بقلم: عبد الله لالي " ذكرني المؤلّف الصّديق الكريم الصّحفي الشاب المتقد حماسة ونشاطا بالمؤلّفين والكتّاب القدامى الذين يبتدئون التأليف في سنّ مبكرة، ولا يأتي عليهم عقد أو عقدان من الزمن إلا ويصبحوا من الكتّاب الموسوعيين، الذين يدهشونك بسعة اطلاعهم وغزارة معرفتهم، وكثرة إحاطتهم.. ولعلّ هذا الكتاب لصديقنا الصّحفي البارع رمضان نايلي، قطرة الغيث التي ستنهمر قريبا إن شاء الله تعالى.. حوارات في الفكرِ والأدبِ والثَّقافة، الكتاب الأوّل الذي طُبع للمؤلّف وقد أبان فيه عن براعة يراع وذائقة فنّان وموهبة كاتب صحفي، يعرف من أين تؤكل الكتف، ويدرك مخارجها قبل موالجها، فجمع خلاصة معتبرة من أهل الأدب والفكر ورجال الثقافة والإعلام، وحاورهم بأسئلة دقيقة واستفسارات ذكيّة دلّت على اطلاعه الواسع على حياة من يحاوره أو يطرح عليه استفساراته، وكانت الأجوبة اعترافات أدبيّة وفكريّة هامّة، لها حظّ هام من الإبداع والفكر والتحليل الفلسفي العميق.. جاءت الحوارات أيضا متنوّعة شملت روائيين وأدباء ورجال إعلام وفكر، من مختلف أقطار العالم العربي وبمختلف مشاربهم وتوجّهاتهم الايديولوجيّة والعقديّة، فجاء الكتاب ثريّا عميقا، مثيرا يستفزّ طبقة واسعة من المثقفين والكتاب والأدباء.. وقد تابعت هذه الحوارات عن كثب، وعشت مع صاحبها أيّاما من البحث العنيد والكدّ الممتع في نحت أسئلتها بلمسات فنيّة مميّزة، وابتداع أسئلة على غير المعتاد من نظام الأسئلة الروتيني، والغريب هو قوّة إرادة المؤلّف وقدرته على إقناع كثير من الأسماء الكبيرة، التي لا تستجيب إلى أي حوار بسهولة ويسر.. فحظي بفضل تلك الإرادة والإصرار بمحاورة أعلام بارزين ومبدعين كبار، نذكر منهم الأستاذ محمّد بوعزّارة وآن الصّافي، والأديبة الرائعة ربيعة جلطي، والروائي السوداني (الذي كتب له تقديم الكتاب) أمير تاج السّرّ والأديبة العراقيّة بشرى البستاني، والنّاقد العراقي سامي البدري والأديبة عائشة بنور.. لا شكّ أنّ قارئ الكتاب سيستفيد من حواراتهم تلك ويستمتع بها متعة فنيّة وإبداعيّة كبيرة. ومبارك لصديقنا مولوده الأوّل وكما أسلفنا " عساه يكون قطرا ثمّ ينهمر ..".