آمنة/ب يعاني ما يزيد عن مليون ونصف المليون جزائري من التهابات الكبد الفيروسية أو ما يعرف بالوباء الصامت، والذي يعتبر طب الأسنان البؤرة الرئيسية لانتقاله، حسب ما أكده رئيس الجمعية الوطنية للإغاثة من الالتهابات الكبدية في تصريح للحوار ،عقب إحياء يوم دراسي عن المرض.
أكد عبد المجيد بوعلاق، رئيس الجمعية الوطنية للإغاثة من الالتهابات الكبدية، في تصريح ل "الحوار"، أن الجديد الذي يذكر حول التهاب الكبد الفيروسي بالجزائر هو عزمها على العمل بأدوية حديثة ابتداء من شهر فيفري القادم، وهي أدوية مصنعة محليا وموجهة للمرضى المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي صنف "ج"، وتمتاز هذه الأدوية بتقليص مدة العلاج إلى الربع، فبدل التداوي لمدة 12 شهرا كما هو الحال الآن، سيكتفي المريض من خلال الاعتماد على تلك الأدوية بالعلاج لمدة 3 أشهر فقط، هذا على غرار سعرها الأقل تكلفة، بالإضافة إلى قلة الأعراض الجانبية لهذا الدواء، خصوصا وأن العلاج الذي يستعمله المصابون حاليا يحمل العديد من الآثار الجانبية السلبية على غرار الاضطرابات النفسية، انعدام الشهية، القيء، اضطرابات النوم وغيرها.
* طبيب الأسنان البؤرة الأولى لتفشي الفيروس
وقد أكد ذات المتحدث، أن أدوات طب الأسنان تعتبر البؤرة الأولى لانتقال هذا المرض وتفشيه، موضحا بأن التقديرات تشير إلى وجود ما يزيد عن مليون ونصف مصاب في الجزائر بالتهاب الكبد الفيروسي، كما أوضح بأن التعليمات التي أصدرتها وزارة الصحة بشأن استعمال وسائل التعقيم الحديثة والمتطورة أثرت نحو الأحسن في هذا المجال، وكذلك بالنسبة لأجهزة الرقابة لوزارة الصحة التي خرجت بنتائج إيجابية، كما أكد بأنه من الضروري على جميع المواطنين أن يتجنبوا التداول على استعمال أدوات الحلاقة وغيرها من الأدوات التي تتسبب في انتقال المرض، وقد أضاف عبد المجيد علاق، بأن الخطير في هذا المرض، يتمثل في عدم ظهور أي أعراض على المصاب تمكنه من اكتشاف مرضه، فمن 90 إلى 95 بالمائة من المرضى لا يشعرون بأية أعراض، كما أنه لا ينتاب المصابين سوى الإرهاق والتعب، وقد تتحول الإصابة من التهاب الكبد الفيروسي إلى سرطان الكبد أو التليف الكبدي إذا لم يتم الاكتشاف باكرا، وهذا الأمر يخص التهاب الكبد الفيروسي بكل أنواعه.
* قلة النظافة والأخطاء الطبية في قفص الاتهام
ومن المعروف أن التهاب الكبد الفيروسي يشتمل على 4 أنواع مختلفة من المرض، ويبقى نوع "سي" هو الأخطر من بينها، وأسباب الإصابة والعدوى بالتهاب الكبد الفيروسي تعود لقلة النظافة أو استعمال عتاد طبي ملوث كاستعمال إبر ملوثة أو أدوات تخص طب الأسنان غير نظيفة ومعقمة أو حتى نتيجة نقل دم مصاب بسبب حدوث خطأ في التحليل. الأدوات السابقة حينما لا تراعي فيها وسائل التعقيم القياسية الجيدة فهي مصدر للعدوى، كما يمكن انتقال العدوى داخل الأسرة الواحدة إذا كان هناك مريض بفيروس «سي» ويعاني من نزيف من الأنف أوالفم أودوالي المريء فتزداد فرص الإصابة عند تعرض المخالطين لهذا الدم بطريقة مباشرة، وهناك 30 بالمائة من حالات العدوى هي عدوي مجتمعية ولا تعرف أسباب الإصابة منها بطريقة محددة.
و تكون الوقاية من الفيروس بالاحتراس عند استخدام الحقن، ويجب استخدام الحقن المعقمة ولا يجب استعمال الحقن المستعملة من قبل إطلاقاً، كما يجب إعدامها في المستشفيات حتى لا يعاد استخدامها، ويجب تحذير المدمنين من تعاطي الحقن المخدرة، حيث إن هذه الوسيلة هي وسيلة أكيدة لانتقال العدوى ويجب إدراجهم في برامج العلاج حتى لا يكونوا مصدراً لانتشار العدوى في المجتمع، كما يجب نشر برامج التوعية من خلال وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، والتعريف بالفيروس وطرق الإصابة به، وكذلك وسائل العلاج وأماكن وجود مراكز العلاج، مع التنبيه إلى عدم تبادل استخدام ماكنات الحلاقة وفرش الأسنان بين أفراد الأسرة الواحدة، وكذلك تفعيل وحدات السيطرة على العدوى بالمستشفيات بمتابعة التعقيم الجيد للآلات الجراحية والأدوات المستخدمة في باقي التخصصات مثل أدوات الرمد والأسنان ومناظير الجهاز الهضمي وغيرها.