تفصلنا أربعة أيام فقط عن اللقاء المقبل لأصحاب الزي الأحمر والأسود الذي سيكون في البليدة عند مواجهة الإتحاد المحلي في مباراة نارية لحساب الجولة 28 من بطولة هذا الموسم، وهي المقابلة التي يعوّل عليها كثيرا المدرب سعدي لتأكيد الاستفاقة الأخيرة لفريقه الذي تنفس الصعداء بعد فوزه على إتحاد عنابة ووفاق سطيف على التوالي... ما رفع رصيد إتحاد العاصمة إلى 39 نقطة وبفارق ثلاث نقاط فقط عن صاحب المرتبة الثالثة، الأمر الذي أعاد الروح من جديد للمجموعة بعدما فقدت الأمل من قبل إثر الإقصاء المرّ في الكأس أمام الجار مولودية الجزائر وبعدها الخسارة للمرة الثانية على التوالي أمام المنافس نفسه في البطولة وفي ظرف أسبوع واحد، ما أدخل الشك إلى نفوس اللاعبين، وهي الإخفاقات التي كادت تعصف بالمدرب سعدي لولا تدخل بعض الأطراف لإبقائه بعد تأكد رئيس الفريق أن المشكل لا يكمن في المدرب بل في نواحي أخرى. التركيز كله منصب على هذه المواجهة وما وقفنا عليه من خلال تدريبات الفريق هو الصرامة والجدية في العمل، بالإضافة إلى أن الجميع واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه بحكم أن اللاعبين لا يفكرون إلا في التنقل إلى البليدة ومحاولة تحقيق نتيجة إيجابية على الرغم من أن المأمورية لن تكون سهلة أمام منافس يعيش وضعية صعبة للغاية في المراتب الأخيرة ويريد التنفس بنقاط فريق سوسطارة. وبعد التقرب من بعض لاعبي إتحاد العاصمة، أكدوا لنا أنهم لا يخشون أي شيء لأنهم هزموا وفاق سطيف بالنتيجة والأداء ولم يحن الوقت بعد للاستسلام لأن أي تعثر في البليدة يعيد الفريق إلى نقطة الصفر من جديد وهو ما يخشاه الجميع بالإضافة إلى التخوف من ظهور المشاكل مرة أخرى. رغم النقائص إلا أن الحلول موجودة على الرغم من أن الحصص التدريبية تجري ببعض النقائص نظرا لغياب كل من ريال وخوالد المتواجدين مع المنتخب الوطني للمحليين الذي كان في ليبيا أين أجرى مباراة العودة من التصفيات وتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للمحليين، بالإضافة إلى الإصابات التي يعاني منها غازي، وكذا دزيري الذي يتدرب على انفراد دون أن ننسى بن شعبان فيما استأنف كل من سعيدون وبن عيادة التدريبات بصفة عادية إلى جانب العياطي ما يعني أن الحلول موجودة أمام سعدي لتحضير المجموعة كما ينبغي لمباراة البليدة هذا السبت، حيث ستكون له عدة خيارات لوضع التشكيلة الأساسية. نحو الاعتماد على التشكيلة التي هزمت سطيف وكما أشرنا إليه من قبل، فإن سعدي يعوّل كثيرا على التشكيلة التي شاركت في اللقاء الأخير لفريقه أمام وفاق سطيف. ففي حراسة المرمى، سيعتمد دون شك على عبدوني الذي يوجد في أحسن أحواله على الرغم من أنه تغيّب عن بعض الحصص التدريبية الأسبوع المنصرم، أما في الدفاع فسيعتمد على كل من الثنائي شكلام - ريال في المحور بالإضافة إلى خوالد على الجهة اليمنى، فيما سيكون الخيار صعبا على الجهة اليسرى بين عوامري والعياطي خاصة بعد تألق العياطي في المباراة السابقة. وعن وسط الميدان فالأمور واضحة بالنظر إلى الجاهزية التي يوجد عليها آيت واعمر، سعيدون، سايح واللاعب الشاب طاتام، إلا أن سعدي قد يجري بعض التغييرات بعد تألق بعض الأسماء في مباراة بلوزداد. وفي الخط الأمامي فقد صارت مكانة الثنائي حميدي - دحام مفروغا منها على الرغم من أن دحام يعاني من بعض الآلام لكنه سيكون جاهزا للقاء المقبل. فترة الراحة كانت لشحن البطاريات كان سعدي يمني نفسه بألا تكون هناك فترة راحة في الأيام القليلة الماضية حتى يواصل فريقه على النسق