استطاع علي بن فليس الحصول على اعتماد حزبه بعد أربعة عشر شهر من الانتظار و الترقب في ما يشبه "مسيرة محارب" حسب العبارة التي استخدمها أول أمس في ندوته الصحفية التي كشف فيها عن الخطوط العريضة التي سيسير بها حزبه في قادم المحطات ، ولو سلمنا بالأرقام التي قدمها بن فليس عن انخراط أكثر من ثلاثين ألف مناضل في حزبه في انتظار ثلاثين ألف أخرين قبل نهاية السنة الجارية،فمن الطبيعي اعتبار طلائع الحريات معطى جديد و قوي في ساحة سياسية عرفت تعويما عدديا غير مسبوق. سيجد رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس نفسه أمام خيارين أحلاهما مر،في قادم المحطات الانتخابية بداية من تشريعيات ومحليات 2017 التي تمنح خيارين أمام المولود الحزبي الجديد ، أولها الدخول في معركة الصندوق و التقدم بقوائم انتخابية في كافة ربوع الوطن و هذا للتموقع بأسرع وقت ممكن خاصة أمام المنافسة الشرسة التي سيجدها الحزب من طرف أحزاب الأغلبية و حتى شركاء المعارضة و على رأسهم حركة مجتمع السلم والتجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية ، أو مقاطعة الانتخابات على أساس افتقادها للنزاهة المطلوبة ،و السؤال الفاصل هنا هو إلى أي مدى سيلتزم علي بن فليس وكذا جميع أعضاء هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة بشرطهم الأساسي المتمثل في تنصيب لجنة مستقلة لتنظيم ومراقبة الانتخابات ،من أجل ضمان حياد الإدارة و تحقيق أبسط شروط المنافسة النزهية ،ففي حال رفضت السلطة مرة أخرى تنصيب هذه الهيئة سيجد رئيس الحكومة الأسبق نفسه في حرج حيث سيختار بين الالتزام بالمتفق عليه داخل تكتل المعارضة ما يعني تضييع فرصة ثمينة للدخول الحقيقي في المعترك السياسي ،وكذا تخييب أمال الإطارات التي تنتظر خوض غمار الانتخابات. أو ستغلب المصلحة الحزبية و يقرر حزب طلائع الحريات خوض هذه الانتخابات بدون هيئة مستقله للمراقبة و التنظيم ،ما سيعجل بردود أفعال قوية من طرف الأحزاب المعارضة الأخرى ، وفي هذا السياق كان قد صرح سفيان جيلالي ل"الحوار" بأن حزبه "سيلتزم بعدم المشاركة في حال لم تتوفر الشروط التي نادت بها المعارضة مؤكدا أنه مازال يسعى إلى إقناع شركائه بتوقيع ميثاق شرف يلزم الجميع كتابيا بتوحيد الكلمة و عدم تشتيت التوجهات ما قد يرهن مستقبل المعارضة التي استطاعت التوحد رغم الاختلافات الأيدلوجية". و قد تجلى من خطاب حزب طلائع الحريات سواء عند قياداته أو لدى القواعد على صفحات التواصل الاجتماعي بأن الحزب يريد التأكيد بأنه أحدث قطيعته مع النظام السياسي القائم و هذا في محاولة لاستباق التهم و الانتقادات التي تطال الحزب نظرا لتواجد مئات الكوادر السابقة للنظام في الصفوف الأولى للطلائع ما يجعلهم حسب أكثر من تحليل "مسؤولين مباشرين على الوضعية التي ينتقدونها الآن" .و في نفس السياق ركز رئيس الحزب علي بن فليس في خرجته الأخيرة أكثر من مرة على معارضته للنظام الحالي منذ 2003 .ويبقى المستقبل وحده كفيلا لإظهار الوزن الحقيقي لحزب طلائع الحريات على الساحة السياسية. جعفر خلوفي