ليدية بلقاضي من يزور قرية إيعوشاتن بتيزي وزو يخيل له أنه في جنة، لطبيعتها الخلابة واخضرار حقولها، غير أنه من يتوغل أكثر وأكثر وفي العمق العميق، يكتشف معاناة السكان مع غياب أدنى ضروريات الحياة، ابتداء من الغاز الطبيعي مرورا بمركز صحي ومدرسة وانتهاء بالماء الشروب. لا يزال السكان يعتمدون على الطريقة التقليدية في تعبئة المياه، فهم لا يملؤون المياه من الحنفية وإنما من البئر، ولسبب بسيط أن مصالح البلدية المعنية التي شارك السكان في انتخاب رئيسها أملا في حمل همهم، نسيت أن ثمة أناسا يعيشون في هذه المنطقة دون حنفية داخل بيوتهم ويملؤون الدِّلاء من البئر. وحسب بعض السكان فإن المعاناة قد تطول أمام تهميش الجهات للمطلب وعدم حمله على محمل الجد، بل إن مشروع مدهم بقنوات الماء الشروب لا أمل في تجسيده على أرض الواقع، لأن المعنيين لا يريدون ذلك لأسباب تبقى مجهولة. ويؤكد السكان ل"الحوار" أن ماء البئر أنقى من ماء الحنفية، غير أن جلبه سيما من قبل الأطفال يحمل مخاطر كبيرة ويتطلب الحيطة والحذر. تلاميذ يقطعون مسافات طويلة لأجل الدراسة ومما يعانيه السكان وعلى وجه التحديد التلاميذ بعد المدرسة عن السكن، ما يجبرون على قطع مسافات طويلة لأجل الدراسة وما يجدون أنفسهم في بعض الأحيان عرضة لاعتداءات قطاع الطرق. ويطالب السكان والتلاميذ على حد سواء الجهات المعنية، إما بإنجاز مدرسة قريبة من البيت أوتوفير وسيلة النقل، متسائلين عن سبب تأخر المسؤولين عن تنفيذ مشاريعهم التي وعدوا بها، سيما في أمر إنجاز المدارس وكذا توفير النقل المدرسي. مصحة لمن استطاع إليها سبيلا المعاناة نفسها يعيشها المرضى بسبب بعد المسافة بين بيوتهم والمؤسسة الصحية، حيث يجدون أنفسهم مجبرين على قطع مسافات طويلة لأجل العلاج وهو ما يزيد من مضاعفاتهم الصحية ويعقدها أكثر وأكثر. ويشدد المرضى على المسؤولين ضرورة إنجاز مصحة تعفيهم من معاناة قطع المسافات الطويلة لأجل العلاج، متسائلين في الوقت نفسه عن سبب تأخرهم عن إنجاز ولو قاعة صغيرة، تقدم الخدمات الصحية البسيطة. الغاز الطبيعي حلم يتبخر ومن أهم المشاكل التي تأبى الخروج من القرية غياب الغاز الطبيعي عن القرية، ما يحمل سكانه عبئا ثقيلا أمام الاحتطاب لأجل التدفئة خلال فصل الشتاء والطهو، فضلا عن استعانتهم بقارورات الغاز و هذه الأخيرة تتحول إلى حلم صعب المنال بسبب رفض أصحاب الشاحنات الدخول إلى القرية، بسبب اهتراء الطرقات. إلى ذلك يشدد سكان القرية على الجهات الوصية ضرورة مدهم بغاز المدينة و القضاء على معاناتهم التي طال أمدها.