* "لنخدم السينغال" هو شعار رفعته جمعية خيرية أنشأتها زوجة الرئيس السينغالي السيدة مريم فال سال لتحسين معيشة السنغاليين، حيث ركزت اهتمامها على الصحة والطفولة. فلدى زياراتي المتكررة إلى هذا البلد، التقيت بالسيدة الأولى، فهي شخصية مثيرة للجدل،كونها استطاعت وفي وقت قصير أن تحقق ما عجز عنه الكثيرون من أبناء الوطن الواحد. فقد كان لي شرف الاطلاع على تجارب مؤسستها الخيرية التضامنية وبرامجها المتميزة في تنمية الفرد من خلال تشيد مدارس لتعليم المجاني وإنشاء مؤسسات وورشات اقتصادية لتخفيف من البطالة من جهة، ومن جهة أخرى تشجيع الاستثمار في مجال السياحة، فالتعليم يعد من الأولويات التي تولي لها اهتماما كبيرا، فقد استطاعت افتكاك الصدارة والظفر بعدة أوسمة منافسة بذلك نساء افريقيا الغربية. إنجازاتها ونشاطاتها الإنسانية تتسم بالتسامح والمحبة والكثير من التواضع وحفظ كرامة الفرد، ناهيك عن دعمها للرئيس مباكي سال أثناء خوضه غمار الانتخابات وفوزه الكاسح على غرمائه. مريم هي المرأة المسلمة من أسرة متعلمة ومحافظة، امرأة رغم ما قيل عن احتكارها للسلطة وتدخلها في شؤون السياسية للبلاد، إلا أنها وبدون منازع، تعتبر من أشد النساء صرامة، حكنة ودهاء. وهو ذات الحال بالنسبة لزوجة الرئيس عبد الضيوف، الذي تشرفت في الإلتقاء به في إحدى زيارتي لدكار في عام ( 2006 )، على هامش احتفال بلده بعيدها الوطني، كان متزوجا بفرنسية السيدة ففيان ضيوف، والتي كانت ترأس هي الأخرى جمعية خيرية" تنمية وتربية "، التي عملت من أجل السنغال أيضا، فرغم أنها مسيحية لاحظت في مكاتبها أنها تعلق في إحدى جدرانها صورة لشيخ أحد الطروق التيجانية كرمز لمباركة أعمالها، التي تتحكم في مفاصيل الحكم بالسنغال، فمباركتهم شرط ضروري غير معلن لكل مترشح لأي وظيفة انتخابية، إلى جانب الطريقة الموريدية التي لها تأثير أيضاً في الحياة اليومية للسنغاليين.فالسيدتين رغم اختلاف توجههما الديني إلا أن عشقهما لخدمة بلدهما رشحهما لأن تكونا من أبرز السيدات بإفريقيا في ترقية العمل التطوعي الإنساني الذي تذوب معه كل الفوراق بجميع أطيافها من أجل تنمية الوطن وتكريس مبدأ المساواة، فالسينغال منارة للتعايش في إفريقيا وفسيفساء للتسامح الديني.