آمنة /ب تعاني زينب حريزي وهي صغيرة في الثامنة من العمر من مرض"المويا مويا" النادر الذي يصيب المخ، ولا يوجد له أي علاج بالجزائر، حيث أكد الأطباء لوالديها وأسرتها أنها محكوم عليها بالموت ولا يوجد أي سبيل لعلاجها داخل الوطن. تعاطف الجزائريون كثيرا مع وضع الطفلة زينب القاطنة ببلدية الحمادية ولاية برج بوعريريج، بعد أن تعرفوا عليها عن قرب عبر البرامج التلفزيونية والصحف وأحسوا بمعاناتها الكبيرة وهي على شفا حفرة من الموت، بعد إصابتها بمرض نادر في المخ يدعى "المويامويا" وهو عبارة عن عيب خلقي في شرايين المخ، وقاموا لأجلها بشن حملة تضامنية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد حريزي علي والد زينب في تصريح للحوار أن الأمل في شفاء ابنته انتعش من جديد في نفسه، خصوصا بعد تحول حالة الشاب "عدلان" الذي ظل طريح الفراش لأربع سنوات إلى قضية رأي عام وتضامن كل الشعب الجزائري مع حالته وجمع المبلغ اللازم لخضوعه للعلاج خارج الوطن. وأشار حريزي علي أن ابنته منذ حداثة سنها وهي تعاني آلاما على مستوى الرأس، إلا أنهم لم يكتشفوا المرض حقيقة حتى بلغت سن الخامسة، بعد اصطحابها إلى المستشفى والقيام بالفحوصات والتصوير الإشعاعي للرأس، أين أرسلت من ولاية برج بوعريريج في حالة مستعجلة إلى مستشفى آيت ايدير المختص في جراحة الأعصاب بالعاصمة، وخضعت الطفلة لفحوصات أدق للرأس، وبقيت زينب تعالج بالمستشفى نفسه لمدة سنة ونصف، وبعدها ارتأى الأطباء أن تلازم المستشفى لمدة شهر من الزمن بغرض إيجاد حل لحالتها ومكثت فعلا به تلك المدة، إلا أنهم وجدوا أن عمليتها صعبة جدا وأكدوا لوالدها أنها لن تنجوا من الموت المحتم، فقرر الوالد اصطحاب ابنته للبيت حتى تتوفاها المنية وسط أسرتها بدل فراش المستشفى. وأضاف حريزي علي بأن الأطباء في مستشفى آيت إيدير قرروا بعدها تحضير ملف عن حالتها الصحية، حتى ترسل إلى العلاج خارج الوطن ويتكفل بعلاجها في فرنسا، إلا أن اللجنة الوطنية بمستشفى مصطفى باشا قابلت الملف بالرفض معللة ذلك بعدم وجود طريقة علاج للحالة، إلا أن والد الطفلة زينب لم ييأس من حالة ابنته وأرسل ملفها الطبي إلى مستشفى متخصص بفرنسا وأجابوه بإمكانية العلاج وأن نسبة النجاح كبيرة جدا وتتراوح بين 80 و 90 بالمئة، إلا أن تكلفة العلاج كبيرة وتصل إلى مليار و400 مليون سنتيم. بعد رد المستشفى الفرنسي بإمكانية علاج زينب، قدم مستشفى آيت إيدير طعنا في قرار اللجنة الوطنية المتعلق بالامتناع عن التكفل بحالتها وإرسالها للعلاج خارج الوطن، إلا أنه قوبل بالرفض للمرة الثانية للسبب المتعلق نفسه بعدم وجود علاج للحالة، فلم تجد أسرة الطفلة حلا سوى طلب المساعدة والتضامن من المحسنين وأهل الخير لبعث الأمل من جديد في شفاء زينب، وذلك من خلال دعمها المادي والمعنوي وجمع المبلغ اللازم لعلاجها والمتمثل في مليار و400 مليون سنتيم.