هناك ثمة تشابه يكاد يكون متطابقا بين رئيس الفاف المنتهية عهدته اليوم عبد الحميد حداج وبين خلفه محمد روراوة الذي سيمسك بالزمام الإداري لقلعة دالي ابراهيم إلا إذا أبى. ويتقاطع حداج وروراوة في عديد النقاط، فيما يبقى هامش التنافر بين الشخصيتين ضيّقا إلى حد ضئيل جدا. وفضلا عن السن البيولوجي للإطارين والذي ينحصر في العقد السادس بما يعني أنهما مخضرمان، يشترك الاثنان في كونهما اشتغلا في الحقل الإداري في كذا منصب سواء اقتصادي أو خدماتي أو رياضي، ولو أن حداج يوسم بميسم ''رجل القانون''، فيما تطغى على روراوة النزعة الإدارية، ومع ذلك فكليهما تخصصان متكاملان، حتى أن روراوة لما قاد الفاف مطلع العشرية الجارية في مأمورية إدارية إلى حد ما، كان قد أسند زمام لجنة الانضباط وهو منصب قانوني بحث لزميله عبد الحميد حداج، ثم أن هذا الأخير لما خلف روراوة مستويا على عرش قلعة دالي ابراهيم الكروية شهر فبراير من عام ,2006 قال بملء شدقيه إنه جاء ليكمل سياسة سلفه المتمثلة فيما كان يسميه ''إعادة التأسيس لكرة القدم الجزائرية وتنمية اللعبة''، وهو ما يبيّن بأن الرجلين وجهان لعملة واحدة، وهناك دليل آخر على ارتواء هذين الإطارين من النبع ذاته وملازمة الواحد للآخر في السراء والضراء، أن روراوة لم يتهجم على حداج وبقي مساندا له في أحرج الفترات التي مر بها من شاكلة ''صفعة غينيا كوناكري'' ذات الخامس من شهر جوان 2007 وإقصاء ''الخضر'' من حضور فعاليات كأس أمم إفريقيا المنتظمة في العام الموالي، وبلوغ حنق جماهير الكرة الجزائرية إلى أعلى مستوياته مطالبين برحيل حداج والرهط التسييري الذي يلتف حوله، حتى أن ما سوّد ملف روراوة وقصم ظهره هو الأمر ذاته الذي أرهق كاهل حداج، ونعني هنا بالنتائج الميدانية السلبية المسجلة من قبل المنتخبات الوطنية. وإذا كان روراوة وحداج يتغنّيان بنجاعتهما التنظيمية وبراعتهما في تثبيت أركان مختلف هياكل تسيير الكرة الجزائرية، فإن ''لغوهما'' يبقى بحاجة لتقويم، إذ ما الفائدة من الغلو في تشييد الصرح تلو الآخر، والمردودية غائبة؟! يذهب اليوم حداج وسيخلفه لا محالة زميله روراوة، وألسنة العارفين بخبايا ''جلدنا المنفوخ'' تردد - إن سرا أو جهرا - ''ذهب موسى..وسيأتي عيسى...ليس في القنافذ أملس!''