احتشد مئات الألوف في شوارع مدينة برشلونة الجمعة في مظاهرة تطالب بالاستقلال عن إسبانيا قبل أسبوعين من انتخابات لبرلمان إقليم كتالونيا يأمل دعاة الانفصال في الحصول على أغلبية مقاعده. وبدأت الحملة الدعائية للانتخابات المزمع إجراؤها في 27 سبتمبر الجاري في نفس اليوم الذي يصادف عطلة العيد الوطني الكتالوني الذي طالما استغله الانفصاليون طوال السنوات الماضية في حشد مئات الألوف للمطالبة بإقامة دولة أوروبية جديدة في الإقليم. وقدرت شرطة برشلونة أعداد المشاركين في المظاهرة بنحو 1.4 مليون شخص، لكن وزارة الداخلية الإسبانية قالت إنهم يتراوحون بين 520 و550 ألف. وخاطب المرشح الأوفر حظا على قائمة كتلة الأحزاب المؤيدة للانفصال الصحفيين قائلا إن الانفصاليين يريدون تنظيم استفتاء على الاستقلال حتى يستطيع الناخبون الكتالونيون التعبير بشكل مباشر عما يعتمل في دواخلهم. وقال المرشح راؤول روميفا إن "السبيل الوحيد لمعرفة ما يريده المواطنون هو عبر الانتخابات في 27 الجاري"، ذلك لأن الحكومة المركزية في مدريد ظلت ترفض الاستفتاء. وتحتاج الأحزاب المنادية بالاستقلال عن إسبانيا إلى 68 مقعدا من إجمالي 135 مقعد في البرلمان من أجل منح قضيتهم زخما. وتظهر استطلاعات الرأي أنهم في طريقهم للظفر بأغلبية ضئيلة. ويقول دعاة الانفصال إن من شأن فوزهم في الانتخابات أن يمنح نواب البرلمان تفويضا للشروع في صياغة دستور لإقليم كتالونيا والسعي إلى الدخول في مفاوضات مع الحكومة المركزية بشأن الانفصال. ويرى هؤلاء أن إعلانا من جانب واحد لاستقلال الإقليم الصناعي الواقع في شمال شرقي إسبانيا بتعداد سكانه البالغ 7.5 ملايين نسمة والذي يستحوذ على 18٪ من إنتاج البلاد الاقتصادي قد يتبناه البرلمان بحلول عام 2017. وتطالب كتالونيا منذ 2012 بتنظيم استفتاء على غرار الاستفتاءين على سيادة كيبيك كبرى المقاطعات الكندية (1980 و1995) واستقلال أسكتلندا عن بريطانيا (2014) واللذين فاز فيهما الرافضون. ورد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي (محافظ) بأنه لن يقبل إطلاقا مثل هذا الاستفتاء الإقليمي، مؤكدا أنه يعود للإسبان بمجملهم أن يبتوا في وحدة بلادهم. ق- د