ارتفعت حمى التنافس بين مختلف التشكيلات السياسية في الأيام الأخيرة بسبب دنو موعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، حيث تجري على قدم وساق التحضيرات على مستوى أكبر الأحزاب السياسية في البلاد من أجل الظفر بأغلبية مريحة وخاصة من طرف جبهة التحرير الوطني التي يعول أمينها العام عمار سعداني على هذه الانتخابات من أجل إحكام سيطرة العتيد على غرفتي البرلمان والتوجه للمطالبة بحكومة أغلبية برلمانية كما أفاد في خرجته الأخيرة من عنابة. وأبدت أكبر الأحزاب السياسية في البلاد رغبتها في الظفر بأغلبية المقاعد التي ستكون معنية بالتجديد وعددها 72 يعين منها رئيس الجمهورية 24 فيما يتم التنافس بين مختلف التشكيلات السياسية على 48 مقعدا. مراد.ب
الأفلان يعتبرها مصيرية
ومن أهم الأحزاب التي تضع انتخابات التجديد أحد أهدافها هو حزب الأغلبية حيث دعا مؤخرا الأمين العام للجبهة عمار سعداني، للإسراع في إعادة النظر في قانون الولاية والبلدية، منتقدا في ذات السياق، الممارسات الحالية التي جاءت بناء على تعليمة وزير الداخلية الأسبق دحو ولد قابلية التي اعتبرها سعداني غير ديمقراطية وأكد سعداني في خرجته تلك والتي اندرجت في إطار حملة التحضير لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، على ضرورة الابتعاد عن "الشكارة" و"الأموال الفاسدة" خلال انتخابات التجديد النصفي لأعضاء السينا، مطالبا بتدخل العدالة لمعاقبة المتلاعبين بالأصوات والذين تثبت عليهم تهمة البزنسة بأصوات الناخبين، وقال في هذا الصدد "مجلس الأمة مؤسسة وطنية مهمة لم تعط حقها ولا يجب العبث في انتخاباتها"، وهاجم سعداني حول نفس الموضوع مناضلي الأفلان الذين يبيعون أصواتهم بالأموال واعتبرهم حركى، كما وصف منتخبي الحزب الذين لا يوفون بوعودهم التي يطلقونها أثناء الحملات الانتخابية، بالخونة وسيحاربهم الحزب عن طريق هياكله سواء الوطنية أو الولائية أو حتى البلدية. ووعد في ذات السياق الجميع بإصدار تعليمات خاصة تضبط سير العملية، متوعدا في نفس الوقت كل المناضلين الذين يعترضون على نتائج الانتخابات التي ستكون وفق هذه التعليمات، وقال إن المطلوب هو تحقيق نتائج كبيرة تمنح الأفلان الأغلبية في مجلس الأمة.
الآرندي يريد الحفاظ على مقاعده التجمع الوطني الديمقراطي، باعتباره يحتل المركز الثاني من حيث المقاعد بعد الثلث الرئاسي يسعى للحفاظ على مقاعده، وفي إطار هذا المسعى، أجرى الأمين العام بنيابة للآرندي أحمد أويحيى مؤخرا سلسلة من اللقاءات المغلقة مع مناضلي الحزب، عبر ولايات الوطن، في إطار التحسيس والتحضير للاستحقاق الانتخابي المقبل. كما استقبل القاعدة النضالية للحزب لإعطائها توجيهات وتعليمات تتعلق بالتحضير لتجديد مقاعد مجلس الأمة وجرت هذه اللقاءات في جلسات مغلقة بحضور محدود بعيدا عن الصحافة، وقد تناول فيها أويحيى مواضيع عدة، منها التحضير لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، التي أوضح بشأنها أن القاعدة هي التي ستقرر فيما يتعلق بالمرشحين لهذا الاستحقاق المهم، داعيا إطارات الحزب إلى عدم التخوف من أي منافس، لأن المنافس الوحيد لهم هم أعضاء الحزب أنفسهم، ويقصد حالات التمرد على قرارات القاعدة والقيادة التي تبرز في مثل هذه المواعيد، حيث يلجأ الغاضبون إلى الترشح بصفة انفرادية، ما قد يضر القاعدة الحزبية ويشتت أصوات الحزب.
الأفافاس لم يقرر بعد ..
بالرغم من استحالة تحقيق جبهة القوى الاشتراكية عددا كبيرا من المقاعد في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة إلا أن أقدم حزب معارض في البلاد، يستعد لانتخابات من خلال النشاط الذي يقوم به أعضاء الأمانة العامة والأمناء الفدراليون بالولايات، وعقد لقاءات مع القاعدة والمنتخبين لإعطاء دفع للتحرك الحزبي. حيث قام مؤخرا الأمين الفدرالي المكلف بالمنتخبين بتنقلات عبر ولايات الغرب، أين عقد لقاءات متفرقة مع منتخبي، وهران، سعيدة، وسيدي بلعباس، كما عقدت أيضا لقاءات تحسيسية لفائدة المنتخبين ومناضلي الحزب، من جهة أخرى التقى الأمين الوطني الأول، محمد نبو بمسؤولي 8 فدراليات لحزب جبهة القوى الاشتراكية، حيث تم تقييم عمليات إعادة هيكلة الحزب على المستوى القاعدة. وتجدر الإشارة إلى أن حزب جبهة القوى الاشتراكية لم يعلن رسميا عن خوضه لاستحقاقات مجلس الأمة الخاصة بالتجديد النصفي، لكن سيتم ذلك بعد الانتهاء من إعادة تنظيم الفدراليات بالولايات، وترتيبها بشكل يسمح لها بالنشاط في المستقبل وخوض المنافسة الانتخابية.
حمس يريد نصيبا من الكعكة
كعادتها لا تفوت حركة مجتمع السلم مثل هذه المواعيد الانتخابية إلا وحضرت منتخبيها جيدا من أجل الظفر بمقاعد جديدة، حيث، ناقش مجلس الشورى الولائي لحركة مجتمع السلم بولاية بجيجل ملف التجديد النصفي لمجلس الأمة وملفات تنظيمية وسياسية أخرى، حيث تم تقديم عرض مفصل عن الخريطة السياسية المحلية والأوراق المطروحة في موضوع التجديد النصفي الذي سيتم شهر ديسمبر المقبل، والتي تناولها أعضاء مجلس الشورى بالنقاش.
"الشكارة" .. التحدي تفيد أوساط سياسية مقربة من بعض الأحزاب الكبيرة المقربة من السلطة بأن مسؤوليها تلقوا تعليمات مباشرة من طرف فاعلين في السلطة تلزمهم بمنع ترشيح أي منتخب محلي مشبوه للانتخابات الجزئية المتعلقة بالتجديد النصفي لمجلس الأمة. وهي الدعوة التي جاءت على خلفية تصاعد احتجاجات العديد من الدوائر السياسية على ترشيح منتخبين محليين يشترون ذمم زملائهم على المستوى المحلي، مثلما جرى في العديد من الولايات في السنوات الفارطة، لاسيما أن بعض هؤلاء المنتخبين لا علاقة لهم بالسياسة ويحاولوا أن يجعلوا من مجلس الأمة مطية للوصول إلى مسؤولين سامين في الدولة، ويتردد لدى العديد من المنتخبين رصد العديد من أصحاب الشكارة ميزانيات خاصة فاقت في بعض الأحيان مليار سنتيم من أجل الوصول إلى غرفة البرلمان العليا.