أشار الروائي أمين الزاوي إلى أنّ من مهمات الأديب ليست صناعة نص جيد وجميل فقط، بل عليه أن يثير ثورة في القراء من خلال كتاباته ويصنع قارئا يقلق بأسئلته واستفساراته حول ما تضمه الأعمال الأدبية الروائية أو الشعرية. وأكدّ أنّه يشترط في القارئ أن يكون مسلحا بنوع من قبول الاختلاف والرأي الآخر. وأكدّ الروائي والدكتور أمين الزاوي، في حديث جمعه ب”الفجر” أول أمس، على هامش توقيعه روايته الأخيرة المكتوبة باللغة العربية الصادرة عن منشورات الاختلاف تحت عنوان” نزهة الخاطر”، أنّه من دواعي التفكير في كتابة نصوص أدبية جميلة ومميزة وجريئة هو التفكير في القارئ أولا لما له من أهمية في حلقة الكتاب، وكذا تحريضه بأشكال مختلفة نزيهة على قراءة الأعمال الأدبية الجريئة أو العادية.. مضيفا أنّه يجب على القارئ أن لا يكون متسامحا ومستسلما لكل ما يكتب في الأدب أو غيره، بل ضروري منه أن يحاور ويضع خط وأسئلة وعلامات استفسار تحت كل ما يقرأه مهما تعددت الكتابات واختلف الأدباء، كما يقلق بطرحه حول النصوص الروائية التي قرأها. ويعتقد أمين الزاوي، في السياق ذاته، أنّ كما نشره في الفايس بوك بخصوص روايته الأخيرة ”نزهة الخاطر” حول ممنوع عدم قراءتها، أوضح المتحدث ”حينما قلت إن هذه الرواية ممنوع عدم قراءتها، قصدت من خلالها أنه إذا أردنا صناعة أدب ونصوص جريئة علينا التفكير في القارئ وتحريضه على قراءتها”. واعتبر محدثنا أنّ من يقرأ ”نزهة الخاطر” يجد أنّها رواية مرتبطة بالتراث العربي الإسلامي وبكل ما يحمله من جرأة وفكر إنساني وفلسفي عميق بل هي ليست رواية مستلبة، إنّما قائمة ضمن نهر كبير من الثقافة العربية الإسلامية، على حدّ تعبيره. وفي الصدد بخصوص عمله الموقّع أول، أمس، أوضح الزاوي أنّ نزهة الخاطر تتحدث بالأساس في قصتها عن حب الأخر وحب الأخ، حيث يرى بأننا في كثير من المرات لم نفكر مطلقا في حب الأخر وكيف هو حب الأخ لأخيه. ويضيف ويتابع حديثه قائلا:”هي رواية حب مجنونة حتى أنه يختلط علينا الأمر، وهذا هو الهدف الأساسي، حيث تعتبر رواية في التحية الإشادة والاحترام والإخوة، بالنظر إلى أن عادة الحياة أن يكون الإخوة أعداء بسبب الميراث أو أشياء أخرى، تحوي في طياتها أبعادا إنسانية كبيرة تكشف أنّ الأخوة تشبه الحب تماما.