رحبت الأسرة التربوية بالقرار الأخير الذي أقرته وزارة التربية والقاضي بإلغاء الامتحانات الشهرية بالطور الابتدائي والاكتفاء فقط بامتحان واحد مع نهاية كل فصل دراسي، مسجلة إرهاق التلاميذ من التحضير في كل مرة لإجراء امتحانات بدل التركيز على فهم الدروس واستيعابها. وفي هذا الشأن، أكد بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة المستقلة لأساتذة التربية والتكوين "الساتاف" في حديث خص به "الحوار"، بأن الوزيرة نورية بن غبريت أقدمت على إجراء عاقل يدخل ضمن الإصلاحات المرتقبة في الطور الابتدائي، غير أنه اعتبر الوتيرة التي تسير بها الوزيرة نحو الإصلاحات بطيئة بسبب غياب إرادة سياسية حقيقية لإحداث تغييرات في قطاع حساس بحجم قطاع التربية. وأعاب عمورة ما جاء بالتعليمة في شقها المتعلق بتكثيف التقييم اليومي عن طريق الأسئلة الشفوية، حيث أكد أن التقييم الشفوي سيستغرق وقتا طويلا والذي سيكون على حساب تقديم بعض الدروس مما سيؤدي بشكل مباشر إلى عدم استكمال البرنامج الدراسي، كما أشار إلى أن الأسئلة يجب أن تكون خلال الشرح حتى لا نشعر التلميذ أنه مراقب باستمرار. وإلى ذلك أبدى الأمين العام للساتاف استغرابه من تصريحات بعض مستشاري التربية حول تخلي بعض الدول الأوروبية عن التقييم النقطي، حيث أكد أنه لا يمكن التخلي عن التقييم النقطي في الجزائر بسبب كثافة البرامج الدراسية وظروف الأقسام الدراسية المزرية التي تؤثر بشكل مباشر على مردود التلاميذ الدراسي اليومي. من جهته، اعتبر علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ في اتصال ب "الحوار" أن الاستجوابات الشهرية التي كانت معتمدة لم تكن تخدم التلاميذ وكانت تخلق لهم الضغط بوتيرتها المتسارعة ليجدوا أنفسهم في مواجهة الفروض والامتحانات الفصلية، داعيا إلى اعتماد نفس الأسلوب في المتوسط والثانوي من خلال تكليف التلاميذ بالقيام ببحوث بدل الاستجوابات المتكررة، مشيرا إلى أن الإجراء الجديد يعني تخلي وزارة التربية عن الأخذ بعين الاعتبار علامة المراقبة المستمرة التي كانت تؤثر سلبا عل نتائج التلاميذ، فيما تم الاحتفاظ بعلامة التقييم الذي سيتم عن طريق الأسئلة الشفوية. هذا ووصف بن زينة قرارات الوزيرة بالسريعة والتي يمكن تصنيفها بالقرارات التي تصلح نقاط الضعف في المنظومة التربوية، مؤكدا أنها ليست بداية الإصلاحات في الطور الابتدائي وأن هذه الأخيرة تقتضي قرارا وزاريا بإجماع من جميع الشركاء الاجتماعيين. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية الوطنية قد راسلت مديرياتها الخمسين ومنها مديرو المؤسسات التعليمية، تحثهم على تعديل الإجراءات المتعلقة بأعمال التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي وذلك بعد أن أقرت إلغاء الاختبارات الشهرية في المواد الأساسية في اللغة العربية، الفرنسية والرياضيات مقابل تكثيف التقييم اليومي عن طريق الأسئلة الشفوية، على أن يجرى امتحان واحد فقط نهاية كل فصل دراسي في جميع المواد.