لا يزال اللقاء الذي جرى السبت الماضي بين اتحاد العاصمة وضيفه وفاق سطيف يصنع الحدث ليس من حيث النتيجة، بل من حيث الحضور الجماهيري الكبير الذي خرج خائبا بعد أن عجز أصحاب الزي الأحمر والأسود الحفاظ على نظافة شباكهم، وهو ما تسبب في هزيمة هي الأولى للاتحاد على أرضه مع الوفاق منذ ما يفوق عقدا من الزمن. والشيء اللافت هو حضور المالك الجديد للنادي علي حداد.. الذي يحضر لأول مرة لقاء بشكل رسمي، وبصفته المسؤول الأول عن شركة اتحاد العاصمة كان ينتظر استقبالا جماهيريا كبيرا، لأنه أصبح يملك الجزء الأكبر من أسهم النادي، وهو الأمر الذي يؤهّله لكي يبدأ في حصد اهتمام الجماهير، لكن الرئيس السابق والمدير العام الحالي للنادي سعيد عليق خطف منه الأضواء وجعله في وضعية لا يُحسد عليها، لأنه لم يكن ينتظر أن يكون ل عليق كل هذا الاهتمام بعدما باع النادي. وقفة الأنصار مع عليق أدهشت حداد وكان الأنصار قد خصّصوا استقبالا جماهيريا كبيرا ل عليق، فمباشرة بعد دخوله وقف الجميع وقفة رجل واحد مردّدين الشعار الشهير “جيش شعب.. معاك يا عليق”، وهو الأمر الذي شاهده حداد بأم عينيه من على المنصة الشرفية التي كان قد سبقه إليها. فعليق دخل عشر دقائق فقط قبل انطلاق المباراة، أي في الوقت الذي كان الملعب ممتلئا عن آخره، أما حداد فكان دخل قبل ذلك بوقت كبير، وهو ما خلق الفرق في الاستقبال. معارضو عليق نقلوا معلومات خاطئة لحداد وكان عدد من معارضي الرئيس عليق نقلوا معلومات كثيرة لرئيس مجلس الإدارة علي حداد عن الرئيس السابق، وأكدوا له أن الجمهور لم يعد يرضى بعليق رئيسا وأن شعبيته تناقصت في الآونة الأخيرة، وهو ما جعل حداد يظنّ أن الطريق ممهّدا لكي يصبح هو صاحب الشعبية الأكبر في أحد أعرق الأندية العاصمية والجزائرية ككل، لكنه تفاجأ بالعكس تماما عن أن عليق لا يزال يحظى باحترام الجميع رغم أخطائه الكثيرة في التسيير، خاصة في السنوات الأخيرة أين عجز عن حصد أي لقب. لذا راح الواقع يبيّن ل حداد أن ما بناه في شهرين من الزمن انهار في لمح البصر. حداد اكتشف الحقيقة وبما أن معارضي عليق كانوا في الملعب، وتابعوا ما تابعه حداد وكلّ الحضور حول الاستقبال الكبير، فإنهم وجدوا أنفسهم في حرج كبير تجاه المالك الجديد للنادي، فكلّ ما نقلوه في الأسابيع الماضية من معلومات تنافي الواقع تماما، فهم كانوا يحضّرون لإبعاد عليق بطريقة غير مباشرة وهذا بخلق خلاف بين الرجلين، لكن ما حدث فعلا لم يكن يخطر على بال أحد، وخاصة حداد الذي عرف حقيقة الأمر، وأن المحيطين به كانوا ينقلون له معلومات لا علاقة لها بالواقع. لم يجلس مع عليق في البداية وتابع الجميع أن حداد بصفته مالك النادي، وعليق بصفته المدير العام للشركة لم يدخلا الملعب مع بعض، ولم يصعدا معا إلى المنصة الشرفية، وهذا ما يجعل المجال للتأويلات مفتوحا على مصراعيه، ومن ثم يمكن القول إن الكثير من المتتبعين تأكدوا أن الخلاف بين الرجلين أكبر مما يظنون، والأكثر من كل