نسرين مومن أجمعت نقابات التربية على أن القرص المضغوط لا يمكن أن يعوض الأستاذ مهما كان الأمر، غير أنها استحسنته كمكمل لعمله، ويساعد التلميذ على الفهم أكثر، ودعت بالمناسبة تلاميذ الأقسام النهائية إلى التعقل وعدم الانسياق وراء لغة الشارع لأن "العتبة" أصبحت واقعا لا مفر منه بالنظر إلى هذه الظروف، فيما طالبت أولياء التلاميذ إلى لعب دورهم في هذه الفترة الحساسة أيام قبل البكالوريا.
إيدير عاشور: أسئلة البكالوريا لن تخرج عما تم تدريسه أكد ايدير عاشور رئيس مجلس ثانويات الجزائر في تصريح ل "الحوار"، بأن اللجوء إلى تحديد العتبة قرار لا مفر لوزارة التربية منه هذه السنة مرة أخرى، مرجعا السبب إلى برنامج بعض المواد الذي لا يمكن إنهاءه حتى بدون إضرابات ولتأخر الدروس نتيجة وجود اضطرابات، معتبرا العتبة كظاهرة قد تعودنا عليها ولم تعد ثقافة جديدة لأنها نتيجة حتمية إذا هيأت الأسباب لتبنيها. وطمأن رئيس مجلس "الكلا" التلاميذ المقبلين على البكالوريا بأن الأسئلة التي ستطرح في امتحان الشهادة لا يمكن أن تخرج عما تم تدريسه، ودعاهم إلى تخصيص الوقت للمراجعة بدل تنظيم وقفات احتجاجية من أجل مطلب سينفذ لا محالة، باستثناء وضعية تلاميذ عين صالح التي تتطلب معالجة خاصة حسبه-، محذرا في معرض حديثه من وجود سياسة تعفين تطغى على المستوى التعليمي سينجر عنها لا محالة تهديم للمؤسسات التربوية. وفيما يخص لجوء وزارة التربية إلى الأقراص المضغوطة فقد استحسن ايدير الفكرة من الناحية البيداغوجية واعتبرها إيجابية كونها ستساعد التلميذ المقبل على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا على التعلّم والفهم، كما أنه مكمل لعمل الأستاذ وللكتاب المدرسي، غير أنه طرح تساؤلا كبيرا عن نية الوزارة الوصية في طرح القرص في هذا الوقت بالذات ولما لم يمنح منذ بداية الموسم الدراسي أم أنه مجرد طريقة لمواجهة الإضراب المفتوح، مبرزا استحالة تعويض القرص المدمج مكان الأستاذ.
مزيان مريان: محتوى الأقراص المضغوطة يصلح كمصدر تكميلي لشرح الأستاذ وقال من جهته رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في تصريح ل "الحوار"، بأن بكالوريا هذه السنة لن تختلف عن نظيراتها كون الإجراءات لم تتغير، ودعا بالمناسبة التلاميذ إلى مراجعة جميع الدروس دون استثناء من أجل التحضير للمشوار الجامعي، مؤكدا أن العتبة هذه السنة تفرض نفسها بسبب تأخر بعض الثانويات في الدروس، مشددا على أن أسئلة الامتحانات لن تخرج عن ما تناوله التلاميذ على المستوى الوطني، وفقا للتقارير التي سترفعها اللجان الولائية المكلفة بمتابعة المقرر الدراسي بداية شهر ماي القادم. وأكد رئيس نقابة "سنابست" بأن الأقراص المضغوطة لن تعوض دور الأستاذ، لكنه أعطاها دورا تكامليا لأنه ستساعد التلميذ وتمشي بالتوازي مع ما يقدمه الأستاذ من دروس، مشيرا بهذا الصدد إلى أن اعتماد وزارة التربية لهذه الطريقة لن يساهم بأي شكل من الأشكال في وقف إضراب نقابة "الكنابست" مثلما صرحت به بعض الأطراف. ولم يشأ مزيان مريان أن يحمل أي طرف معين مسؤولية التراجع الكبير الذي تعرفه شهادة البكالوريا من حيث التنظيم والمستوى، حيث قال "المعادلة ليس لها مجهول واحد وإنما عدة مجاهيل"، محمّلا المسؤولية إلى الإدارة العمومية ككل لأنها لم تجد الحلول اللازمة للمشاكل البيداغوجية والمهنية للأساتذة التي تدافع عنها نقابات التربية المستقلة، ضاربا مثالا على ارتباط بعض المطالب بهيئات أخرى غير وزارة التربية الوطنية، مشيرا بالمناسبة إلى انعدام الكفاءات اللازمة عند الإدارة لتخطي الأزمات. وإلى ذلك، دعا المتحدث أولياء التلاميذ إلى لعب دورهم في هذا الوقت الحساس، من خلال طمأنة التلاميذ الذين اختاروا لغة الشارع لإيصال صوتهم والمطالبة بالعتبة وسحب الأقراص المضغوطة، بأن تحديد الدروس أمر لا مفر منه، كما أن أسئلة البكالوريا ستكون مدروسة وتتماشى مع ما تم تلقينه.