دأب الكتاب والصحفيون والمعلقون على القول "تفاجأ" للتعبير عن مفاجأتهم أو استغرابهم أو دهشتهم من أمر ما.. وراح الجميع يستعمل الكلمة دون حرج أو تحفظ أو أدنى شك في أنه استعمال خاطيء.. ثم جاءت بن غبريط من أقصى الغرب تسعى بلغة عربية "كاريكاتورية" مضحكة، فقطعت نورية وزيرة التربية الوطنية قول كل خطيب، عندما عبرت عن استغرابها من هول ما وجدته في قطاع التعليم "راني افتجأت".. فضحك منها الكثير بمن فيهم من ظلوا يقولون "تفاجأت".. لقد جاء في لسان العرب:"فَجِئَه الأَمْرُ وفَجَأَه، بالكسر والنصب، يَفْجَؤُه فَجْأً وفُجَاءةً، بالضم والمدّ، وافْتَجَأَه وفاجأَه يُفاجئُه مُفَاجأَةً وفِجاءً: هَجَمَ عليه من غير أَن يَشْعُر به، وقيل: إِذا جاءه بَغْتةً من غير تقدّم سبب."… "وأَنشد ابن الأَعرابي: كأَنْهُ، إِذ فاجأَه افْتِجاؤُهُ، * أَثْناءُ لَيْلٍ، مُغْدِفٍ أَثْناؤُهُ وكلّ ما هجم عليك من أَمر لم تحتسبه، فقد فَجَأَك". وجاء في القاموس المحيط "فافْتُلِطْتُ بالأمر، بالضم: فُوجِئْتُ به". وذكر القاموس المحيط " (وافْتُلِت بأمْرِ كذا: فُوجِئ به قبلَ أن يَسْتَعِدَّ له).. أما الفعل تفاجأ فليس له أي أثر في المعاجم والقواميس المشهورة، باستثناء المعاصرة منها فإنك تجد فيها كل شيء.. وهكذا فإن كل الذين ضحكوا من "افتجاء" بن غبريط،"سيفتجئهم" أنها كانت على صواب وأنهم كانوا على خطأ عندما اعتقدوا أن "تفاجأ" هو الصحيح، تماما كما ضحك العرب من حسني مبارك، حين قال"لم أكن أنتوي الترشح" ظنا منهم أن كلمة "أنتوي" غير صحيحة لغويا.