م. ي قالت مصادر جد مطلعة ل"الحوار" من تونس أن لقاء هاما جرى ليلة أول أمس، بين الرئيس التونسي قايد السبسي ووزير الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة. وبحسب مصادر "الحوار" فإن الأخير أبلغ السبسي رسالة مهمة من القيادة الجزائرية تتعلق بالطلب الذي تقدمت به أمريكالتونس صبيحة اليوم عندما طلبت من تونس كما من باقي دول شمال افريقيا وبشكل مباشر قبول إقامة قاعدة عسكرية بحجة المساعدة في مكافحة الإرهاب. وقالت مصادر "الحوار"، إن "لعمامرة أبلغ رسالة شديدة اللهجة للقيادة التونسية بخصوص رغبة أمريكا في إقامة قاعدة عسكرية في شمال افريقيا وبالضبط في تونس"، وقال لعمامرة، مثلما استفيد من مصادرنا أنه "يتعين على تونس أن تختار بين القاعدة العسكرية الأمريكية أو العلاقات مع الجزائر، خاصة أن الجزائر بقيت عقودا من الزمن تكافح الإرهاب وتقاوم الضغوط الأجنبية لإقامة قواعد عسكرية على أراضيها أو على حدودها. تونس وتحت الضربات المتوالية للجماعات الإرهابية ولأنها تنقصها الخبرة في مواجهة هكذا ظروف وجدت في العروض الأمريكية بعض الاستحسان، وبموقف الجزائر ستكون تونس مخيرة بين نارين أمام التضحية بعلاقتها مع الجزائر أو مع أمريكا خاصة في مواجهة الإرهاب. ومعروف موقف الجزائر منذ عقود في رفض الابتزاز الغربي وبخاصة الأمريكي الساعي إلى إقامة قواعد عسكرية استخباراتية بحجة المساعدة في مكافحة الإرهاب، ويرى المراقبون أنه يتعين على تونس الاستماع إلى خبرة الجزائر والوثوق في أن هذه القواعد العسكرية الأجنبية هي انتهاك للسيادة لا يمكن قبوله على الإطلاق. هذا وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أول أمس، نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، عن تقدم الولاياتالمتحدة بطلب لدول في شمال إفريقيا لاستقبال طائرات بدون طيار لتعزيز مراقبتها لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وأنها تجري مباحثات بشأن ذلك، دون أن تحدد الصحيفة الدول المعنية بالطلب، علما أن الدول التي يرجح أنها معنية بالطلب الأمريكي هي مصر وتونسوالجزائر والمغرب، مع استبعاد ليبيا لأنها المستهدفة بالعملية ولعدم توفر الشروط الأمنية للاستقبال. ونقل عن المسؤول قوله إن مثل هذه القاعدة ستساعد الولاياتالمتحدة على سد النقص في قدرتنا على فهم ما يجري في المناطق الخاضعة لنفوذ الدولة الإسلامية، وخاصة في ليبيا، مؤكدة أن طلعات الطائرات ستعطي الجيش ووكالات المخابرات الأمريكية معلومات مباشرة عن أنشطة التنظيم. ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين كبار أنه لم توافق أي دولة في شمال إفريقيا إلى الآن على منح الحق في استخدام إحدى القواعد، مرجحين أن أي منشأة من هذا القبيل ستكون قاعدة موجودة تحت سيطرة الدولة المضيفة، مع حصول الولاياتالمتحدة على إذن بوضع طائرات بلا طيار هناك إلى جانب عدد محدود من العسكريين. وقد اعترف مسؤولون أمريكيون بأنهم لا يملكون معلومات كثيرة عن تلك الأنشطة اليوم، لأن القواعد الحالية بعيدة جدا ما يتعذر معه دقة المراقبة، فالمسافات الطويلة التي على الطائرات من دون طيار التحليق أن تقطعها تحدَ من مقدار الوقت الذي يمكن أن تنفقه في مراقبة المسلحين في ليبيا قبل عودتها للتزود بالوقود والخضوع للصيانة، وفقا لما أورده التقرير.