عندما نعود إلى نتيجة المباراة الأولى التي لعبتها جمعية الشلف الجمعة الماضي أمام المستضيف شبيبة بجاية، لا يمكن أن نقيسها بالإمكانات الحقيقية للاعبي الجمعية لأن التعداد الحالي للفريق هو في الأصل ترسانة لا يمكن لأي مناصر أن يرضى لها سوى لعب الأدوار الطلائعية والتنافس على الألقاب، فالتشكيلة التي لعبت المباراة الأولى لا يمكن أن يتم الحكم على مستواها من خلال ذلك الظهور في أول مواجهة رسمية، لأن المنطق يقول إن إصدار أي حكم على أي فريق وعن مدى استعداداته لن يكون قبل لعب خمس جولات على الأقل، كما أن الجميع يأمل في رؤية هذا الفريق بوجه مغاير للظهور الأول بداية من لقاء سهرة هذا الجمعة خاصة أن التشكيلة استأنفت تدريباتها صبيحة أمس بمعنويات مرتفعة جدا تؤكد أن الجميع تجاوز الهزيمة الماضية وكل التفكير اليوم مركز حول المباراة المقبلة. الفوز على الحراش يعني الانطلاقة الفعلية للجمعية ومهما كانت نتيجة المباراة الأولى فإن المدرب المساعد بن شوية أكد للاعبين خلال حصة الاستئناف أن الفريق في بداية المسيرة ولا يزال هناك عدد كبير من اللقاءات، كما عبر لهم عن ثقته التامة في الجميع وقدرتهم على تخطي هذه المرحلة الصعبة والتي من حسن حظ الفريق أنها جاءت مع بداية الموسم، كما يدل كلام المدرب المساعد على تفاؤله برؤية الوجه الحقيقي لفريقه في المباراة المقبلة، بن شوية في حديث سابق معه أكد أن التدارك يبقى واردا لكن شريطة التركيز الجيد ووضع التعثر الأخير جانبا. الهزيمة أمام بجاية لها إيجابياتها رغم الصدمة الشديدة والخرجة غير المتوقعة على الإطلاق لأشبال المدرب إيغيل في أول ظهور رسمي لهم هذا الموسم بتسجيلهم هزيمة تاريخية، إلا أن الجميع تأكد أن الانهزام الأول وبرباعية كاملة له إيجابياته، لأن الانهزام ورغم مرارته وتضييع النقاط الثلاث الأولى لا يعكس إطلاقا الوجه الحقيقي للفريق المشكل من أسماء معروفة جدا على الساحة الوطنية، والجميع تيقن الآن أن جميع الفرق أصبحت تنظر إلى الجمعية على أساس أنها الفريق الضعيف والسهل التغلب عليه، لهذا فان الهزيمة أمام بجاية أرغمت اللاعبين على وضع أرجلهم على الأرض وأخذ الأمور بجدية. سيناريو بداية الموسم الماضي في البال والأنصار يحذرون من تكراره كان تفكير غالبية المتتبعين مباشرة عقب نهاية المباراة الأولى للجمعية أمام بجاية هو سيناريو الموسم الماضي والبداية الكارثية التي أجبرت الفريق على البقاء طويلا يتخبط مع أندية المؤخرة بعد العدد القياسي من النقاط التي ضيعتها الجمعية في اللقاءات الخمسة الأولى، وهي النتائج التي عجلت برحيل المدرب صايب الذي خلفه سليماني الذي لم تكفه النتائج الإيجابية العديدة التي تمكن من تحقيقها مع الفريق خصوصا خارج الشلف من إحداث التوازن في تموقع الفريق في جدول الترتيب لأن النقاط التي ضاعت في بداية الموسم كثيرة وكثيرة جدا، لهذا تحدو لاعبي الجمعية إرادة قوية لأجل تفادي تكرار ذلك السيناريو خاصة أنهم يدركون جيدا كيف كانت النقاط تضيع من رصيد الفريق رغم الوجه الطيب الذي كانوا يظهرون به في كل مرة على الميدان. عمل نفسي كبير من بن شوية لرفع المعنويات وبالعودة إلى الأجواء التي طبعت حصة الاستئناف التي فضل المدرب المساعد بن شوية برمجتها في الصبيحة، فإنه رغم المعنويات المنحطة للكثير من اللاعبين إلا أن المدرب فضل بداية الحصة بالاجتماع معهم والحديث إليهم وهو ما جعل المياه تعود إلى مجاريها بما أن الجميع أضحى واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، فبالإضافة