حقق اتحاد العاصمة أول أمس الجمعة فوزا على اتحاد الشاوية في أم البواقي بنتيجة (3-1) في إطار الدور 16 من منافسة كأس الجمهورية، وكانت المباراة صعبة جدا، خاصة بالنظر إلى تأثر معنويات اللاعبين بعد الإرتجاجات التي تعرضت لها الطائرة بسبب رداءة الأحوال الجوية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم أظهروا رغبة قوية في تحقيق التأهل وأكدوا على أنهم سيلعبون حظوظهم في الكأس هذا الموسم إلى غاية آخر رمق. سيطرة العاصميين كانت مطلقة وبالعودة إلى مجريات المباراة فإنها سارت في اتجاه واحد لصالح اتحاد العاصمة حيث سيطر طوال 90 دقيقة، ولم يتمكن لاعبو إتحاد الشاوية من الوصول إلى مرمى الحارس مروان عبدوني إلا بالتسديد من بعيد في لقطة الهدف الوحيد للفريق المنافس في ربع الساعة الأخير من الشوط الثاني، وما عدا ذلك فإن كل شيء سار كما خطط له المدرب سعدي على الرغم من البداية الصعبة لأن أصحاب الأرض فضلوا التمركز في منطقتهم وتخوفوا من تلقي هدف مبكر، لكن عندما سجل غازي الهدف الأول من ركلة جزاء تغيّر كل شيء وأصبح دزيري وزملاؤه يصولون ويجولون في الميدان. ضغط رهيب في المدرجات وما ميز اللقاء هو الحضور الجماهيري الغفير الذي غصّت به مدرجات ملعب أم البواقي وهو الأمر الذي لم يحدث منذ 5 سنوات مثلما أكده لنا أحد مناصري إتحاد الشاوية أي لما كان هذا الفريق ينشط في القسم الوطني الأول، لكن بما أن المنافس كان إتحاد العاصمة فالأمور اختلفت كثيرا مع أنصار الشاوية الذين فضلوا التنقل بكل قوة لتقديم الدعم لفريقهم وفرضوا على أشبال سعدي ضغطا رهيبا، لكن كل ذلك لم يؤثر إطلاقا في زملاء ريال الذين يملكون الخبرة الكافية التي تسمح له بتجاوز مثل هذه الأمور. حضور عليق حفّز اللاعبين كثيرا ولا يمكن أن نمر مرور الكرام على حضور رئيس اتحاد العاصمة عليق في ملعب أم البواقي ليكون إلى جانب لاعبيه، وكان هذا الحضور بمثابة مفاجأة للاعبين لأن عليق لم يتعوّد على الحضور في ملعب بولوغين لمتابعة مباريات فريقه إلا نادرا كما أنه لم يتنقل مع الفريق خارج العاصمة منذ قرابة ثلاث سنوات، وكان لتواجده في ملعب أم البواقي أثر إيجابي على معنويات اللاعبين الذين تحفّزوا أكثر. جلوسه في كرسي الإحتياط له عدة دلالات وما يؤكد أن عليق سافر إلى أم البواقي حتى يقدّم الدعم للاعبيه هو جلوسه لأول مرة منذ سنوات عديدة في كرسي الاحتياط، حيث تابع اللقاء بنوع من الترقب والتخوف خاصة من أرضية الميدان التي لم تكن في المستوى. غازي فتح الشهية ودحام ختمها أصبح وسط ميدان إتحاد العاصمة كريم غازي متخصصا في تنفيذ ركلات الجزاء وهو ما تأكد في لقاء إتحاد الشاوية، فبعد سقوط دزيري داخل منطقة العمليات وإعلان الحكم عاشوري عن ركلة جزاء لصالح أبناء “سوسطارة” تقدّم غازي ونفذ الركلة بإحكام وبذلك فتح الشهية لزملائه وسمح لهم بلعب بقية المباراة بأكثر راحة والدليل على ذلك السيطرة المطلقة التي فرضوها بعد الهدف الأول بدليل تسجيل هدفين آخرين عن طريق نيبي ودحام. نيبي يُسجّل أول أهدافه بألوان الإتحاد أخيرا زار المهاجم البوركينابي ألان نيبي الشباك وسجّل أول أهدافه بألوان إتحاد العاصمة في مباراته أمام إتحاد الشاوية، فقد بدا واضحا منذ بداية اللقاء أن نيبي سيقوم بالكثير من الأمور الإيجابية بفضل الجاهزية الكبيرة التي أظهرها خاصة من الناحية البدنية، وما كان ينقصه إلا بعض الثقة من طرف المدرب سعدي الذي منحه إياها في ملعب أم البواقي وهو ما سمح له بتسجيل هدف من شأنه أن يحرّره ويجعله يسجل أهدافا أخرى في المباريات المقبلة. ريال وزيدان لعبا بدون خطأ وكان محور دفاع إتحاد