إلى أم البواقي لأننا أخذنا الأمور بالجدية اللازمة، ولم نقع في فخ استصغار المنافس مثلما يحدث في مباريات الكأس. والآن نحن نفكر مليا في البطولة واللقاء المقبل أمام مولودية العلمة الذي يعتبر في غاية الصعوبة، لكن لا يمكننا أن نسمح في نقاطه الثلاث على الرغم من أن ذلك سيكون في ملعب العلمة التي لا توجد في أحسن أحوالها، إلا أننا حتى نحن تهمنا نتيجة هذا اللقاء حتى نؤكد ما حققناه في الكأس”. “لم أشاهد ما كنت أنتظره من اللاعبين أمام الشاوية” وبالعودة إلى مجريات لقاء أم البواقي، فقد بدا سعدي قلقا بعض الشيء على مردود لاعبيه الذين لم يظهروا بالوجه المشرف الذي يليق بسمعة فريقه، خاصة أن المنافس ينشط في قسم ما بين الرابطات. وقال سعدي في هذا: “لم أشاهد الكثير فوق الميدان من عناصري، فقد ميز أداء اللاعبين نوع من التسرع من أجل الوصول إلى الشباك، وهو أمر طبيعي لأنه في مباريات الكأس النتيجة هي التي تهم. كنت أفضل مشاهدة أداء راقٍّ، لكن حتى أرضية الميدان أزعجت كثيرا اللاعبين بحكم أن عشبها الطبيعي لم يكن في المستوى الذي انتظرناه، وشخصيا فقد خفت كثيرا على اللاعبين من تلقي الإصابة لأننا عانينا كثيرا من هذا الجانب ولا نريد المزيد”. “نيبي لاعب جيّد، لكن تنقصه الثقة في النفس“ كانت المناسبة في لقاء الكأس مع تسجيل المهاجم البوركينابي آلان نيبي لهدفه الأول هذا الموسم تحت ألوان اتحاد العاصمة، وهو الذي قدم إليه في بداية الموسم من الجار شباب بلوزداد على سبيل الإعارة. و قال عنه سعدي: “لقد سررت كثيرا لهذا الهدف الذي سجله نيبي، فقد انتظرت منه كثيرا حتى يفعلها لأنه في حقيقة الأمر لاعب يملك الكثير من الإمكانات، وما أبان عنه في التدريبات أبهرني، لكن لا يزال يفتقد للثقة التي تعتبر مهمة جدا بالنسبة لأي لاعب وبالخصوص المهاجمين. وأتمنى أن يحرره هذا الهدف ويقدم الكثير في المباريات المقبلة لأننا في حاجة ماسة إلى فعالية المهاجمين، وكما تعلم فإن سبب عدم اعتمادي عليه هو المنافسة الشديدة والمهاجم الذي يسجل هو الذي أعتمد عليه”. “نريد الذهاب إلى أبعد حد في الكأس” لم يخف محدثنا إرادته الشديدة في الذهاب إلى أبعد حد ممكن في منافسة الكأس والتتويج بها في نهاية الموسم حتى ينقذ بها ما يمكن إنقاذه، خاصة أن حظوظ الاتحاد صارت قليلة في اللعب على لقب البطولة بعد النقاط العديدة التي ضيعها الفريق خارج قواعده، حيث لم يحقق أصحاب الزي الأحمر والأسود أي انتصار، بالإضافة إلى تضييعهم عدة نقاط في بولوغين. وهو ما يعلمه جيدا سعدي الذي صرّح في هذا: “تأهلنا على حساب اتحاد الشاوية مفيد جدا من الناحية المعنوية، ويؤكد أننا نعول كثيرا على الكأس ولن نفرط فيها بسهولة، وهذا لا يعني أننا رهنا حظوظنا في البطولة التي لم نقل كلمتنا الأخيرة فيها بعد”. “تنقل عليق معنا حفّز اللاعبين ” كما أشرنا إليه من قبل فإن تنقل الرئيس عليق مع المجموعة إلى أم البواقي ومتابعته اللقاء من كرسي الاحتياط كان له وقع إيجابي على اللاعبين ومنحهم ثقة أكثر في أنفسهم، وهو ما أكده لنا