إلى نسيان نكسة بجاية الأخيرة عمل المدرب بن شوية على تلقين لاعبيه ثقافة الفوز باللقاءات المحلية، وبفضل العمل النفسي الكبير الذي باشره مع اللاعبين من قبل صارت معنويات اللاعبين مرتفعة وكأن شيئا لم يحدث من قبل. تعداد هذا الموسم غني وكل الأسماء معروفة بعد النتائج الكارثية والتراجع الكبير لمستوى التشكيلة الشلفية في الموسمين الأخيرين عمد الرئيس مدوار إلى إحداث ثورة حقيقية في صفوف تعداد الفريق بدليل أنه لأول مرة منذ تواجده على رأس الفريق يقوم بانتداب تسعة لاعبين إضافة إلى ترقية لاعبين من الأواسط، وهو ما يعني أنه جدد الفريق بنسبة 50/100 وحتى الأسماء التي جلبها معروفة على المستوى الوطني وكلها قدمت إلى الشلف من أجل اللعب وليس البقاء في كرسي الاحتياط، ليتحدث الغالبية عن ثراء التشكيلة الشلفية وتعدد الخيارات بالنسبة للمدرب إيغيل ما يعني أن هذا الأخير مطالب بضرورة استغلال هذه النقطة لأن ازدواجية المناصب يوفر الحلول ويفيد الفريق كثيرا ليس في منافسة البطولة فحسب بل في باقي المنافسات التي ستلعبها هذه المرة. وقفة الأنصار مطلوبة في هذا الظرف ولأن الجميع في الشلف لا يزال يتحدث عن المباراة الأولى والهزيمة النكراء التي سجلها الفريق، عقد جميع اللاعبين العزم على أن تكون مباراة الحراش هي مباراة الانطلاقة الفعلية للجمعية وهو ما يتمناه جميع الأنصار المطالبون بضرورة تسجيل حضورهم القياسي هذه المرة والوقوف إلى جانب الفريق خصوصا في هذه الفترة بالذات، وهي الوقفة التي ستحفز اللاعبين الجدد منهم على الخصوص لبذل مزيد من الجهد والدفاع على ألوان الفريق بكل قوة لأجل تحقيق النتائج الإيجابية التي ترضي الأنصار. ----------------- مدوار: “مثلما انهزمنا أمام بجاية كنا قادرين على الفوز لو أقر الحكم شرعية ركلة الجزاء“ رغم تواجده هو الآخر في فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي أجراها قبل أسبوعين، لم يرتح بال الرئيس مدوار بعد الهزيمة غير المتوقعة لفريقه في أول ظهور رسمي في البطولة الوطنية المحترفة، حيث تأسف كثيرا للنتيجة التي انتهت عليها مباراة فريقه أمام المستضيف شبيبة بجاية، حيث صرح قائلا: “من الصعب على أي مقرب من الجمعية تجرع الهزيمة القاسية لكن هذه هي كرة القدم، لقد كان باستطاعتنا تحقيق نتيجة إيجابية لو أقر الحكم شرعية ركلة الجزاء عندما لمس مدافع الشبيبة زافور الكرة بيده في (د9) داخل منطقة العمليات، والحمد لله الجميع لاحظ الوجه الذي بدأنا به المباراة، ولولا الهدف الثاني الذي سجل علينا بكيفية غريبة لكان باستطاعة لاعبينا العودة في النتيجة وتدارك الفارق في الشوط الثاني، وبالنظر إلى معطيات المباراة كغياب المدرب إيغيل والرئيس، أعترف أن اللاعبين أدوا ما عليهم في هذه المباراة، لكن الحقيقة تقال الحظ لم يكن إلى جانبنا وأعلم أن فرص التدارك تبقى متاحة بما أن الموسم في بدايته“. “غيابي أنا والمدرب إيغيل عن الفريق مكتوب الله“ بداية حديث الرئيس كانت عن المعاناة التي لحقت به وبعده المدرب إيغيل عندما قال: “علينا أن نقدر الظروف، لا أحد فينا بإمكانه التكهن بالمستقبل، في الوقت الذي كان تركيز اللاعبين على المباراة حدث ما لم يكن في الحسبان ونقل المدرب إيغيل على جناح السرعة إلى المستشفى لأجل إجراء العملية الجراحية ولكم أن تتصورا حالة اللاعبين بعد ذلك، فحتى غيابي بسبب العملية الجراحية التي أجريتها من قبل لم يكن بالنسبة للكثير عاديا فما بالك أن يغيب المدرب الأول