اشتد التنافس والصراع بين الأحزاب على مقاعد الغرفة العليا للبرلمان، رغم أنه يفصلنا عنها قرابة شهرين كاملين، خاصة بين "الحليفين الاستراتيجيين" جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي. حيث زاد الصراع حدة بدخول جبهة القوى الاشتراكية وحركة مجتمع السلم على الخط. تشدد القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني، وعلى رأسهم الأمين العام عمار سعيداني، على المناضلين بأن انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة مصيرية ومن الضروري أن يفوز بأغلبيتها الحزب الذي ينافس "حليفه الاستراتيجي" -المتمثل في التجمع الوطني الديمقراطي- على كل الأصعدة بما فيها مقاعد الغرفة العليا للبرلمان. وهذا بعدما أكد أنه سينافسه في قيادة قاطرة العمل السياسي في البلد، بما في ذلك الإشراف على مبادرة لمساندة الرئيس بوتفليقة وبرنامجه، رغم أن أول المبادرين بها لم يكن الحزب العتيد، ومن باب أن هذا الأخير يرى نفسه حزب الأغلبية والقوة السياسية الأولى في البلاد بحكم أنه صاحب الأغلبية في المجالس المنتخبة محليا و وطنيا، يريد أن ينافس صاحب الأغلبية في مجلس الأمة وهذه المرة وهو التجمع. ويعمل حزب جبهة التحرير الوطني جاهدا في الوقت الراهن على كسب معركة التجديد النصفي بمجلس الأمة، من خلال تحريم "الشكارة" في هذه الانتخابات، وقد صرح الأمين العام للحزب العتيد في آخر خرجة له بأن "من يخوف الأفلان فهو حركي"، ومن جهة أخرى من المرجح أن تلجأ قيادة حزب جبهة التحرير الوطني لعقد تحالفات للفوز بعدد من مقاعد مجلس الأمة على حساب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو الإجراء الذي تم اعتماده بعد ظهور نتائج الانتخابات المحلية الماضية في 2012، حيث تحالف الأفلان مع جبهة القوى الاشتراكية في العديد من البلديات وذلك على حساب التجمع الوطني الديمقراطي. وهو نفس القرار الذي قد لن يرفضه حزب الدا الحسين الذي يتحرك هذه الأيام في كل النواحي قيادة وقاعدة استعداد لانتخابات مجلس الأمة شهر ديسمبر القادم. وبالرغم من استحالة أو صعوبة تحقيق جبهة القوى الاشتراكية عددا كبيرا من المقاعد في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة إلا أن أقدم حزب معارض في البلاد، يستعد لانتخابات من خلال النشاط الذي يقوم به أعضاء الأمانة العامة والأمناء الفدراليون بالولايات، وعقد لقاءات مع القاعدة والمنتخبين لإعطاء دفع للتحرك الحزبي. حيث قام مؤخرا الأمين الفدرالي المكلف بالمنتخبين بتنقلات عبر ولايات الغرب، أين عقد لقاءات متفرقة مع منتخبي، وهران، سعيدة، وسيدي بلعباس، كما عقدت أيضا لقاءات تحسيسية لفائدة المنتخبين ومناضلي الحزب، من جهة أخرى التقى الأمين الوطني الأول، محمد نبو بمسؤولي 8 فدراليات لحزب جبهة القوى الاشتراكية، حيث تم تقييم عمليات إعادة هيكلة الحزب على المستوى القاعدة. ومن جهة أخرى، لا تعتزم حركة مجتمع السلم تفويت هذا الموعد الانتخابي، رغم أنه يصعب عليها المنافسة، إلا أن بعض مجالس الشورى الولائية للحركة ناقشت ملف التجديد النصفي لمجلس الأمة، وقدمت عرضا مفصلا عن الخارطة السياسية المحلية والأوراق المطروحة في موضوع التجديد النصفي الذي سيتم شهر ديسمبر المقبل.