حرص الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، على اكتساح انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، وحزمه الذي اعتبره البعض زائدا عن حده خاصة بعد قيام الرجل بما يشبه حملة انتخابية مصغرة جاب بها الجهات الأربع للوطن التقى فيها بمنتخبي الحزب ووجه إليهم تعليمات مباشرة وصارمة للتصويت على مرشحي الحزب، كما هدد من وصفهم "بالحركي" وبائعي ذممهم بالطرد من الحزب والمتابعة القضائية في حال ثبوت تعاملهم مع أصحاب الشكارة التي أعلن عنها سعداني الحرب وقال إنها "تڨطعت" ولم يعد لها مكان في عتيده. حزب جبهة التحرير الوطني على الورق وبالنظر إلى كتلته الانتخابية ذات الأغلبية في مختلف المجالس المنتخبة، سيكون هو الفائز لا محالة في انتخابات التجديد النصفي للغرفة العليا بالبرلمان وهذا ما يطمح إليه الأمين العام للأفلان وشدد عليه في مختلف خرجاته التي جمعته بمنتخبي الحزب. لكن ما يؤرق القائمين على العتيد هو ما سماهم عمار سعداني "الحركى" الذين لا يهمهم الحزب بقدر ما تهمهم "الشكارة" التي قد يحصلون عليها نظير بيع أصواتهم لخصوم منتخبي العتيد. إصرار زعيم الأغلبية على تحقيق فوز كاسح على خصمه الأرندي الذي يحوز أغلبية نسبية ب"السينا" لا يمكن أن يتحقق دون التزام منتخبي الحزب بالتعليمات الصادرة من الأمين العام، والتي يكون الجميع قد فهم فحواها الرامية إلى تمكين الأفلان من غرفتي البرلمان، وربما الحكومة في خطوة سيأتي وقتها لاحقا. من جهة أخرى وفي ذات السياق أفاد الناطق باسم جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، بأن تصريحات الأمين العام للحزب عمار سعداني، التي وجهها لمنتخبي الحزب لا تعدو أن تكون سوى حرصا على مصلحة الحزب ومستقبله، نافيا في نفس الوقت أن تكون تخوفا من فشل الحزب في تحقيق النتائج المرجوة. وأضاف المتحدث بأن دعوة الأمين العام بالتصويت لمرشحي الحزب وعدم التعامل مع مشتري الأصوات أو ما يسمون بأصحاب الشكارة، ليس القصد منه التشكيك في مناضلي الحزب ومنتخبيه وإنما مجرد تنبيه وتحذير لا بد منه خاصة وأن الإغراءات كبيرة. خلدون وفي اتصال هاتفي مع "الحوار" أكد أن العتيد متفائل بتحقيق الأغلبية في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، مؤكدا في السياق ذاته أن هذه المؤسسة شريفة ويجب أن تبقى كذلك عن طريق وصول الشرفاء إليها بالطرق الشرعية والديمقراطية. المتحدث باسم الأفلان عاد إلى تصريحات سعداني المهددة للخائنين على حد تعبيره، حيث توعدهم بالطرد من الحزب وحتى المتابعة القضائية في حال ثبوت تلاعبهم بالأصوات أو بيعها لمنافسي الحزب . يشار إلى أن انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة سيتم إجراؤها نهاية شهر ديسمبر القادم، حيث سيتم تجديد 72 منهم 48 منتخبا و 24 يعينهم رئيس الجمهورية، وتجرى انتخابات التجديد النصفي كل ثلاث سنوات. مراد.ب