لجأت الدولة الى اتخاذ حلول عاجلة للقضاء على ظاهرة البيع في الشوارع بتخصيص مساحات منحت للشباب للحد من انتشار هذا النوع من التجارة غير الشرعية، فانتشرت بذلك البازارات الشعبية التي أخذت تستقطب الزوار إليها يوما بعد يوم مساهمة في القضاء الى حد ما على البيع الفوضوي. ينتشر في شوارع العاصمة الرئيسية عدد كبير من الباعة الذين فضلوا الاستئثار بجانبي الطريق لعرض بضائعهم غير مبالين بمطاردات الشرطة لهم، ففي أكبر شوارع العاصمة وأكثرها حركة يصطف يوميا عشرات الباعة عارضين بضائعهم المختلفة التي تنوعت بين المستلزمات النسائية والمأكولات وأغراض أخرى مختلفة. وقد أدى الانتشار المذهل لباعة الأرصفة في شوارع المدن الجزائرية الى محاولة الدولة إيجاد حلول تقضي على الفوضى التي يتسبب فيها هؤلاء الباعة يوميا خاصة في الشوارع الرئيسية، ونتج عن ذلك بروز عدد كبير من الأسواق المغطاة أو البازارات التي بدأت تغزو العديد من المدن الجزائرية خاصة العاصمة التي تعاني من الأسواق الفوضوية التي تخضع لقوانين الباعة الشباب الذين يفرضون سيطرتهم على أماكن البيع غير مبالين بمعارضة السكان ولا بمطاردات الشرطة لتسببهم في تعطيل حركة المرور أو التضييق على التجار الشرعيين الذين طالبوا في مرات عديدة من الدولة بضرورة وضع حد لمثل هذه النشاطات التجارية غير الشرعية، خاصة وأن الكثير من الباعة يفرشون بضائعهم أمام أبواب محلاتهم التجارية. ومن بين الأسواق التي افتتحت مؤخرا سوق ميسوني بالعاصمة الذي استطاع أن يفك الخناق عن الشارع والمنطقة ككل وأن يوفر للشباب مساحات بيع محترمة و منتظمة دون اللجوء الى نصب طاولات في الشارع وقد ساعد هذا الحل في تنظيم حركة البيع وفي تمكين الشباب من فرص عمل أكثر جدية من قبل وخالية من المخاطر التي كانوا يتعرضون لها سواء من قبل الشرطة أو من طرف زملائهم الباعة الذين لا يتوانون عن الشجار الذي قد يصل الى حد استعمال الأسلحة البيضاء في صراعهم اليومي حول الأماكن . بزارات نسائية بامتياز استحسن العديد من المواطنين فتح أسواق أو بزارات في الأحياء الشعبية التي تعود المواطنون التسوق فيها والتي يقصدها كل يوم آلاف المتسوقين من العاصمة والمدن المجاورة لها، مثل ساحة الشهداء التي استفادت في السنوات القليلة الماضية من فتح سوق يومي بها بهدف القضاء على ظاهرة البيع الفوضوي وما ينتج عنه من ظواهر سلبية خطيرة وسوق ميسوني الذي ساهم في توفير عمل للعديد من الشباب ممن فضل عرض بضاعته بطرق نظامية. والمتجول في السوق يلحظ زيادة إقبال المواطنين عليه كل يوم خاصة فئة النساء حيث إن 90 بالمائة من المعروضات التي يوفرها البازار الشعبي هي مستلزمات نسائية من ملابس وعطور ومواد تجميل وغيرها من السلع التي تلقى الرواج في صفوف النساء. يقول سمير أحد الباعة في سوق ميسوني بالعاصمة إن الأمور في الحي تحسنت كثيرا بعد افتتاح البازار، حيث قل تواجد الباعة الفوضويين في الحي، ورغم أن السوق لم يحل نهائيا المشاكل التي يعاني منها الشباب إلا أنه ساهم في توفير مناصب شغل للعديد من الشباب الذين ملوا من البيع بطرق فوضوية في الشوارع والمخاطرة بسلعهم التي كثيرا ما كان مصيرها الحجز من قبل الشرطة. ويؤكد سمير انه استفاد مع عدد من الشباب من مكان في الطابق السفلي من البازار يقوم بعرض مواد التجميل التي تلقى رواجا من قبل الفتيات، وقد اختفت المشاكل التي كان يصادفها في عمله يوميا خاصة العوامل الطبيعية التي تؤثر على صلاحية السلع التي يقوم بعرضها. ويضيف سمير أن البازارات والأسواق المنشأة حديثا في أحياء العاصمة اكتسبت شعبية كبيرة خاصة وأن أغلبها عوض أسواقا فوضوية كانت قائمة بنفس المكان، كما أدى النظام المتبع في تسييرها الى إقبال الناس عليها بكثرة خاصة وأن العديد منها يوفر سلعا بأسعار تنافسية لا توجد في أماكن أخرى. الباعة الفوضويون يفرضون سيطرتهم مجددا مايزال الباعة الفوضويون يفرضون سيطرتهم على شوارع العاصمة رغم تضييق الخناق عليهم وعدم تمكنهم من الاستفادة من أماكن عرض في الأسواق الشرعية لأن نسبة كبيرة منهم لا تتوفر فيهم شروط الحصول على مكان داخل هذه الأسواق، والسبب يتمثل في كونهم يأتون يوميا من خارج العاصمة فهدفهم يبقى بيع بضائعهم والابتعاد قدر الإمكان عن أعين الشرطة، فأغلبهم تجار متنقلون يتجولون من سوق الى آخر عبر العاصمة والمدن المجاورة لها، ولا يبحث أغلبهم عن مكان دائم بل عن زبون يشتري سلعهم في وقت قصير. ويفضل الكثير من المواطنين اقتناء ما يرغبون به من عند هؤلاء الباعة لانخفاض ثمن سلعهم مقارنة بغيرهم من الباعة داخل الأسواق المجاورة غير مبالين بمصدرها ولا بمدة صلاحيتها في أغلب الأحيان.