في آخر لحظة، علينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره“. “مباراة بجاية هي الأولى في الموسم ولن تكون معيارا“ بنبرة حادة واصل الرئيس مدوار حديثه قائلا: “أعرف جيدا أن هناك من يريد الاصطياد في المياه العكرة بدليل أن النتيجة أسعدتهم وراحوا يصدرون الأحكام النهائية من الآن على مستوى الفريق“، وأضاف: “مباراة بجاية هي الأولى ولا أعتبرها مقياسا على الإطلاق لأنني أثق كثيرا في قدرات وإمكانات اللاعبين طالما أصبحنا نملك تعدادا ثريا وطاقما فنيا يعرف جيدا عمله، أمامنا متسع من الوقت حتى نعوض ما فتنا في الجولة الأولى ونبدأ في تحقيق النتائج الإيجابية، أثق في جميع العناصر وأعلم أنها ستكون عند حسن الظن بداية من الخرجة المقبلة والجميع يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه“. “وعدت اللاعبين بعلاوة خمسة ملايين في حال التعادل لكن“ رغم ابتعاده عن الفريق في الفترة التي سبقت المباراة الأولى، أكد الرئيس مدوار وقفته إلى جانب التشكيلة عندما خصص علاوة مالية مهمة في حال العودة من بجاية بنتيجة إيجابية فقال: “رغم معاناتي المرض إلا أنني فضلت أن أبقى دائما إلى جانب الفريق ووعدت اللاعبين بعلاوة خمسة ملايين في حال التعادل وقيمة مضاعفة أخرى في حال الفوز، لكن هذه هي كرة القدم مثلما كنا نتمنى الفوز أو التعادل سجلنا الهزيمة مثلما انهزمت العديد من الأندية الأخرى”. “غياب جديات عن الفريق لا علاقة له بالجانب المادي“ مدوار تحدث عن العناصر التي غابت عن هذه المباراة وعن التشكيلة التي تم الاعتماد عليها في البداية عندما قال: “صحيح أن غياب الثنائي زاوش -جديات مؤثر لكن الغياب بسبب الإصابة من أبجديات اللعبة، الكل فينا يعرف أن زاوش ضيع الكثير من تحضيرات هذه الصائفة بسبب الإصابة، لكن جديات إصابته لم تكن بليغة فمنحه طبيب الفريق راحة أسبوع أجبرت المدرب على إعفائه من المباراة وتركه يستريح أكثر على أمل بلوغ جاهزية زائدة للمباراة القادمة أمام الحراش وننتظر عودته السريعة إلى المنافسة بما أنه يتدرب بشكل عادي مع الفريق منذ الأسبوع الماضي، وليس لجديات أي مشكل مادي مع الإدارة”. “الأكثر جاهزية هو الأجدر باللعب ولا وجود للاعب أساسي وآخر بديل“ وعن الوجه الذي أظهرته التشكيلة الشلفية في المباراة الأولى أكد الرئيس مدوار قائلا: “صحيح وقفنا على تواضع أداء بعض اللاعبين في المباراة الأولى، لكن بالنظر إلى ثراء التعداد وتأكيد المدرب في أكثر من مرة للجميع أنه لا يعترف بالأسماء ووجود مصطلح لاعب أساسي وآخر بديل في الفريق، فإنني أؤكد أن اللاعب المتخاذل فوق أرضية الميدان لا يلوم إلا نفسه بما أننا عملنا من البداية على ضمان ازدواجية المناصب وبعث المنافسة بين اللاعبين، لهذا لا أستبعد أن تكون هناك تغييرات على التشكيلة التي ستلاقي اتحاد الحراش في المباراة المقبلة”. “ننتظر استدعاء لاعبين آخرين لمنتخب المحليين“ وعن رأيه في اكتفاء الناخب الوطني آيت جودي بتوجيه الدعوة للثنائي زازو –مسعود لمنتخب المحليين، قال الرئيس مدوار: “أعرف جيدا أن المدرب الوطني اكتفى بتوجيه الدعوة للأسماء السابقة، وبما أن البطولة في بدايتها فإنني أنتظر استدعاد لاعبين آخرين من الجمعية إلى المنتخب الوطني لهذا على الأسماء المعنية بذل المزيد من الجهد وتبليل القميص مع الجمعية في البطولة للفت انتباه المتتبعين”. ------------------- علي حاجي: “هزيمة بجاية لا تنسى ونسعى لرد الاعتبار لأنفسنا في الخرجات القادمة“ لو نعود قليلا إلى الوراء ونتحدث عن هزيمتكم الأخيرة أمام شبيبة بجاية، كيف تعلق عليها؟ رغم أنني أريد نسيان تلك المباراة، إلا أن الحقيقة تقال أننا كنا خارج الإطار تماما، وصدمة الهزيمة كانت قوية جدا لأننا تحولنا إلى بجاية من أجل العودة إلى الشلف على الأقل بنقطة التعادل، لكن أثناء المباراة حدث ما لم يكن أحد منا يتصوره على الإطلاق وتهاطلت الأهداف الواحد تلو الآخر. المطلع على النتيجة يقف على قوة بجاية مقابل الضعف الشديد لفريقكم، أليس كذلك؟ لا، المتتبع للمباراة يقف على الوجه العادي الذي ظهر به منافسنا، لكن الأهداف التي تلقيناها جاءت بكيفية ساذجة ولو كنا في أفضل أحوالنا لما دخل شباكنا ذلك الكم الهائل من الأهداف. هل تعود أسباب الهزيمة في نظرك إلى نقص التحضير أو إلى قوة المنافس، أو إلى الغيابات التي عانيتم منها؟ أسباب تلك الهزيمة في الواقع لم نفهمها على الإطلاق لأنه ببساطة لو تنقل فريق الأواسط ولعب تلك المباراة لما تلقى تلك الهزيمة النكراء، أعتقد أن مشكلتنا في تلك المباراة تمثلت في المعاناة من التعب والإرهاق. من مخلفات الهزيمة القاسية الغضب الجماهيري الشديد عليكم خاصة أن الجميع كان يعلق آمالا عريضة عليكم بدليل تنقل عدد معتبر من أنصاركم إلى بجاية، كيف تنظرون إلى الأمر؟ لا أحد منا كان يتوقع أن ننهي المباراة بتلك النتيجة، حتى نحن اللاعبون لم نصدق الأمر فما بالك الأنصار الذين من حقهم الغضب علينا لأن المناصر يتمنى دوما رؤية فريقه يحقق النتائج الإيجابية فقط حتى أمام الأندية القوية، لكن هذه هي كرة القدم مثلما فيها الفوز فيها التعادل والانهزام، ندرك جيدا أن الجمهور أصبح غاضبا جدا منا لهذا نسعى إلى إسعاده ومحو آثار تلك النكسة سريعا وسنضرب لهم موعدا إن شاء الله سهرة الجمعة المقبل أمام اتحاد الحراش. والآن انتم أمام حتمية رفع التحدي وتحقيق نتيجة إيجابية في هذا الظرف بالذات عندما تستقبلون اتحاد الحراش تؤكدون بها أن هزيمة بجاية ما هي إلا مجرد كبوة جواد، أليس كذلك؟ هذا أكيد يجب أن نفكر اليوم في الفوز والفوز فقط ويجب أن تكون لدينا ثقافة الفوز بلقاءات الشلف مهما كان اسم وحجم الفريق المنافس، لأن مباراة بجاية التي سجلنا فيها تعثرا تاريخيا يجب أن نستفيد منها، وعلى الجميع أن يعترف أننا نملك مجموعة مشكلة في غالبيتها من عناصر معروفة والتي يجب أن تقول كلمتها مع الفريق من منطلق الثقة الكبيرة والآمال التي يعلقها عليها الرئيس مدوار، أما عن مباراة الحراش فأقول إنها فرصة رد الاعتبار لأنفسنا لنبرهن أن التشكيلة الشلفية لن تتأثر بهزيمة. بعد الهزيمة الأخيرة الجميع في الشلف يقول إن الفريق لم يقم بتحضيرات في المستوى هذه الصائفة ، كيف تقنع أنصاركم أنكم حضرتم جيدا لموعد البطولة هذه الصائفة؟ الواب المختصر عن هذا السؤال سيكون بعد نهاية المباراة القادمة أمام الحراش والوجه الذي سنظهره فيها، لأن الحكم على جاهزية الفريق أو مدى استعدادنا للموسم لن يكون من خلال تسعين دقيقة واحدة فقط، أعرف أنه مع وقفة الأنصار إلى جانبنا ستكون الأمور مغايرة تماما أمام الحراش. ماذا تريد أن تقول للأنصار الآن؟ يجب أن نعترف أن نكهة اللقاءات هي الحضور الجماهيري القوي، وكما تابعتم الموسم الماضي لعبنا تقريبا كامل اللقاءات أمام مدرجات فارغة، ما أتمناه فقط هو أن يعود أنصارنا إلى المدرجات من جديد فنحن بحاجة ماسة إلى دعمهم خصوصا في هذا الظرف بالذات، وحضورهم أمام الحراش سيخدمنا كثيرا ويدفعنا لتحقيق نتيجة إيجابية تنسيهم إخفاق الجولة الماضية.