بالرغم من أن المسؤول الأول عن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، فكر في بن شيخة لتولي زمام العارضة الفنية ل"الخضر" مباشرة بعد استقالة سعدان، إلا أنّ الجينرال لم يوافق مباشرة وطلب مهلة قصيرة للتفكير قبل منح موافقته والشروع في مهامه، حيث وبالرغم من أنّ هذا المنصب يحسده عليه الكثير من المدربين والتقنيين الجزائريين، إلا أنه لم يتردد في إملاء شروطه نظير القبول، والتي من أهمها أن تكون له الصلاحيات اللازمة التي تسمح له بأداء دوره وواجبه على أحسن وجه، ناهيك على أنه طالب بالعمل مع طاقمه الفني ومع الأشخاص الذين يثق فيهم، لكن الظاهر أن روراوة خطط جيدا قبل أن يفكر في بن شيخة، حيث حد من صلاحياته ومنحه الفرصة في ظروف عصيبة ويريده مدربا مؤقتا فقط للمنتخب الوطني، حيث قالت مصادرنا أنه سيمنعه من الإقدام على استدعاء أي لاعب جديد أو إبعاد من يراهم أنهم غير جديرين بحمل ألوان المنتخب، مما يعني أن دوره في الفترة المؤقتة التي سيشرف فيها على الخضر سيكون شكليا، وأن "الفاف" تريده كعجلة إنقاذ فقط إلى غاية إيجاد المدرب الأجنبي الذي سيتولى مهمة الإشراف على العارضة الفنية. بن شيخة متردد وروراوة يضيق عليه الخناق مما لا شك فيه أن مهمة الإشراف على المنتخب الوطني هي مهمة مقدسة، يتمناها كل المدربين بل ويحلمون بها، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يرفضوا مهمات كهذه، لكن ما يحدث مع بن شيخة في هذه الظروف معقد نوعا ما أو بالأحرى حالة خاصة، فالجينرال لم يرد بصراحة على عرض روراوة وظهر عليه تردد كبير، في حين أن روراوة يضيق عليه الخناق ويحاول الحد من صلاحياته ليكون بذلك دوره على رأس العارضة الفنية ل"الخضر" إذا قبل شكليا إلى أبعد الحدود، علما أنه هو من سيتولى قيادة سفينة الخضر إذا وافق في مباراة إفريقيا الوسطى نهاية شهر أكتوبر المقبل. اللاعبون المحليون يعلقون آمالا كبيرة على الجينرال فضلا عن هذا، يعلق كل اللاعبين المحليين الذين يملكون من الإمكانات ما يؤهلهم لمنح لتقمص ألوان المنتخب الوطني آمالا كبيرة على المدرب عبد الحق بن شيخة، الذي يعرف اللاعبين الجزائريين جيدا ويثق فيهم، سيما وأنه سيقود المحليين إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المزمع إجراؤها جانفي المقبل بالسودان، لكن ما لا شك فيه أنه في ظل الشروط والمعوقات التي وضعها روراوة لبن شيخة نظير منحه فرصة الإشراف على محاربي الصحراء ستحد حتما من حرياته ولن يقدر على بلوغ أهدافه المنشودة. كل شيء متوقف على نتيجة الخضر في إفريقيا الوسطى وفي حال توصل الرئيس روراوة على أرضية اتفاق نهائية مع بن شيخة وأقنعه بالإشراف على الخضر في الفترة المؤقتة، أي بقيادة رفقاء زياني في المواجهة الرسمية الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية أمام منتخب إفريقيا الوسطي، الذي صنع المفاجأة بتمكنه من فرض التعادل أمام المنتخب المغربي الشقيق في المباراة الأولى والذي أثبت أنه منتخب لا يستهان به، وعموما كل شيء بالنسبة لمصير بقاء بن شيخة على رأس العارضة الفنية سيتوقف على هذه المواجهة ونتيجتها ستمكنه من إحداث "الديكليك" قد يشفع له ويسمح له بالبقاء على رأس المنتخب.