المدرب سعدي حين قال: “صحيح أننا حضرنا كما ينبغي لمواجهة إتحاد الشاوية من كل النواحي، لكن حضور الرئيس عليق إلى ملعب أم البواقي ساهم في التأهل، حيث حفز اللاعبين كثيرا لأنهم لم يتعودوا على ذلك وأهدوه التأهل الذي كان بالنتيجة والأداء، وعلينا مواصلة العمل حتى نكون في المستوى خلال ما ينتظرنا مستقبلا، والبداية بلقاء مولودية العلمة هذا السبت“. “ليس سهلا تعويض عشيو، آيت واعمر وخوالد” لأول مرة يشتكي الشيخ سعدي من كثرة الغيابات، بسبب الإصابة أو العقوبة التي تلقاها لاعبوه في الجولات الأخيرة ما جعله يعتمد على أسماء أخرى، وأوضح في هذه النقطة قائلا: “لقد أظهر اللاعبون الذين شاركوا في المواجهات الأخيرة مستويات مقبولة، لكنني لا أن أنكر أن الغيابات أثرت كثيرا في مردود الفريق، وصعبت علي مهمة تحديد التشكيلة الأساسية عدة مرات، لأنه من الصعب تعويض أسماء مثل عشيو، آيت واعمر وخوالد الذين يعتبرون أساسيين، وأنتظر عودتهم بفارغ الصبر لتقديم الإضافة المنتظرة منهم، خاصة أن القادم أصعب”. “طيلة مشواري لم ألعب الأدوار الثانوية ولن ألعبها هذا الموسم” رفع سعدي تحديا خاصا به هذه المرة، ففي حديثه معنا أكد أنه سيلعب الأدوار الأولى لأنه لم يتعوّد على احتلال مؤخرة الترتيب في كل الأندية التي أشرف عليها، ولن يكون هذا الموسم استثناء، وقال كذلك: “ أستغرب الوضعية التي نعيشها هذا الموسم في البطولة، حيث نحتل المرتبة العاشرة التي لم أتذكر أنني كنت فيها يوما ويستحيل أن نبقى على هذا الحال، وسأسعى جاهدا لكي نحتل مرتبة مشرفة ضمن الأربعة الأوائل ما يسمح لنا بلعب منافسة خارجية الموسم المقبل، بالإضافة إلى كأس الجمهورية التي تعتبر من أهدافنا الرئيسية”. “سعيدون يملك إمكانات كبيرة وعليه أن يكثف العمل” كما تحدث سعدي عن سعيدون الذي عاد مؤخرا من إصابة وكشف عن مستويات كبيرة، خاصة في لقاء إتحاد الشاوية حيث شارك من البداية وساهم بقسط هام في تحقيق الفوز والتأهل إلى الدور المقبل في هذه المنافسة، وقال المدرب: “يملك سعيدون إمكانات كبيرة ويمكنه أن يذهب بعيدا في كرة القدم، إذا ظل جادا، فرغم الإصابة الخطيرة التي تعرض لها إلا أنه لم يستسلم وكثف العلاج حتى يعود في هذه الظروف، حيث أثبت جاهزيته في انتظار أن يقدم الأحسن ويفيدنا أكثر”. “على سايح أن يتحرّر لأنه سيخلف دزيري وغازي مستقبلا ” وفي الأخير عرج المدرب سعدي للحديث عن المهاجم الشاب سعيد سايح، الذي أصبح قطعة أساسية في الإتحاد، وبعد تراجع مستوى اللاعب في الآونة الأخيرة طالبه سعدي بالاستفاقة حتى يكون أفضل في المستقبل القريب حيث قال في هذا الشأن: “سايح لاعب مهاري ويملك فنيات كبيرة بإمكانه تطويرها أكثر لو يثق في نفسه أكثر، وعليه الآن أن يتحرر حتى يفيد الفريق فأنا أوظفه في وسط الميدان على الناحية اليسرى، وهو منصب مناسب له عكس ما كان عليه الموسم الفارط حيث كان يدافع معظم الوقت في اليسار، والآن حررته من ذلك وعليه أن يتحسن لأنه سيكون خليفة دزيري وغازي بعد ذهاب هذين اللاعبين اللذين يعتبران ركيزتين إلى