غانم. ص تقبع بلدية الغيشة بين أحضان جبال عمور "بني راشد سابقا" من جهة ومن جهة أخرى بين تجاعيد جبال القعدة التاريخية ضمن سلسلة جبال الأطلس الصحراوي، تحدها شمالا بلديتا آفلو وسبقاق، ومن الغرب بلدية تاويالة، وجنوبا بلديتا تاجرونة وعين ماضي، ومن الشرق بلديتا وادي مزي، ووادي مرة انبثقت عن التقسيم الإداري لسنة 1984، يزيد سكانها عن 10 آلاف نسمة تجمع بين طياتها العديد من المميزات التي تكاد تنفرد بها من حيث التاريخ والآثار والسياحة والفلاحة. طوى الزمان على بلدية الغيشة أجنحته وخيمت عليها العزلة والنسيان فتجاهلها الناس وقتا طويلا كما طالت أيدي العابثين والمخربين آثارها ورسوماتها كادت تؤدي بها إلى الاندثار والزوال، إلا أن الطفرة التنموية والصحوة الثقافية والسياحية نفضت عنها الغبار وردت لها الاعتبار لتصبح بذلك مقصدا للتنزه والراحة وصيد طائر الحسون وأنواعا من الببغاوات الصغيرة والشحارير بعد أن كادت تمحى من الذاكرة لتدخل سجل الغفلة والنسيان، كما تمتاز بمناظرها الخلابة وبساتينها الغنية الغناء التي ظلت طويلا معرضة للتلوث بالمياه القذرة والاعتداءات المتكررة.
مخطوطات حجرية وقصور غير مستغلة في الاستثمار السياحي
توجد ببلدية الغيشة مخطوطات حجرية أخرى غير مصنفة على طول الخط الممتد من ترقلل إلى فايجة السبع ثم الرصفة "الصفيصفة" ثم الغيشة والرحى. وتمتد سلسلة الآثار على مسافة 08 كلم في شكل نقوش حجرية تعكس آثار الحضارات التي عرفتها المنطقة. كما توجد بها مغارات وعرة وقصور كقصر الفروج وقصر الأحمر كما توجد بها نحوت لناقة حجرية إضافة إلى قصر الغيشة القديم منازله عبارة عن مخازن وأفران لصهر الجبس. ويوجد بالغيشة معلم تاريخي اتخذ مكتبا حربيا من طرف الاستعمار. وهناك معالم لازالت مجهولة نظرا لوعورة المناطق الجبلية. وتعد المنطقة غنية ببساتينها ومناظرها الخلابة حيث تجلب لها المئات من السياح سنويا. وأهمها منطقة الرحى ذات الشلالات والأودية والضلال الوارفة. لكن تبقى هذه المعالم عرضة للإهمال والتخريب، خاصة الآثار كما تبقى المعالم السياحية تفتقر لأدنى محفزات السياحة باستثناء المياه المتدفقة على الدوام التي تقصدها مئات الأنواع من الطيور وعشرات الحيوانات البرية للعيش بقرب المياه والهدوء. وحسب إحصائيات مقربة أن المنطقة تستقبل مع نهاية كل أسبوع ما يقارب 800 سائح وفي بعض الأحيان تتوافد الرحلات المدرسية والجامعية ما يجعل عدد السياح يتجاوز ال 1000 خلال فترة العطلة الصيفية، فضلا عن الفرق الكشفية التي تخيم بها على امتداد فصل الصيف بهدف التدريب والسباحة والسياحة والتكوين الكشفي، ونتيجة لهذه الخصوصيات والاعتبارات المميزة خصصت ولاية الأغواط ضمن مخططها لعام 2010 أكثر من 300 مليون دج لدراسة وإنجاز الطرق الذي يربط منطقة الرحى بمقر البلدية الغيشة على مسافة 04 كلم مع رصد غلاف مالي آخر قدر ب 01 مليون دج لدراسة وتخطيط دار للإقامة الهدف منها استثمار منطقة الرحى في الجانبين السياحي والثقافي لما تتوفر عليه من مناظر خلابة يمكن استثمارها لرفع مداخيل البلدية، إلا أن هذه المخططات لم تنقذ لحد الآن.
قصور الغيشة عرضة للتخريب والاندثار تشتهر الغيشة بقصورها التاريخية المنتشرة ومعالمها الأثرية المختلفة ومنها بقايا سور قصر الزناخرة بالغيشة وآثار قصور الردادة كقصر الفروج وقصر داردز، إلى جانب القصر الأحمر والقصر الأبيض بالطريفية وقصر الغيشة القديم وقصر بني راشد في شمال الغيشة والنقوش الصخرية بالرحى والخطارة التي تحتل أكثر من 05 مواقع والنقوش الصخرية قي الصفصافة التي اتخذت منه منظمة "اليونسيف" شعارا لها، ومنطقة الرحى كما تتميز الغيشة بمناظرها الرائعة وطبيعتها الخلابة وشلالات مياهها المتدفقة من أعالي الجبال وسواقيها الجارية التي اعتمد فيها نظام ري الحدائق والبساتين.