هذا أن عليق جلس بعيدا عن حداد، بقصد أو بدون قصد. إلا أن المشرفين على المنصة الشرفية تفطنوا للأمر وطلبوا من أحد مقرّبي حداد تغيير المكان وطلبوا من عليق أن يجلس إلى جانب حداد، وهي إشارات إلى أن التيار لا يمر بالشكل الجيد بين الرجلين. تعانقا بعد هدف دحام والغريب في الأمر وما لم يكن في الحسبان خاصة لدى أصدقاء حداد الجدد، ومعارضي عليق، هو ما حدث خمس دقائق بعد بداية المباراة، حيث تمكن دحام من الجمع بين الرجلين بطريقة غير مباشرة، كيف لا والجميع لاحظ عناقهما بعد أن سجّل هدفا حرّر به الجميع، عناق ربما له من المصلحة أكثر مما هو إذابة للخلاف بينهما، إلا أن تلك الفرحة لم تكتمل بعد أن خسر الفريق. شعبية عليق لم تتأثر بقدوم حداد ولم تتأثر شعبية عليق بالرغم من أنه خرج من الرئاسة بطريقة غير مباشرة، فهو باع النادي للمالك الجديد، ومن الطبيعي أن يرى البعض أنه لم يعد الرقم واحد في معادلة اتحاد العاصمة، إلا أن ذلك لم يتأثر به الرجل الذي صنع مجد نادي “سوسطارة“. فحداد بأمواله وباعه الطويل في عالم المال والأعمال لم يؤثر قدومه على عليق، الذي يبقى الرقم واحد في اتحاد العاصمة من ناحية الشعبية. 18 موسما من العمل لم تذهب سُدى ولا غرابة في هذه الشعبية التي يحظى بها عليق وسط الأنصار لأنه ببساطة حقق ما لم يحققه أي رئيس من قبل، فالألقاب بنوعيها بطولة وكأس، شاهدة على المسيرة المظفرة لهذا الرجل. ورغم الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها في الكثير من المناسبات، إلا أن الألقاب تغطي عنه هذا النقص وتجعل مسيرة قاربت العقدين تصنع له مكانة لا ينبغي لأحد من بعده إلا بعد سنوات طوال يجب أن تكون مليئة بالألقاب مثل التي حققها عليق وإلا فلا. حداد لن يفرّط فيه وسبق ل حداد أن صرح أنه لن يفرّط في الرئيس السابق ويراه دليله في الفريق والمشرف على تسيير أمور النادي من الناحية الإدارية وعلاقة الإدارة مع الجانب الفني. ولكن البعض من الأطراف لم تتحمل ذلك وراحت تحاول تعكير صفو العلاقة بين الرجلين، والنتيجة هي تصاعد حدّة الخلاف بينهما قبل أن يأتي اللقاء ويضع النقاط على الحروف ل حداد الذي عرف كلّ شيء من أول لقاء. الدخول في خلافات يضرّ بالفريق ويرى الكثير من المتتبعين أن الخلاف الذي كان ولا يزال بين الرجلين حداد وعليق سيضرّ بالفريق أكثر مما ينفعه، فرحيل عليق في الوقت الراهن سيجعل حداد في حرج تجاه الأنصار، خاصة أنه لا يحسن تسيير شؤون كرة القدم، أما إذا رحل حداد فهنا عين الاشكال والاتحاد سيعود إلى نقطة الصفر، والأكثر من كل هذا أن مواصلة الرجلين كلّ في منصبه بهذه الطريقة ودون التوصل إلى حلّ يرضي الطريفين، فإن هذا بادرة شؤم تجعل النادي على فوهة بركان قد ينفجر في أيّ وقت. الهزيمة أمام الوفاق زادت حدّة الصدع وكان بإمكان أن يتم رأب الصدع بين الرجلين لو سجل زملاء القائد عشيو نتيجة مرضية في أول ظهور في عالم الاحتراف، إلا أن ذلك لم يتم، فالفريق سجل أولى هزائمه