نظمت الجمعية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي برئاسة عبد الحميد بوعلاق وبحضور عدد من الدكاترة و المختصين و جمع من المرضى، يوما تحسيسيا للوقاية من المرض ، دعا فيه مختصون إلى ضرورة التكفّل بالعلاج النفسي للمصابين، خصوصا وأن البعض منهم وصل إلى درجة التفكير بالانتحار للتخلص نهائيا من المرض. وكشف بوعلاق عن عدد المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي في الجزائر، الذي بلغ مليون و نصف مصاب يتركز معظمهم في الشرق الجزائري، من بين 35 مليون يحمله في العالم ، فيما شرح المختصون في لقائهم الأنواع الثلاثة لالتهاب الكبد الفيروسي، مركزين على أكثرهم خطورة ، والذي ينتقل عبر الدم و يتحوّل إلى مرض مزمن. التهاب الكبد الفيروسي ، فيروس يتسبب في التهاب للكبد، يطلق عليه عند عامة الناس اسم "بوصفاير"، غير أن اصفرار الجسم لا يكون إلا في الحالات النادرة ، أما عن أنواعه فهي ثلاثة ، " أ" ، " ب" ، "س" ، و شرح المختصون أن التهاب الكبد الفيروسي من صنف " أ" ، ينتقل عن طريق استهلاك المياه غير الصالحة للشرب ، أو عن طريق مأكولات غير نظيفة ، و تقل فيه نسبة الخطورة مقارنة بالنوعين الآخرين ، إذ يشفى منه المريض في بضع أسابيع ، أما النوع الثاني من التهاب الكبد الفيروسي فهو من الصنف "ب" ، الذي ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية و عن طريق الدم ، و قد يسبب في بعض الحالات النادرة التهابا حادا ، و لدى 90 % من الحالات يمكن للجسم أن يتخلص طبيعيا من الفيروس ، كما يوجد لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي" ، و ركز الحاضرون في تدخلاتهم أمس في اللقاء الذي جمعهم بالعاصمة ، على أن التهاب الكبد الفيروس " س" ، الذي يعدُ أخطر الأنواع الثلاثة للمرض ، و الذي تنتقل عدواه باستعمال أدوات ملوثة بالدم ، أو الاستعمال المشترك للحقن الحاملة للفيروس ، تصفية الكلى ، الكشف بالمنظار الباطني ، معالجة الأسنان ، الوشم ، العلاج الصيني بالإبر التي استعملت دون احترام قواعد الوقاية ، و حتى الحجامة إذا لم تتم بشروطها الصحية ، ويبقى احتمال انتقاله من الأم الحاملة للفيروس إلى جنينها ضعيفا . كما يمكن للشخص التأكد من حمله للفيروس بإجراء تحليل للدم ، و في حال لم يتمّ الكشف عنه مبكرا أو لم يتم معالجته في الوقت المناسب ، فسيتطور لدى 20 % من الحالات إلى تصلّب الكبد ، في ضلّ غياب لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي " س" ، الذي ينتقل عبر الدم ، و يمكن لشخصين من بين عشرة مصابين التخلص منه آليا ، فيما يصبح مزمنا لدى الثمانية الباقين . أما عن الاحتياطات الواجب اتخاذها لتفادي العدوى ، فيتوجب استعمال معدات و لوازم الحقن الفردي ، تنظيف و تعقيم المعدات واللوازم في حالة علاج الأسنان ، و المعالجة بوخز الإبر وعمليات التجميل ، وكذا الوشم و ثقب الأذن ، و استعمال أدوات فردية كفرشاة الأسنان ، المحلق ، قاطع الأظافر و غير ذلك من الأدوات . وكان اللقاء فرصة للوقوف على كل حالة مرضية على حدى ، بتواصل دبزي نبيل ، بروفيسور بمصلحة الكبد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي ، مع المرضى المتواجدين في القاعة ، و الذي قدّم لهم شروحات وأجاب على كلّ استفساراتهم. و طرح ذات المتحدث نقطة الأدوية الثلاثة التي تطرح في السوق الجزائرية لفائدة المرضى، مشيرا إلى عدم توفّرها بالمقدار الكافي رغم فعاليتها و قلة آثارها الجانبية ، نظرا إلى أسعارها الباهظة و عجز الحكومة الجزائرية على توفيرها لكل المرضى ، وهي أدوية دخلت الجزائر سنة 2014 ، تتمثل في " sofosbuvir " ، " sofosvvir" و "vie kimax "، في الوقت الذي تحافظ فيه الأدوية القديمة على أسعارها في السوق دون أن نستفيد من تخفيضاتها . و أوضحت البروفيسور فوزية ، أن غياب الحس التوعوي ، بإمكانه أن يزيد من ارتفاع حالات المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي ، مشيرة إلى وقوفها على حالات تؤكد قولها ، كإصابة طالبة لديها بالداء بعد استخدامها شفرة حلاقة مستعملة من طرف زميلتها ، كما أنها تفاجأت بدخولها عيادة طبيب أسنان بتعقيمه الأدوات المستعملة في مادة " جافيل" ، معرّجة على الوضع الكارثي الذي تشهده مصلحة الولادة بمستشفى باتنة الجامعي ، و الذي من شأنه أن يضاعف من عدد المرضى . من جانبها تهدف الجمعية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي التي يرأسها عبد الحميد بوعلاق ، من خلال اليوم التحسيسي الذي أقامته إلى ضرورة التكفل بالجانبي البسيكولوجي للمرضى ، و قامت بتوزيع مطويات من شأنها نشر مزيد من التوعية .