تتجه الحكومة الجزائرية لتطبيق أسلوب المرونات، بخفض قيمة الدينار مقابل الدولار، من أجل الحد من مخاطر انهيار أسعار البترول في تكرار للسياسة النقدية التي اتبعتها الجزائر منتصف الثمانينيات، وهو ما أدى بعد فترة إلى تداعيات خطيرة على الاقتصاد الوطني، في ظل ما تحمله الكفة من مخاطر على استقرار الموازنة. وبلغ تراجع قيمة الدينار مقابل الدولار أدنى مستوى له خلال الثلاث سنوات الأخيرة، حيث قدر أمس سعر الدولار الواحد ب 96.78 دينارا، مقابل سعر صرف يقدر ب 77 دينارا جزائريا سنة 2012، و 79 دينارا سنة 2013، و80 دينارا خلال سنة 2014، ووصل إلى 91.51 دينارا للدولار خلال الشهرين الأولين لسنة 2015، وهو ما يكشف نية الحكومة في "زحلقة الدينار" كما يصطلح عليه الاقتصاديون لضمان ارتفاع قيمة الصادرات بالعملة الوطنية وخصوصا المحروقات. ويرى المحللون أن هذا الارتفاع سيؤدي حتما إلى ارتفاع فاتورة الواردات وارتفاع وشيك في الأسعار، بينما يرى خبراء آخرون أن خفض قيمة الدينار هي سياسة منتهجة من قبل بنك الجزائر. ويرى الخبير الاقتصادي، عبد الملك سراي، بأن "ارتفاع قيمة الدولار له فوائد وخسائر للجزائر، فغالبية صادرات الجزائر هي بالدولار، في المقابل ارتفاع قيمة الدولار يضر بالاستيراد"، وأكد سراي في هذا السياق وجوب إعادة النظر في قيمة الواردات، حيث أكد أن "ارتفاع الدولار سيدفع كبار التجار إلى استيراد أقل، والدولة الجزائرية تستورد سلعا بقيمة 60 مليون دولار"، مؤكدا أن الدولة الجزائرية تقوم بمراجعة فاتورة الاستيراد دون الإعلان الرسمي عن ذلك، وأوعز سراي هذه الخطوة من الحكومة لحرص الأخيرة على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والدول التي تربطنا معهم علاقات تجارية، بحكم أن القرار ليس في صالحهم. من جهة أخرى، برر مصطفى مقيدش، نائب رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في تصريح ل"الحوار" الوضعية الحالية لكون "قيمة الدينار تتأثر بالدولار والأورو"، والسبب الثاني برأي المسؤول في الكناس هو "الفرق بين نسبة التضخم في الجزائر وفي العالم"، وشدد المتحدث أن المدخول النقدي للجزائر مصدره المحروقات التي تعرف انهيارا في أسعارها، ويجب التحكم في الاستيراد وفي نفقات الدولة، لأننا في حالة ممكن أن تؤدي إلى الخطورة". ويعرف سعر صرف الدولار ارتفاعا محسوسا مقارنة مع الأورو والجنيه الإسترليني، ولكن تقلبات سعر صرف الدولار والأورو لم تنعكس بصورة واضحة على السوق السوداء في الجزائر، إذ لا يزال الأورو يعادل ما بين 154 و156 دينار، رغم أن مستواه تدنى كثيرا في السوق الدولية. بالمقابل، عرف سعر صرف الدينار مقابل الدولار تغيرا، يحدث ذلك في ظل غياب سياسة صرف واضحة المعالم في الجزائر. نورالدين ختال