مليكة ينون ناشد سكان الأقبية والأسطح المتواجدة بالعاصمة السلطات المحلية والولائية بإدراجهم ضمن عمليات الترحيل، مهددين بالاحتجاج في حال ما استثنوا من العملية، باعتبار، كما ذكروا ل الحوار ، حالهم داخل هذه البيوت شبيهة بحال البيوت القصديرية التي رحّل قاطنوها إلى سكنات لائقة. وكشف سكان أقبية باب الزوار الذين استثنوا من الترحيل الأخير، عن مخاوفهم الشديدة من أن يظلوا مهمشين من قبل السلطات المحلية وأن لا تحمل ظروفهم الاجتماعية داخل هذه الأقبية على محمل الجد ومن أن يستثنوا من أي مشروع يعني الترحيل إلى سكنات لائقة. أكثر من هذا، يخشى السكان إقصاءهم من مشاريع الترحيل على اعتبار أنهم يقطنون في سكنات بعيدة عن الأنظار، لا تشوه الأحياء، ما قد يقلل من حظوظهم في الاستفادة من سكنات اجتماعية ويجعل بقاءهم في هذه الأقبية يطول. ويؤكد السيد (ب.س) ل " الحوار" أنه يعمل بالبلدية بيد أنه ولسوء حظه لم يستفد من أي مشروع سكني مع أن ملفه مستوفى الشروط و يعيش ظروفا صعبة داخل أقبية، بل أكثر من هذا فأطفاله معرضون في أي لحظة للإصابة بأي مرض مزمن سيما مرض الربو والذي افتك بغالبية سكان الأقبية. ليضيف جاره " إننا نعاني داخل هذه الأقبية منذ أن دخلناها مجبرين هروبا من ضيق السكن العائلي ومن الشارع ومع أننا رفعنا تظلمنا على مستوى الجهات المعنية التي أبدت تفهمها ووعدت بضمنا لأي مشروع سكني، وأرسلت بأعوانها للقيام بتحقيق تفقدي على مستوى الحي وسجلت ما سجلته بشأن عدد الأقبية التي تفتقر لكل مرافق الحياة، إلا أن ذات المصالح نراها تتجاهلنا وترفض أن تقف وقفة جدية عند تطبيق وعودها على أرض الواقع"، ليضيف " استثنينا من الترحيل الأخير ونحن متخوفون من أن نقضي كل حياتنا في هذه الأقبية التي تفتقد لأدنى شروط الحياة، والتي تهدد كل الأفراد الذين يدخلونها بمرض الربو، لذا نقول لزوخ لا تنسانا".
* سكان أسطح باب الواد "لن نصمت إذا حرمنا من الترحيل"
المعاناة نفسها يتخبط فيها سكان الأسطح في بيوت ضيقة ومنعدمة فيها كل الشروط الحياة، فهي عرضة للحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف وللبرودة الشديدة خلال فصل الشتاء، ما عرض سكانها إلى أمراض هم في غنى عنها، سيما وأنهم من محدودي الدخل. وهددت العائلات القاطنة بالأسطح بالتحرك بقوة في حال حرموا من عمليات الترحيل الواسعة التي باشرتها الولاية منذ جوان الفارط، وقال بعض محدثي الحوار، من سكان أسطح باب الوادي لن نبقى صامتين ولن نبقى مكتوفي الأيدي، سنتحرك بكل ما أوتينا من قوة إذا همشتنا الجهات المعنية ولم ترحلنا إلى سكنات لائقة، مثلما رحل قاطنو البيوت القصديرية، لأن البيوت التي نعيش فيها منذ سنوات طويلة لا يختلف حالها عن حال البيوت القصديرية، فهي تفتقد لأدنى الشروط الحياتية وتهدد صحتنا وحياتنا كلها . وتقول السيدة (ن، ب) تقطن منذ أكثر من 30 سنة بسطح إحدى عمارات باب الواد، حياتنا في الأسطح لم تعد تحتمل. بيوت ضيقة فوق عمارات يعود تاريخها إلى عهد الاستعمار، والدليل تلك التصدعات والتشققات التي ملأت الجدران والأسقف، دون الحديث عن الرطوبة العالية التي يعاني منها السكان والتي عرضتنا لأمراض صدرية وتنفسية خطرة، وكذا الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف، لذا ما الفرق بيننا وبين سكان البيوت القصديرية . وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها سكان الأسطح والأقبية، يناشد هؤلاء السلطات المحلية ووالي العاصمة زوخ، بضرورة إدراجهم في عمليات الترحيل، محذرين من مغبة تجاهلهم، باعتبارهم سيخرجون إلى الشارع.
* السكن الهش بالعاصمة: إعادة إسكان أكثر من 8.000 عائلة هذا، وحسب الوالي، سيتم إعادة إسكان أكثر من 8.000 عائلة تقطن بمواقع هشة بولاية الجزائر العاصمة، خلال شهر أكتوبر الجاري، في إطار مكافحة السكن الهش، حسبما وعد به والي العاصمة، عبد القادر زوخ. وأكد زوخ أنه"خلال شهر أكتوبر باشرت الولاية برنامج إعادة إسكان سيخص أكثر من 8.000 عائلة تقطن بأكبر المواقع الهشة المتواجدة في إقليم الولاية"، وفي مرحلة أولى تخص هذه العملية 3.650 عائلة تقطن بستة أحياء قصديرية". وتواجه السلطات المحلية تحديا كبيرا، بحيث أنه منذ إطلاق برنامج امتصاص السكن الهش في جوان 2014 نظمت الولاية إعادة إسكان 4.000 عائلة في الشهر كحد أقصى، بسبب صعوبة عمليات إعادة الإسكان. وبوشرت العملية ال19 لإعادة الإسكان أمس، لفائدة 3.650 عائلة أغلبهم (2.501) يقطنون بأكبر حي قصديري بالعاصمة "الرملي" ببلدية جسر قسنطينة. كما سيستفيد منها سكان الحي القصديري "الباخرة المحطمة" ببرج الكيفان (461 عائلة)، و موقع "المنبع" ببوروبة (490 عائلة)، حسب بيان للولاية. وتم تحويل العائلات إلى موقعي استقبال حي 1588 سكن بسي مصطفي بولاية بومرداس، وحي 3555 سكن بمفتاح بولاية البليدة. وبهذه العملية ال19 ستكون الولاية قد وزعت 23.199 سكن اجتماعي إيجاري لفائدة العائلات التي تقطن بالمواقع الهشة. ويتضمن برنامج امتصاص السكن الهش لولاية الجزائر العاصمة، أكثر من 84.000 سكن، في حين أن عدد العائلات المعنية بإعادة الإسكان يقدر ب72.000 عائلة، حسب عملية الإحصاء التي أجريت في جويلية 2007 وتم تحيينها في جويلية 2013.