آمنة بولعلوة أثار نشطاء على الفايسبوك قضية غياب المطاعم المدرسية في بعض الولايات الداخلية للوطن، بعرضهم صورا وفيديوهات لتلاميذ المدارس وهم يتناولون وجبات فطور باردة هي أقرب إلى وجبات لتسكين الجوع منها إلى وجبات مغذية …أطفال في عمر النمو غذاؤهم خبز جاف بمثلث من جبن البقرة الضاحكة يتقاسمونه فيما بينهم ليعودوا مجددا إلى مقاعد الدراسة لاستئناف الفترة المسائية. لا تزال معاناة التلاميذ من انعدام المطاعم المدرسية مستمرة في العديد من ولايات الوطن، فعلى الرغم من البرودة المحسوسة التي يعرفها الجو، لا يستفيد الكثير من الأطفال في الطور الابتدائي والمتوسط سوى من وجبات باردة ودون المستوى، فيما يصعب على آخرين الالتحاق بمؤسساتهم التربوية في حال هطول الثلوج أو الأمطار بغزارة. وإن كانت تصريحات المسؤولين تؤكد بأن 80 بالمائة من المدارس تتوفر على المطاعم المدرسية، إلا أن الواقع يشير إلى أن نسبة كبيرة من المؤسسات التربوية مازالت محرومة من الوجبات الساخنة ونحن على أعتاب فصل الشتاء، حيث تعرف أغلب المناطق الداخلية للوطن برودة كبيرة في الطقس، والمشكل أنه حتى مع وجود المطاعم المدرسية في أحيان كثيرة تقدم وجبات لا تسمن ولا تغني من جوع وبعضها تكتفي بتقديم وجبات باردة لا تتناسب مع طبيعة الفصل ولا تفي باحتياجات الأطفال.
* أحمد خالد، رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ: "قلة جهود الجماعات المحلية سبب تدني الوجبات" أوضح أحمد خالد، رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، في تصريح للحوار، بأن المطاعم المدرسية تغطي المؤسسات الابتدائية بنسبة تتراوح ما بين 80 و82 بالمائة، وتصل في بعض ولايات الجنوب إلى 100 بالمائة، أما بالنسبة للمتوسط والثانوي، فقد أكد ذات المصدر بأن المطاعم المدرسية لا تغطي سوى حوالي 40 إلى 50 بالمائة منها. أما بالنسبة لنوعية الوجبات المقدمة وتماشيها مع فصل الشتاء، فقد أكد أحمد خالد وجود كثير من المؤسسات تقدم وجبات باردة للتلاميذ على الرغم من تغيرات الطقس وبرودته، وأرجع سبب ذلك إلى قلة مجهودات الجماعات المحلية على غرار البلديات والمجالس الشعبية الولائية في بعض الولايات، كما أن رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ أشاد بالمجهود المبذول في ولايات أخرى على غرار الجزائر العاصمة، سطيف، بجاية وتيزي وزو، التي تقدم وجبات في المستوى بفعل المساعدات الهامة التي تقدمها البلديات والمجالس الشعبية في سبيل تحسين نوعية الوجبات المقدمة للتلاميذ بالمطاعم المدرسية. وفيما يخص أدوات التدفئة التي تمثل ضرورة حتمية لمساعدة التلاميذ على الانتباه والتركيز فيدروسهم خلال برودة الطقس، فقد أوضح أحمد خالد أنها متوفرة على مستوى الابتدائيات والمتوسطات والثانويات بنسبة تقارب ال90 بالمائة.
* الأمطار والثلوج تمنع التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم كما أشار رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ إلى وجود مدارس وابتدائيات كائنة في مناطق نائية يصعب الالتحاق بها خصوصا مع تقلبات الجو وهطول الثلوج والأمطار، موضحا أن المدارس التي تعاني من مشاكل مماثلة تتواجد في العديد من الولايات على غرار الولايات الداخلية والمناطق الجبلية، حيث يصعب على التلاميذ الالتحاق بمؤسساتهم التربوية نظرا لانعدام وسائل النقل والسبب أن الطرقات المؤدية إلى هذه المدارس غير مهيئة، وبالتالي يضطر التلاميذ إلى قطع طرق وعرة مشيا على الأقدام أو حتى مغادرة مقاعد الدراسة لأيام. وعن الحلول الواجب اتخاذها، أوضح أحمد خالد بأنه على العديد من الوزارات أن تبذل قصارى جهدها لتخليص التلاميذ من هذا المشكل التي يقف كحجر عثرة في طريقهم إلى تلقي العلوم والمعارف على غرار وزارة التربية الوطنية، وزارة النقل، وزارة التضامن ووزارة الأشغال العمومية.