في هذا الحديث مع "الحوار" يؤكد الإعلامي رياض بوخدشة أن فوضى الانفجار الفضائي قبل صدور القوانين الضابطة، كان لها أثرا سيئا على أداء القنوات الفضائية، موضحا أن الصحافة الإلكترونية في الجزائر متأخرة بالمقارنة بباقي الدول العربية، وذلك راجع لكثرة العراقيل، كنقص التكوين، وضعف الأنترنت، وقلة الصحفيين المتخصصين، مثمنا دعوة وزير الاتصال لتفعيل الفدرالية الوطنية للصحافيين، واصفا إياها بأنها مبادرة مشجعة. حاوره: محمد رابح
* رياض بوخدشة الإعلامي … كيف يختصر بنفسه العبارة ؟
– دخلت عالم الصحافة والكتابة، عندما كنت مكلفا بالإعلام في مكتب الطلبة بالجامعة، وازداد حبي للمهنة بعد التخرج، وحتى فترة الخدمة الوطنية، حيث كنت مواظبا على قراءة مجلة الجيش، بحكم أنها المطبوعة الوحيدة التي كانت تصلنا بصفة منتظمة، وبقيت متمسكا بالكتابة في بداية حياتي المهنية في وظيفة بعيدة عن الصحافة، إلا أن جاءتني دعوة كريمة من زملاء مؤسسين لصحيفة لم تستمر طويلا، هي أسبوعية الجزيرة، فساهمت في انطلاقتها كصحفي مكلف بتحقيقات وربورتاجات، ثم التحقت بأسبوعية أخبار الأسبوع واشتغلت فيها لمدة سنتين، وبعدها التحقت بيومية البلاد، ثم يومية المستقبل، فيومية الأحداث لمدة ست (06) سنوات، ثم موقع الشروق أون لاين، كأول تجربة في الصحافة الإلكترونية لمدة ثلاث سنوات ونصف، وحاليا أشغل منصب مشرف على الموقع الالكتروني لجريدة صوت الأحرار. إذا هي حياة مهنية مليئة بالإثارة، لم نشعر خلالها ولو لحظة بالتقصير، وكأي عمل آخر يحتفظ الإنسان بمواقف ولحظات جميلة، كما تعترضه عثرات وعراقيل، الحمد لله تخطيناها وأحسنا التصرف معها.
* انتقلت من الصحافة المكتوبة الى الإلكترونية…كيف وجدت الفرق؟
– هي تجربة جديدة، لكن لحداثتها لا تزال تعرف الصحافة الالكترونية الكثير من العراقيل، كنقص التكوين، وضعف الأنترنت، وقلة الصحفيين المتخصصين، وجهل عموم مسؤولي المؤسسات الإعلامية بخصائص هذا الفضاء الذي بلغ درجات كبيرة من الاحترافية في دول العالم العربي الأخرى، أما الجزائر فلا زال في بدايته، رغم أنه الأكثر تأثيرا في الرأي العام.
* ما رأيك في الانفتاح السمعي البصري …وظهور القنوات الخاصة …ألم تفكر في خوض التجربة …؟
– للأسف، النشاط السمعي البصري، وقع في الفوضى التي وقعت فيها الصحافة المكتوبة، لأن الانفتاح أو بالأحرى الانفجار الفضائي حصل قبل صدور القوانين الضابطة له، وأملنا أن يتم استدراك الوضع في أقرب الآجال، وتلك هي مهمة سلطة ضبط السمعي البصري. فكرت في الالتحاق بالسمعي البصري، وكانت لي بعض التجارب، إلا حداثة تجربة السمعي البصري وتخبطها في الفراغات القانونية جعلنا نتريث قليلا، طالما أن الظهور في الشاشة ليس هو غايتنا وهدفنا الأول.
* يعاب على الصحفيين عدم تكتلهم في نقابة قوية…كنت من مؤسسي الفيدرالية….حدثنا عن التجربة….وكيف انتهت؟
– الصحافيون يتحملون جانبا من التقصير في عدم التكتل في إطار نقابي يحمي حقوقهم المهنية والاجتماعية، لكن القسط الأكبر من المسؤولية يقع بلا شك على عاتق الوصاية، التي ينبغي عليها توفير الظروف المناسبة (المعنوية والمادية) كي يقبل رجال ونساء المهنة على ممارسة العمل النقابي، أما في ظل الظروف القائمة حتى الآن فلا أعتقد أن هناك من له الاستعداد كي يضحي بوقته وجهده، لأجل المهنة، بحكم الضغوط الكبيرة المفروضة على الصحافيين في قاعات التحرير وخارجها.
* كنت قياديا في الفيدرالية الوطنية للصحفيين التي تم تجميد نشاطها، هل يمكن إعادة بعثها ؟
– حديث وزير الاتصال عن تفعيل الفدرالية الوطنية للصحافيين، مبدئيا هو مبادرة مشجعة، لأننا أول مرة نسمع تصريحا من وزير القطاع حول وضعية هذه الفدرالية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وحتى النقابات الأخرى الموجودة، ولذلك نتمنى أن يمضي الوزير في مبادرته مع المركزية النقابية، التي رفضت إلى يومنا هذا عدة طلبات تقدم بها أعضاء المجلس الوطني للفدرالية، من أجل إعادة هيكلتها وتنشيطها من جديد.
* عادت ظاهرة هجرة الإعلاميين في السنوات الأخيرة..على غرار ما كان في التسعينيات…ما السبب برأيك…وهل آفاق النجاح في الخارج متاحة أكثر من الداخل ؟
– الإعلامي، رجل مثقف، وإطار أمة، وعلى درجة كبيرة من الوعي مما يدور حوله، وهو حامل رسالة نبيلة، ولا يحتمل الركون للرداءة، لذلك فهو يستغل أول فرصة تتاح له كي يحقق وجوده، ومسألة هجرة الكفاءات لا تقتصر فحسب على الصحافيين فهي تمس كل القطاعات، وهي نتيجة حتمية لاحتكار الثروة وسوء توزيعها بين فئات المجتمع.