جانب عشيو والبقية”. ^ آيت واعمر يُعالج ويغيب عن لقاء العلمة سيتواصل غياب وسط ميدان الإتحاد حمزة آيت واعمر لعدة أيام بسبب الإصابة التي يعاني منها في الركبة والتي حرمته من المشاركة في لقاء الكأس أمام إتحاد الشاوية وستحرمه من المشاركة في لقاء مولودية العلمة هذا السبت، وسيكون ذلك ضربة موجعة للمدرب سعدي الذي أكد في عديد المناسبات على أنه يحتاج لهذا اللاعب ولا يمكنه الاستغناء عن خدماته. آيت واعمر: “سيتضح كل شيء بعد أن أجري الفحوصات يوم الثلاثاء” وقال آيت واعمر في اتصال به إنه لا يعرف مدى خطورة الإصابة التي يعاني منها وأنه يمنّي نفسه بألا يطول غيابه لأنه يريد أن يكون إلى جانب رفاقه، وأضاف: “أنا الآن بصدد تكثيف العلاج وسأجري الفحوصات صبيحة هذا الثلاثاء حتى يتضح كل شيء عن إصابتي التي أتمنى أن لا تكون خطيرة حتى أعود إلى جو التدريبات وألعب إلى جانب رفاقي الذين يوجدون في أمس الحاجة إلى خدمات الجميع، لأننا نصبو جميعنا إلى تحقيق نتائج كبيرة في البطولة والذهاب إلى أبعد حد في الكأس”. شكلام، خوالد وبن علجية مهدي يستنفدون العقوبة استنفد شكلام، خوالد وبن علجية مهدي العقوبة التي كانت مسلطة عليهم وبالتالي بإمكانهم المشاركة في المقابلة المقبلة أمام العلمة، وبهذه العودة ستتوفر لدى سعدي عدة حلول خاصة أن هذا الثلاثي يوجد في أحسن أحواله، حيث يحتمل أن يقحم سعدي ثلاثة لاعبين في محور الدفاع ويتعلق الأمر بكل من ريال، زيدان وشكلام، أما خوالد فسيكون في الجهة اليمنى من الدفاع فيما يبقى بن علجية مهدي ورقة رابحة. بن علجية بلال يتعافى وجاهز ومن جهته يوجد وسط الميدان الآخر بلال بن علجية في حالة جيّدة بعد أن تعافى من الإصابة التي كان يعاني منها وغاب بسببها عن لقاء إتحاد الشاوية في إطار الكأس، وبذلك سيكون جاهزا للقاء العلمة الذي يحتاج فيه سعدي لجاهزية أكبر عدد من اللاعبين حتى تكون لديه الحرية في اختيار قائمة 18 التي ستتنقل إلى شرق البلاد من أجل العودة بنتيجة إيجابية. ----------- نبيي: “هدفي أفرحني وأتمنّى أن تكون الإنطلاقة بالنسبة لي” ما رأيك في التأهل أمام الشاوية؟ لقد فرحنا كثيرا بهذا الفوز والتأهل الرائع أمام إتحاد الشاوية في ملعبه، وهو الأمر الذي سيسمح لنا بالتنفس قليلا قبل العودة إلى جو المنافسة من جديد فقد كنا بأمس الحاجة إلى هذه الوثبة المعنوية بعد الفترة الصعبة التي مررنا بها وتسجيلنا نتائج سلبية كان من الصعب علينا الخروج منها. إذن معنوياتكم مرتفعة بعد هذا التأهل؟ بالتأكيد وعلينا الآن إستغلال هذا العامل جيّدا حتى نكون في المستوى لما ينتظرنا من مباريات في غاية الصعوبة والبداية في العلمة. وعن مجريات المباراة، كيف كانت؟ لقد كان اللقاء في غاية الصعوبة بحكم أننا لعبنا في ملعب إتحاد الشاوية وأرضيته لم تساعدنا على الظهور بوجه مشرف. ففي الشوط الأول حاولنا افتتاح باب التسجيل في أسرع وقت ممكن ولم نتمكن من ذلك لأن الفريق المنافس تكتل في الدفاع، لكن بعد تسجيل ركلة الجزاء تغيّر كل شيء وأصبحنا نسير اللقاء كيفما نشاء وحتى الهدف الثاني منحنا ثقة أكثر وتستطيع أن تقول إنه حسم نتيجة المباراة مبكرا لأننا دخلنا في المرحلة الثانية بأسبقية هدفين وكان بإمكاننا تحقيق نتيجة أحسن ولكننا اكتفينا بثلاثية. ساهمت في التأهل بتسجيلك الهدف الثاني، كيف كان ذلك؟ لا أنا لم أقم إلا بواجبي لأن الفوز ساهم فيه الجميع بداية من الحارس إلى آخر مهاجم... وبما أنني أنشط في الخط الأمامي فمهمتي هي تسجيل الأهداف، وهو ما قمت به في هذه المباراة. تمكنت من تسجيل أول هدف لك بألوان إتحاد العاصمة، ما هو شعورك؟ إنه شعور رائع لأنني انتظرت هذا الهدف منذ مدة حيث لم أشارك كثيرا بألوان إتحاد العاصمة ولم يكن من السهل أن تشارك بسبب المنافسة الشديدة في الهجوم، خاصة أن المدرب يعتمد على الأكثر فعالية وأنا أتفهمه، ولكن بعد الآن أتمنى أن يمنحني الفرصة أكثر حتى أؤكد أنني عدت بقوة. وهل تعتقد أن هذا الهدف سيحرّرك في المباريات المقبلة؟ أتمنى ذلك من صميم قلبي، فأنا سعيد بعد تسجيل أول أهدافي وأنتظر أن تأتي بعد ذلك أهداف كثيرة أخرى أسعد من خلالها أنصارنا الذين ينتظرون منا الكثير. وكيف ترى حظوظكم الآن في منافسة الكأس؟ مباريات الكأس تلعب لقاء بلقاء وعلينا تسييرها جيدا وعدم استصغار أي منافس لأن المفاجآت تبقى واردة في مثل هذا النوع من المنافسات. ولا يخفى عنكم أن التتويج بالكأس يبقى هدفنا هذا الموسم وجميعنا واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا ولا نريد أن ننهي الموسم دون لقب بل نسعى لإعادة الفريق إلى منصة التتويجات من جديد لأنه يستحق ذلك. وفي البطولة، كيف ترى ما تبقى من مشوار؟ لقد ضيّعنا الكثير والجميع يعلم ذلك، لكننا نسعى إلى التدارك قبل فوات الأوان لأننا ودون مبالغة نملك مجموعة متماسكة وتعداد ثري ومن غير المعقول أن نكمل الموسم في المرتبة العاشرة، بل علينا تحقيق أكبر عدد ممكن من النقاط من أجل الارتقاء أكثر في جدول الترتيب ولن يكون هذا إلا بحصد عدد معتبر من النقاط خارج القواعد بطبيعة الحال وعدم التسامح في بولوغين دون أن ننسى “الداربيات“ التي تعتبر نقاطها في غاية الأهمية. تنتظركم مباراة أمام مولودية العلمة، كيف تراها؟ صحيح أنها مباراة صعبة، لكن لا خيار أمامنا فيها إلا الرمي بكل ثقلنا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية حتى نؤكد ما حققناه في الكأس ونحقق ثاني فوز لنا خارج الديار وبعدها يتأكد الجميع على أن الإتحاد عاد بقوة، وعليه سنتنقل إلى العلمة من أجل تقديم مباراة قوية ونلعب كامل حظوظنا لأننا كما قلت لك نملك مجموعة متماسكة وبإمكاننا قول كلمتنا في نهاية الموسم. وماذا يمكن أن تقول في الأخير لأنصاركم الذين ينتظرون منكم الكثير؟ أنصارنا يعلمون جيدا أنهم يملكون فريقا قويا، ولكن خاننا الحظ وفقدنا الثقة ما جعلنا ندفع الثمن غاليا في عديد المناسبات، ولكن نعدهم أن نكون في المستوى ولن نخيّبهم مجددا وعليهم أن يثقوا فينا ويساندوننا أكثر لأننا بأمس الحاجة إليهم في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى.