عزيزي القارئ هذا المقال يحتسب بالدقيقة لا بوحدة 30 ثانية فلا داعي للاستعجال في قرأته بداعي التقشف وخذ وقتك كأنك في مكالمة مع رقم العشاق المجاني المفضل، والتاريخ يُفضِل قصص الحب الفاشلة، لأن القصص الناجحة تتحول إلى روتين ممل بينما الحكام يفضلون قصص الحكم الناجحة الا ان الأيام تحولها لمعالم فشل فكل حاكم هو مولد الحكمة ومصدر الالهام وينبوع المعرفة زرع القفار وجلب الأمان وأصلح الزمان يبقى هكذا حتى يموت او ينخفض سعر النفط فينفض من حوله المصفقون خوفا او طمعا. وبينما كانت سنوات الريع تمر سريعة كريتم أغاني أيام الحصاد كانت سياسة الدولة تسير مرتجلة كألحان صرصار الحقل في لياليه، شُغلنا فيها عن الوصول للاكتفاء الذاتي بالوصول للنصف النهائي، اعتمدنا على احتياطي النفط ليغنينا عن احتياطي القمح، نسينا اننا دولة زراعية سياحية قادرة على التحديات الصناعية وتحولنا لدولة ثقافية تنتج التهريج في المهرجانات لذلك فلنفكر جديا في ان نتحول لأكل مخزون ما انتجته كل تلك التظاهرات من الورق. مع هذا لم اعد الان راغبا في لومهم على شيء إلا على عدم تحديدهم السنة في قولهم سنحولها الى المانيا مادام كان قصدهم المانيا سنة 1923 اثناء الانهيار الاقتصادي الكبير، ولم اعد طامحا لنحقق أي شيء إلا أن نصل للاعتراف الرسمي بعبقرية عثمان عريوات ونكرمه فقد حصر كل هذه السنين في عمل واحد ثم مشهد واحد ثم سؤال واحد وحيد. ودعنا بدل من ان نتوقف هنا ننظر للعنوان ونتأكد ان الموضوع الأصلي وهو قصة طائر الوقواق في حقوق البرقوق لا سرد وقائع النملة والصرصور في ليالي الصيف، فالوقواق يترك بيضته في عش غير عشه لتفقس قبل البيضات الاصلية ثم يبدا صغير الوقواق عمله فيرمي ما استطاع من البيضات الاصلية فاذا ما فقست حاول تصفية الصغار في غفلة الابوين بل وحتى في انتباههما يستغل انه الأكبر بين اخوته ويحرمهم من الغذاء ليُحول في النهاية العش كله الى كومة خراب قبل ان يرجع لأبويه الحقيقين ثم تتكرر العملية مع كل دورة للحياة,فإذا كانت هذه الأرض هي عشنا الخرب فكم بيضة وقواق تركت هنا ..