يدشن رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، حملة مقاطعته للانتخابات التشريعية يوم السبت من منطقة القبائل تحديدا من ولاية بجاية، وهذا في الوقت الذي انتهت فيه الأحزاب المتنافسة للاستحقاقات التشريعية من إيداع ملفات ترشحها وتستعد فيه لخوض الحملة الانتخابية التي تنطلق يوم 3 أفريل. بعد أكثر من شهر من الاختفاء عن الأضواء، اختار رئيس طلائع الحريات منطقة القبائل ليعيد الترويج للأسباب الخاصة بمقاطعته للانتخابات التشريعية القادمة، تقديرا منه أنها ليست حلا سياسيا مناسبا للبلاد، وأن نتائجها محسومة سلفا وأن التزوير سيكون اللاعب الأساسي في صنع نتائجها. وقد تلقى مناصرو الطلائع، وأعضاء اللجنة المركزية للحزب، دعوات لحضور التجمع الشعبي الذي ستحتضنه القاعة الزرقاء بولاية بجاية، حيث سيكون أول تجمع شعبي معارض في خضم استعداد الأحزاب المعارضة لخوض غمار الحملة الانتخابية. وعلى الرغم من أن بن فليس يلتقي مع الأحزاب المعارضة المنخرطة في إطار تنسيقيات الحريات الديمقراطية، على ضرورة التغيير السياسي ووجود أزمة متعددة الأبعاد، غير أنه يختلف معها في نقطة المشاركة في الانتخابات التشريعية، حيث يعتبرها لا توفر الحل الأنسب للانسداد الموجود، وفي الوقت الذي تصر فيه تشكيلات أخرى مثل الأفافاس والأرسيدي والأحزاب الاسلامية المنتمية جميعها للمعارضة على ضرورة المشاركة في الانتخابات ومحاربة ثقافة تيئيس المواطن مهما كانت الظروف. ومما لاشك فيه هو أن خطاب بن فليس يتعارض فيه مع شركائه في المعارضة، خاصة وأنه اختار ولاية معروفة بالاحتشام في المشاركة الانتخابية لتدشين أول تجمع شعبي له تزامنا مع دخول المشاركين من المعارضة خط التحضيرات المتقدمة للحملة الانتخابية. وعلى العموم يرى المتابعون للشأن السياسي أن مقاطعة بن فليس للانتخابات التشريعية، ليس مرتبطا كما يزعم بانعدام النزاهة في الانتخابات لأن ذلك قناعة مترسخة، حتى لدى أقدم الأحزاب المعارضة التي اختارت المشاركة مثل الأفافاس، وإنما مرتبط بحظوظه القليلة جدا في الفوز بمقاعد مشرفة في الانتخابات التشريعية القادمة.