العاصمة في المستوى أمام إتحاد الشاوية وأظهر زيدان وريال استماتة كبيرة ووقف في وجه هجمات الفريق المنافس، وما عدا الهدف الذي سجّله لاعبو الشاوية من مخالفة اصطدمت بالقائم وجد بعدها المهاجم نفسه وجه لوجه مع الحارس فلم نسجل خطورة على مرمى الإتحاد بسبب تواجد زيدان الذي عاد بكل قوة ولعب بكل ارتياح إلى جانب المتألق ريال. سعيدون يتحسّن من مباراة إلى أخرى بعدما شارك لأول مرة منذ بداية الموسم في لقاء شبيبة بجاية في الشوط الثاني، منح المدرب سعدي لاعبه الشاب سعيدون الفرصة ليشارك من البداية في لقاء الكأس أمام الشاوية، ولم يخيّب اللاعب في أول ظهور له كأساسي ويبدو أنه يتحسن من مباراة إلى أخرى حيث ظهر بوجه مشرّف على الرغم من أرضية الميدان السيئة وحارب في الوسط إلى جانب كل من دزيري، غازي وسايح الذي بدأ يجد ضالته. أرضية الميدان سيّئة وسعدي تخوّف كثيرا من الإصابات وسجّلنا نقطة سوداء وحيدة في المباراة وهي أرضية الميدان التي لم تكن مناسبة لاحتضان تلك المباراة بحكم أن عشبها الطبيعي كان في وضعية كارثية وهو ما جعل عمال الملعب يسدون الفراغات الموجودة باستعمال الرمال، لهذا لم نتمكن من مشاهدة مباراة رفيعة المستوى من الجانبين لكن لحسن الحظ أن رفاق بن عيادة حققوا التأهل إلى الدور المقبل دون أن يتعرض أحدهم لإصابة وهو ما كان المدرب سعدي يتخوّف منه كثيرا لأنه سجل من قبل عدة غيابات للسبب نفسه. ------------ العودة إلى العاصمة جوّا بعد اللقاء مباشرة بعد انتهاء اللقاء الذي جرى في أم البواقي حزم أعضاء وفد إتحاد العاصمة أمتعتهم وتنقلوا إلى مدينة الخروب حيث تناولوا وجبة العشاء بفندق “قوس قزح“، قبل أن يتجه الجميع إلى مطار محمد بوضياف بقسنطينة للحاق بالرحلة التي كانت مبرمجة على العاشرة ليلا و10 دقائق، وهي الرحلة التي تخوّف منها اللاعبون خاصة بعد كل ما عانوا منه في رحلة الذهاب من ارتجاجات كثيرة بسبب الاضطرابات الجوية، لكن في رحلة العودة الأمور سارت على أحسن ما يرام ودامت الرحلة 45 دقيقة. العياطي أساسيا في لقاء العلمة سيكون الظهير الأيسر عمار العياطي أساسيا في لقاء الجولة المقبلة من البطولة في العلمة أمام المولودية المحلية السبت المقبل، فعلى الرغم من أن اللاعب على أتم الاستعداد منذ مدة إلا أن سعدي كان يفضل دائما عوامري للمشاركة في ذلك المنصب وهو أمر طبيعي بحكم المستوى المقبول الذي يقدمه اللاعب الثاني طيلة الموسم، وستكون الفرصة مواتية أمام العياطي لإبراز قدراته لأنه سيدخل من البداية بحكم أن عوامري معاقب بعد تلقيه الإنذار الثالث أمام إتحاد الشاوية. الإستئناف عشية اليوم بعد استفادة اللاعبين من راحة أمس سيكون استئناف التدريبات عشية اليوم في ملعب بولوغين ابتداء من الساعة الثالثة زوالا، وهي الحصة التي سيبدأ فيها التحضير الجدي للمباراة المقبلة أمام مولودية العلمة التي تعتبر صعبة بالنظر إلى الوضعية التي يوجد فيها الفريقان. ------------- عليق: “لم أتنقل مع التشكيلة منذ ثلاث سنوات والإتحاد كان بحاجة إلى هذا التأهل” مباشرة بعد فوز اتحاد العاصمة على اتحاد الشاوية وتأهله إلى الدور ثمن النهائي من كأس الجمهورية التقينا برئيس إتحاد العاصمة سعيد عليق في غرف تغيير الملابس لملعب أم البواقي وأخذنا انطباعاته عن التأهل وقبل ذلك سألناه عن السبب الذي جعله يتنقل إلى أم البواقي لمتابعة مباراة فريقه، حيث قال: “صحيح أنني لم أتنقل لمشاهدة فريقي خارج الديار منذ قرابة ثلاث سنوات نظرا لعدة أسباب منعتني من ذلك، لكنني فضلت التواجد في أم البواقي لأشهد تأهل الإتحاد إلى الدور المقبل الذي كنا بأمس الحاجة إليه في هذا