أكد الرئيس المالي أمادو توماني توري أن الجزائر كان لها فضل كبير في إعادة الأمن إلى شمال بلاده، مشيرا إلا أن العلاقات جيدة بين البلدين، معلنا في الوقت ذاته أن تاريخ عقد قمة دول الساحل حول السلم والأمن سيحدد في غضون الأيام القادمة، مجددا رفضه دفع الفديات للإرهابيين لإطلاق الرهائن. وأوضح توماني توري في مقابلة أجرتها معه مجلة ''جون افريك'' أن الجزائر وبماكو تجمعهما علاقات سياسية جيدة، ولا وجود لسوء تفاهم بينهما، فحتى ما كان سابقا حول بعض جوانب الملف الأمني، قد تم طيه من خلال التقاء ضباط جزائريين بنظرائهم الماليين لدراسة وجهات النظر المتعلقة بالقضايا الأمنية في دول الساحل والصحراء. وجدد الرئيس المالي شكره للجزائر على الدول التي قامت به في إنهاء الخلاف الذي كان بين الحكومة والمتمردين الطوارق، مشيرا إلى أن اتفاقية الجزائر الموقعة في جويلية 2006 كانت الأرضية التي مكنت من تفاهم السلطة والاتفاق مع متمردي حركة تحالف 23 ماي من أجل التغيير، ومؤكدا في هذا الشأن على الدور الذي قامت به الوساطة الجزائرية، وفي مقدمتها الرئيس بوتفليقة الذي يوصف عادة أنه يعرف مالي أحسن من الماليين، على حد قول توماني توري الذي أضاف أن الجزائر تقدم مساعدات أخرى لبلاده من خلال استقبال الطلبة الماليين بجامعاتها ومعاهدها. وقال المتحدث ذاته أن عودة الأمور إلى نصابها بالشمال المالي تتطلب فترة زمنية، كون أن حل المشاكل العالقة بسبب النزاع الذي مس كثيرا من السكان لن يكون إلا بتحريك عجلة التنمية بهذه المناطق . وبخصوص موضوع قمة دول الساحل للسلم والأمن التي تأجلت عدة مرات رغم أنها كانت مقررة في سبتمبر 2007 ، قال رئيس مالي أن كافة رؤساء دول المنطقة من موريتانيا إلى السودان ملتزمة بفكرة عقد هذه القمة، وأن موعد اجتماع القادة سيحدد في غضون الأيام المقبلة، مع الأخذ بعين الاعتبار أجندة كل واحد منهم، مشددا على التوضيح أن جميع القادة يتقاسمون وجهات مشتركة بخصوص هذا الموضوع. وفي رده على سؤال متعلق بنشاط الجماعات الإرهابية النشطة ببلاده خاصة من تسمي نفسها ب''القاعدة في بلاد المغرب''، قال المسؤول ذاته أن حرب بماكو ضد الإرهاب قد وصلت مرحلة اللاعودة، مشيرا إلى أن الجيش الحكومي قد بدأ ملاحقة هذه العناصر بعد اغتيال العقيد لمانا، ومبينا أن مكافحة هذه الجماعات يتطلبا تعاونا مع كثير من الدول لأن الأمر يتعلق بعناصر متحالفة مع مهربي السجائر والمخدرات، وموضحا بان بلاده تحارب هذه الظاهرة ميدانيا، وتعمل على إنقاذ حياة الرهائن المختطفين، إلا أنها ترفض دفع أي فدية للجماعات الإرهابية. باماكو تعتزم شن هجوم واسع على الجماعات الإرهابية بمشاركة عدة دول منها الجزائر تعتزم الحكومة المالية أن تشن خلال الأيام القادمة هجوما واسع النطاق ضد الجماعات الإرهابية بمشاركة عدة دول من بينها الجزائر . ونفلت أمس وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدرأمني مالي، رفض الكشف عن اسمه، أن عملية هجوم كبيرة ستقوم بها مجموعة من الدول بمنطقة الساحل والصحراء الإفريقية ضد التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه اسم ''القاعدة في بلاد المغرب'' ، مردفا بالقول ''نحن نحضر عملية ضد السلفيين في منطقة الساحل بمشاركة عدة دول كالجزائر''. وأضاف المصدر ذاته بالقول '' لقد اعددنا المواد الضرورية ''، لامشيرا إلى أن مالي قد تلقت معدات عسكرية من الجزائر. ومن جانبه ، قال الرئيس المالي في تصريح للوكالة ذاتها أن بلاده تعتزم القيام بمكافحة شاملة ضد الإرهاب، مضيفا أن هذه العملية ستكون بمعونة دول الساحل .