ينتظر أن تحتضن العاصمة المالية بماكو بداية من يوم الخميس المقبل 19 فيفري و إلى غاية 21 من الشهر ذاته فعاليات ندوة دول الساحل حول الأمن، والذي ينتظر أن تناقش عدة قضايا متعلقة بتوفير الأمن في منطقة الساحل، واتخاذ تدابير مشتركة لمحاربة الإرهاب، كما سيعرف هذا اللقاء حضور قادة عدة دول من بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وذكرت تقارير إعلامية مالية أن هذا الموعد الهام بالنسبة للدول المعنية سيتطرق إلى ملف السلم والأمن في منطقة الساحل، مضيفة أن فعالياته ستجرى أيام 19 و20 و21 فيفري الجاري، ومبينة أن هذه الندوة رغم تطرقها إلى مشكل التنمية والتعاون بين دول الساحل الإفريقي، إلا أنها ستركز على الجانب الأمني بالمنطقة. وحول الطرق الكفيلة باتخاذ تدابير كفيلة بمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، وتأمين الطرق والمعابر، خاصة في ظل استمرار التدهور الأمني الذي تعيشه كلا من مالي والنيجر سواء بسبب جماعات المتمردين الطوارق الذين لازالوا في نزاع مع حكومتي البلدين، أو ما تعلق منه من اتخاذ الجماعات الإرهابية وقطاع الطرق للأراضي المالية والنيجرية مكانا لتموقعها، ولتنفيذ عمليات ذات صدى إعلامي تحاول من خلاله الادعاء بأنها لازالت ذات تأثير في المنطقة. وفي هذا الصدد، لا تزال إلى الآن أخبار أربعة سائحين أوروبيين وهم سويسريان وألمانية وبريطاني منقطعة بعد أن اختطفوا في 22 من شهر جانفي الماضي، بالقرب من الحدود النيجرية المالي خلال عودتهم من حضور حفل بدوي بمالي، وذلك وسط توقعات تقول إن الجهة التي اختطفتهم هي الجماعات الإرهابية النشطة بمنطقة الساحل ودول شمال إفريقيا، وهو ما يجعل هذه القضية من بين الملفات التي سيتدارسها المشاركون في ندوة بماكو، خاصة وأن بعض الدول المشاركة قد لعبت دورا من قبل في إطلاق الرعيتين النمساويتين اللتين اختطفتا من تونس العام الماضي وهُربا إلى مالي من طرف جماعات إرهابية.وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر إعلامية مالية أن الرئيس المالي أمادو توماني توري قد تلقى تأكيدات من قادة خمس دول لحضور اجتماع بماكو، مشيرة إلى أن هؤلاء الرؤساء هم، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والقائد الليبي معمر القذافي، ورئيس بوركينفاسو بليز كومبواري، وكذا تانديا رئيس النيجر، وإدريس ديبي رئيس التشاد، فيما يبقى التمثيل الموريتاني بهذه القمة غير واضح خاصة بعد أن جدد الاتحاد الإفريقي في دورته الأخيرة المنعقدة بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا أنه لن يعترف بالحكومات الواصلة إلى الحكم بطرق انقلابية، ما يجعل مشاركة رئيس المجلس العسكري في موريتانيا محمد ولد عبد العزيز الذي يدير دواليب السلطة في نواقشط حاليا من الأمور غير المؤكدة. ويشار إلى أن عقد اجتماع بماكو كان من المقرر أن يعقد خلال شهر جويلية للسنة الماضية، ثم تأجل إلى شهري أكتوبر ونوفمبر من العام نفسه، إلا أن أجندة قادة الدول المشاركة في هذه الاجتماع حالت دون عقده خلال تلك الفترة، كما أن إجراء هذه الندوة يأتي استكمالا لاجتماع وزراء الخارجية الذي جرى في 11 نوفمبر الماضي وحضره عن الجزائر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل.