كأس الجزائر لكرة القدم سيدات : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    تحضيرات رمضان: التكفل بجميع طلبات رخص التوطين البنكي لمستوردي عدة مواد غذائية    الأمم المتحدة: دخول أكثر من 900 شاحنة مساعدات إنسانية لغزة    الفريق أول السعيد شنڨريحة يستقبل رئيس قوات الدفاع الشعبية الأوغندية لتعزيز التعاون العسكري    كأس افريقيا للأمم 2025: عملية القرعة تجرى يوم 27 يناير الجاري    المجلس الشعبي الوطني: التوقيع على اتفاقيتين في مجال الرقمنة    شايب يتباحث مع الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة حول سبل تفعيل آليات عصرنة ورقمنة الخدمات القنصلية    بوغرارة: وقف إطلاق النار هو بداية مسار جديد للقضية الفلسطينية    مجلس الأمن: عطاف يترأس اجتماعا رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية: سايحي يستقبل بأنتاناناريفو من قبل رئيس مدغشقر    شرفة يترأس لقاءا تنسيقيا مع أعضاء الفدرالية الوطنية لمربي الدواجن    مجلس الأمة: وزيرة التضامن تعرض نص قانون حماية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وترقيتهم    الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء: منصوري بجوهانسبرغ لترأس أشغال اجتماع لجنة توجيه ومتابعة نقاط الاتصال    شايب يلتقي المحافظة السامية للرقمنة    وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية في زيارة عمل وتفقد إلى ولايتي سطيف وجيجل    وزير التجارة الداخلية و ظبط السوق الوطنية "الطيب زيتوني" تعبئة كافة الإمكانيات لضمان استقرار السوق الوطنية خلال رمضان    إصابة عدد من الفلسطينيين في هجوم للمستوطنين على منازل ومنشآت تجارية ومركبات شرق قلقيلية بالضفة الغربية    العدوان الصهيوني على غزة: انتشال جثامين 58 شهيدا من مدينة رفح جنوب القطاع    عطاف يترأس اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن حول القضية الفلسطينية    ضرورة أن تخلص الجلسات الوطنية للسينما إلى مخرجات وتوصيات    هل فلتت منا صناعة التاريخ..؟!    رئيس الجمهورية ينهي مهام والي بشار    سوسطارة في الصدارة    الجزائر لا ترضخ للمساومات والابتزاز    بوجمعة يجتمع ببن مولود    الجزائر ملتزمة بدعم تحقيق أهداف الطاقة النظيفة إقليميا ودوليا    دومينيك دي فيلبان ينتقد بشدة الحكومة الفرنسية    الاحتلال المغربي يطرد ثلاثة إسبان من مدينة الداخلة المحتلة    الرئيس تبون يواصل سنّة التشاور السياسي تمهيدا للحوار الوطني    مواقف شجاعة في مناهضة الفكر الاستعماري    كرة اليد الجزائرية "مريضة" منذ سنوات    استشارة الأبناء تأسيسٌ لأسرة متوازنة    الدرك الوطني.. انتشار في الميدان لفك الاختناق وتأمين السياح    ارتفاع في منسوب المياه الجوفية والأودية والينابيع    أولياء تلاميذ متوسطة "جعبوب" بقسنطينة يناشدون الوزير التدخل    "الكناري" لتعزيز الصدارة وبلوزداد للتصالح مع الأنصار    توقع داربي جزائري ومواجهة بين المولودية وبلايلي    تعزيز آليات التمويل وترقية الإطار التنظيمي والرقمنة والتكوين أهم توصيات الجلسات الوطنية للسينما    العاب القوى/ البطولة الافريقية 2025 لأقل من 18 و20 سنة : مدينة وهران مرشحة لاحتضان الحدث القاري    بورصة الجزائر: انطلاق عملية فتح رأسمال بنك التنمية المحلية ببيع 44.2 مليون سهم جديد    الحماية المدنية: اجتماع اللجنة الثنائية المشتركة الجزائرية-تونسية بولاية الوادي    صحبي: خطاب رئيس الجمهورية التاريخي في الجلسات الوطنية للسينما يؤسس لثورة ثقافية حقيقية للفن السابع    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    عرقاب يشارك هذا الثلاثاء بروما في اجتماع وزراء الطاقة المعنيين بمشروع ممر الهيدروجين الجنوبي    الجوية الجزائرية: المسافرون نحو السعودية ملزمون بتقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بداية من 10 فبراير    الجزائر تخسر أمام تونس    الجزائر تشهد حركة تنموية رائدة    رئيس الجمهورية: كل رموز المقاومة والثورة التحريرية المجيدة يجب أن ينالوا حقهم من الأعمال السينمائية    سينمائيون يشيدون بعناية رئيس الجمهورية لقطاع السينما    صحافيون وحقوقيون يتبرّؤون ويجدّدون دعمهم للقضية الصحراوية    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكان"القبة"' ل" المير": لم نر منك لا سكنا ولا وظيفة…
نشر في الحوار يوم 27 - 01 - 2016


مليكة ينون
الزائر لبلدية القبة -لا محالة- سيتأكد بأنها من أكبر بلديات الوطن من حيث عدد سكانها، ومساحتها التي تقارب ال 16 كيلومتر مربع، ومن علوها من على سطح البحر الذي يناهز ال127 متر، حيث أنها في أعالي العاصمة، وتطل على معظم بلديات الجزائر العاصمة سواء المجاورة لها أو البعيدة، وذلك ما يكسبها نكهة فريدة من نوعها تميزها عن باقي بلديات العاصمية، هذا ما جعل المعمرين يختارون الإقامة بها إبان الاحتلال الفرنسي، حتى بعد مغادرتهم للجزائر فإن الكثير من المعمرين المولودين ببلدية القبة يحنون إلى زيارة الأحياء القديمة والمدارس القديمة خصوصا ثانوية و ابتدائية البنات (ثانوية حسيبة بن بوعلي ومدرسة مليكة خرشي، وهي التسمية الحالية لهما نسبة للشهيدتين حسيبة بن بوعلي ومليكة خرشي)، فالأقدام السوداء لايزالون يبكون على الأطلال حتى أنهم أنشؤوا موقع على شبكة الأنترنيت لعرض صورهم وذكرياتهم ببلدية القبة.
وتضم بلدية القبة عدة أحياء مشهورة بكرم وطيبة سكانها، ومن أهم هذه الأحياء على غرار بن عمر والعناصر 1و2 والعافية ولابروفال وحي المنظر الجميل وقاريدي 1و2 و3 والباهية والقبة القديمة وعدة أحياء أخرى. إضافة إلى الأحياء الشعبية كحي لابروفال وحي الربوة البيضاء، فإن بلدية القبة تزخر بأحياء راقية، خصوصا جنان بن عمر
والواحة.
هذا، ويحدها من الشمال ومن الشمال الشرقي بلدية حسين داي، ومن الشمال الغربي بلديتي محمد بلوزداد (بلكور) والمدنية (سالم باي)، ومن الجنوب الشرقي بلديتي بوروبة وجسر قسنطينة، ومن الجنوب الغربي بلدية بئر خادم، ومن الشرق بلدية المقرية، ومن الغرب بلدية بئر مراد رايس، ومن الحنوب بلدية بئر خادم وجسر قسنطينة.

بعيدا عن التاريخ والوجه الجميل لمظهرها الخارجي وقريبا من سكانها البسطاء سيما القدامى منهم، تكتشف الوجه الآخر لبلدية القبة، وجه يحمل هموما كبيرة وكثيرة، ويأمل في أن يلتقي يوما بمن يقدر هذه البلدية أحسن تقدير، ويقضي على مافيا العقار وأزمات السكن والتوظيف ويبني مرافق رياضية ويعبد الطرقات ويفتح الأسواق وغيرها من مطالب سكانية لا تزال حلما بعيد المنال مثلما قالوا ل"الحوار، مبرزين أن أي رئيس بلدية "زهير بوسنينة"، إذا أراد أن ينجح في مهامه ويثبت أنه جاء فعلا لخدمة سكان القبة، عليه أن يوفر لهم" السكن والعمل ويقضي على مافيا العقار وينجز مرافق رياضية وخدماتية"، غير هذا -كما ذكروا – فلا خير في رئيس يدخل البلدية فارغ الجيوب ويخرج منها وجيوبه ممتلئة".

* لم نر من المير لا سكنا ولا وظيفة ولا شيئا
وقال السيد "علي. ب"، أحد السكان القدامى ببلدية القبة " مطالبنا لا تختلف عن مطالب باقي سكان البلديات، فنحن نريد حل أزمة السكن وامتصاص بطالة الشباب بالدرجة الأولى، ونريد أن يوفي هذا المير بما وعد خلال الحملة الانتخابية"، ليضيف شخص آخر " مطالبنا رهن إشارة رئيس البلدية الذي انتخبنا عليه، فأزمة السكن لا تزال قائمة والتوظيف بالمعريفة والمرافق الرياضية الموجودة غير كافية والطرقات مهترئة، والمير لا يحرك ساكنا ولا يأبه مع المنتخبين لمشاكلهم، وكأنهم ترأسوا البلدية لخدمة مصالحهم الشخصية بدل مصلحة الشعب الذي صوت عليهم وأوكلوهم أمورهم ووثقوا فيهم، غير أن الثقة لم تكن في محلها والوعد وإن جسد فبنسبة جد متواضعة، ما يطرح الكثير من التساؤل حول ما يعيق نشاط المير" بوسنينة" وما يعطل نشاطه، أم أن في الأمر انشغال بأمره الشخصي بدل الانشغال بمطالب السكان العالقة منذ سنوات.
ويعتقد سكان آخرون، بأن أي رئيس البلدية غير القادر على تسوية مشاكل السكان وغير القادر على الالتزام بوعوده التي قطعها معهم خلال الحملة الانتخابية، عليه أن يضع استقالته رفقة المنتخبين.

* سكنات حي 2 شارع باق تستغيث
عمي محمد، واحد من سكان عمارات 2 شارع باق، الذي يعتبر من بين أقدم أحياء البلدية، والواقع بالقرب من محطة النقل ببن عمار، يطالب عمي احمد وكل جيرانه رئيس البلدية " زهير بوسنينة" التعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل أن يستخرجوا من تحت الأنقاض بعدما اهترأت سكناتهم عن آخرها ولم تعد صالحة للعيش و لم تعد قادرة على الصمود أكثر.
وحسب عمي احمد، فإن مصالح البلدية عليمة بمطلبهم، وبالوضع الكارثي الذي آلت إليه بنايتهم، غير أنها لم تحرك ساكنا، لافتا إلى أنهم يدركون جيدا أن الترحيل والإسكان بيد مصالح الولاية، لكن في الوقت نفسه على رئيس البلدية -كما يقول عمي احمد- أن يتحرك بقوة ويضغط على الوالي عبد القادر زوخ، قائلا" يقولون هزلك هزة تبانلك معزة، هكذا يجب أن يفعل رئيس البلدية، عليه أن يتحرك ويصر ويلح حتى يحمل زوخ على ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحمي أرواحهم".

* عمارات العافية تهدد قاطنيها بالموت
قطعنا الطريق نحو حي العافية، وهو حي مشيد منذ الحقبة الاستعمارية، وطبيعي جدا أن يكون وضعه شبيها بوضع حي باق. بناياته هشة ومهترئة الأسقف والجدران بل وشققه ضاقت بقاطنيها، فالشقة الواحدة تتكون من غرفتين أو ثلاث، وعليك أن تتخيل كيف لمثل هذه الشقة أن تضم بين جناباتها 15 فردا.
طرقنا الباب على بعض قاطنيها حتى ننقل انشغالاتهم، والحقيقة الجميع استقبلنا ولم يرفض لكن شريطة عدم ذكر الأسماء وطبعا ما كان همنا سوى رفع معاناتهم للجهات المسؤولة لرئيس البلدية زهير بوسنينة وللوالي عبد القادر زوخ.
وعبّرت العائلات التي تحدثت مع"الحوار"، عن استغرابها لعدم إقدام مصالح البلدية على ترميم البناية أوترحيل لسكنات جديدة، ورفع عنهم غبن الضيق الذي يتخبطون فيه على مرأى ومسمع المسؤولين.
وقالت لنا إحدى قاطنات الحي" لم نعد نقوى على العيش في هذا الشقق الضيقة، فالكل منا يعاني والكل لم يجد وسيلة للخروج منها، لأن وضعنا الاجتماعي لا يسمح لنا باكتراء سكنات أخرى، لذا نسأل أين مسؤولونا من كل ما نعانيه؟، ومتى يوفون بوعودهم التي قطعوها معنا؟.

* سكان" قريقوري" القصديري ينتظرون ترحيلهم
" ماذا ينتظر زوخ لترحيلنا؟"، هو سؤال بعض سكان البيت القصديري" قريقوري"، الذين يعيشون على أمل ترحيلهم في القريب العاجل، سيما وأن مصالح البلدية شرعت مؤخرا، في إحصائهم، معبرين عن أملهم الكبير في الحظي بسكن جديد هذه السنة، وبالمقابل غير مخفين مشاعر الخوف من أن لا يتحقق هذا الحلم وتضيع فرصة العمر، ليبقوا داخل بيوت لا تقبل أن تعيش فيها الحيوانات، مشيدة بالإسمنت والقصدير.
تقول إحدى قاطنات هذا البيت القصديري " سنوات ونحن نعيش في هذه البيوت البئيسة ولا أحد من المسؤول رأف لحالنا والتزم بوعده، ولا أحد منهم أعطانا سكنات تحفظ كرامتنا وعزتنا، فنحن أناس بسطاء وليس لدينا من المال الكثير الذي يسمح لنا باكتراء بيت، فكيف لنا أن نشتري بيتا"، لتضيف أخرى" أغلبية سكان البيوت القصديرية رحلوا ونتمنى أن نرحل نحن أيضا، وأن يفي زوخ بوعده وننهي معاناتنا مع سكنات عشنا فيها حياة البؤساء والمتشردين".

* التوظيف.. ملاعب رياضية وترفيهية مطالب شباب القبة
وترتبط هموم الشباب بالعمل ونقص في المرافق الرياضية والثقافية، مستفسرين حول ما إذا كان رئيس البلدية زهير بوسنينة سيفي بوعده معهم ويوفر لهم مناصب عمل قارة ويفتح أسواق منظمة لاحتواء بطالتهم، سيما بعدما هدم مؤخرا، تلك السوق التي كانت تحمل في طياتها عشرات الشباب البطال.
وبحسب أحد شباب البلدية، فإن غياب فرص العمل داخل البلدية وخارجها سبب استفحال ظاهرة الأسواق الفوضوية وكذا ارتفاع نسبة قضايا الإجرام، وانتشار حظائر السيارات العشوائية، وعليه، مثلما يرى، فإن المسؤول الأول على البلدية مجبر على تبني استراتيجية جديدة وصلبة قادرة على توفير مناصب العمل، سيما من حيث إنجاز الأسواق المنظمة التي من شأنها أن توفر أكبر عدد من مناصب العمل.
وتساءل الشباب حول الطريقة التي تتم بها عملية منح الطاولات في السوق الجديدة لبن عمر التي بنيت بدل السوق القديمة، لافتين إلى أنهم لن يصمتوا ولن يديروا ظهورهم في حال سجلوا تلاعبات ولم تمنح لمن يستحقها وحرم من كان يمارس نشاطه فيها، مبرزين أن التلاعب في قوائم الاستفادة من طاولات السوق الجديدة سيترتب عنه عواقب وخيمة، وسيدخل بلدية القبة في دوامة احتجاجات هي في غنى عنها.
على صعيد آخر، يعتقد الشباب أن مصالح البلدية قد أهملت عنصرا مهما، وهو إنجاز مرافق رياضية وترفيهية وثقافية، لافتين إلى أن عددها قليل مقارنة بعدد شباب البلدية، ما صنع اكتظاظا وصراعات بين أبناء البلدية.
وفي هذا السياق، يناشد شباب حي ديار العافية السلطات المحلية، تهيئة القاعة المتعددة الرياضات بعدما تدهورت عن آخرها وأصبحت غير صالحة للاستغلال.
وأبرز الشباب أن القاعة اهترأت جدرانها وأرضيتها وتشققت أسقفها وغابت عنها الإنارة حتى غرف تبديل الملابس تعيش وضعية كارثية، ما يتطلب تدخل عاجل للجهات المسؤولة لأجل إعادة تهيئتها واستغلالها من قبل الشباب.

* تساؤلات حول مشروع ال100 محل و اتهامات ب"المعريفة" في التوظيف
على صعيد آخر، يتساءل شباب بلدية القبة عن مشروع ال100 محل، وحول ما إذا استفادت من هذا المشروع الذي استفادت منه بلديات العاصمة والوطن، مؤكدين أهميته لامتصاص البطالة والقضاء على الأسواق الفوضوية.
ولفت الشباب إلى أنهم سمعوا عن مشروع ال100 محل في البلديات الأخرى، لكن هذا المشروع لم يظهر أثره بالقبة، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانوا استفادوا من هذا المشروع أم أن بلديتهم غير معنية.
وانتقل الشباب متحدثا عن فرص التوظيف بأنها غائبة تماما بالبلدية ما يدفع بالكثير منهم إلى ممارسة النشاطات غير الشرعية، على غرار الاستحواذ على الأرصفة والطرقات كحظائر للسيارات وأسواق لبيع مختلف السلع والخضر والفواكة، ملفتين إلى أن مصالح البلدية لم تستحدث لحد اليوم أي فرصة عمل لشبابها والوظائف الموجودة تمنح للأقارب والمعارف.

* رئيس بلدية القبة زهير بوسنينة ل"الحوار":
لا يوجد مافيا العقار بالقبة… وسكان البيوت القصديرية سيرحلون هذا الشهر
قال رئيس بلدية القبة، زهير بوسنينة، في حوار مطول مع "الحوار" "ليس هناك ما يسمى بمافيا العقار في بلدية القبة، ربما كانت هذه التسمية في سنوات التسعينات بسبب ظروف استثنائية في تلك السنوات، أين أعطت الدولة أنذاك كل التسهيلات للحصول على العقارات"، مضيفا "القانون الجزائري لم يعد يرحم من يريد استغلال الفرص لأجل الحصول على أملاك وعقارات، كما أن البلدية لم تعد تتصرف في العقار".
وكشف رئيس البلدية عن 100 سكن منحتهم مصالح الولاية لفائدة طالبي السكن الاجتماعي، ملفتا إلى أنه بعد الانتهاء من التحقيقات وإعداد القائمة الاسمية توزع هذه السكنات، فيما توقع ترحيل سكان البيوت القصديرية هذا الشهر.

* اتهمتم من قبل أحد مواطني البلدية بالاستيلاء على العقار وبتسيير تعاونيات عقارية، حتى إن هذا المواطن رفع دعوى قضائية ضدكم، هل هذا صحيح؟
ليس هناك ما يسمى بمافيا العقار في بلدية القبة، ربما كانت هذه التسمية في سنوات التسعينات بسبب ظروف استثنائية في تلك السنوات، أين أعطت الدولة آنذاك كل التسهيلات للحصول على العقارات.
أما اليوم فلا وجود لما يسمى بمافيا العقار ومستحيل أن يحصل أي مسؤول بالبلدية ولو كان رئيسها على سكن، وأتحدى أي شخص يقول إنه باستطاعتي الحصول على سكن أوأستطيع الحصول على واحد متر من العقار حتى بالتحايل على القانون، لم يعد الأمر سهلا بل بات صعبا ومن سابع المستحيلات الاستفادة من عقار، فضلا عن هذا فكل المشاريع السكنية باتت تتصرف فيها مصالح الولاية.
* وبالنسبة لترأسك للتعاونيات العقارية؟
في الوقت الحالي لا أترأس أي تعاونية عقارية، وللتوضيح أكثر، بعدما أصبحت رئيسا للبلدية لم أعد أترأس أي تعاونية عقارية.
* وقبل أن تصبح رئيسا للبلدية؟
في التسعينات والألفين كنت رئيسا لتعاونية عقارية واحدة فقط أما اليوم لا، وحتى لا نقع في الالتباس أنا تعاملت كرئيس بلدية مع تعاونيات عقارية لأجل إنجاز سكنات لصالح السكان لا أكثر ولا أقل، أي اشترينا منهم بصيغة"أبي سي كناب" لفائدة السكان.
* ولكن السكان يتهمون رؤساء البلديات بالاستحواذ على السكنات، ماقولكم؟
ربي يغفر للمواطن الذي يفكر على هذا النحو، وأشير هنا إلى أن القانون الجزائري لم يعد يرحم من يريد استغلال الفرص لأجل الحصول على أملاك وعقارات، كما أن البلدية لم تعد تتصرف في العقار.
* وماذا عن عمليات الترحيل، أين هي حصة سكان بلدية القبة؟
بعد الانتهاء من دراسة الملفات على مستوى الدائرة، والتي بلغ عددها 4322 ملف طلب سكن اجتماعي، سيتم إعداد القائمة الاسمية للمستفيدين بعدها يرحلوا، وعن التاريخ لست أعلم متى، لكن ثمة ترحيل لسكان البيوت القصديرية خلا الشهر الجاري.
* ماهي حصتكم من السكنات الاجتماعية؟
مصالح الولاية منحتنا 100 سكن، وسيتم ترحيلهم إلى حي كوريفة بالحراش، وذلك بعد استكمال التحقيقات من قبل اللجنة المتواجدة بالدائرة التي يرأسها الوالي المنتدب والتي تحدد القائمة وتوزع السكنات.
* وعن السكن التساهمي، هل من حصة سكنية؟
وصل عدد ملفات السكن التساهمي 12 ألف، ولحد اليوم لم نحصل على أية حصة سكنية تساهمية.

* بالعودة إلى اختيار المستفيدين من السكن الاجتماعي، كيف ستتم العملية ؟
للأسف صوتنا في لجنة السكن المنصبة على مستوى الدائرة الإدارية واحد، ولا يمكننا المساهمة بالشكل الكافي والشافي لتحديد القائمة الاسمية للمستفيدين الحقيقيين.
* تريدون الرفع من أصواتكم في اللجنة؟
نحن كرؤساء البلديات لدينا صوت واحد في لجنة السكن، وأعتقد أن هذا غير كاف لافتكاك حقوق طالبي السكن الاجتماعي، حيث أننا نجد أنفسنا غير قادرين على إنصاف بعض مستحقيها، لأن ذلك الصوت الواحد يضعفنا في حضرة كل أعضاء اللجنة، رغم أننا نحن الأدرى بما يعيشه المواطن ونحن الأولى بتحديد القائمة، ولكن ما باليد حيلة، حيث أننا كثيرا ما نجد أنفسنا متحسرين لعدم قدرتنا على افتكاك حق طالب سكن اجتماعي لأن أعضاء اللجنة لا يقتنعون بوضعه الاجتماعي.
* بمعنى؟
هناك خلل في تكوين لجنة السكن، ومنحها صوت واحد وضع البلدية في موقف ضعف، وكثيرا ما يكون الضحية هو المواطن المسكين، لكن أشير هنا إلى أن السكان أصبحوا أذكياء ويعرفون جيدا أن رئيس البلدية " خطيه" بدليل أن أغلبية السكان أصبحوا يودعون شكاويهم على مستوى مصالح الإدارة.
* نتكلم عن النفايات وانتشارها الفظيع في بلديات العاصمة دون استثناء منها بلديتكم، هل من خطة خارقة للقضاء عليها، وهل أنتم مسؤولون عن هذه الظاهرة؟
بلدية القبة نظيفة وغالبية أحيائها لا تعاني من النفايات، لكن ما أريد قوله في هذا الموضوع أن التعاون والتنسيق بين مصالحنا ومؤسسات مصالح الولاية " نات كوم واكسترا نات" غائب، والسبب غير مرتبط بمصالحنا بل مرتبط بهاتين المؤسستين، حيث أنها لا تسمع لنا بل تسمع أوامر مصالح الولاية، فمثلا عندما نطالبهم برفع نفايات أي حي يقولون لنا إنهم لم يتلقوا أوامر من الإدارة، وبأن هذه المنطقة غير مبرمجة في هذا اليوم والأسبوع مع أن الطلب يحمل طابعا استعجاليا، لذا أعتقد أن مصالح البلدية بالنسبة لظاهرة النفايات" خضرة فوق الطعام".
وصراحة بلديتنا نظيفة ومنذ ترأسناها عقدنا اتفاقات مع مؤسسات خاصة لرفع النفايات، غير أنه على مايبدو ستحدث كارثة ابتداء من هذا الشهر الجاري، بعدما أعطى الوالي تعليمة لرؤساء البلديات بإيقاف التعامل مع المؤسسات الخاصة، وبإسداء مهمة رفع النفايات للمؤسسات" نات كوم" و" اكسترا نت"، رغم أن نات كوم التي نتعامل معها فقيرة، فبلديتنا وحدها أعطتها 7 شاحنات.
* وكيف هو حال ميزانيتكم بعد سياسة التقشف التي مست البلديات؟
الميزانية المالية لهذه السنة خفضت بنسبة 20 بالمئة، وقد رُصد لنا 200 مليار سنتيم.
* قيمة مالية معتبرة سيما إذا قارناها بالبلديات الضعيفة المداخيل.
صحيح إنها قيمة مالية معتبرة لكن قياسا بطموح أي رئيس بلدية فإنها غير كافية، وأشير هنا إلى ارتفاع قيمة الميزانية المالية كان بعد ترأسنا، حيث دعمنا وشجعنا المستثمرين ووفرنا لهم كل الظروف الحسنة على غرار الإنارة والأمن وحركة المرور.
* وماذا عن المرافق الخدماتية والرياضية والترفيهية؟
عدد السكان مرتفع ولا يمكن أن نكون عند رغبة الجميع، فقد أنجزنا 18 سوقا، وهذه السنة سننجز 12 سوقا أخرى، كما بنينا ملعبين ورصدنا 13 مليار سنتيم لفتح سينما، و15 مليار سنيتم.
نتكلم عن الأسواق المنظمة التي تظل ناقصة بالنسبة للسكان؟
شرعنا في إنجاز أسواق جوارية واستلمنا ثلاثة وبقي 3 آخرون، وصراحة لو كنا نحن من يستلم مداخيل البلدية لاستفدنا من ميزانية ثلاثة أضعاف الميزانية التي نحصل عليها.
* وماذا عن المؤسسات التربوية؟
خصصنا للمؤسسات التربوية كل الظروف المواتية، فلا اكتظاظ، كما رصدنا 1 مليار و200 سنتيم لشراء تجهيزات الترفيه في شكل أوقية توضع في الساحة.

* سوق بن عمر لا يزال يثير انتقاد الشباب بعدما تمت إزالته، بما تطمئنونهم؟
السوق أزالته ولاية العاصمة، حيث أنجز بطريقة عشوائية وفوضوية وتحول تدريجيا إلى مرتع للسرقة والفسوق و الدعارة، لذا أمرت مصالح ولاية الجزائر بإزالته بعدما تحول إلى خطر على المنطقة وإلى مصدر لفوضى عارمة.
* ومتى سيكون جاهزا؟
سيكون جاهزا فيفري القادم.
* هناك تذمر من القائمة الاسمية للمستفيدين من السوق المنظمة البديلة لسوق بن عمر، هل من توضيح؟
القائمة الاسمية للمستفيدين من السوق عرفت الغربلة، حيث أبقينا على البعض، بينما تم إقصاء البعض الذين حوّلوه إلى مرتع لتعاطي المخدرات والفسوق وانتهاك الحرمات والدعارة.
* وماذا عن مشروع ال100 محل الذي يتساءل عنه الشباب؟
مشروع ال100 محل لم تستفد منه بلديتنا، ولسنا نعلم لحد اليوم الأسباب التي حالت دون استفادتنا منه، مع أن وزارة الداخلية أدرجت بلدية القبة ضمن المستفيدين، وأنا بنفسي رأيت ذلك، ولحد اليوم أتساءل عمن حرم بلدية القبة من مشروع ال100 محل.
* الطرقات بدورها تشتكي متى يتم إنهاء مسلسل شكاوى المواطنين من الطرقات المهترئة؟
رصدنا العام الفارط 23 مليار سنتيم لإعادة تهيئة طرقات وسط القبة و17 مليار سنتيم أخرى لتهيئة طرقات أخرى وإنجاز طرقات جديدة، كما اقتطعنا 15 بالمئة من ميزانية البلدية لتعبيد وتهيئة الطرقات، وما يسجل من حفر وشكاوى الناس فوق طاقتنا.
* ماذا تقصدون؟
شركة "اسروت" هي المسؤولة الوحيدة عن تعبيد الطرقات، وهي الوحيدة الواجب محاسبتها، حيث يرصد لها الملايير دون أن تقدم أي شيء.
* سمعنا عن نزاعات بينكم وبين منتخبين، هل هذا صحيح؟
لا مشاكل مع المنتخبين عدا واحد منهم كان دائم الغياب فقررنا تجميد راتبه الشهري، وأشير هنا إلى أن كل المنتخبين يريدون العمل، كما أنهم جاؤوا لخدمة مصلحة الشعب.
* يقول شباب القبة أن التوظيف تحكمه "المعريفة" بماذا تردون عليهم؟
التوظيف في البلدية لا تحكمه "المعريفة" مثلما يقولون، ونحن حتى يعلم الجميع لانوظف أي شخص وإنما مديرية الوظيفة العمومية هي المسؤولة عن التوظيف، وقد كان لدينا 8 مناصب وتم تعيينهم عن طريق المديرية، وأنا شخصيا عندي ابنة أختي خريجة الحقوق لم أستطع توظيفها لليوم، لأن أمر التوظيف يتجاوزني.

* جمعية حي" لابروفال" ل"الحوار:
نطالب المير بمساعدتنا على تنظيم الحي
تطالب جمعية حي" لابروفال"، رئيس البلدية، بضرورة مساعدتهم على تنظيم الحي وتغطية النقائص المسجلة على غرار توفير سوق منظمة وتعبيد الطرقات واتخاذ التدابير اللازمة لأجل القضاء على الإزعاج التي تحدثه المصانع المتواجدة على مستواه.
وحسب رئيس الجمعية، محمد بوغلة، الذي التقت به "الحوار"، فإن الحي كان شبه مهمل منذ 20 سنة، ولم يعرف التهيئة، حتى أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على الاعتماد على أنفسهم بتأسيس الجمعية لاحتواء مشاكله، لافتا إلى أن العمل الجمعوي من شأنه أن يعطي هيبة للحي وكذا يلزم المسؤولين النظر إلى مطالبهم، سيما وأن جمعتهم هدفها تهيئة الحي ولا تحمل أي صبغة سياسية أو دينية أو رياضية.
وكشف رئيس الجمعية، أن حي"لابروفال" تحول إلى منطقة شبيهة بمنطقة الحميز بسبب الشاحنات التي تتردد عليه والمصانع المتواجدة على مستواه، مبرزا أن الناس يكترون سكناتهم لأصحاب المصانع دون النظر إلى انعكاساتها السلبية على قاطني الحي.
وقال بوغلة " الناس هنا يكترون بيوتهم لغرباء لأجل فتح المصانع مع أنها تشكل قلقا وإزعاجا، لذا نطالب المير باتخاذ التدابير للقضاء على هذا الإزعاج".
بدوره وصف الأمين العام للجمعية، الحاج سعيد، دور رئيس البلدية بالنسبة للسكان بهمزة وصل، مبرزا أن المجتمع المدني لا يستطيع أن يكون دون جمعيات، باعتبار العمل الجماعي يخدم مصلحة الحي ويجبر المسؤول على احترام سكانه والنزول عند طلباته.
* ومن المشاكل التي لا يزال يشتكي منها السكان، مشكل الاكتظاظ المروري ومشكل تهيئة الطرقات الذي لازال قائما بالحي، وكذا غياب السوق المنظمة والركن العشوائي للسيارات، لافتا إلى أن ما قدمته البلدية غير كاف، سيما وأن رئيس البلدية بإمكانه أن يقدم أكثر للحي، مثلا يستطيع غرس الأشجار لتزيين الحي واتخاذ التدابير اللازمة بشأن الإزعاج بالمدرسة الخاصة، سيما في أمر ركن السيارات، حيث بات هذا الأمر يشكل صعوبة في حركة المرور، قائلا " نحن لا نطالب بغلق المدرسة وإنما تقديم البديل والتنظيم".
وتابع الحاج سعيد "نطالب المير مساعدتنا على تنظيم الحي لأجل الراحة والاستقرار، ونريد التدابير التي من شأنها أن توفر النظام وعملية ركن السيارات، مثلما نشدد على البلدية أن تنذر مصلحتي سونلغاز وسيال لأجل تهيئة الطرقات بعد عملية الحفر وتركيب القنوات".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.