التصاعدي ومواصلة سلسلة الانتصارات والنتائج الإيجابية، لكنه وجد في الفترة التي توقفت فيها البطولة الكثير من النقاط الإيجابية بحكم أنه منح لاعبيه أربعة أيام للراحة حتى يستعيدوا الأنفاس بالإضافة إلى شحن البطاريات من جديد واستعادة بعض المصابين، على غرار سعيدون الذي كان يعاني من بعض الآلام على مستوى الظهر لكن بعد إجرائه للفحوص تأكد أنه قادر على المشاركة دون مشكل في اللقاء المقبل لفريقه أمام إتحاد البليدة والأمر نفسه فيما يخص كل من بن عيادة ودحام. مباراة بلوزداد رفعت المعنويات كثيرا استغل الطاقم الفني لإتحاد العاصمة فترة توقف البطولة لإجراء مباراة ودية تحضيرية صبيحة الخميس الفارط أمام شباب بلوزداد، وهي المباراة التي انتهت لصالح أصحاب الزي الأحمر والأسود برباعية كاملة مقابل هدف وشهدت تألق بعض العناصر على غرار عناني وأوزناجي بالإضافة إلى المهاجم البوركينابي آلان نيبيي. وقد كانت هذه المواجهة مفيدة للغاية -حسب سعدي- خاصة من الناحية النفسية حيث رفعت معنويات اللاعبين كثيرا وجعلتهم يكتسبون ثقة إضافية من شأنها أن تساعدهم في المباريات المقبلة والبداية بلقاء البليدة الذي يعتبر منعرجا هاما لمواصلة المشوار، حيث ستتضح إمكانية اللعب على المرتبة الرابعة أو الخامسة من عدمها. عناني من حسن إلى أحسن أثار اللاعب حمزة عناني انتباه الكثيرين في اللقاء الودي الذي جمع فريقه أمام الجار شباب بلوزداد بفضل المردود الطيب الذي كشف عنه وتحركاته العديدة في الخط الأمامي، ما جعل سعدي يفكر مليا في إمكانية إقحامه مع التشكيلة الأساسية في المباريات المقبلة لأنه لم يشارك إلا في بضع دقائق مؤخرا، ولا يزال اللاعب ينتظر بفارغ الصبر هذه الفرصة للبروز مثلما أكده لنا (أنظر الحوار)، وهو الذي يقوم بعمل شاق في التدريبات حتى تمكن من استعادة كامل لياقته بحكم أنه يعاني من نقص المنافسة حيث لم يلعب طيلة مرحلة الذهاب قبل أن يلتحق بصفوف أصحاب الزي الأحمر والأسود في فترة “الميركاتو” الأخيرة إلى جانب زميله حموم الذي لا يزال يتدرب بانتظام وينتظر فرصته للمشاركة هو الآخر. ---------------------------------------------------- عناني: “وجدت معالمي في الاتحاد وأنتظر فرصتي للبروز” كيف تجري تحضيراتكم؟ على أحسن ما يرام، بحيث أن المعنويات مرتفعة والتدريبات تجري في حماس، ما يبشر بالخير قبل المباريات السبع التي تنتظرنا. وكيف قضيتم الفترة التي توقفت فيها البطولة؟ لقد استفدنا من بعض الأيام للراحة، ثم استأنفنا التحضيرات الأسبوع الفارط بكل جدية، حيث أجرينا لقاء وديا أمام شباب بلوزداد يوم الخميس. على ذكر ذلك اللقاء، كيف كان بالنسبة لكم؟ لقد كان مفيدا من كل النواحي، حيث أبقى اللاعبين في جو المنافسة بالإضافة إلى منح الفرصة لأولئك الذين لا يشاركون بانتظام مثلي. لقد كنت من بين أحسن العناصر في ذلك اللقاء بشهادة مدربك، ما قولك؟ هذا شرف لي، فأنا لم أقم إلا بواجبي حينها وأكدت على أنني استعدت كامل لياقتي، كما أن ما قمت به أمام بلوزداد حفزني كثيرا لأنه أعاد لي الثقة في النفس، في انتظار التأكيد على ذلك في المباريات الرسمية. ألست قلقا بما أنك لا تلعب بانتظام؟ لا، إطلاقا، لست قلقا فيكفيني شرفا أنني في فريق عريق من حجم اتحاد العاصمة ومع مدرب قدير يمنح الفرصة للجميع، ما عليّ إلا مواصلة العمل كي أكون عند حسن ظنه لما يعتمد عليّ إن شاء الله. كيف ترى اللقاء المقبل أمام اتحاد البليدة؟ صعبا مثله مثل بقية المباريات، لكن سنسعى لتحقيق نتيجة إيجابية هناك تؤكد عودتنا القوية. وعن بقية المشوار، كيف تراه؟ ما يهمنا الآن هو لقاء البليدة الذي نسعى فيه لتفادي الخسارة حتى لا نعود إلى نقطة الصفر، أما بعد ذلك فسنسير المباريات واحدة بواحدة ونعمل على تحقيق أكبر عدد ممكن من النتائج الإيجابية حتى نحتل مرتبة ضمن الأوائل. ---------------------------------------- سعيدون جاهز للقاء البليدة سيكون اللاعب الشاب سعيدون على أتم الاستعداد للقاء اتحاد البليدة هذا السبت بعدما اندمج في المجموعة خلال حصة الاستئناف صبيحة أمس، وهو الذي كان يعاني من بعض الآلام على مستوى الظهر إثر سقوط خاطئ في اللقاء الأخير أمام وفاق سطيف، ولكن بعدما أجرى الفحوص تأكد من أنه لا يعاني من أي إصابة خطيرة. ريال وخوالد سيلتحقان اليوم بعدما عادا أمس إلى أرض الوطن من ليبيا أمس، سيندمج ريال وخوالد مع المجموعة ابتداء من حصة اليوم في بولوغين، ليشرعا بذلك في التحضير الجاد للقاء باتنة، ويبدو أن سعدي محظوظ بالنظر إلى أن خوالد وريال لم يشاركا في لقاء ليبيا ولا يعانيان بذلك من الإرهاق. ---------------------------------------- سياسة تشبيب الفريق في خطر يحلم اتحاد العاصمة بإنهاء الموسم في أحد المراكز المؤهلة لمنافسة دولية الموسم المقبل، وهو ما يتعارض وسياسة الفريق المتبعة في الآونة الأخيرة والرامية إلى تجديده بلاعبين شبان ومنح الفرص للعناصر الصاعدة قبل نهاية الموسم استعدادا للموسم المقبل، هذا الكلام كان بعد خروج الاتحاد من منافسة الكأس أمام الجار مولودية الجزائر، لكن الآن وبعد الفوزين الأخيرين تغيّرت المعطيات وتنتظره لقاءات قد تؤهله لأن يمثل الجزائر في إحدى المنافسات القارية، ولذا فإن الإدارة تفكر في التشاور مع الطاقم الفني لإيجاد الطريقة المثلى التي تحقق للفريق هدفه، حيث تطلب من المدرب سعدي إشراك اللاعبين الأكثر خبرة حتى يحصدوا أكبر عدد من النقاط. الضغط سيزداد والبداية بمباراة البليدة ويرى الذين يريدون من الاتحاد احتلال إحدى المراتب الأولى نهاية الموسم أن يعتمد سعدي على اللاعبين الأكثر خبرة، لأنهم يتحملون الضغط مقارنة بالشبان لأن كل المباريات المتبقية ستكون تحت ضغط شديد، وبداية الضغط سيكون السبت المقبل في لقاء الجولة 28 أمام اتحاد البليدة، وبما أن المنافس يوجد في المنطقة الحمراء فإنه سيفرض كل أنواع الضغط على النادي العاصمي حتى يظفر بثلاث نقاط تكون بصيص أمل في ضمان البقاء، وهو ما قد لا يتحمله اللاعبون الشبان. الهزيمة في البليدة تعني ازدياد الأمور صعوبة وإذا انهزم أبناء سوسطارة في اللقاء المقبل فإن حلم إنهاء الموسم مع الأوائل سيكون أصعب، خاصة أن بعض الفرق تلعب مباريات سهلة على ميادينها وستستغل الفرصة لكي يتسع الفارق عن الملاحقين، وعلى ضوء هذه المعطيات فإن الشبان في نظر بعض المقربين من الفريق لا يمكنهم تحقيق التعادل على الأقل في البليدة، فيما يرى آخرون أن تحقيق ذلك ممكن جدا، لأنهم سيلعبون دون ضغط مقارنة بلاعبي المنافس. سعدي في حيرة وقد يغامر بالشبان وإذا كان رأي بعض المقربين من بيت الاتحاد هو اللجوء إلى أصحاب الخبرة للظفر بأكبر عدد من النقاط، فإن المدرب سعدي قد لا يشاطرهم الرأي لأن الفريق في وضعية تسمح له بمواصلة المشوار دون الاعتماد على ذوي التجربة، بدليل المستوى الذي ظهر به الشبان أمام عنابةوسطيف حيث أطاحوا بمنافسين من المرشحين للعب الأدوار الأولى. تألق زيدان وأوزناجي، وعودة غازي ودزيري تضعه في ورطة رأي هؤلاء المعارضين لفكرة مشاركة الشبان بشكل مؤقت لم تأت من العدم، بل بعد تألق المهاجم نوري أوزناجي والمدافع محمد أمين زيدان في اللقاء الودي أمام شباب بلوزداد الخميس الماضي في بولوغين، ويريدون الحصول على فرص فيما تبقى من المشوار، وفي عودة المخضرمين بلال دزيري وكريم غازي المصابين وبما أنهما ركيزتان أساسيتان فإن التضحية بالشبان ممكن جدا، ولذا فالمدرب سعدي في وضعية لا يحسد عليها لأن التغيير قد لا يكون في محله، وقد تكون النتيجة اشتداد الضغط عليه في حال التعثر. التشكيلة التي كسبت ست نقاط لا يمكن تغييرها، لكن... عملا بمبدأ التشكيلة التي تفوز لا تتغير، فإن الاتحاد مرشح للعب بأكبر عدد من الشبان في اللقاء المقبل، مثلما حدث في لقاءي الوفاق واتحاد عنابة مؤخرا، ولكن الكلمة الأخيرة ستعود إلى المدرب سعدي الذي سيحاول التوفيق بين الأمرين حتى لا يضع نفسه في حرج، فإبعاد غازي ودزيري قد يدفع المتتبعين للقول إنه رفض إشراكهما حتى يسهل المهمة لاتحاد البليدة وينقذه من السقوط، كما أن إقحامهما قد يخلط حساباته من جديد لأن التشكيلة التي حققت ست نقاط في ظرف أربعة أيام تريد المواصلة. ----------------------------------------- توقف عن التدريبات مجددا... هل هي نهاية الموسم بالنسبة لعشيو؟ يواصل اللاعب الدولي السابق حسين عشيو الغياب عن التدريبات، حيث لا يزال يعاني من الإصابة التي تعرض لها نهاية مرحلة الذهاب في أسفل الظهر، وكان اللاعب يظن أن فترة العلاج لن تطول، غير أنه قد لا يتمكن من العودة قبل نهاية الموسم الحالي. إصابة بليغة ثم عملية جراحية الإصابة لم تكن تبدو بليغة في الوهلة الأولى، حيث سافر اللاعب في سرية تامة إلى فرنسا أين أجرى عملية جراحية ناجحة، ثم عاد إلى الجزائر قبل أن يعود من جديد إلى فرنسا من أجل عملية التأهيل الوظيفي، وهو الأمر الذي جعله يظن أن الإصابة ستشفى في منتصف مرحلة الإياب، ومن ثم يكون قادرا على العودة إلى المستطيل الأخضر، لكنه لم يشف نهائيا من تلك العملية الجراحية وهو دليل على أن الإصابة كانت تحتاج إلى وقت أطول. تسرّع في العودة فتعقدت الإصابة ويتذكر الجميع أن عشيو كان قد استأنف التدريبات على انفراد قبل لقاء “الداربي” في الكأس أمام الجار مولودية الجزائر، وبما أن المباراة استهوت الجميع فإن اللاعب أراد الرد على هزيمة 2006 في النهائي، وراح يحضّر نفسه من أجل التواجد على الأقل ضمن قائمة ال 18 المستدعاة ل “الداربي”، لكن المدرب سعدي رفض الفكرة لأنه كان على علم بأنه غير جاهز، وبطبيعة الحال سار عشيو على الطريق الذي سار فيه اللاعب يسعد بورحلي في مرحلة الذهاب لما عاد من فرنسا مباشرة وشارك في “الداربي”، وهو ما استخلصه سعدي كدرس فرفض المغامر بعشيو في العودة، ولكن اللاعب واصل التدريبات على انفراد قبل أن تعاوده الآلام ويتبين أنه تسرع في العودة فكاد يدفع الثمن غاليا، ولو لا طبيب الفريق الذي نصحه بالركون إلى الراحة مجددا لكانت الوضعية أكثر تعقيدا مما هي عليه الآن. يسابق الزمن كي يلعب بعض لقاءات نهاية الموسم ويواصل اللاعب العلاج من الإصابة على أمل أن يكون جاهزا قبل نهاية الموسم، فهو يريد على الأقل العودة إلى المنافسة في لقاءين أو ثلاثة قبل نهاية الموسم، حيث كان يأمل في إظهار مستوى يؤهله للتألق مع ناديه ولم لا لفت انتباه المدرب الوطني للمحليين عبد الحق بن شيخة، لكن الإصابة حرمته من تقمص الألوان الوطنية من جديد. انتظار الموسم الجديد قد يكون أفضل من المخاطرة وتعتبر العودة إلى الملاعب قبل نهاية الموسم الحالي مخاطرة جديدة من اللاعب قد يندم عليها، فالاتحاد لا يلعب على أهداف كبيرة حتى يتسرع اللاعب في العودة، لذا فمن الطبيعي أن ينصحه الكثير بضرورة انتظار الموسم الجديد.