أكيد أنك محبط عقب فشلكم في إحراز الفوز أمام تانزانيا الجمعة الماضي، أليس كذلك؟ قبل كل شيء أؤكد أنها ليست خسارة، ومع هذا فإن هذا التعادل لا يساعدنا حسابيا. ولكن علينا الوقوف عند المجهودات الكبيرة التي بدلناها طيلة ال90 دقيقة خاصة في الشوط الثاني، الذي لم نتمكن من إحراز هدف الفوز فيه. وأعتقد أننا افتقدنا في هذه المباراة الفعالية، وفي الهجوم وكانت تنقصنا القليل من الحظ وإلا كنا سوف نسجل بكل سهولة على منتخب تانزانيا، الذي كانت له فرصة واحدة وظلّ يدافع طيلة المباراة ويعتمد على الهجمات المعاكسة. كسف تفسّر نتيجة التعادل؟ كما قلت لك، عكس منافسنا الذي كان محظوظا كلّ الحظ في فرصة وحيدة أتيحت له في المباراة وسجلها، في وقت كانت لنا العديد من الفرص لم نتمكن من استغلالها. وليس من السهل أن تلعب في رمضان وتسترجع إمكاناتك عقب يوم كامل من الصيام. وأعطيك مثالا حول منتخبات تونس المغرب، مصر ومالي الذين تعثروا في عقر دارهم. وبقراءة لهذه النتائج يمكن القول إننا لم نكن سيّئين الجمعة الماضي، فلقد كانت لدينا فرص بالجملة. وأعيد مرّة أخرى أن الفعالية الضرورية للفوز في المباراة خانتنا. ألا ترى أن التعادل الذي فُرض على المغرب في الرباط بعث حظوظ “الخضر“ من جديد؟ أكيد، يجب أن نعترف أن التعادل الذي فرض على المغرب يساعدنا كثيرا وجعلنا بنفس الرصيد من النقاط مع بقية فرق المجموعة. صحيح الفوز كان يمنحنا أكثر ثقة في المعنويات، ولكن ما حدث قد حدث وعلينا الآن أن نفكر كيف نعوّض تخلفنا من خلال البحث عن الفوز خارج القواعد. المنافسة ستكون شديدة مع المغاربة؟ مع هذا التعثر الذي فرض عليهم في ملعبهم ستبعث المنافسة بيننا من جديد، وهذه النتيجة خفّفت الضغط عنا عقب تعادلنا أمام تانزانيا. كيف ترى المنتخب المغربي؟ لم أر مباراة المنتخب المغربي الأخيرة، ولكن من الواضح أن المغرب يملك فريقا جيدا ويجب علينا أن نحترمه. ولكن في الوقت الحالي لا أريد أن أتحدث أو نفكر كثيرا في هذه المباراة التي تبقى في نظري “داربي“، لأنه لدينا مباراة مهمة جدا تنتظرنا ويجب التحضير لها بشكل جيد في شهر أكتوبر القادم، وذلك بتنقلنا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى. والأمر الأكيد هو أننا سنبذل قصارى جهدنا لمحو التعثر الذي لحق بنا على قواعدنا أمام تنزانيا، كما أتمنى أن يبقى الجميع مركزا على هدف واحد وهو إفريقيا الوسطى وتجنّب التفكير في مباراة المغرب من الآن، لأن لقاء المغرب لا يقلّ أهمية عن مباراة إفريقيا الوسطى. بعد المباراة الجيدة التي قدمتها أمام الغابون، كيف تقيّم أداءك هذه المرة لما عوضت حليش في لقاء تنزانيا؟ أعتقد بكل تواضع أنني قمت بالمهمة التي أوكلها لي المدرب على أكمل وجه، كما كنت أتمنى أن أساهم في نجاح المنتخب والفوز على تنزانيا، ولكن للأسف لم تتح لي الفرصة خلال هذا الشوط الثاني الذي لعبته، لأثبت قوتي ورغبتي الشديدة لتقديم أفضل ما لدي وتغيير النتيجة. ما تعليقك على استقالة المدرب الوطني رابح سعدان؟ أولا، يجب أن أقول إن قرار استقالة المدرب الوطني رابح سعدان هو قرار شخصي يتعلق إلا بالمدرب، هذا المدرب قام بعمل كبير، فأنا شخصيا أكن كلّ له التقدير والاحترام ، خاصة أنه شرّفني بحمل ألوان المنتخب الوطني، والمنافسة للمرّة الأولى في نهائيات كأس العالم، وهذا كله يبقى شرفا كبيرا لن أنساه. ألا ترى أن المجموعة ستتأثر برحيل سعدان؟ اعتقد أنه قرار صعب ومؤسف، والأمر الأكيد هو أننا سنعمل جاهدين للتعامل مع الموقف بكل حكمة وبخبرتنا في مثل هذه المواقف الصعبة، لأنه ليس من السهل أن تبقى مع مدرب وتتعوّد على طريقة عمله وبعدها تتغيّر عليك المعطيات وتجد نفسك تعمل وتبرهن من جديد. على كل هذا الأمر يمكننا كلاعبين محترفين أن نسيّره بشكل جيد، فأنا شخصيا عشت رحيل ثلاثة مدربين في موسم واحد، لذلك علينا أن نفهم أن هذا المسلسل من الاستقالات والرحيل هو جزء من حياة لاعب. هناك شيء واحد مؤكد يتمثل في أننا كلاعبين وممثلين لألوان منتخب بلادنا، سنعمل كل ما في وسعنا ونسهّل مهمة المدرب الجديد الذي سيخلف سعدان. من المتوقع أن يخلفه مدرب المنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة، هل تعرفه؟ المدرب عبد الحق بن شيخة هو شخص تتحدّث عنه إنجازاته وسمعته، ففي نظري هو أو مدرب آخر لن يسبّب للاعب أيّ مشكلة، بالنسبة للاعب يبحث عن البروز وتأكيد قوته، فالمدرب يبحث عن لاعبين يملكون المنافسة والكفاءة مع أنديتهم، وعن طريق هذا يمكن كسب ثقة المدرب، كما أننا كلاعبين دوليين لا يجب أن تقتصر مهمتنا على الوفاء بالتزاماتنا تجاه المنتخب بالحضور في الوقت وأمور كهذه، بل يجب العمل والاجتهاد من أجل تشريف ألوان بلادنا، ولهذا يتعيّن علينا مضاعفة العمل والتعب في البطولة لنشرّف ثقته بنا ونشرّف وطننا الجزائر. هل أنتم قادرون على تصحيح تعثركم أمام تنزانيا وبعث الأمل في التأهل؟ هذا أمر طبيعي، فجميعنا واع بما ينتظره ومستعدّ لرفع التحدي مع أي مدرب سيقع عليه الاختيار، كما علينا كلاعبين أن نعمل كل ما في وسعنا لنحافظ على الصورة القوية وترشيحنا للتأهل على رأس المجموعة، كما نطمح أيضا إلى تقديم صورة قوية وجميلة لأنصارنا ننزع عنهم الحزن وما خلفه تعثرنا السابق أمام تنزانيا. كلمة أخيرة للجمهور القلق على مستقبل هذا المنتخب؟ قلت لعدد كبير ممن التقي بهم في فرنسا إنه لا يجب الخوف من أي شيء، فالجزائر سترفع رأسها، ونحن نعرف كيفية العودة وضمان التأهل مباشرة، وهذا هو هدفنا ودافعنا الوحيد هذه الأيام لنحققه، وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل بلوغه.