على أرضه وبين جماهيره، وحتما سيكون للهزيمة تأثير كبير على سير الأمور بالشكل الذي كان يريده حداد، فهو كان ظن أن الدخول بتلك الطريقة من تسيير محترف وتوفير كلّ ما يطلبه اللاعبون من إمكانات مادية ومالية سيجعله يحرز الانتصارات داخل الديار وخارجها، إلا أن ذلك لم يتم حتى على أرضه، وأطلعه على الواقع الحقيقي لكرة القدم التي لا تمت بأي صلة للأمور التجارية التي يكون الربح فيها في الكثير من الأحوال مضمونا. ------------------------ مشاركة سعيدون أمام سعيدة تُحدّد غدا يوجد اللاعب محمد أمين سعيدون في فترة نقاهة ولا يزال يعاني من بعض الآلام في الكتف بعد الإصابة التي تعرّض لها في المباراة الأخيرة أمام الوفاق، حيث لم يتمكن من مواصلة اللعب تاركا زملاءه منهزمين في المباراة. وتعرّض سعيدون الذي بدأ المباراة بقوة إلى سقوط سيء جعله يتعرض إلى جزع في الكتف، ولحسن حظه أنه خفيف، وإلا لأبعده عن الملاعب مدة طويلة. الطبيب منحه ثلاثة أيام راحة وبعد الكشف الأول الذي أجراه يوم الأحد، تبيّن أن اللاعب بحاجة إلى راحة لمدة ثلاثة أيام مع علاج خفيف، وهو الأمر الذي خضع له اللاعب منذ يوم أول أمس وإلى غاية اليوم، وسيضيف له الطبيب راحة صبيحة غد الأربعاء، على أن يجري فحصا ثانيا في المساء، ليتحدّد مصيره من المشاركة في المباراة المقبلة أمام مولودية سعيدة المقرّرة السبت المقبل. إذا زالت الآلام سيدخل مع المجموعة وفي حال وجد طبيب الفريق خالدي أن اللاعب قد شفي تماما فإنه سيمنحه الضوء الأخضر من أجل الدخول في التدريبات، ومن ثم يكون لديه الوقت الكافي للدخول مع المجموعة في آخر حصتين من أجل الوصول إلى المستوى الذي يؤهله ليكون جاهزا للمباراة، فيما تعود الكلمة الأخيرة حول مشاركته من عدمها إلى الطاقم الفني. إذا غاب عن سعيدة لديه الوقت الكافي للعودة وفي حال عدم تماثل وسط ميدان الاتحاد للشفاء فإن لديه الوقت الكافي لكي يستعيد عافيته في الجولة الثالثة، والتي تمت برمجتها منتصف الشهر الداخل، وهي فترة 15 يوما التي تفصل بين الجولتين الثانية والثالثة، والسبب هي مباراة المنتخب الوطني أمام إفريقيا الوسطى المقرّرة يوم 10 أكتوبر بالعاصمة “بانغي”، وهي المباراة التي حتمت على الرابطة تأجيل الجولة الثالثة. يذكر أن أول تنقل للاتحاد سيكون إلى تلمسان. --------------------- لقاء سعيدة على الرابعة أعلنت الرابطة الوطنية المحترفة أن مباراة اتحاد العاصمة مع الضيف مولودية سعيدة المقرّرة السبت المقبل تم برمجتها بداية من الساعة الرابعة عصرا. كما برمجت الرابطة بعض المباريات ليلا بداية من الساعة السابعة، إلا أن ملعب عمر حمادي ببولوغين ليس جاهزا لكي يتمكّن المسيّرون من برمجة المباريات ليلا، والسبب هو غياب المولد الكهربائي الذي يتم وضعه احتياطا لأي طارئ قد يحدث خاصة فيما يخص الانقطاعات في التيار الكهربائي، لذا لن يتمكن الاتحاد من الاستقبال ليلا إلا بعد جلب المولد الذي وعد حداد بجلبه في الأيام المقبلة.