الوقت بالذات، وكما تعلمون هذا أول فوز لنا خارج القواعد هذا الموسم ونتمنى أن نعود بكل قوة في ما تبقى من هذا الموسم سواء في البطولة أو الكأس”. “أشكر مسيّري الشاوية والسلطات المحلية على حفاوة الإستقبال” واستغل الرجل الأول في إتحاد العاصمة فرصة الحديث معنا للتنويه بحفاوة الاستقبال الذي حظي به الإتحاد سواء من مسيري اتحاد الشاوية أو السلطات المحلية الممثلة في الدرك الوطني بالإضافة إلى الأنصار الذي فرحوا كثيرا بقدوم فريق “سوسطارة“ إلى مدينتهم، وأضاف: “لا يمكنك أن تتصور مدى فرحتي بهذا الاستقبال الحار بالإضافة إلى التكريمات التي حظينا بها في أم البواقي، وهو ما يؤكد على أن أبناء هذه المنطقة كرماء بالإضافة إلى طيبتهم التي أحرجتنا كثيرا، وما شاهدناه اليوم هي الرسالة الحقيقية لكرة القدم أي أنها أخلاق قبل كل شيء ويجب أن تسير الأمر هكذا في كل ملاعبنا”. “تأهلنا كان منطقيا إلى أبعد الحدود” وبالعودة إلى مجريات اللقاء والتأهل الذي حققه فريقه على حساب إتحاد الشاوية قال محدثنا: “أعتقد أن تأهلنا كان منطقيا ولم نترك مجالا لعامل المفاجأة وحققنا الفوز الذي يعتبر مهما كثيرا كما قلت لك، وعلينا الآن التفكير أكثر فيما هو قادم لأنه الأصعب بالنسبة لنا وعلينا أن نكون في الموعد حتى نحقق الأهداف التي سطّرناها هذا الموسم”. “الأرضية أزعجتنا كثيرا وتخوّفت من الإصابات” وعرّج محدثنا على نقطة أزعجته كثيرا في ذلك اللقاء ويتعلق الأمر بأرضية الميدان التي لم تسمح للفريقين –حسبه- بتقديم مستوى أحسن من ذلك أظهراه، حيث قال: “صحيح أنّ القرعة وضعتنا في ملعب أم البواقي الذي لم يساعد الفريق المستضيف لأنه تعوّد على الاستضافة في ملعب زرداني حسونة المعشوشب اصطناعيا ولا حتى نحن بحكم أرضيته المتدهورة التي أزعجتنا كثيرا ولم تسمح لاعبي فريقي بإظهار مستواهم الحقيقي، وأنا شخصيا خفت كثيرا عليهم من الإصابات لأن ذلك النوع من الأرضيات يسبب إصابات كثيرة ومن حسن حظنا أننا عدنا غانمين بالتأهل وبدون إصابات”. “لست راضيا عن الأداء، لكن التأهل هو الأهم“ ولم يكن رئيس الإتحاد راضيا عن الوجه الذي ظهر به أشبال المدرب سعدي لأنهم رغم كل شيء لعبوا أمام فريق من قسم ما بين الرابطات وقال في هذا الصدد: “أعترف بأن مردود اللاعبين لم يكن عاليا لكنهم حققوا الفوز بنتيجة مريحة، وفي مثل هذه المنافسات المهم هو تحقيق التأهل بأي طريقة، لكن كلامي هذا لا يعني أنني راض عما قدموه وعليهم أن يراجعوا حساباتهم لأن ما ينتظرنا لن يكون سهلا كما يعتقدون”. “هذا التأهل سيُفيدنا كثيرا من الناحية المعنوية في البطولة” ولم يخف الرجل الأول في إتحاد العاصمة فرحته بهذا التأهل الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الأمور داخل البيت العاصمي خاصة فيما تبقى من مشوار البطولة، وصرّح: “هذا التأهل سيفيدنا كثيرا من الناحية المعنوية في البطولة وأعتقد أن اللاعبين فهموا الدرس لأن النتائج الإيجابية هي التي تعيد الأمور إلى مجاريها داخل الفريق، وهو ما سنتأكد منه في المباريات المقبلة سواء في البطولة أو في الكأس”. “لاعبو الشاوية أعجبوني كثيرا ولا يستحقون الوضعية التي يوجدون فيها” وفي الأخير أثنى عليق على مردود لاعبي إتحاد الشاوية وقال: “أعجبت كثيرا بلاعبي إتحاد الشاوية الذين أظهروا عدة أمور إيجابية خاصة من الناحية الفردية، فهناك لاعبون يملكون مهارات يجب عليهم تطويرها حتى يكونوا في المستوى ،وفيما يخص الفريق ككل فإنه لا يستحق التواجد في الوضعية التي يوجد عليها وعلى المسؤولين النهوض به لأنه فريق عريق ويستحق التواجد دائما في القسم الأول مع الكبار”.